باعتبارِ أنَّ العباداتِ كُلَّهَا فيوضاتٌ نبويّةٌ على أهلِهَا - حَيْثُ قالَ - صلى الله عليه وسلم - { خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم } وقالَ - صلى الله عليه وسلم - { مَا أُعْطِيتُ فَلأُمَّتِي } وقالَ - صلى الله عليه وسلم - { صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي } - فأورادُ الصالحينَ - كَمَا سبقَ التدليلُ عَلَيْهِ - هيَ مَرائِي يَرَوْنَهَا في قلبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ { يس قَلْبُ الْقُرْآن } ، فإذَا مَنَّ اللهُ على العبدِ وفَقَّهَهُ وعَلَّمَهُ تأويلَ ( يس ) فلاَ عَجَبَ أنْ يَقْرَأَ مَا في قَلْبِ القرآنِ الذي يمشِي على الأرضِ وهوَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا وَرَدَ عَنْ أُمِّ المؤمِنِينَ السَّيِّدَةِ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا ..
__________
(1) 3- سورة الأحزاب : 35
(2) 4- سورة الأحزاب : 41 ، 42
(3) 5- سورة النحل : 43
(4) 1- سورة التوبة : 119
(5) 2- سورة المائدة : 35
(6) 3- ذكره الماوردي في أدب الدُّنْيَا والدِّين ، ومعناه صحيح مؤيَّد بنصوص الكِتَاب والسُّنَّة .
(1/84)
________________________________________
تنبيه :
يؤكِّدُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - على أنَّهُ لمْ يَنقِلْ وِرْداً لِمريدِيهِ مِنْ كتابٍ ؛ بلْ مِنَ الحضرةِ النبويةِ الشريفةِ ، وفي هذَا يَقُولُ - رضي الله عنه - :
جَلَّ وجهٌ بِهِ تَجَلَّى عليْنَا ... ففقدْنا بِنُورِهِ ما لديْنَا
لوْ رأيْنَاهُ في الجَمَالِ اكتفَيْنَا ... أوْ شهدْناهُ في الجلالِ رأيْنَا
(1/86)
________________________________________
أسداً فاتِكاً مِنَ الأُسْدِ أَسْطَى
- مَا ظَهَرَ الجلالُ والجمالُ على الوجودِ إلاَّ بواسطةِ أصلِ الوجودِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يتجلَّى بِهِمَا على أهلِ اللهِ الصالحينَ كُلٌّ على قَدْرِ نصيبِه .
- تَجَلَّى رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - على سَيِّدِي إبراهيمَ الدُّسُوقِيِّ - رضي الله عنه - بمراتبِ الجلالِ ومراتبِ الجمالِ فأَوْدَعَها - رضي الله عنه - في التحصينِ الشريفِ وفِي الحِزْبِ الكبير .
تعليقات: 0
إرسال تعليق