-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الجمعة، 6 سبتمبر 2019

ماذا قال سيدى فخر الدين عن فضل الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

ماذا قال سيدى فخر الدين عن فضل الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

برهانيات كوم 

من كتاب شرح الاوراد للدكتور ابراهيم الدسوقي 

-----------------------

يجدرُ بِنَا أنْ نَعرضَ بعضَ ما أفاضَ اللهُ على شيخِنَا سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - في تأويلِ بعضِ النصوصِ القرآنيةِ الواردةِ في معنى الصلاةِ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وكذلكَ معرفةُ ما تَيَسَّرَ حولَ معاني الصلاةِ عَلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - ..يَقُولُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - ما معناهُ :- الوجودُ كلُّهُ بِعوالِمِهِ مُسَخَّرٌ لِخدمةِ دينِ الإسلامِ ولِخدمةِ الرسولِ الخاتمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، فالجنُّ والإنسُ والمَلَكُ والطيرُ والوحوشُ والهوامُ كُلُّهَا خادمةٌ لِنبيِّنَا وسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، ولا أَدَلَّ على ذلكَ مِنْ أنَّ الأسماءَ الإلهيةَ تصلِّي على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فتَخدمُهُ ملائكتُهَا بإذنِ ربِّهِ الأعلى ..ويَتَّضِحُ هذَا بالآياتِ الثّلاثةِ الآتي ذِكْرُهَا :أوّلاً : صلاةُ الهُو [ أيْ صلاةُ الاسمِ ( هُو ) ] :{هُوَ الَّذِى يُصَلّى عَلَيْكُمْ وَمَلَائكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مّنَ الظُّلُمَتِ إِلَى النُّور} ؛ فهذهِ صلاةُالاسمِ ( هُو ) وملائكةِ الاسمِ ( هُو ) يُصلِّيَانِ على الأُمَّةِ كُلِّهَا لِتخرجَ مِنْ ظلماتِ الجهلِ إلى نورِ علمِ حضرةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْرَفِنَا باللهِ سبحانَهُ .ثانياً : صلاةُ الاسمِ ( اللَّه ) :يَقُولُ مَوْلاَنَا الشَّيْخُ - رضي الله عنه - :صَلاَةُ اللَّهِ فِي خَتْمٍ وَبَدْءٍ ... عَلَى عَبْدٍ عَلَيْهِ الْحَقُّ أَثْنَىويقول :لِلَّهِ قَوْمٌ خُوطِبُوا فِي قَوْلِهِ ... صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما} (1) ولقدْ سألَ الصحابةُ - رضي الله عنهم - النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا :" عَرِّفْنَا كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه " فقال { قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلّ ... } ، فوضَّحَ لهمُ الكيفيةَ بقول { اللَّهُمّ } وهيَ قسمانِ : ( اللَّهُ ) وحرفُ الميمِ ؛ حَيْثُ قالَ أهلُ اللغةِ أنَّهُ عِوَضٌ عَنِ النداءِ في تقديرِ الدعاءِ ( يا الله ) ..تحقيق :
يَقُولُ النُّحَاةُ : إنَّ الميمَ عِوَضٌ عَنْ " يَا " النداءِ في كلمةِ " اللَّهُمَّ " ، وهذَا اجتهادٌ لاَ يَقومُ على دليلٍ واضحٍ لَدَيْنَا ولاَ يَقومُ عَلَيْهِ دليلٌ ، ولكنَّ اللفظَ الواضحَ إذَا قسمْتَهُ يتكوَّنُ مِنْ قِسْمَيْنِ : أوَّلُهُمَا لفْظُ الجلالةِ " اللَّهُ " ، وثانيهِمَا حَرْفُ الميمِ المضافِ إلَيْهَا ، والذي لاَ نَجِدُ صعوبةً في الاجتهادِ بالحُكْمِ بأنَّهُ الحَرْفُ الأولُ مِنْ كلمةِ " مُحَمَّدٍ " ، وهوَ اجتهادٌ لهُ ما يُعَضِّدُهُ ؛ فأيُّ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللهِ أَوْلَى بالإضافةِ إلى اللهِ مِنْ حبيبِهِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - الذي رَفَعَ لهُ ذِكْرَهُ فلاَ يُذْكَرُ إلاَّ ويُذْكَرُ معهُ ، وفِي هذَا إشارةٌ إلى أنَّهُ لا صلاةَ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإنْ شئْتَ فقلْ : لا طَلَبَ مِنَ اللهِ - إلاَّ بواسطةِ ميمِ المُحَمَّديَّةِ ، وإنَّمَا كانَ ذلكَ شريعةً مِنَ اللهِ ورسولِهِ لِسابقِ العلمِ بعجزِنَا عَنِ الصلاةِ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - على وجهِ التحقيقِ ، فلَمَّا اعترفَ المؤمنُ بعجزِهِ عَنْ ذلكَ بطلبِ الصلاةِ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ اللهِ قُبِلَتْ منهُ يقيناً كَمَا هوَ موضَّحٌ في صحيحِ الأخبارِ والآثارِ ؛ فلقدْ تضافرَتِ الأدلةُ على أنَّ قبولَ أيِّ عبادةٍ مشروطٌ بالتقوى إلاَّ الصلاةُ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإنَّهَا مقبولةٌ على كُلِّ حالٍ إكراماً لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وانْظُرْ إنْ شِئْتَ قولَ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - :" الْعَجْزُ عَنْ دَرْكِ الإِدْرَاكِ إِدْرَاك " ، واللّهُ أَعْلَم .والمَعْنَى إجمالاً في الآيةِ : أنَّ الاسمَ ( اللَّه ) وملائكةَ الاسمِ ( اللَّه ) دائماً في خدمةِ شريعةِ العبدِ - صلى الله عليه وسلم - ، فكُونُوا يَا أهلَ الإيمانِ دائماً في خدمةِ وطاعةِ العبدِ - صلى الله عليه وسلم - ..والدّليلُ على ذَلِكَ : قولُهُ تعالى {وَإِن تَظَهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَلِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَئكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير} ؛ فالمولى في اللغةِ هوَ السيدُ أوْ هوَ الخادمُ ، وهوَ - كَمَا يَقُولُ اللغويُّونَ - مِنَ المتضادّاتِ ، فإذَا اعتبرْتَ مَعْنَاهَا " السيدَ " فيجوزُ سيادةُ اللَّهِ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، ولكنَّهَا لا تَجوزُ في حقِّ الباقِينَ المذكورِينَ في الآيةِ ، وإذَا اعتبرْتَ المعنى الثاني فيجوزُ تأويلاً أنْ يخدمَ الاسمُ ( الله ) بمعنى يُعِينُ ويُعَضِّدُ ويُقَوِّي وينصرُ صاحبَ دينِهِ وكذلكَ جبريلُ وصالحُ المؤمنينَ ، ويؤيِّدُ هذَا المعنى كلَّهُ بَعْدَ ذلكَ قولُهُ تعالى {وَالْمَلَئكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير} ؛ فالمقصودُ والمرادُ مِنَ الآيةِ هوَ كلمة {ظَهِير} بمعنى المُعينِ والناصرِ والمؤيِّدِ والمُدافِعِ ، وهذَا لا مبالَغةَ فيهِ ؛ إذْ يبدو ذلكَ مِنَ اللهِ لآحادِ المؤمنينَ في قولِهِ تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُدَفِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا} ، أفلاَ يكونُ ذلكَ مِنْ بابِ أَوْلَى لِحبيبِهِ ومصطفاهُ ورسولِهِ الأمينِ - صلى الله عليه وسلم - ؟!!ثالثاً : صلاةُ الاسمِ ( الرَّبِّ ) :يَقُولُ تعالى {وَلَنَبْلُوَّنَّكُم بِشَىْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَلِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَتِ وَبَشِّرِ الصَّبِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَجِعُونَ * أُولَئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئكَ هُمُ الْمُهْتَدُون} ؛ فهيَ إذَنْ صلاةُ الرَّبِّ على مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ عبادِهِ الصابرينَ ..تحقيق :فإنْ سألَ سائلٌ : وما وجْهُ علاقةِ النَّبيِِّ - صلى الله عليه وسلم - بِصَلاةِ الاسمِ ( الرَّبِّ ) ؟نقولُ لهُ وباللهِ التوفيقُ : إنَّهُ لَمَّا كانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - هوَ الواسطةُ العظمى بَيْنَ الحقِّ والخلْقِ حَيْثُ قالَ لهُ تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَلَمِين} فأَتْبَعَ سبحانَهُ وتعالى صلواتِ الاسمِ ( الرَّبِّ ) في الآيةِ بقولِه {وَرَحْمَة} إشارةً إلى أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - هوَ الرحمةُ المهداةُ والمرسَلُ رحمةً لِلعالَمينَ ، وهذَا هوَ وجْهُ هدايتِهمْ حَيْثُ وصفَهمْ بقولِه {وَأُولَئكَ هُمُ الْمُهْتَدُون} ..فإنْ قُلْتَ : وكيفَ آلَتْ إلَيْهِمُ الهدايةُ حَيْثُ وصفَهمْ بالمهتدينَ ؟نقولُ وباللهِ التوفيقُ : إنَّهُ لاَ سبيلَ إلى ذلكَ - كَمَا أَوْضَحَتِ الآيةُ في صدرِها وعجزِها وسابقتِها - إلاَّ بالاسمِ ( الله ) ، فهمُ المضافُونَ إلى الاسمِ ( اللَّه ) حَيْثُ قالوا {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَجِعُون} ..ولِذلكَ أشارَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في هذَا المَوْضِعِ بالذّاتِ إلى ( الذّاكرِينَ اللهَ كثيراً ) في شرحِهِ لِصلاةِ الاسمِ ( الرَّبِّ ) حَيْثُ عَدَّدَ آياتِ الأمرِ بالذِّكْرِ وآياتِ الأمرِ بِلُزُومِ المعيّةِ :- {وَالذَّكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّكِرَتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيما} - {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا} - {فَسْئلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُون} .- {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّدِقِين} .- {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة} .- وقولُهُ - صلى الله عليه وسلم - : { كُنْ مَعَ اللَّهِ ، فَإِنْ لَمْ تستطع فَكُنْ مَعَ مَنْ كَانَ مَعَ اللَّهِ يُوَصِّلْكَ إِلَي اللَّه }.

مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم