-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 26 مارس 2019

ثم يأتى الدور فى الحديث عن الشائعات وخطرها المدمر على المجتمعات عَلَّنا نتساءل كيف تبدأ الشائعة؟ ويكون لها دور فى تفكك المجتمع؟

ثم يأتى الدور فى الحديث عن الشائعات وخطرها المدمر على المجتمعات عَلَّنا نتساءل كيف تبدأ الشائعة؟ ويكون لها دور فى تفكك المجتمع؟
=

برهانيات كوم 

ثم يأتى الدور فى الحديث عن الشائعات وخطرها المدمر على المجتمعات عَلَّنا نتساءل كيف تبدأ الشائعة؟ ويكون لها دور فى تفكك المجتمع؟
تنشأ الشائعة لعدم وجود قناة اتصال بين مصدر الشائعة والناس التى تنتشر بينهم تلك الشائعة، وبالتالى تجد تلك الشائعة مناخ النمو والازدهار ، وفى هذا المناخ تغيب الشفافية فى معظم الأحيان ويترعرع عدم الثقة بين الأشخاص ، وفى مناخ كهذا يصبح انتشار الشائعة كانتشار النار فى الهشيم .
وهى احدى الوسائل المستخدمة فى الحرب النفسية والتى يتم اللجوء إليها فى أوقات الحروب من أجل زعزعة صفوف المحاربين وإضعاف ثقتهم بأنفسهم .
فقد حدث فى أعقاب غزوة أحد أن أخذت قريش تنشر الشائعات بين العرب أنها حطمت دولة الإسلام وأنها على وشك القضاء عليها، فطمعت قبائل العرب بالمسلمين وأخذوا يَعدون للإغارة على المدينة، فأرسل النبى أبا سلمة بن عبد الأسد فى مائة وخمسين من أصحابه إلى بنى أسد فباغتهم وشتت شملهم، وعاد إلى المدينة غانما.
فكانت الشائعة مصدر هلاك وخراب وهى كذلك فى كل الأوقات، فيجب على المسلم التأكد من الخبر قبل أن يكون سببا فى نشر أكذوبة عارية من الصحة والحقيقة قد تتسبب فى خصومة أو قتل نفس أو تفريق شمل الجماعة التى حض رسول الله على أُلفتها بقوله (الجماعة الجماعة إنما يأكل الذئب القاصية).
كيفية محاربة الشائعات
ليس هو بالأمر السهل ولكن توجد طرق يمكننا من خلالها معالجة أو مكافحة الشائعة إن لم نتمكن من القضاء عليها كلية، فتوفر آلية منهجية للتعامل مع أى شائعة أمر هام وتعتمد تلك الآلية على ثلاث خطوات أساسية هى :
الأولى: تحديد الشائعة التى تنتشر بالضبط ومصدرها وهى المرحلة الأولى ويتم الاعتماد على فرق من المجتهدين فى مجال النشاط الاجتماعى لتحقيق تلك الغاية .
والثانية: صياغة استراتيجية فعالة لمعرفة أى الشائعات صحيح وأيها خطأ ، وفى بعض الحالات يكون جزء من الشائعة صحيحا والآخر غير ذلك، ويتم التغلب على تلك الصعوبات من خلال تشكيل لجان تضم أشخاصا يمكنهم الوصول إلى معلومات دقيقة حول أى شائعة .
والخطوة الثالثة للتعامل مع الشائعة: هى عملية تصحيح الشائعة، وهنا تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا فى المسألة، حيث تصحح المعلومات الخاطئة من خلال نشر المعلومات التى تتوصل إليها جهود التحكم فى الشائعة التى أشرنا إليها آنفا .
ولا يخلو تاريخ الأنبياء والرسل أنفسهم من قذائف الشائعات التى أطلقها عليهم خصومهم وأعداؤهم ، ولكنها فى النهاية انقبلت على مُرَوِّجِيهَا .
فنبى الله نوح عليه السلام أُطلقت عليه الشائعات وقذفوه بالكذب والضلال والجنون .
وكذلك نبى الله هود عليه السلام ، وصفه قومه بالسفاهة ، بل أشيع أنه أصيب بمس فى عقله سَبَّبَ له الهذيان
وأما موسى عليه السلام فقد اتهمه قومه بالسحر والجنون والكذب والفساد فى الأرض .
وكانت مريم البتول أكثر مَن تضررت بالشائعات لأنها مست شرفها وهى أطهر نساء العالمين ، ولولا عناية الله بها فكانت تلك المعجزة التى جعلت من وليدها يتكلم وهو فى المهد ليقطع دابر الفتنة التى أحاطت بها وليخرس كل الألسنة التى تجرأت عليها .
أما نبينا الكريم سيدنا محمد فقد حُوصر بكل أنواع الشائعات منذ بعثته ، فاتهموه بالكفر والجنون ، وفى واقعة الإسراء والمعراج اتهموه بالكذب ، ونبه القرآن الكريم إلى الدور الذى لعبه اليهود فى المدينة وكذلك المنافقون فى ترديد الشائعات بمختلف أنواعها ، وتكرر ذلك فى واقعة زواجه بالسيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها بعد أن طلقها زيد بن حارثة ، وكذلك فى واقعة حديث الإفك الشهيرة التى مست زوجته السيدة عائشة رضى الله عنها فى شرفها ، ولكن الله هو الذى أظهر براءتها بآيات الإفك المعروفة فى القرآن الكريم ، ليعلو صوت الحق على صوت الباطل ولتصبح هذه الواقعة فرصة لكى يتعلم المسلمون مدى فداحة ما يرتكبه من يطلق الشائعة ومن يُرَوِّجْ لها ، بل ومن يصدقها أيضا باعتبار أنه يساعد على انتشارها .
ولابد للمتلقى للشائعة من إعمال العقل والتمييز بين الحق والباطل ، ولا يعير للشائعة أهمية لا تستحقها ، فالناس الذين لا عمل لهم ، هم فقط الذين يضيعون أوقاتهم فى القيل والقال.
كما أن من الشائعات أن تنشر بين الناس خبر فاحشة رأيتها بعينك وتظن أنك تقول الحق ولا تكذب، فانظر فى قوله تعالى ]إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون[[9].
وأخرج ابن أبى حاتم عن خالد بن معدان قال: من حدث بما أبصرت عيناه وسمعت أذناه، فهو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا.
وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال: من أشاع الفاحشة فعليه النكال وإن كان صادقا.





مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم