برهانيات كوم
* أمّا عَنِ المسبحةِ والعَددِ : فالأدلةُ عقليةٌ ونقليةٌ لا سبيلَ لإنكارِها إلاَّ مِنْ مجادِلٍ مُغْرِضٍ لاَ يبتغي وجهَ اللهِ في أعمالِ دينِهِ ..
فأمَّا مِنْ جهةِ العقلِ : فإنَّ اللهَ تعالَتْ حكمتُهُ قَيَّدَ العباداتِ في الأوقاتِ والمقاديرِ ، فمَا مِنْ عبادةٍ إلاَّ ولَهَا كَمٌّ وكيفٌ وميقاتٌ ، فإذَا تَحَقَّقَ هذَا في الأركانِ والفرائضِ فمَا الغريبُ في كونِهِ في النوافلِ حاصلاً ؟! ..
ومِنْ وجهٍ آخَرَ إذَا كانَ مِنْ أسماءِ اللهِ الحسنى الاسمانِ الكريمانِ ( الحسيبُ والمحصِي ) فمِنَ المعروفِ أنَّ لِكُلِّ اسمٍ في الكونِ تَجَلّياً ، فكيفَ يكونُ تَجَلِّيهما في أشرفِ الأعمالِ على الإطلاقِ : وهوَ العبادةُ ؟ فلا شكَّ أنْ يكونَ الحسابُ والإحصاءُ ظاهرَيْنِ في كُلِّ العباداتِ الفرضيةِ والنفليةِ ، وهكذا صنعَ الشارعُ - صلى الله عليه وسلم - .
وأمّا مِنْ جهةِ النقلِ :
* فعنِ السيدةِ صفيةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهِنَّ فَقَال { مَا هَذَا يَا بِنْتَ حُيَيّ } قُلْتُ : " أُسَبِّحُ بِهِنَّ " قَال { قَدْ سَبَّحْتُ مُنْذُ قُمْتُ عَلَى رَأْسِكِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا } قُلْتُ :" عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ " قَال { قُولِي : سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ مِنْ شَيْء } (1) .
* ورُوِيَ عَنْ سَيِّدِنَا سعدِ بنِ أبي وقاصٍ - رضي الله عنه - أنَّهُ كانَ يُسَبِّحُ بالحصى (2) .
* وعنْ عبيدِ اللهِ بنِ موسى عَنْ إسرائيلَ عَنْ سَيِّدِنَا جابرٍ - رضي الله عنه - عَنِ امرأةٍ حَدَّثَتْهُ عَنْ فاطمةَ بنتِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ - رضي الله عنهم - أنَّها كانَتْ تُسَبِّحُ بخيطٍ معقود (3) .
* وعنْ سَيِّدِنَا أبي هريرةَ - رضي الله عنه - أنَّهُ كانَ لهُ خيطٌ فيهِ أَلْفَا عقدةٍ ، فلا ينامُ حَتَّى يُسَبِّحَ به (4) .
* وقدْ نقلَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ عثمانُ عبدُه البرهانيُّ في كتابِه " انتصارِ أولياءِ الرحمنِ علي أولياءِ الشيطانِ " عَنِ الإمامِ السّيوطيِّ قولَه : وقدِ اتَّخَذَ السبحةَ ساداتٌ يُشارُ إليهمْ ويُؤْخَذُ عَنْهُمْ ويُعتمَدُ عَلَيْهِمْ كأبِي هريرةَ - رضي الله عنه - كانَ لهُ خيطٌ فيهِ ألفا عقدةٍ فكانَ لا ينامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بهِ ثنتَيْ عشرةَ ألفِ تسبيحةٍ ؛ قالَهُ عكرمة (1)
تعليقات: 0
إرسال تعليق