-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

تنوير المجالس بقواعد التدارس فى الطريقة البرهانية 1

تنوير المجالس بقواعد التدارس فى الطريقة البرهانية 1

برهانيات كوم / الطريقة البرهانية 

 ( تنوير المجالس بقواعد التدارس )

مقدمةالحمد لله الذي نوَّر قلوب أوليائه بأنوار حبيبه وصفوة خَلقه وإمامهم ومعلِّمهم سيدنا محمد قمر التوحيد ومَظهره ، وصلاةً وسلاماً على صفوة الخَلق وأَعظمهم خُلُقاً وأَحسنِهم خَلْقاً وأَرَقِّهم طبعاً ، فصَلِّ اللهم به منه فيه عليه وسلِّم ، ورضي الله تبارَك وتعالى عن ساداتنا أهل البيت الطيبين الطاهرين المطهّرين ، مَن أَكرمَنا الله بمحبتهم وجَعَلَهم لنا رسل هدايةٍ وأقماراً نهتدي بها في ظلمات الحياة ، فكانوا سفن النجاة لأحبابهم في المَحْيا وفي الممات ..نسألك اللهم متوسِّلين بإمامنا وشيخنا الأمين المَكين الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني المُكَنَّى بفخر الدين جد الوزير جامع الشمل حامل الكَلِّ الحبيب مولانا الشيخ محمد ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ أن تلهمنا رشدَنا ، وأن تُعَرِّفَنا بعض قدْر العطية معرفةً نَسلَم بها مِن موارد الجهل ونَكرع بها مِن موارد الفضل ، وأن تَحملَنا على سبيلهم إليك حملاً محفوفاُ بنصرتك ، وأن تَقذف بنا على الباطل فندمغه ، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير .أيها الأحباب ..يا مَن اصطفاكم شيخُكم فشرَّفَكم بالانتساب إلى رعاية شئون عِلمِه ، فجنيتم ثمار ذلك منةً واصطفاءً بأن جَعَلَكم في كنفه فقال :فُكُلُّ سَهِيدٍ عِنْدَهَا طَابَ وَقْتُهُ وَفِي كَنَفِي مَنْ بَاتَ يَرْعَى شُئُونَهَاهذا جهد المُقِلّ ، نتوجه به إليكم محاولين أن نضيء شمعةً تنير الطريق ، فِي محاولة لِنروِي ظمأنا مِن بحر علوم سيدي فخر الدين المودَع نظماً في منهجه المضمون الذي بَثَّه في ديوانه الأعظم ( شراب الوصل ) .أحبابَ التدارس .. أبناءَ الطريقة ..إن توحيد الكلمة دليل على توحيد الوجهة ، وتوحيد العمل دليل حُسْن الاعتقاد ، وتوحيد الصف دليل إقامة الدين ، وما هَلَك مَن هَلَك وما ضاع مَن ضاع إلا باختلافهم على شيوخهم وكثرة سؤالهم .اعلم يا أخي ـ هدانا الله وإياك ـ أن : القول الصحيح يؤدي إلى العلم الصحيح ، والعلم الصحيح يؤدي إلى عبادة صحيحة ، والعبادة الصحيحة تؤدي إلى المعرفة ، والمعرفة تؤدي إلى الخوف ، والخوف يؤدي إلى التسليم .واعلم ـ رعاك الله وحَفِظَك ـ أن : العلم له بداية تؤدي إلى نهاية ، وله أول يؤدي إلى آخِر فلا تطلب النهاية قبْل ولوج البداية ، ولا الآخِر قبل معرفة الأول ، وارجع إن شئت إلى قول الصحابي أبي الدرداء - رضي الله عنه - : لاَ يَكُونُ الْمَرْءُ عَالِماً حَتَّى يَكُونَ بِعِلْمِهِ عَامِلا .. رواه البيهقي .وهذا إنذار وتهديد ووعيد لِمَن طَلَب العلم بِلا عمل فيَلقَى ربه ممن وَصَفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعلماء الدنيا ، أعاذنا الله وإياكم .فشأن العلم عالٍ رفيع برعايته ، وشأنُه دانٍ وضيع إذا كان لِمجرد روايته ، فهِمّة العلماء الرعاية ، وهمة السفهاء الرواية .روى أبو نُعَيم مِن حديث عبد الله بن المسوّر - رضي الله عنه - أن رجلاً جاء لِرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْم ..فقال له { مَا صَنَعْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْم } ..فقال : وَمَا رَأْسُ الْعِلْم ؟قال { هَلْ عَرَفْتَ الرَّبّ } ..قال الرجل : نَعَم .قال : { فَمَا صَنَعْتَ فِي حَقِّه } ..قال : مَا شَاءَ اللَّه .فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - { هَلْ عَرَفْتَ الْمَوْت } ..قال : نَعَم .قال { فَمَا أَعْدَدْتَ لَه } ..قال : مَا شَاءَ اللَّه .قال - صلى الله عليه وسلم - { اذْهَبْ فَأَحْكِمْ مَا هُنَاكَ ثُمَّ تَعَالَ نُعَلِّمُكَ مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْم } .هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريص عليك ، فاسلك طريق العلم والإيمان ؛ لأنه بالمؤمنين رءوف رحيم ..فَالْعِلْمُ بِالذِّكْرِ لاَ يَنْفَكُّ مُقْتَرِنَا وَالْجَهْلُ صَاحِبُهُ فِي غَفْلَةٍ وَعَنَاهذا كلام شيخنا أبي العينين .وَحَيْثُ عَلِمْتُمْ فِقْهَهَا فَهْيَ حُجَّةٌ وَحَيْثُ جَهِلْتُمْ عَوْرَةً تَسْتُرُونَهَاهذا كلام عَمِّنا فخر الدين .{ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ ، وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ ، وَعِمَادُ الدِّينِ الْفِقْه } ..هذا كلام جدِّهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. رواه البيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .فإذا رجعنا إلى ذلك الذي سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غرائب العلم لَوجدْنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَرُدّه إلى أصول العلم ، فعندما طلب النهايات رَدَّه إلى البدايات ، فما حُرِم المريدون الوصول إلا بترْكِهم الأصول .ومثال هذا : مَن تَعمَّقَ في مراتب الصالحين والمَنازل والدرجات ودقائق الصوفية الأخيار بغير أن يتعلم ويُحكِم الوضوء والغُسل والتيمم في الطهارة ، وفيه يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - { إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَسْأَلُ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ وَبَيْنَ أَظْلاَفِهِ التَّفَثُ وَالْخَبَث } .. رواه أحمد والطبراني عن أبي أيوب - رضي الله عنه - .كل هذا لا يتم لِلمريد في سلوكه بدايةً إلا بسلوك طريق التزكي ، فهو باب الفلاَح ، فلن ينزل ماء السماء إلى وديان القلوب إلا إذا تخلَّت عن كل ما سِوى الله { أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةُ بِقَدَرِها } ..قال ابن كثير : إن الأودية هي القلوب ، يأخذ كل قلب بحسب قدْرته وتفاوته ، فمنها ما يسع مِن العلوم الكثير ، ومنها ما يسع القليل ، ومنها الضيق الذي لا يَحتمل ، فالماء هو العلم ، والأودية هي القلوب .. { بَلْ هُوَ ءَايَتُ بَيِّنَتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم } .فبداية الأمر لزوم التزكي والتخلية لِتنال ثمرة الترقي والتحلية ، فإذا تَزكَّى القلب وتَخلَّى نَطَق اللسان بمكنون العلوم وتجلى { إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ كَهَيْئَةِ الْمَكْنُونِ ، لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ تَعَالَى ، فَإِذَا نَطَقُوا بِهِ لَمْ يَجْهَلْهُ إِلاَّ أَهْلُ الاغْتِرَارِ بِاللَّهِ تَعَالَى ، فَلاَ تُحَقِّرُوا عَالِماً آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً مِنْهُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحَقِّرْهُ إِذْ آتَاهُ إِيَّاه } .ولقد مَنَّ الله علينا بنعمة الشيخ المرَبِّي الخبير صاحب العلوم النبوية البرزخية المختومة بمِسْك الحقيقة الأحمدية ، فحقَّ لِكل مَن عَلِم ذلك أن يتهيأ لها بقلبه وروحه لِنوال القصد مِن هذه المِنَح العِظام ..
- فَتَقَبَّلُوا بِقُلُوبِكُمْ ... قَوْلِي فَفِيهِ بَشَائِرِي- عَلِمْتُ وَلِي عِلْمٌ بِعِلْمِ مُعَلِّمِي ... أُمِدُّ وَتَلْقِينِي بِغَيْرِ إِمَاطَةِ- أَيْنَ عِلْمُ اللَّهِ مِنْ عِلْمِ الْهَوَى ... أَيْنَ عِلْمِي مِنْ هَشِيمِ الْمُحْتَظِرْ- مِنْ رِيَاضِ الْقُرْبِ عِلْمِي ... كَانَ مَخْتُوماً نَقِيَّا- مِنْ عُلُومِي فِي الْفَيَافِي ... يَطْلُبُ الظَّمْآنُ رَيَّا
ثم أَمَرنا ـ بعد أن عرَّفَنا بعض كنهِها وأصلِها ـ أن نجلس إليها ونَعكف عليها ونستأنس بها ، فقال :فَإِنَّمَا جِئْتُهَا جَمْعاً لِفُرْقَتِكُمْ وَمَنْ تُبَاعِدْهُ إِصْرَاراً يُجَافِينِيوذلك الجمع لِهذا الشتات ولِهذه الفُرقة لا يَكون إلا بالجلوس لِتَدارُسها ، فقال :يَتَدَارَسُ الأَحْبَابُ فِيمَا بَيْنَهُمْ قَوْلِي وَإِنِّي بَيْنَهُمْ عَطَّاءُوقال :فَأَيْنَ تَدَارُسُ الأَحْبَابِ قَوْلِي وَأَيْنَ السَّعْيُ فِي كَشْفِ النِّقَابِوقال :وَأَيْنَ الْعَاكِفُونَ عَلَى كَلاَمِي لِوَجْهِ اللَّهِ مَأْمُونِ الْجَنَابِوقال :وَقُلْتُ تَدَارَسُوا فَالْخَيْرُ جَمٌّ وَبَيْتُ اللَّهِ ذَا رَحْبُ الرِّحَابِفإذا كان الأمر كذلك فما هو التدارس ؟!!






مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم