برهانيات كوم
* أما عن كثرة الفتوى بين الناس بعلم وبغير علم فإننا نعود إلى التاريخ لنأخذ منه المثال والعبرة فقد أوَّلَ جمهور العلماء بغير خلاف، حديث رسول الله الذى رواه أبو هريرة قال (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة)[5]، فعالم المدينة -وهو الإمام مالك- لم يتصدر حلقة العلم والفتوى إلا بعد أن أخذ العلم عن ثلاثمائة من التابعين، وَضِعْفَهُمْ من تابعى التابعين، وَأُذِنَ من أكثر من سبعين من علماء عصره للجلوس للدرس والفتوى.
أما إذا رجعنا إلى حصن الحديث عن النبى وهو شيخ الشيوخ سيدنا يحيى بن معين الذى حفظ على أمة النبى ألف ألف وسبعمائة وخمسون ألفاً من الأحاديث الصحيحة فإنه إذا سُئل عن رأيه فى معنى حديث كان يقول (لا أدرى) فلما سُئل لِمَ؟ قال أخاف أن يُعبد الله على رأى يحيى بن معين.
فانظر إلى هذا الفرق الشاسع بين قول الشيخ الجليل يحيى بن معين وبين أقوال أصحاب الرأى فى هذه الأيام، فإذا سألت أحدهم أفتى بغير علم فَضَلَّ وأضل.
وحملة الفقه هم القُرَّاء للفقه وقد فصَّل القول سيدنا عبد الله بن مسعود إذ قال: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وتتخذ سنة يجرى عليها الناس، فإذا غُيِّرَ منها شئ قيل تركت السنة، فقيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كَثُرَ قُرَّاءُكُمْ، وقَلَّ فقهاؤكم، وكثرت أموالكم، وقلّ أُمناؤكم، والتُمست الدنيا بعمل الآخرة وَتُفُقِّهَ لغير الدين)[6].
ومن هذا القول يتضح أنه ليس كل من قرأ العلم فقيه وليس كل من تفقه فهو للدين، وأغرب ما قاله (وتتخذ سنة يجرى عليها الناس إذا تركتها قيل تركت السنة) ونجد أن هذا القول واقع تماما كما حدث فى أوان الدولة الأموية، وما جرى من سب أبى تراب الإمام على على منابر المساجد فى خطبة الجمعة، وإذا نسى الخطيب ذلك قال له المصلون السُنة السُنة، وأيضاً ما يجرى على لسان بعض الفرق من سب سيدنا أبى بكر وسيدنا عمر فى ختام الصلوات والعياذ بالله، وإذا تركت ذلك قيل تركت السنة، وأيضا إذا سمعك الناس تقول قال رسول الله قالوا حديث ضعيف، كأنهم كلهم صاروا علماء حديث ويجرحون رواة الأحاديث بغير سند ولا ميزان، أو قالوا ليس حديث لأنه لا يُعقل أن يقول رسول الله ذلك، والناس يتخذون من علم مصطلح الحديث حجة لهم، ولكننا نود أن نوضح أن علم الجرح والتعديل لا يُقبل ممن هو مجروح فى عقيدته فى الله سبحانه وتعالى أو مجروح فى عقيدته فى النبى ، ويقول سيدى أبو طالب المكى وهو إمام الحرمين فى كتابه قوت القلوب: (إن علم مصطلح الحديث قد فتح باب الشك فى الحديث النبوى الشريف) وقد صدق سيدنا عمر بن الخطاب فى قوله إلى سيدنا زياد بن حدير : (قال لى عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا، قال: يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين)[7] وقد روى أبو يوسف بن عبد البر أن سيدنا عمر بن الخطاب قال: (إياكم وأصحاب الرأى فإنهم أعداء السنن قد أعْيتهم الحيلة فى حفظ أحاديث النبى فقالوا بالرأى فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
ويطابق ذلك قول رسول الله الذى رواه سيدنا عبد الله بن عمرو ( إن الله لا يقبض العلم انتازعاً، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، واتخذ الناس رؤوساً جهالاً فَسُئِلُوا فأفتوا بغير علم فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)
إِنِّى بَرَاءٌ مِنَ الدَّعْوَى وَقَدْ كَثُرَتْ-بِلاَ حَيَاءٍ- وَإِنَّ اللهَ مُنْجِينِى
وختاما ندعو الله العلِىّ العظيم بجاهِ سيدنا محمد صاحبِ الذكرِ الرحيمِ والخلقِ العظيمِ أن يعيد علينا ذكرى الشيخين الجليلين بالحب والإخاء لا لِنُحْييها بل لتحيا بها قلوبُنا حُبَّاً وصفاءً وأرواحنا سيراً وارتقاءً وعقولنا فهماً ورضاءً وأجسادنا فى خدمةِ الكُرَمَاءْ.
أما إذا رجعنا إلى حصن الحديث عن النبى وهو شيخ الشيوخ سيدنا يحيى بن معين الذى حفظ على أمة النبى ألف ألف وسبعمائة وخمسون ألفاً من الأحاديث الصحيحة فإنه إذا سُئل عن رأيه فى معنى حديث كان يقول (لا أدرى) فلما سُئل لِمَ؟ قال أخاف أن يُعبد الله على رأى يحيى بن معين.
فانظر إلى هذا الفرق الشاسع بين قول الشيخ الجليل يحيى بن معين وبين أقوال أصحاب الرأى فى هذه الأيام، فإذا سألت أحدهم أفتى بغير علم فَضَلَّ وأضل.
وحملة الفقه هم القُرَّاء للفقه وقد فصَّل القول سيدنا عبد الله بن مسعود إذ قال: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وتتخذ سنة يجرى عليها الناس، فإذا غُيِّرَ منها شئ قيل تركت السنة، فقيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كَثُرَ قُرَّاءُكُمْ، وقَلَّ فقهاؤكم، وكثرت أموالكم، وقلّ أُمناؤكم، والتُمست الدنيا بعمل الآخرة وَتُفُقِّهَ لغير الدين)[6].
ومن هذا القول يتضح أنه ليس كل من قرأ العلم فقيه وليس كل من تفقه فهو للدين، وأغرب ما قاله (وتتخذ سنة يجرى عليها الناس إذا تركتها قيل تركت السنة) ونجد أن هذا القول واقع تماما كما حدث فى أوان الدولة الأموية، وما جرى من سب أبى تراب الإمام على على منابر المساجد فى خطبة الجمعة، وإذا نسى الخطيب ذلك قال له المصلون السُنة السُنة، وأيضاً ما يجرى على لسان بعض الفرق من سب سيدنا أبى بكر وسيدنا عمر فى ختام الصلوات والعياذ بالله، وإذا تركت ذلك قيل تركت السنة، وأيضا إذا سمعك الناس تقول قال رسول الله قالوا حديث ضعيف، كأنهم كلهم صاروا علماء حديث ويجرحون رواة الأحاديث بغير سند ولا ميزان، أو قالوا ليس حديث لأنه لا يُعقل أن يقول رسول الله ذلك، والناس يتخذون من علم مصطلح الحديث حجة لهم، ولكننا نود أن نوضح أن علم الجرح والتعديل لا يُقبل ممن هو مجروح فى عقيدته فى الله سبحانه وتعالى أو مجروح فى عقيدته فى النبى ، ويقول سيدى أبو طالب المكى وهو إمام الحرمين فى كتابه قوت القلوب: (إن علم مصطلح الحديث قد فتح باب الشك فى الحديث النبوى الشريف) وقد صدق سيدنا عمر بن الخطاب فى قوله إلى سيدنا زياد بن حدير : (قال لى عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا، قال: يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين)[7] وقد روى أبو يوسف بن عبد البر أن سيدنا عمر بن الخطاب قال: (إياكم وأصحاب الرأى فإنهم أعداء السنن قد أعْيتهم الحيلة فى حفظ أحاديث النبى فقالوا بالرأى فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
ويطابق ذلك قول رسول الله الذى رواه سيدنا عبد الله بن عمرو ( إن الله لا يقبض العلم انتازعاً، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، واتخذ الناس رؤوساً جهالاً فَسُئِلُوا فأفتوا بغير علم فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)
إِنِّى بَرَاءٌ مِنَ الدَّعْوَى وَقَدْ كَثُرَتْ-بِلاَ حَيَاءٍ- وَإِنَّ اللهَ مُنْجِينِى
وختاما ندعو الله العلِىّ العظيم بجاهِ سيدنا محمد صاحبِ الذكرِ الرحيمِ والخلقِ العظيمِ أن يعيد علينا ذكرى الشيخين الجليلين بالحب والإخاء لا لِنُحْييها بل لتحيا بها قلوبُنا حُبَّاً وصفاءً وأرواحنا سيراً وارتقاءً وعقولنا فهماً ورضاءً وأجسادنا فى خدمةِ الكُرَمَاءْ.
تعليقات: 0
إرسال تعليق