-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 21 فبراير 2018

شرح ومعنى وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى

شرح ومعنى وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى
شرح ومعنى وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى



شرح ومعنى وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى


وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى


سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والحمد لله الذي قرن اسمه باسم حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم .

فاسم الجلالة في بديع حروفه ألف هناك واسم (طه) الباء

وصلي اللهم على من تشرف بمعرفته أهل السماء وأهل الأرض وآله وسلم تسليما. رسول الله نعمة كبرى رحمة صرفة حبيب عظيم حال محبيه هو لسان القائل :

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمهـا عقود مدح فما أرضى لكم نظمي

ويكثرون من مدحه صلى الله عليه وسلم ولسان حالهم يقول :

ماذا يقول المادحون ومـا عسـى أن تجمع الكتاب مــن معنـاك
والله لـــو أن البحـار مدادهم والشعب أقـــلام جعلـن لذاك
لم تقدر الثقلان تجمع نـــزره أبداً وما اسطاعوا له إدراكـــا

ويقول الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني :


لا يعلم الثقلان عنه قدرمــا جهلوا وضلوا في جلي ضحاه

إنَّ جميع ما بالكون من جن وإنس وجماد وحيوان يتباهون برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غرابة في ذلك ولله د ر القائل :

سبيت الـورى طـرا وأنت محبب فكيف بمن يهواك إن زالت الحجب
فأصبحت معشوق القلوب بأسـرها ولا ذرة فــي الكون إلا ولها قلب

وها هو الشيخ محمد عثمان عبده يورد ذات المعاني إذ يقول :

كل الكون مــن عالٍ ودان بمحمود الطليعة قد تباهــى


ويستخدمون لفظة (كل) ويريدون بها الشمول ويضيف إليها الشيخ (الكون) معرفاً بـ(ألـ) أي أنه ليس كوناً دون كون بل هو الكون بما فيه ثم يؤكد على (كل الكون) بقوله (من عال ودان) فالكل يتباهى بالحبيب صلى الله عليه وسلم (محمود الطليعة) وفلسفة الشيخ من هذه التقدمة قبل الإخبار هي أن ينفي الشك من قلوب السامعين لئلا يظنوا أن المباهاة به صلى الله عليه وسلم قد تكون من بعض دون البعض الآخر ، وتفسير ذلك أن الشيخ أوقع قوله (كل الكون) و (من عال ودان) في نفس المخاطب أولاً وثبته بحيث لا يمكن أن ينفك منه ما لم يخبر عنه ، ثم أتى بالإخبار وهو قوله (بمحمود الطليعة قد تباهى) فدخل الخبر قلب السامع دخول المأنوس به وهذا لا محالة أشد لثبوته وأمنع للشك ، وكأني بالسامع عندما سمع قوله (كل الكون من عال ودان) وسكنت هذه العبارة قلب تهيأ لمعرفة الخبر ما هو ؟ فقيل له (بمحمود الطليعة قد تباهى) فاطمأن قلبه ولم يداخله الشك البتة .
ولتنظر عزيزي الكريم إلى قوله (من عال ودان) ..

 هل تراه ترك ملكاً مقرباً أو إنساً أو جناً أو حيواناً أو جماداً ولم يدخله في عبارته ؟ لا شك أن الجواب لا . ويسمى هذا الأسلوب عند علماء البلاغة الطباق وهو الجمع بين الشئ وضده في الكلام ، ولا يظن ظان أن المراد من عال ودان دون غيرهما بل يدخل ما سواهما بدليل قوله آنفاً (كل الكون) وقدّم (عال) لشرف العالي على الداني بل إن الكل من جن وإنس شهدوا بما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من مكانة عظيمة ، حتى الأعداء :
نسبٌ أضاء عموده في رفعــة كالصبح فيه ترفع وضيـــاء

وشمائــل شهد العدو بفضلهـا والفضل ما شهدت بـه الأعداء

ويقول الإمام البوصيري :

وتغنت بمدحه الجن حتى أطرب الإنـــس منه ذاك الغنـــاء

ولنتأمل معاً أخي القارئ إلى قوله (بمحمود الطليعة قد تباهى) تجد لتقديم قوله (بمحمود الطليعة) على قوله (قد تباهى) سراً يكمن في القصر وهو تخصيص مباهاة كل الكون به صلى الله عليه وسلم دون غيره ، وتفيد (قد) التأكيد لمن شك فيما تقدم من إخبار .

وأرى أن روعة هذا النظم تتمثل في التقديم والتأخير الذي شمل كل البيت بل يمكن للقارئ أن يقرأ البيت من آخره وهو (قد تباهى كل دان وعال في الكون بمحمود الطليعة) ولكن لا يعطيك هذا الترتيب الذي يراه النحويون منطقياً روعة وجمالاً مثلما جاء به صاحب النظم وهو قوله :

وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى

وصلي اللهم على سيدنا محمد وآله وسلم

د. الوسيلة درار




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم