النبي المصطفى وسر تسمية ليلة القدر بهذا الاسم
- أخلاق الرسول سيدنا محمد : الصبر والحلم والأدب مع الله
- التحذير من مخالطة السفهاء وأصدقاء السوء
- دراسة حول : هل اسلم ابى طالب عم النبي قبل وفاته ام مات على الشرك ؟
ليلة القدر.. والنبى المصطفى العدنان.. والقرآن.. ثلاثة متلازمة كأنهن واحد.. فالنبى الحبيب كان قرآنا يمشى بين الناس، وليلة القدر ليلة فيها نزل القرآن.. فما القطب الذى تدور عليه رحى ما عداه؟
ونحن نقرأ القرآن فى كل شهور العام، ولكنه فى رمضان أحلى.. حيث الجهاد ومخالفة النفس والصدقات والزكاة والذكر والعبادات، وتصفيد الشياطين.. وانشراح الصدور بانفتاح أبواب الجنان وانغلاق أبواب النيران.. كل ذلك يهيء القلوب والأرواح إلى حسن التلقى.. ومن مرآة هذا الحسن ينجلى حسن السؤال.. سيما بعد انقضاء العشر الأواسط واستقبال العشر الأواخر حيث ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر.. حيث مرآة القلب الصدئة صارت من الصفاء فتنعكس عليها بعض العلوم الموهوبة.. ومن ذلك قول أحدهم: تقولون ليلة القدر.. بالله خبرونى.. قدر من ؟!!! أو قدر ماذا ؟!!! ولم كل هذه الحفاوة بعين الليلة على الرغم من أن كلمة (القدر) تدل على وجود طرف آخر فى المعادلة.. ففى مادة (قدر) فى لسان العرب لابن منظور
ورد قوله:.. القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم وهو ما يُقَدِّره الله من القضاء ويحكم به من الأُمور قال الله عز وجل إِنا أَنزلناه فى ليلة القَدْرِ أَى الحُكْمِ كما قال تعالى فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم.. وفى تفسير الحافظ المحدث الإمام ابن كثير ما نصه: قال ابن عباس وغيره (... أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع فى ثلاث وعشرين سنة على رسول الله ..)، قلت: فكأن حكم الله وإرادته العليا كان متمثلا فى نزول القرآن جملة كما سبق.. ولكن آية الفرقان تطالعنا بقول الله تعالى ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا * وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ الفرقان:32-33.. قال ابن كثير : يقول تعالى مخبراً عن كثرة اعتراض الكفار وتعنتهم، وكلامهم فيما لا يعنيهم، حيث قالوا ﴿لَوْلا نزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ أى: هلا أنزل عليه هذا الكتاب الذى أوحى إليه جملة واحدة، كما نزلت الكتب قبله، كالتوراة والإنجيل والزبور، وغيرها من الكتب الإلهية. فأجابهم الله عن ذلك بأنه إنما أنزل منجما فى ثلاث وعشرين سنة بحسب الوقائع والحوادث، وما يحتاج إليه من الأحكام لتثبيت قلوب المؤمنين به كما قال: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنزلْنَاهُ تَنزيلا﴾ الإسراء: 106، ولهذا قال ﴿لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا﴾. قال قتادة: وبيناه تبيينا. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وفسرناه تفسيرا.
وقال سيدى أحمد ابن عجيبة فى البحر المديد: أنزلناه كذلك مفرقاً فى عشرين سنة، أو ثلاث وعشرين؛ لنثبت به فؤادك، ونقوى به يقينك، فَكُلَّمَا نزل شيئ من الوحى قوى القلب، وازداد اليقين، حتى يصير إلى عين اليقين وحق اليقين. قال القشيرى: لأنه لو كان دفعة واحدة لم يتكرر نزول جبريل بالرسالة فى كل وقت وحين. وكثرة نزوله كان أوجبَ؛ لسكون قلبه، وكمال رَوْحه، ودوام أُنْسه، ولأنه كان جبريل يأتيه فى كل وقت بما يقتضيه ذلك الوقتُ من الكوائن والأمور الحادثة، فكان ذلك أبلغ فى كونه معجزة، وكان أبعدَ من التهم من أن يكون من جهة غيره، وبالاستعانة بمن سواه حاصلاً. هـ.
كل هذا يؤكد أن المقصود بعينه هو إكرام الحبيب محمد وتشريفه من قبل مولاه جل وعلا.. وفى هذا يقول الإمام ابن كثير: ثم فى هذا اعتناء كبير، لشرف الرسول ، حيث كان يأتيه الوحى من الله بالقرآن صباحا ومساء، ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، فكل مرة كان يأتيه الملك بالقرآن كإنزال كتاب مما قبله من الكتب المتقدمة، فهذا المقام أعلى وأجلُّ، وأعظم مكانة من سائر إخوانه من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فالقرآن أشرف كتاب أنزله الله، ومحمد صلوات الله وسلامه عليه أعظم نبى أرسله الله وقد جمع الله تعالى للقرآن الصفتين معا، ففى الملأ الأعلى أنزل جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى سماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك إلى الأرض منجما بحسب الوقائع والحوادث.
فالنبى إذن هو مركز مدار جلال ليلة القدر الغراء، وقطب فلك جمال كلام الله المنزل من السماء.. تعرف ذلك جليا إذا قرأت فى القرآن قوله تعالى ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾ مريم: 97-98، فالواجب على كل مسلم ومؤمن أن يستشعر معنى كونه سر أسرار نوال القصد من القرآن المنزل فى ليلة القدر.. عرفانا بالجميل.. وشكرا لله على أعظم نعم الله على الإطلاق وهو حبيبه محمد .. فلولاه ما انفتحت أغلاق معانيه، أو تفتقت أسرار مبانيه عن معانيه.. لأجل هذا يحق لنا أن نقول: إن ليلة القدر إنما هى تنويه على مدى الأزمان عن قدر المصطفى ، ولله در القائل:
الْقَدْرُ فِيهِ لِكُلِّ ذِى قَـــدْرٍ إِذَا سَكَتَ الرَّعِيَّةُ عَنْهُ وَالأُمَرَاءُ
وَالْحُكْمُ فِيـهِ لِمَنْ إِلَيْهِ الْمُشْتَكَى فَهُوَ الْبَرِيءُ وَكُلُّنَـا خَطَّاءُ
ونحن نقرأ القرآن فى كل شهور العام، ولكنه فى رمضان أحلى.. حيث الجهاد ومخالفة النفس والصدقات والزكاة والذكر والعبادات، وتصفيد الشياطين.. وانشراح الصدور بانفتاح أبواب الجنان وانغلاق أبواب النيران.. كل ذلك يهيء القلوب والأرواح إلى حسن التلقى.. ومن مرآة هذا الحسن ينجلى حسن السؤال.. سيما بعد انقضاء العشر الأواسط واستقبال العشر الأواخر حيث ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر.. حيث مرآة القلب الصدئة صارت من الصفاء فتنعكس عليها بعض العلوم الموهوبة.. ومن ذلك قول أحدهم: تقولون ليلة القدر.. بالله خبرونى.. قدر من ؟!!! أو قدر ماذا ؟!!! ولم كل هذه الحفاوة بعين الليلة على الرغم من أن كلمة (القدر) تدل على وجود طرف آخر فى المعادلة.. ففى مادة (قدر) فى لسان العرب لابن منظور
ورد قوله:.. القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم وهو ما يُقَدِّره الله من القضاء ويحكم به من الأُمور قال الله عز وجل إِنا أَنزلناه فى ليلة القَدْرِ أَى الحُكْمِ كما قال تعالى فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم.. وفى تفسير الحافظ المحدث الإمام ابن كثير ما نصه: قال ابن عباس وغيره (... أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع فى ثلاث وعشرين سنة على رسول الله ..)، قلت: فكأن حكم الله وإرادته العليا كان متمثلا فى نزول القرآن جملة كما سبق.. ولكن آية الفرقان تطالعنا بقول الله تعالى ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا * وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ الفرقان:32-33.. قال ابن كثير : يقول تعالى مخبراً عن كثرة اعتراض الكفار وتعنتهم، وكلامهم فيما لا يعنيهم، حيث قالوا ﴿لَوْلا نزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ أى: هلا أنزل عليه هذا الكتاب الذى أوحى إليه جملة واحدة، كما نزلت الكتب قبله، كالتوراة والإنجيل والزبور، وغيرها من الكتب الإلهية. فأجابهم الله عن ذلك بأنه إنما أنزل منجما فى ثلاث وعشرين سنة بحسب الوقائع والحوادث، وما يحتاج إليه من الأحكام لتثبيت قلوب المؤمنين به كما قال: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنزلْنَاهُ تَنزيلا﴾ الإسراء: 106، ولهذا قال ﴿لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا﴾. قال قتادة: وبيناه تبيينا. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وفسرناه تفسيرا.
وقال سيدى أحمد ابن عجيبة فى البحر المديد: أنزلناه كذلك مفرقاً فى عشرين سنة، أو ثلاث وعشرين؛ لنثبت به فؤادك، ونقوى به يقينك، فَكُلَّمَا نزل شيئ من الوحى قوى القلب، وازداد اليقين، حتى يصير إلى عين اليقين وحق اليقين. قال القشيرى: لأنه لو كان دفعة واحدة لم يتكرر نزول جبريل بالرسالة فى كل وقت وحين. وكثرة نزوله كان أوجبَ؛ لسكون قلبه، وكمال رَوْحه، ودوام أُنْسه، ولأنه كان جبريل يأتيه فى كل وقت بما يقتضيه ذلك الوقتُ من الكوائن والأمور الحادثة، فكان ذلك أبلغ فى كونه معجزة، وكان أبعدَ من التهم من أن يكون من جهة غيره، وبالاستعانة بمن سواه حاصلاً. هـ.
كل هذا يؤكد أن المقصود بعينه هو إكرام الحبيب محمد وتشريفه من قبل مولاه جل وعلا.. وفى هذا يقول الإمام ابن كثير: ثم فى هذا اعتناء كبير، لشرف الرسول ، حيث كان يأتيه الوحى من الله بالقرآن صباحا ومساء، ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، فكل مرة كان يأتيه الملك بالقرآن كإنزال كتاب مما قبله من الكتب المتقدمة، فهذا المقام أعلى وأجلُّ، وأعظم مكانة من سائر إخوانه من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فالقرآن أشرف كتاب أنزله الله، ومحمد صلوات الله وسلامه عليه أعظم نبى أرسله الله وقد جمع الله تعالى للقرآن الصفتين معا، ففى الملأ الأعلى أنزل جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى سماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك إلى الأرض منجما بحسب الوقائع والحوادث.
فالنبى إذن هو مركز مدار جلال ليلة القدر الغراء، وقطب فلك جمال كلام الله المنزل من السماء.. تعرف ذلك جليا إذا قرأت فى القرآن قوله تعالى ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾ مريم: 97-98، فالواجب على كل مسلم ومؤمن أن يستشعر معنى كونه سر أسرار نوال القصد من القرآن المنزل فى ليلة القدر.. عرفانا بالجميل.. وشكرا لله على أعظم نعم الله على الإطلاق وهو حبيبه محمد .. فلولاه ما انفتحت أغلاق معانيه، أو تفتقت أسرار مبانيه عن معانيه.. لأجل هذا يحق لنا أن نقول: إن ليلة القدر إنما هى تنويه على مدى الأزمان عن قدر المصطفى ، ولله در القائل:
الْقَدْرُ فِيهِ لِكُلِّ ذِى قَـــدْرٍ إِذَا سَكَتَ الرَّعِيَّةُ عَنْهُ وَالأُمَرَاءُ
وَالْحُكْمُ فِيـهِ لِمَنْ إِلَيْهِ الْمُشْتَكَى فَهُوَ الْبَرِيءُ وَكُلُّنَـا خَطَّاءُ
- وصف حسن النبي صلى الله عليه وسلم
- وصف وجه الرسول صلى الله عليه وسلم
- رؤيا السيدة عاتكة بنت عبد المطلب رضي الله عنها
تعليقات: 0
إرسال تعليق