برهانيات كوم
فكان من إخلاصه رضي الله عنه وشدة مراقبته احترق كبده وقد شهر عنه أنه كان يشم من نفسه رائحة الكبد المشوي، وشهر من وصفه الذاتي ما رواه في مجمع الزوائد عن السيدة عائشة رضي اللّه عنه. قالت: كان غزيز الدمعة وقيد الجوانح، أي محزون القلب كأن الحزن قد كسره وضعفه، يرى عليه الإنكسار، وشدة الخوف من اللّه، شجي النشيد، يعني أن من يسمعه وهو يقرأ يحزن لسماع قراءته لشدة اخلاصه، إذا ما سمعته كأنك تسمع اللّه يقول: كيف لا وهو القائل: {إن اللّه لا يعجل بعجلة العباد حتى تبلغ الأمور عنده ما أراد). وقد قال رضي الله عنه (لا آمن مكر اللّه ولو احدى قدمي داخل الجنة) وقد قال عند سماعه من حضرته صلى الله عليه وسلم (الصلاة في أول الوقت في رضوان اللّه، وفي وسط الوقت في رحمة اللّه، وفي آخر الوقت في عفو اللّه) فقد قال الصديق رضي الله عنه (لأن أكون في رضوان اللّه تعالى خير لي من أن أكون تحت عفو اللّه). وهكذا كل من سلك على مبدئه، ونسج على منواله، وشرب من مشربه يفيض اللّه تعالى عليه، كما قال تعالى {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء} الآيات وممن حاز هذا الفضل والفخار السيد محمد بهاء الدين الذي عرف عنه أنه نقش الاسم على قلبه، فشهر بالنقشبندي بالفارسية وشهرت من الصديقية إلى النقشبندية وفرعت وكثر فيها الأفاضل واشتهر فيها أهل الحزم والعزم وإن أردت أن تعرفهم فاضلاً عن فاضل، فاتبع أسانيدهم تجدها كسلسلة المحدثين والقراء للكتاب العزيز، والسنة المطهرة
تعليقات: 0
إرسال تعليق