-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

شرح معنى : ( كَدٍ كَدٍ كَرْدَدٍ كَرْدَدٍ كَرْدَهٍ كَرْدَهٍ دَهٍ دَهٍ دَهْ دَهْ )

شرح معنى : ( كَدٍ كَدٍ كَرْدَدٍ كَرْدَدٍ كَرْدَهٍ كَرْدَهٍ دَهٍ دَهٍ دَهْ دَهْ )
=

برهانيات كوم 

* ( كَدٍ كَدٍ كَرْدَدٍ كَرْدَدٍ كَرْدَهٍ كَرْدَهٍ دَهٍ دَهٍ دَهْ دَهْ ) :

- أولاً : راجِعْ مسائلَ المقدمة .

________________________________________

- ثانياً : عَرَفْنَا أنَّ جوامعَ الكلِمِ التي أُوتِيَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - هيَ وحدةُ الكلامِ عِنْدَ المخلوقاتِ التي لَهَا صوتٌ ، وعَرَفْنَا أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - طالَمَا أنَّ المسلِمَ أوِ المؤمِنَ على عهدِهِ ووعدِهِ فإنَّ الأولياءَ - رضي الله عنهم - يتلقَّوْنَ العلومَ مباشرةً مِنْ حضرةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وهوَ - صلى الله عليه وسلم - الذي اخْتُصِرَ لهُ الكلامُ اختصاراً ، فمِنْ هذهِ المشكاةِ يَقتبِسُ المشايخُ - رضي الله عنهم - أسرارَ الحروفِ المعجمةِ وعلومَهَا واشتقاقاتِهَا ثُمَّ يُعَلِّمُونَهَا لأُمَّةِ الحبيبِ - صلى الله عليه وسلم - لِكَيْ يواجِهُوا بِهَا ويحارِبُوا بِهَا إبليسَ وحِزْبَهُ ، فكُلُّ واحدٍ مِنَ السادةِ الأكابرِ أَطْلَعَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - على سِرٍّ مِنْ أسرارِ القرآنِ يَجعلُهُ مركَّباً مِنْ جوامِعِ الكلِمِ فيصيرُ صياغةً صالحةً لِنَفْعِ الجنسِ البشريِّ ..

ولِلَّهِ درُّ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - إذْ يقول :


كَلَّتْ مَبَانِي مَا أَقُولُ عَنِ الَّذِي ... أَرْمِي إِلَى مَعْنَاهُ أَوْ إِثْبَاتِهِ

قُلْتُ الْمَعَانِي فِي عَظِيمِ بِنَائِهَا ... كُلٌّ يَرَى قَوْلِي عَلَى مِرْآتِهِ


فها هوَ يصوغُ المعنى في المبنى ويُنزِلُ المطلَقَ إلى المقيَّدِ ؛ وذلكَ لأنَّ الأمرَ عندَه - رضي الله عنه - :


عَطِيَّةٌ مِنْ كَرِيمٍ عِنْدَمَا ظَفَرَتْ ... بِهِ السَّمَاءُ بِفَرْدِ الأَرْبَعِ الْحُرُمِ

وَمِنَّةٌ مِنْ سَخِيٍّ طَابَ مَانِحُهَا ... تَطِيبُ لِي وَالْمَثَانِي أُشْهِدَتْ نِعَمِي


كُلٌّ يَرَى قَوْلِي عَلَى مِرْآتِهِ


مسألة :

________________________________________

فإنْ قالَ قائلٌ : وهلْ يمكنُ أنْ يَرى الوليُّ الحيُّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقظةً بَعْدَ أنِ انتقلَ - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيقِ الأعلى في هذهِ الدارِ الدنيا بلْ ويعطيَهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ

علومِهِ وأنوارِهِ أيضاً ؟!!

فالجوابُ وباللهِ التوفيقُ : أنَّ آياتِ الكتابِ وأحاديثَ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - ناطقةٌ بمثلِ ذلكَ لِمَنْ فتحَ اللهُ لهُ غَلْقَ قلبِهِ ؛ انظرْ إنْ شئْتَ قولَهُ تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيما} (1) وقولَهُ - صلى الله عليه وسلم - { حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ : تُحْدِثُونَ وَنُحْدِثُ لَكُمْ ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ : تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ : فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُم } (2) .

