شرح ومعنى ما ضر لو بات المحب وقد عفا إن التظالم بـؤرة الإظلام
- شرح ومعنى : كرم بلا كم ولا كيفية كف كريم ارضه وسماه
- شرح ومعنى : من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا
- شرح ومعنى : إمامي فـي العطايا خير معطي ندى الكف فـي وجهيه حسن
يقول الإمام فخر الدين رضى الله عنه:
ما ضر لو بات المحب وقد عفا إن التظالم بـؤرة الإظــلام
ما سر لو بات المحب مغاضبا وعليه جفوة قاطعى أرحـامى
يتناول البيتان جانبا من الجوانب الأخلاقية والسلوكية التى يجب أن يرقى عليها المريد السالك، حيث التسامح وعدم الظلم، وقد جمعا من مظاهر الجمال اللغوى والتصويرى والموسيقى الكثير والكثير.
فمن حيث الأسلوب:
جاء الأسلوب فى البيتين خبريا، وكأن مولانا الشيخ رضى الله عنه يريد أن يقرر حقيقة ثابتة لا تدع مجالا للشك، ومن أساليب التوكيد:
قد عفا باستخدام الحرف قد مع الفعل الماضى عفا للتوكيد والتحقيق وكذا إن التظالم باستخدام الأداة إن لتأكيد المعنى وتقريره فى النفوس، وكذا المقابلة بين البيتين، وتقديم الخبر عليه على المبتدأ جفوة للتخصيص والتوكيد.
ومن جمال اللفظ:
- استخدام أداة النفى ما مع الفعل الماضى ضر، سر للدلالة على مطلق النفى، وشموله، وتحققه.
- استخدام أداة الشرط لو التى تفيد امتناع وقوع الجواب لامتناع وقوع الشرط، وكأن هذا السلوك قد يمتنع وقوعه من المحب.
- استخدام أداة التعريف ال فى المحب التى تفيد العهدية أى تعنى أن المحب المحب ليس كل محب وإنما تعنى وتخص المحبين فى الله.
- استخدام المصدر التظالم بدلا من الظلم، ليفيد المشاركة بمعنى حرص كل من المتظالمين على ظلم أحدهما الآخر إذ أن مادة التفاعل لا تقع إلا بين متعدد.
- استخدام الفعل بات مما يوضح أن الانفعالات والعواطف تكون أكثر اشتعالا وتوقدا بالليل.
ومن المحسنات البديعية فى البيتين:
- الجناس الناقض بين ضر، وسر والتظالم والاظلام مما يعطى جرسا موسيقي.
- الطباق بين عفا والتظالم والمقابلة بين البيتين مما يبرز المعنى ويؤكده.
- ومن مظاهر الموسيقى الخارجية: استخدام بحر الكامل بتفعيلاته الموسيقية وقافيته التى تنتهى بحرف الميم.
ومن مظاهر التصوير البيانى:
- الصورة المركبة فى قوله إن التظالم بؤرة الإظلام وفى هذا تجسيد للمعنى وإبرازه فى صورة محسوسة.
- والاستعارة أو الكناية فى قوله قاطعى أرحامى وفيها تجسيد للمعنى، مع وجود الدليل عليه.
التأثر بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة:
فهذا يتضح فى معنى البيت الأول الذى يتماشى سياقه مع قوله تعالى ﴿والله لا يحب الظالمين﴾ الآية 75 من سورة آل عمران.
والحديث القدسى (يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته عليكم محرما فلا تظالموا)
وقوله صلى الله عليه وسلم (الظلم ظلمات يوم القيامة).
وفى البيت الثانى يبدو قوله تعالى ﴿وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله﴾ الآية 57 من سورة الأنفال.
وقوله تعالى ﴿فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم﴾ الآية 22 من سورة محمد.
والحديث الشريف (الرحم شجتة من الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله).
- تدارس الاخ مسعود التلال فى شعار الحولية 2018 : رفع الله للمتيم قدرا
- الانفس السبعة فى شراب الوصل
- ماكتبه الاخ محمد علي ابو عامر فى شعار الحولية 2018 : رفع الله للمتيم قدرا
تعليقات: 0
إرسال تعليق