-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

شرح الأوراد : شرح التَّحْصِينُ الشَّرِيف

شرح الأوراد : شرح التَّحْصِينُ الشَّرِيف
=

برهانيات كوم 

باعتبارِ أنَّ العباداتِ كُلَّهَا فيوضاتٌ نبويّةٌ على أهلِهَا - حَيْثُ قالَ - صلى الله عليه وسلم - { خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم } وقالَ - صلى الله عليه وسلم - { مَا أُعْطِيتُ فَلأُمَّتِي } وقالَ - صلى الله عليه وسلم - { صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي } - فأورادُ الصالحينَ - كَمَا سبقَ التدليلُ عَلَيْهِ - هيَ مَرائِي يَرَوْنَهَا في قلبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ { يس قَلْبُ الْقُرْآن } ، فإذَا مَنَّ اللهُ على العبدِ وفَقَّهَهُ وعَلَّمَهُ تأويلَ ( يس ) فلاَ عَجَبَ أنْ يَقْرَأَ مَا في قَلْبِ القرآنِ الذي يمشِي على الأرضِ وهوَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا وَرَدَ عَنْ أُمِّ المؤمِنِينَ السَّيِّدَةِ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا ..

__________

(1) 3- سورة الأحزاب : 35

(2) 4- سورة الأحزاب : 41 ، 42

(3) 5- سورة النحل : 43

(4) 1- سورة التوبة : 119

(5) 2- سورة المائدة : 35

(6) 3- ذكره الماوردي في أدب الدُّنْيَا والدِّين ، ومعناه صحيح مؤيَّد بنصوص الكِتَاب والسُّنَّة .

(1/84)

________________________________________

تنبيه :


يؤكِّدُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - على أنَّهُ لمْ يَنقِلْ وِرْداً لِمريدِيهِ مِنْ كتابٍ ؛ بلْ مِنَ الحضرةِ النبويةِ الشريفةِ ، وفي هذَا يَقُولُ - رضي الله عنه - :


الأَصْلُ عِنْدِي سُنَّةٌ مِنْ سُنَّةٍ ... هُوَ ذَا لِسَانِي قَدْ أَفَادَ وَأَخْبَرَ


فالأصلُ عِنْدَهُ السُّنَّةُ حتَّى لوْ كانَ القرآنُ هو المتلقَّى ؛ باعتبارِ أنَّهُ لَمْ يَتَلَقَّهُ إلاَّ عَنْ صاحِبِ الشّريعةِ الغرّاءِ - صلى الله عليه وسلم - ..

وهوَ بَعْضٌ مِنْ مَعْنَى ما وَرَد عَنْ سَيِّدِنَا جابرٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أفاضَ وعَلَيْهِ السكينةُ وأمَرَهُمْ بالسكينةِ وأوضعَ في وادي محسرٍ وأمَرَهُمْ أنْ يَرْمُوا الجِمَارَ مِثْلَ حَصَى الخذفِ ، وقال { خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ ، لَعَلِّي لاَ أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا } (1) .

وكذلكَ بعضٌ مِنْ معنى قولِهِ تعالى {وَمَا ءَاتَكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} (2) .

__________

(1) 1- رواه البيهقي في السُّنَن الكبرى 5/125

(2) 2- سورة الحشر : 7

(1/85)

________________________________________

ولِهذَا قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - ما معناهُ أنَّ سَيِّدِي أبَا الحَسَنِ الشّاذليَّ - رضي الله عنه - وجدَ في قلبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ( طَهُورٌ بِدْعَقٌ مَحْبَبَهٌ ... ) إلخ عبارةِ الحِزْبِ الكبيرِ ، فإذَا علمْتَ - كَمَا قَرَّرَ أهلُ الشأنِ - أنَّ الطريقةَ البرهاميةَ والطريقةَ الشاذليةَ طريقةٌ واحدةٌ فقدْ تَقَرَّرَ عندَهَمْ أنَّ سَيِّدِي إبراهيمَ الدُّسُوقيَّ وجدَ في قلبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما وجدَهُ سَيِّدِي أبُو الحَسَنِ الشّاذليُّ ، إلاَّ أنَّهُ قدْ تَفَضَّلَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا يُسمَّى " خِلَعَ التَّشْرِيفِ " ، وهيَ المعبَّرُ عنْها بِـ" خِلَعِ الجلالِ وخِلَعِ الجَمالِ " ، وهُمَا مقتضياتُ الأسماءِ الإلهيَّةِ ؛ حَيْثُ اقْتَضَتِ الحكمةُ الإلهيةُ أنْ تَكونَ هذهِ الأسماءُ تارةً جلاليّةً وتارةً جماليّةً ؛ بمعنَى أنَّ الأسماءَ الإلهيةَ متضادَّةٌ كَمَا هوَ ظاهرٌ في ( المُعِزِّ - المُذِلِّ ) ( الْمُحْيِي - المميتِ ) ( القابضِ - الباسطِ ) ... فالأسماءُ الدّالَّةُ على المهابةِ والعظمةِ والبطشِ والاقتدارِ هيَ أسماءُ جلالٍ ، والأسماءُ الدّالَّةُ على الرحمةِ واللطفِ هيَ أسماءُ جَمالٍ ، وبِهذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ تَجَلَّى ربُّ العِزَّةِ على حبيبِهِ - صلى الله عليه وسلم - فاسْتَحْوَذَ الجلالُ باطنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - واستولى الجَمالُ على ظاهرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ..

وفي هذَا يَقُولُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - :


تَنَزَّهَ ذُو الْجَلاَلِ وَذُو الْجَمَالِ ... وَنَزَّهَنَا وَطَهَّرَ مُبْتَدَانَا


ويَقُولُ السادةُ :


جَلَّ وجهٌ بِهِ تَجَلَّى عليْنَا ... ففقدْنا بِنُورِهِ ما لديْنَا

لوْ رأيْنَاهُ في الجَمَالِ اكتفَيْنَا ... أوْ شهدْناهُ في الجلالِ رأيْنَا

(1/86)

________________________________________

أسداً فاتِكاً مِنَ الأُسْدِ أَسْطَى

- مَا ظَهَرَ الجلالُ والجمالُ على الوجودِ إلاَّ بواسطةِ أصلِ الوجودِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يتجلَّى بِهِمَا على أهلِ اللهِ الصالحينَ كُلٌّ على قَدْرِ نصيبِه .

- تَجَلَّى رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - على سَيِّدِي إبراهيمَ الدُّسُوقِيِّ - رضي الله عنه - بمراتبِ الجلالِ ومراتبِ الجمالِ فأَوْدَعَها - رضي الله عنه - في التحصينِ الشريفِ وفِي الحِزْبِ الكبير .




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم