قال الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله تعالى عنه: إن الإخوان الذين يدخلون الطريقة هم عدة أصناف فالصنف الأول هو الذي يستمع للشيخ أو يقرأ كتبه فيعرف أنه من أهل الحق فيتَّبعه، والصنف الثاني هو الشخص الذي يكون مصاباً بمرض عضال يئس الأطبَّاء من علاجه فيعالجه الشيخ، والصنف الثالث رجل اتَّبع الشيخ مؤمِّلا أن ينال منصباً أو مالا ببركة صحبته، والصنف الرابع هو الشخص الذي يرى كرامة أو شيئاً من خوارق العادات من الشيخ فيتَّبعه، وهنا أودُّ أن اسرد قصَّة دخولي للطريقة، كنت مصاباً منذ الصغر بداء الأرق وكنت لا أنام في النهار مطلقاً وأقضي الليل كلَّه ساهراً لا يأتيني النوم إلا مع ساعات الصباح الأولى ولا أنام في اليوم والليلة غير ساعتين أو ثلاث وكان يكون نوما عميقاً أشبه بالغيبوبة، وقد تسبب هذا في الحصول على نتائج سيِّئة في كثير من الامتحانات وكنت أجد نفسي في الليل أطوف بالبيت أو اجلس على الكرسي إلى قريب من طلوع الشمس ثم آوي إلى النوم وكان أخي الأكبر من أبناء الطريقة،واذكر أنه في ليلة من مايو عام 1977 جاء أخي من الحضرة حوالي الساعة الواحدة صباحاً ووجدني مستيقظاً كالعادة، فتحدَّثنا عن الطريقة وعرض عليَّ دخول الطريقة، فقلت له: هل يستطيع شيخكم أن يعالجني من الأرق إذا دخلت الطريقة؟ قال بثقة: نعم يستطيع، وفي ليلة الخميس ذهبنا إلى الزاوية وقابلت المرشد لأخذ الطريقة واذكر أنه سألني: لماذا تريد دخول الطريقة؟ قلت له: للخلاص من الأرق. ومازلت اذكر عبارته: ستكره النوم إن شاء الله ! واذكر أنني أخذت الأساس والاستغفار ثمَّ حضرت الذكر، وما زلت اذكر في اليوم التالي عندما أويت إلى الفراش مبكِّرا ونمت نوماً عميقاً لمدة طويلة لأوَّل مرَّة،ولم يكن يخطر ببالي أن الأمر سيتمُّ بهذه السرعة ولكنها قوَّة أوراد الطريقة، وقد تحقق كلام المرشد فمازلت أعاني وقد مرَّت أكثر خمسةٍ وعشرين عاماً على من كثرة النوم والقدرة على النوم في أي مكان وفي كلِّ ساعةٍ من ساعات الليل والنهار وأرجو ان أترقى إلى الصنف الأوَّل من المريدين ويفارقني نومي ببركة صحبتي للمشايخ
تعليقات: 0
إرسال تعليق