وقدْ نَصَّ جماعةٌ مِنْ أئمَّةِ الإسلامِ على أنَّ مِنْ كرامةِ الوليِّ أنْ يَرَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - في اليقظةِ ويأخذَ عَنْهُ مَا شاءَ اللهُ لهُ مِنْ مَعارِفَ ومَواهبَ ، مِنُهُمُ : الغزاليُّ والبارزيُّ والتاجُ السُّبكيُّ والعفيفُ اليافعيُّ والجلالُ السّيوطيُّ والقرطبي المالكيُّ وابنُ أبي جمرةَ وابنُ الحاجِّ والفقيهُ ابنُ العربيِّ المالكيُّ والعزُّ بنُ عبدِ السّلامِ وغَيْرُهمُ الكثيرُونَ - رضي الله عنهم - ، ولِلجلالِ السّيوطيِّ - رضي الله عنه - مؤلَّفٌ اسمُهُ " تنويرُ الحلكِ في جوازِ رؤيةِ النَّبِيِّ والْمَلَكِ " ضَمَّنَهُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - مجموعَهُ المسمَّى " تبرئةَ الذِّمَّةِ في نصحِ الأُمَّة " .

__________

(1) 1- سورة النِّسَاء : 64

(2) 2- رواه البزّار 5/308

________________________________________

وعَلَيْهِ فيُنْظَرُ لِمَا جاءَ بهِ الوليُّ الصالحُ مِنْ أورادٍ على أنَّهُ مِنْ عطاءِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا أفاضَ عَلَيْهِ بهِ ربُّهُ جَلَّ وعَلاَ ، ولَيْسَ على المريدِ أوِ الباحثِ إلاَّ أنْ يَتيقَّنَ مِنْ صحَّةِ ورودِ ذلكَ عَنِ الثقاتِ - رضي الله عنهم - حتَّى يَصِلَ السندُ إلى منتهاهُ عِنْدَ صاحبِ الوِرْدِ ثُمَّ ينظرَ فيهِ عِنْدَ العُدُولِ مِنْ أهلِ عصرِهِ : فإنْ كانَ مِمَّنْ يؤخَذُ عَنْهُ ويُعتمَدُ عَلَيْهِ فذلكَ المرادُ ، واللهُ أَعْلَم .

- يَقُولُ سَيِّدِي إبراهيمُ الدّسوقيُّ - رضي الله عنه - ( اللَّهُمَّ آمِنَّا مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وهَمٍّ وَغَمٍّ وَكَرْبٍ كَدٍ كَدٍ ... ) ، وهوَ يشيرُ بهذهِ التراكيبِ إلى خمسةِ عوالمَ في هذَا الوجودِ هيَ : المُلْكُ والمَلَكُوتُ والجَبَرُوتُ واللاهوتُ والهاهوتُ ، فمِمَّا جاءَتْ بهِ الآياتُ أنَّهُ مَا مِنْ شيءٍ إلاَّ لهُ تسبيحٌ ..

فعالَمُ الملُكِ : يحتوي على السماواتِ السبعِ والأراضينَ السبعِ والبحارِ السبعةِ والرياحِ السبعةِ ومَا في هذهِ الأشياءِ ..

وعالَمُ الملكوتِ : هوَ عالَمُ الجنّاتِ السبعِ ..

وعالَمُ الجبَروتِ : هوَ عالَمُ حضرةِ العرشِ ..

وعالَمُ اللاهوتِ : هوَ عالَمُ الأرواحِ المجرَّدةِ ..

وعالَمُ الهاهوتِ : يُقْصَدُ بهِ بطونَ الهويةِ " بواطنَ الاسمِ هُو " ، وهيَ المعبرةُ إلى مرتبةِ ( أوْ أدنى ) في قولِهِ تعالى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} (1) التي كانَ فِيهَا تَلاقِي النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - .




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم