-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

شرح معنى : ( كَدٍ كَدٍ )

شرح معنى : ( كَدٍ كَدٍ )
=

برهانيات كوم 

- ( كَدٍ كَدٍ ) : الكافُ إشارةٌ إلى الوحدةِ الكونيَّةِ في عالَمِ الأشياءِ أوْ عالَمِ الإمكانِ أوْ عالَمِ التقييدِ الذي نعيشُ فيه ..

يَقُولُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - مشيراً إلى علوِّ مقامِ قصائدِهِ في ديوانِهِ " شرابِ الوصل " :

__________

(1) 1- سورة النَّجْم : 9

________________________________________

وَلاَ هِيَ فِي الإِمْكَانِ فَضُّ خِتَامِهَا ... لأَنَّ هُدَاهَا وَمْضَةٌ بِشِهَابِهَا


والدّالُ كنايةٌ أوْ إشارةٌ إلى ذِكْرِ الموجوداتِ في هذَا العالَمِ مِنْ حَيْثُ ما هيَ شيئيّاتٌ تندرِجُ تَحْتَ قولِهِ تعالى {وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم} (1) ، ولَمَّا كانَ تسبيحُهَا غَيْرَ مفهومٍ لَدَيْنَا فهوَ ذِكْرٌ مُدَنْدَنٌ أوِ اسمهُ " الدَّنْدَنَة " ..

وفيهِ آثارٌ مرويّةٌ في معظَمِ كتبِ الحديثِ بلْ وفي بابِ الصلاةِ :

فقدْ رُوِي أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لِرجل { كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلاَة } قال :" أَتَشَهَّدُ وَأَقُولُ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ " أَمَا إِنِّي لاَ أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذ " فقالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - { حَوْلَهَا نُدَنْدِن } (2) .

__________

(1) 2- سورة الإسراء : 44

(2) 1- رواه أبو داود وابن ماجة .

________________________________________

ورُوِي أنَّ رجلاً مِنْ بَنِى سلمةَ يُقالُ لهُ " سُلَيْمُ " أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال :" يَا رَسُولَ اللَّهِ .. إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَأْتِينَا بَعْدَمَا نَنَامُ وَنَكُونُ فِي أَعْمَالِنَا بِالنَّهَارِ فَيُنَادِي بِالصَّلاَةِ فَنَخْرُجُ إِلَيْهِ فَيَطُولُ عَلَيْنَا " فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - { يَا مُعَاذَ ابْنَ جَبَلٍ .. لاَ تَكُنْ فَتَّاناً ، إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَلَى قَوْمِك } ثُمَّ قال { يَا سُلَيْمُ .. مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآن } قال :" إِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذ " فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - { وَهَلْ تَصِيرُ دَنْدَنَتِي وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ إِلاَّ أَنْ نَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَنَعُوذَ بِهِ مِنَ النَّار } ، ثُمَّ قالَ سُلَيْم :" سَتَرَوْنَ غَداً إِذَا الْتَقَى الْقَوْمُ إِنْ شَاءَ اللَّه " قال : وَالنَّاسُ يَتَجَهَّزُونَ إِلَى أُحُدٍ ، فَخَرَجَ وَكَانَ فِي الشُّهَدَاءِ ، رَحْمَةُ اللَّهِ وَرِضْوَانُهُ عَلَيْه (1) .

وإقرارُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِلَفْظ " دَنْدَنَتَك " ولَفْظ " دَنْدَنَتِي " وعدمُ التعقيبِ عَلَيْهِ بِمَا يَنفيهِ أوْ يُنْكِرُهُ بَلْ وتكرارُهُ بتصريفٍ آخَرَ مِنْ تصاريفِ اشتقاقِهِ يَدُلُّ على أنَّ الأمرَ قائمٌ : وهوَ وجودُ ألفاظٍ غَيْرِ مفهومةٍ لِعَوَامِّ الصحابةِ - رضي الله عنهم - عِنْدَ النَّبِيِّ الشارعِ - صلى الله عليه وسلم - ، فالخيرُ فيهِ - صلى الله عليه وسلم - وفِي أُمَّتِهِ إلى يومِ القيامةِ .

__________

(1) 2- رواه الإمام أحمد 5/74

________________________________________

فكأنَّ سَيِّدِي إبراهيمَ الدّسوقيَّ - رضي الله عنه - يَقُولُ : يا ربِّ .. لقدْ وضَّحْتَ أنَّ المُلْكَ كلَّهُ يُسَبِّحُ لكَ في قولِك {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَتِ وَمَا فِى الأَرْض} (1) ، ولكنَّ تسبيحَهُمْ مجهولٌ ؛ فهوَ مدندَنٌ ؛ فأتوسلُ إلَيْكَ يا رَبِّ بالأسماءِ الإلهيَّةِ التي أَوْجَدْتَ بِهَا كافَ كَوْنِ هذَا العالَمِ ويُدَنْدِنُ بِهَا هذَا العالَمُ ومَنْ فيهِ بِـ" دالِ الدَّنْدَنَةِ " أنْ تَفعلَ كَذَا وكَذَا ...




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم