-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

شرح الحزب الصغير : شرح ( أَحْمَى حَمِيثاً )

شرح الحزب الصغير : شرح ( أَحْمَى حَمِيثاً )
=

برهانيات كوم 

* ( أَحْمَى حَمِيثاً ) :

- أَحْمَى : أَحتمي أوْ أطلبُ الحماية .

- حم : إشارةٌ إلى حواميمِ القرآنِ السَّبْعَةِ .

- يثاً : اختصارٌ لِكلمةِ " تثليثاً " .

فإذَا عَلِمْتَ يَا طالِبَ العِلْمِ باللهِ أنَّ الحواميمَ السَّبْعَةَ المقصودُ بِهَا السَّبْعُ


المَثَانِي المقصودُ بِهِمُ الأشخاصُ المُسَخَّرُونَ لِخِدْمَةِ دِينِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنِ ابتداءِ الدُّنْيَا إلى انتهائِهَا ، وإذَا عَلِمْتَ أنَّ رئاساتِهِمْ ثلاثٌ فافْهَمْ أنَّ سَيِّدِي إبراهيمَ - رضي الله عنه - يَحْتَمِي أوْ يَطْلُبُ الحمايةَ مِنْ رؤساءِ السَّبْعِ المَثَانِي الثّلاثةِ ، وهُمْ : سَيِّدُنَا الحَسَنُ وسَيِّدُنَا الحُسَيْنُ وسَيِّدُنَا المهديُّ المنتظَرُ - رضي الله عنهم - .

تحقيق :

مبحثٌ في ماهيةِ السَّبْعِ المَثَانِي

__________

(1) 1- سورة الأعلى : 1

(1/123)

________________________________________

ذكرَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ في جواهرِ منطقِهِ - رضي الله عنه - : قالَ تعالى {اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلَئكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاس} (1) ، واهْتَمَّ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بأُمَّتِهِ حَتَّى إنَّهُ كانَ دائماً يَطْلُبُ مِنَ الله { يَا رَبِّ أُمَّتِي .. يَا رَبِّ .. أُمَّتِي } فيَرُدُّ عَلَيْهِ رَبُّ العِزَّة {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيم} (2) ، ولَمَّا كانَتِ الأحاديثُ الصّحيحةُ قَدْ دَلَّتْ على أنَّ السَّبْعَ المَثَانِيَ هيَ فاتحةُ الكِتَابِ فالإشكالُ في الآيةِ السّابقةِ موجودٌ ؛ لأنَّهُ على مَا تَقَرَّرَ مِنَ الأحاديثِ فالفاتحةُ مِنْ جملةِ القرآنِ العظيمِ ، والعطفُ يَقتضي المغايَرةَ ، فيَرُدُّ على هذَا سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ فيُقَرِّرُ أنَّ الأحاديثَ الصّحيحةَ التي صرَّحَتْ بأنَّ فاتحةَ الكِتَابِ هيَ السَّبْعُ المَثَانِي إنَّمَا هيَ على مَحْمَلٍ تأويليٍّ ؛ حَيْثُ أشارَتِ الفاتحةُ إلى السَّبْعِ المَثَانِي في قولِهِ تعالى {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين} ، فَهُمْ - أيِ السَّبْعُ المَثَانِي - سَبْعُ رباعيّاتٍ خَلَقَهُمُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى لِخِدْمَةِ دِينِ حَبِيبِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الأزلِ إلى الأبدِ اصطفاءً أزليّاً وحفظاً أبديّاً كالآتي :

* اصْطَفَى مِنَ الملائكةِ الحافِّينَ مِنْ حَوْلِ العرشِ أربعةً رؤساءَ على الكروبيِّينَ .

* اصْطَفَى مِنَ الملائكةِ الفلَكيِّينَ أربعةً هُمْ : جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ وعزرائيلُ عَلَيْهِمُ السَّلاَم .

* اصْطَفَى مِنَ الرُّسُلِ أُولي العزمِ هُمْ : نوحٌ وإبراهيمُ ومُوسَى وعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلاَم .

__________

(1) 1- سورة الحجّ : 75

(2) 2- سورة الحجر : 87

(1/124)

________________________________________

* اصْطَفَى مِنَ الصّحابةِ أربعةً هُمْ : أبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وعثمانُ وعَلِيّ .

* اصْطَفَى لِلقرآنِ أربعةً هُمُ العبادلةُ : ابنُ مسعودٍ وابنُ عبّاسٍ وابنُ الزُّبَيْرِ وابنُ عُمَر .

* اصْطَفَى مِنْ دولةِ التّابعينَ الأئمَّةَ الأربعةَ ، وهُمْ : أبُو حنيفةَ ومالكٌ والشّافعيُّ وابنُ حنبل - رضي الله عنهم - .

* اصْطَفَى مِنَ الأولياءِ الأقطابَ الأربعةَ ، وهُمْ : الرِّفاعيُّ والجيلانيُّ والبدويُّ والدّسوقيُّ - رضي الله عنهم - .

رئاساتُهُمْ ثلاثةٌ هُمْ : سَيِّدُنَا الحَسَنُ وسَيِّدُنَا الحُسَيْنُ وسَيِّدُنَا المَهْدِيُّ المُنْتَظَرُ ، فإذَا أضَفْتَ الثّلاثةَ إلى كُلِّ أربعةٍ كانُوا سبعاً .

وكَمَا أَشَرْنَا سابقاً إلى الحواميمِ السّبعةِ في القرآنِ إنَّمَا هُمْ رموزٌ لِلسَّبْعِ المَثَانِي المذكورِينَ المُصْطَفَيْنَ لِخدمةِ الدِّينِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وإنَّمَا كانَ رَمْزُهُمْ ( حم ) اشتقاقاً مِنَ الحمايةِ ؛ لأنَّهُمْ حُمَاةُ الدِّينِ الحقيقيُّونَ مِنْ قِبَلِ المَوْلَى جَلَّ وعَلاَ ، وصَدَقَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذْ يقول { الْحَوَامِيمُ سَبْعٌ ، وَأَبْوَابُ جَهَنَّمَ سَبْعٌ ؛ تَجِيءُ كُلُّ " حم " مِنْهُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَابٍ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ وَتَقُولُ : لاَ يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ يَقْرَؤُنِي وَيُؤْمِنُ بِي } ، فمُجمَلُهُمْ أهْلُ البيتِ النَّبَوِيِّ نسباً وحسباً [ شرفاً رفيعاً مؤبَّداً ] ، ولِذلكَ يشيرُ إلى هذَا المَعْنَى سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في شرابِ الوصل :


فَلَمْ تَنْجُ إِلاَّ فِرْقَةٌ لِوُقُوفِهَا ... بِأَعْتَابِ آلِ الْبَيْتِ أَهْلِ الْحِمَايَةِ

فَأَيُّ نَجَاةٍ فِي الْحَيَاةِ بِدُونِهِمْ ... إِلَيْهِمْ يَسِيرُ الرَّكْبُ حَجّاً وَعُمْرَةِ

(1/125)

________________________________________

وعَنْ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بنِ العبّاسِ - رضيَ اللهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال { لِكُلِّ شَيْءٍ لُبَابٌ ، وَلُبَابُ الْقُرْآنِ الْحَوَامِيم } ، فَهُمْ ولاَ شَكَّ أهْلُ البَيْتِ النَّبَوِيِّ الطّاهرِ إذَا مَا آمَنَّا أنَّ القرآنَ كانَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يمشي بَيْنَنَا .

- بَقِيَ أنْ نشيرَ إلى نصوصِ الحواميمِ السَّبْعَةِ القرآنيةِّ نظراً لأهمِّيَّتِهَا :

أ- {حم * تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيم} (1) .

ب - {حم * تَنزِيلُُ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} (2) .

جـ- {حم * عسق} (3) .

د- {حم * وَالْكِتَبِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَهُ قُرْءَنًا عَرَبِيّا} (4) .

هـ- {حم * وَالْكِتَبِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَرَكَة} (5) .

و- {حم * تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} (6) .

ز- {حم * تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} (7) .

تحقيق :

وهِيَ الآياتُ الأولى جميعُهَا مِنَ السُّوَرِ القرآنيّةِ التي بَدَأَتْ بالسّورةِ الأربعِينَ بترتيبِ المُصْحَفِ وحَتَّى السّورةِ السّادسةِ والأربعِينَ : فالأربعُونَ إشارةٌ إلى عُمْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في بَدْءِ بعثتِهِ ، والسِّتَّةُ والأربعونَ إشارةٌ إلى أجزاءِ النُّبُوَّةِ ، وكأنَّ اللهَ جَلَّ وعَلاَ بهذَا التّرتيبِ المُحْكَمِ يَقُولُ لَنَا : إنْ أَرَدْتُمْ كمالَ أنوار علوم النُّبُوَّةِ وأجزاءَهَا فلَنْ تَجِدُوهَا إلاَّ عِنْدَ أهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - المشار إلَيْهِمْ بـ" الحواميم " .

__________

(1) 1- سورة غافر : 1 ، 2

(2) 2- سورة فُصِّلَتْ : 1 ، 2

(3) 3- سورة الشّورى : 1 ، 2

(4) 4- سورة الزّخرف : 1 - 3

(5) 5- سورة الدّخان : 1 - 3

(6) 6- سورة الجاثية : 1 ، 2

(7) 7- سورة الأحقاف : 1 ، 2

(1/126)

________________________________________

ولِلَّهِ دَرُّ سَيِّدِي عَبْدِ الغَنِيِّ النّابلسيِّ - رضي الله عنه - حَيْثُ يَقُولُ في مَوْلِدِهِ النَّبِويِّ واصفاً سَيِّدَنَا مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - بأسماءِ السُّوَرِ القرآنيّةِ المذكورةِ بترتيبِهَا في المصحف الشّريف فيَقُولُ :( وسِرُّ غافرِ الذَّنْبِ الغفور [ أيْ هوَ - صلى الله عليه وسلم - سِرُّ غافرِ الذَّنْبِ ] الذي فُصِّلَتْ بهِ الأمور ، وشُورَى بَيْنَ الأشراف ، وزُخْرُفُ دخانِ النَّفْسِ الجاثيةِ عِنْدَهُ بالأحقاف ) (1) .

وهِيَ إشاراتٌ تؤيِّدُ مَا ذَهَبْنَا إلَيْهِ ، فتَأَمَّلْ وافْهَمْ ، ولِلَّهِ الحمدُ والمِنَّة .




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم