11- زيادةً في شَرَفِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - .
اعلمْ أيُّها الأخُ الكريمُ أنَّ الصُّوفِيَّةَ أجمعينَ اتفَقُوا على ضرورةِ أنْ يَعرفَ السائرُ إلى اللهِ نَسَبَهُ لِمشايخِهِ إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وإلاَّ اعتبَرُوهُ كالابنِ اللقيطِ في نسبِ الصُّلْبِ ..
وعلى غرارِ علماءِ مصطلَحِ الحديثِ - أيضاً - فقدْ تَقَرَّرَ عندَهمْ أنَّ مَثَلَ مَنْ يطلبُ الحديثَ بِلا إسنادٍ كحاطِبِ ليلٍ ؛ فكذلكَ السائرُ إلى ربِّهِ إذَا لمْ يَعرفْ إسنادَ سَيْرِهِ في طريقِهِ إلَيْهِ كحاطبِ الليلِ لاَ يدرِي مِنْ أينَ اكتسبَ وفيمَ أنفق ؟! ومِنْ هنا كانَتِ السّلسلةُ الصّغيرةُ وكذلكَ الكبيرةُ في كتابِ أورادِ الطّريقة .
ولَمَّا وجبَ على كُلِّ مَنْ عرفَ الفضلَ لأهلِ بيتِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يودَّهمْ لِقرابتِهمْ مِنْ رسولِ اللهِ ؛ ولَمَّا وجبَ الدخولُ على أهلِ الفضلِ بِمَا يشرحُ صدورَهمْ كانَ ولا بُدَّ مِنْ وسيلةٍ لِتحقيقِ الغايةِ العظمى : ألاَ وهيَ المودةُ في القربى ؛ فلمْ يجعلْ سبحانَهُ وتعالى أجراً لِنبيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - على تبليغِ الرسالةِ وحَمْلِ الأمانةِ إلاَّ هذهِ المودةَ المباركةَ ..
وللهِ دَرُّ سَيِّدِي فخرِ الدِّين - رضي الله عنه - إذْ يَقولُ :
تعليقات: 0
إرسال تعليق