قـال الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه كـنت سبباً في إقامـة مكتبة مكان مولد النبي ولهذا الحدث قصة فقد جاءني في يوم من الأيام أحد أبناء الطريقة وكان متوجِّهاً لأداء فريضـة الحج وقال لي: أوصني. فقلت له: سأوصيك بوصيـة فاحـرص على تنفيذها. فقال لي: ماهي وصيتك ؟ قلت: إذا ذهبت إلى مكة المكرَّمة فاذهب إلى مكان ولادة النبي ـ وكان هذا المكان قد أصبح موقفاً لعربات الكارو! ــ وخذ معك سجادة وصلِّ في هذا المكان ركعتين ولا تنسني في دعائك عند الصلاة فيه. وذهب الرجل وعمل بوصيتي ولكنه فوجيء برجال الشرطة يتَّجهون نحوه ويُمسكون به، ثمَّ أخذوه إلى القاضي فنهره القاضي ولامـه على ما فعل وقال له: إنَّ الصلاة لا تجوز في هذا المكان، فقال له المريد: لقد أوصـاني شيخي بالصلاة في هذا المكان. فقال له القاضي: وما السبب في هذا ؟ قال المريد: لأنَّه المكان الذي ولد فيه الرسول . قال القـاضي: وهل هناك نصٌّ في كتاب الله وسنَّة رسوله يأمرنا بأن نصلي في موضع ولادته ، قال المريد: نعم والدليل على هذا أن النبي وهو أشرف الخلق قد صلَّى في موضع ولادة سيِّدنا عيسى عليه السلام في ليلة الإسراء والمعراج، وإذا كان الرسول قد فعل هذا أفلا يحقُّ لنا نحن المسلمين أن نقتدي به ونصلِّي في موضع ولادته . فتنبَّه القاضي وأمر بالإفراج عن ابن الطريقة، ونبَّه المسؤولين إلى ضرورة شغل هذا المكان مخافة أن يأتي أناسٌ آخرون ويصلُّون فيه، فأقاموا في مكانه مكتبة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق