الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وأصحابه الطاهرين مازلنا نغوص فـي بحار علوم شيخنا رضى الله عنه لنستخرج لكم الجواهر التي تنير العقول والقلوب وتشرب منها الأرواح وها نحن أمام حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (من عرف نفسه فقد عرف ربه) قال رضى الله عنه لما الواحد عاوز ربنا يعرفه إنت إعرف نفسك إذاعرفت نفسك ربك عرفك لما تعرف حقيقة نفسك هى معرفة ربك فالمعرفه المذكوره فـي الحديث مربوطه بحاجه معها وهى معرفة النفس وذلك لأن الانسان عباره عن كون صغير فيه حقيقة هذا الكون الكبير ولذلك قالوا:
فيك معانى تحار فيــه أفكار أرباب ذى المعانى
حروفها العجم ليس تقرا إلا لمعرب القلب والبيانى
ففى سمـاء الغيوب تبدو أنوار أقمارها الحســانى
شمس علــم وبدر فهم فـي فلك العقل يجريـانى
وأنت أم الكتاب ففيـها جميع ماكان فـي المـكـان
فمعرفة الرب مربوطه بمعرفة النفس عرفت نفسك عرفت ربك عرفت ربك معناه عرفت نفسك· وعندما سُئَلَ الشيخ محمد عثمان عن الحديث الشريف (أنا أعرفكم بالله وأنا أخوفكم منه) قال رضي الله عنه هذه معرفة ثانية غير معرفة الرب لأن معرفة الرب للنبى صلى الله عليه واله وسلم مثل معرفة احتياجاتك أنت لكن فـي الأول المعرفه ربوبيه لأن معرفة الربوبيه هى معرفة الكون والكون يعنى سبع سموات سبع أراضين سبع بحار سبع رياح وهذا كله فيك أنت فيك الرياح فيك السموات فيك البحار فيك البروج الإثنى عشر فيك الكواكب السبع السياره لكن أنت تريد معرفة الآفاق يعنى الأمر الذي خرج عنك (سنريهم آيتنا فـي الأفاق وفـي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكن يكف بربك أنه على كل شى شهيد) فالمعرفه الربانيه معرفة الكون أما مسمى الله أنا أعرفكم بالله فهو أحرى بالذات وبكل الاسماء وهذه أحديه لا تقبل الكثره وكل واحد فـي الوجود له من الله حاجه أواكثر لكن يستحيل أن يكون له الكل فانسلاخ الاسم كلية لا يمكن ولايجوز.
أنا أعرفكم بالله وأنا أخوفكم منه معرفة ثانية وهذه المعرفة شاقة لا تتأتى إلا بالمجاهدة والمصابرة على الطاعه فإذا تخلص الإنسان من كل الأغيار وتخلص من الأنفس حتى إذا إطمانت نفسه يقال لها إرجعى إلى ربك راضيه مرضيه فادخلى فـي عبادى والعباد هنا كل عبد عرف ربه ادخلى فـي عبادي وادخلي جنتي وإذا دخلت جنتك دخلت نفسك فتعرف نفسك معرفه إخرى غير المعرفه التي عرفتها حين عرفت ربك فتكون صاحب معرفتين معرفة به من حيث أنت نفسك ومعرفه أخرى به بك من حيث هو لا من حيث أنت {سنريهم آياتنا فـي الآفاق} ماخرج عنك وهذه معرفه ثانيه به بك من حيث هو وفـي أنفسهم وهوأنت فمعرفة النفس شى ومعرفة الآفاق شي آخر ولما ربنا يقول {اقر كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} إقرأ كتابك كتاب الكون كتاب نفسك فإذا لم تستطيع أن تقرأه كله فاقرأ ماتيسر منه.
أما قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (وأنا أخوفكم منه) الخوف عادة على قدر المعرفه فلا يمكن أن يكون هناك خوف إلا على قدر المعرفه خوف الأنبياء يختلف عن خوف الصالحين وخوف الصالحين يختلف عن العوام وهكذا فخوف النبى صلى الله عليه وآله وسلم ليس خوف من النار ولكن خوف تعاظم وإجلال.
العامه يخافون من النار الخاصه يخافون من السلب بعد العطاء خاصة الخاصة رهبانيه وعظمه.
كأنما الطير حقا فوق أرؤسهم لاخوف مكر ولكن خوف إجلال
فخوف النبى صلى الله عليه وآله وسلم خوف خاصة الخاصة.
ولكن يجب أن تفهم أن القصه كلها فـي الإنسان فمن أنت ومن أين أتيت واسمع لقول أحد الصالحين:
تعليقات: 0
إرسال تعليق