ولعل الكثيرين يتساءلون عن سر الانتشار الهائل للطريقة البرهانية, أقول لهؤلاء أن وراء ذلك جانبان الأول باطني والآخر ظاهري أما بالنسبة للجانب الباطني وهو أمر يعلمه شيوخ المتصوفة, فالسر يعود لكون الزمان زمانها وكما هو معروف لكل طريقة زمانها الذي تنتشر وتعُم وتسود فيه .. وهذا الزمان هو زمن سيدي إبراهيم الدسوقي قطب الطريقة البرهانية ورابع الأقطاب, أما بالنسبة للجانب الظاهري فأود أن أقول هنا أن الطريقة البرهانية تتولى حاليا مسئولية تاريخية ألا وهي إدارة عمليات الحوار الحضاري بين الإسلام (الصوفي الصحيح) والعالم اجمع بكياناته وشعوبه وثقافاته ودياناته .. وقد لا يستوعب الكثيرين هذا العمل الضخم الذى تتولاه الطريقة فكما هو معروف ليس من السهولة التعامل مع عالم متقدم علميا وتقنيا, متعدد الأديان والأعراق والثقافات والتقاليد, فكان المحك الأساسي للطريقة هنا هو منهجها وسلوكها وعلومها الراقية وارشادها العالي وغيرها من العوامل التي سبق وتحدثت عنها يضاف لذلك بعد هام جدا وهو النهج العلمي فالطريقة تباشر أعمالها ونشاطاتها وفقاً لارقي الأساليب والمناهج العلمية وتستخدم آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا .. ولعل النجاح المنقطع النظير لتجاوب شعوب العالم مع الطريقة يقف دليلاً علي ما ذكرت
تعليقات: 0
إرسال تعليق