شرح معنى وعن مكارمنا حدث ولا حرج وقل يسيرا إذا أبديت سطوتنا
- شرح معنى ألا أن داء الحب للصب علة ولكنها تشفى عضال الأعلة
- شرح معنى أن المريـد إذا تزيَّا زِيَّنـا أضحى الخفاء المحض بعض صفاته
- شرح معنى بابَ التنازعِ إن طرقتُم تفشلوا هذا كلامى فاجعلوه إزارا
- شرح معنى أيا نار نوري في قلوب أحبتـي تري أين من يزكيك أين زكاتك
يحثُّنا الشيخ رضي الله تعالى عنه على التخلُّق بخلقٍ من أخلاق الطريقة عظيم عند الحديث عن فضائل المشايخ وأحوالهم ومناقبهم، فنحن غير مطَّلعين عليهم في كلِّ أحوالهم أو عارفين بمقاماتهم عند ربِّهم. وإنما قال الشيخ رضي الله تعالى عنه هذا لما يشيع بين بعض المريدين في الطرق الصوفية من تفاخر بينهم ومبالغةٍ في تعظيم مشايخهم، ويجوز للمريد أن يتحدَّث بمناقب شيخه ويفتخر به على ألا يبالغ في ذكر المناقب
وقد كان الشيخ رضي الله تعالى عنه في مجالسه يحذِّر من الكلام في المناقب من غير معرفة فربَّما كان باباً من أبواب الإثم، وفيه دخول في الأحوال الباطنة للشيخ والولِّي من غير دليل ومن هنا يأتي التجاوز، وله أن يفتخر بأحوال شيخه الظاهرة من سعة علمه و حرصه على أداء الشعائر وبعده عن التعلُّق بالدنيا و حبِّ الرياسة وسخائه وسعيه في مصالح الناس وهذا كلُّه في غير مبالغة، فالشيخ غنيٌّ عن المبالغة،ولا حرج في ذكر المكارم كما نصَّ الشيخ رضي الله تعالى عنه .
والمولى عزَّ وجلَّ يُحبُّ أن يُذكر بين عباده بحسن الجميل ؛ وفي ذكر داود وغيره من الأنبياء عليهم السلام أحبَّني وأحبَّ من يُحبُّني وحبِّبني إلى خلقي. قال داود عليه السلام: كيف أحبِّبُك إلى خلقك ؟ فقال عزوجل: اذكرني بحسن الجميل واذكر آلائي وإحساني وذكِّرهم ذلك فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل. ورؤي أبان بن عياش في النوم بعد موته وكان من أكثر الناس حديثا بالرخص وأبواب الرجاء فقال: أوقفني ربي عزَّ وجلَّ بين يديه فقال: ما حملك على أن حدَّثت عني بما حدَّثت به من الرُّخَص ؟ قال: فقلت: يا رب أردتُ أن أحبِّبك إلى خلقك. قال: قد غفرتُ لك. فإذا اقتصر المريد في حديثه عن الشيخ على أخلاقه وحلمه وصفحه وسعة صدره وإحسانه، حبَّبه إلى الناس فوقَّروه وأقبلوا على بابه.ا
أما قوله رضي الله عنه وقل يسيرا إذا أبديت سطوتنا فقد درج بعض المريدين على التفاخر بكرامات مشايخهم في انتقامهم من أعدائهم، وما حاق بأعدائهم من الأذى بسبب عداوتهم لهم، وقد علَّق سيدي فخر الدين في بعض مجالسه على هذا بقوله: إن بعض المريدين يتحّدَّثون عن فتك الشيخ بأعدائه حتى تحسِب هذا الشيخ من قُطَّاع الطريق لا من أولياء الله الذين وصفهم رضي الله عنه بقوله
والذين لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أسوةٌ حسنة، فقد كان إمام الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. وفي مثل هذا الحديث تنفير للناس عن مثل هذا الشيخ ذي السطوة والسيف الباتر، فالأولى بالناس اجتنابه والبعد عنه، وهذا باب من أبواب الجهل كبير وفيه تنفير ، ولو تحدَّث عن مناقب شيخه وفضائله لحبَّبه إلى الناس، فإنما هم رحمة للناس وهذا هو أصل الطريق.
أمَّا قوله وعن منازلنا أمسك ففيه نهيٌ عن التحدُّث عن مراتب الشيوخ ومنازلهم، وأن الشيخ فُلاناً أعلى مقاماً من الشيخ فُلان، وأن شيخنا أعلى درجةً من شيخكم، فهذا سرٌ لايمكن للمريد أن يطَّلع عليه وإنَّما هو ظنٌّ منه وتجاٌوز لحدود الأدب، وإذا سُئلَ عن البيِّنة والدليل لم يستطع أن يأتيَ بهما، وهو لا يعرفُ مقام من هو دون ذلك فضلا عن مراتب المشايخ ومقاماتهم، وفي هذا إشاعة للكراهية بين المريدين وإثارة للفتنة بين المشايخ، وكم من مريد قُطع وطُرد من الطريق بسبب الدخول في بواطن لا علم له بها، وما هلكَ امرؤٌ عرف قدْرَ نفسه.أمَّا ما كان من حديث الأقطاب وفخرهم برئاستهم على الأولياء ؛ فقد سُئل الشيخ رضي الله تعالى عنه عن هذا بعض مجالسه فقال كلُّ واحد من الأولياء كان رئيسا في وقته وهو إذ يقول هذا إنما يتحدَّثُ بلسان الحضرة لا بلسانه وقد قال الشيخ رضي الله عنه في هذا:
فيجبُ على المريدين ألا يخوضوا في هذه المسألة بجهل. وكان صلى الله عليه وسلَّم وهو أفضل الخلق يقول أنا سيِّد ولدِ آدمَ ولا فخر قيل لأنَّ فخره صلى الله عليه وسلّم كان بالعبوديَّة لله تعالى لا بالسيادة على بني آدم، وعبوديتَّه لله تعالى أرفع درجة عنده من سيادته على بني آدم. وقال صلى الله عليه وسلَّم لا تفضِّلوني على يونس بن متى وهذا كلُّه تواضع منه صلى الله عليه وسلَّم وتعليم للخلق.وكان سيدي أبو الحسن الشاذلي في مجلسه ذات يوم فقال إني لينزل عليَّ المددُ فأري سريانه في الطيرفي الهواء والحوت في الما ء، فقال له رجلٌ من أصحابه أنت القطب إذن فقال أنا عبد الله، أنا عبد الله تواضعاً منه رضي الله تعالى عنه.
وعلى الإنسان أن يتأدَّب مع الخلق كافة مهما كانت مراتبهم، وقد يؤدي به دخوله في هذه الأمور إلى الهلاك.والمشائخ إخوة ليس بينهم إلا الحبُّ والإجلال وكلُّ واحدٍ منهم إذا التقوا يضعُ نفسَه دون منزلةِ أخيه ويتواضع له ، فلزاماً علينا أن نتخلَّق بهذا الخلق الرفيع وقد قال الشيخ رضي الله تعالى عنه:
وإنَّما نحن إخوانٌ بلا جدل أب لنا واحد أصل لأمتنا
وقد كان الشيخ رضي الله تعالى عنه في مجالسه يحذِّر من الكلام في المناقب من غير معرفة فربَّما كان باباً من أبواب الإثم، وفيه دخول في الأحوال الباطنة للشيخ والولِّي من غير دليل ومن هنا يأتي التجاوز، وله أن يفتخر بأحوال شيخه الظاهرة من سعة علمه و حرصه على أداء الشعائر وبعده عن التعلُّق بالدنيا و حبِّ الرياسة وسخائه وسعيه في مصالح الناس وهذا كلُّه في غير مبالغة، فالشيخ غنيٌّ عن المبالغة،ولا حرج في ذكر المكارم كما نصَّ الشيخ رضي الله تعالى عنه .
والمولى عزَّ وجلَّ يُحبُّ أن يُذكر بين عباده بحسن الجميل ؛ وفي ذكر داود وغيره من الأنبياء عليهم السلام أحبَّني وأحبَّ من يُحبُّني وحبِّبني إلى خلقي. قال داود عليه السلام: كيف أحبِّبُك إلى خلقك ؟ فقال عزوجل: اذكرني بحسن الجميل واذكر آلائي وإحساني وذكِّرهم ذلك فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل. ورؤي أبان بن عياش في النوم بعد موته وكان من أكثر الناس حديثا بالرخص وأبواب الرجاء فقال: أوقفني ربي عزَّ وجلَّ بين يديه فقال: ما حملك على أن حدَّثت عني بما حدَّثت به من الرُّخَص ؟ قال: فقلت: يا رب أردتُ أن أحبِّبك إلى خلقك. قال: قد غفرتُ لك. فإذا اقتصر المريد في حديثه عن الشيخ على أخلاقه وحلمه وصفحه وسعة صدره وإحسانه، حبَّبه إلى الناس فوقَّروه وأقبلوا على بابه.ا
أما قوله رضي الله عنه وقل يسيرا إذا أبديت سطوتنا فقد درج بعض المريدين على التفاخر بكرامات مشايخهم في انتقامهم من أعدائهم، وما حاق بأعدائهم من الأذى بسبب عداوتهم لهم، وقد علَّق سيدي فخر الدين في بعض مجالسه على هذا بقوله: إن بعض المريدين يتحّدَّثون عن فتك الشيخ بأعدائه حتى تحسِب هذا الشيخ من قُطَّاع الطريق لا من أولياء الله الذين وصفهم رضي الله عنه بقوله
إمامنا المصطفى والصفح شيمتنا
والذين لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أسوةٌ حسنة، فقد كان إمام الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. وفي مثل هذا الحديث تنفير للناس عن مثل هذا الشيخ ذي السطوة والسيف الباتر، فالأولى بالناس اجتنابه والبعد عنه، وهذا باب من أبواب الجهل كبير وفيه تنفير ، ولو تحدَّث عن مناقب شيخه وفضائله لحبَّبه إلى الناس، فإنما هم رحمة للناس وهذا هو أصل الطريق.
أمَّا قوله وعن منازلنا أمسك ففيه نهيٌ عن التحدُّث عن مراتب الشيوخ ومنازلهم، وأن الشيخ فُلاناً أعلى مقاماً من الشيخ فُلان، وأن شيخنا أعلى درجةً من شيخكم، فهذا سرٌ لايمكن للمريد أن يطَّلع عليه وإنَّما هو ظنٌّ منه وتجاٌوز لحدود الأدب، وإذا سُئلَ عن البيِّنة والدليل لم يستطع أن يأتيَ بهما، وهو لا يعرفُ مقام من هو دون ذلك فضلا عن مراتب المشايخ ومقاماتهم، وفي هذا إشاعة للكراهية بين المريدين وإثارة للفتنة بين المشايخ، وكم من مريد قُطع وطُرد من الطريق بسبب الدخول في بواطن لا علم له بها، وما هلكَ امرؤٌ عرف قدْرَ نفسه.أمَّا ما كان من حديث الأقطاب وفخرهم برئاستهم على الأولياء ؛ فقد سُئل الشيخ رضي الله تعالى عنه عن هذا بعض مجالسه فقال كلُّ واحد من الأولياء كان رئيسا في وقته وهو إذ يقول هذا إنما يتحدَّثُ بلسان الحضرة لا بلسانه وقد قال الشيخ رضي الله عنه في هذا:
وإنيَ في الإسراءِ كنتُ إمامَهم
فيجبُ على المريدين ألا يخوضوا في هذه المسألة بجهل. وكان صلى الله عليه وسلَّم وهو أفضل الخلق يقول أنا سيِّد ولدِ آدمَ ولا فخر قيل لأنَّ فخره صلى الله عليه وسلّم كان بالعبوديَّة لله تعالى لا بالسيادة على بني آدم، وعبوديتَّه لله تعالى أرفع درجة عنده من سيادته على بني آدم. وقال صلى الله عليه وسلَّم لا تفضِّلوني على يونس بن متى وهذا كلُّه تواضع منه صلى الله عليه وسلَّم وتعليم للخلق.وكان سيدي أبو الحسن الشاذلي في مجلسه ذات يوم فقال إني لينزل عليَّ المددُ فأري سريانه في الطيرفي الهواء والحوت في الما ء، فقال له رجلٌ من أصحابه أنت القطب إذن فقال أنا عبد الله، أنا عبد الله تواضعاً منه رضي الله تعالى عنه.
وعلى الإنسان أن يتأدَّب مع الخلق كافة مهما كانت مراتبهم، وقد يؤدي به دخوله في هذه الأمور إلى الهلاك.والمشائخ إخوة ليس بينهم إلا الحبُّ والإجلال وكلُّ واحدٍ منهم إذا التقوا يضعُ نفسَه دون منزلةِ أخيه ويتواضع له ، فلزاماً علينا أن نتخلَّق بهذا الخلق الرفيع وقد قال الشيخ رضي الله تعالى عنه:
وإنَّما نحن إخوانٌ بلا جدل أب لنا واحد أصل لأمتنا
- شرح معنى فذانك إبراهيم بيتي ومعبدي ومعدن فضلي وابن أم المعابد
- شرح معنى لولا هواهم فى القلوب والحشا ما ذاق قـلـب لذة الإيـمـان
- شرح ومعنى يا نعم ما طلع الجمال من العمى نعم الظهور وجل من يغشاه
- شرح ومعنى قوامُ طريقِ القومِ حُبٌّ وطاعة وكلٌّ مقامٍ قامَ بالاستـقـامـة
تعليقات: 0
إرسال تعليق