برهانيات كوم / الطريقة البرهانية
التدارس .. مصادرُه – آلاته – وسائله
ربما يحلو لِكثير مِن إخواننا في الله أن يرتب مصادر تدارُس قصايد سيدي فخر الدين - رضي الله عنه - على ما قرَّره علماء أصول الفقه في مصادر التشريع بترتيبها مِن أدلة متفَق عليها وأدلة مختلَف عليها ..فيقولون : إن مصادر التدارس أو وسائله أو آلاته هي القرآن والسُّنّة والإجماع والقياس ، أو بترتيب آخَر هو : القرآن والسُّنّة وعلوم الشيخ وكلام الأئمة وما إلى ذلك .ولكنّا نقول وبالله التوفيق : إنّ أول مصادر تَدارُس كلام سيدي فخر الدين هو علوم سيدي فخر الدين في جواهر منطقِه في دروسه التي أَمتعَت أهل الخافقين ؛ لِسبب بسيط وبمنتهَى الاختصار هو قوله - رضي الله عنه - :شَرَابُ الْوَصْلِ مَخْتُومٌ وَسِرِّي شِفَاءٌ لاَ شَرِبْتُمْ غَيْرَ مِنَّاوهو أسلوب دعائي بمعنى : اللهم لا شرْب لكم إلا مِن كفِّنا ، فإذا كان القرآن هو أول مصادر التشريع والفقه والدين كله فهوَ مِن فم سيدي فخر الدين أَحلَى وأَزيَن ؛ لِمَا أعطاه الله ووَهَبَه مِن فنونه وعلومه وأسراره ، وهذا أمرٌ مشاهَد ومعلوم لدى كل مَن تَعرَّفَ إلى طريقته في التفسير والتأويل .وعليه .. فإنّ مصادر التدارس هي على الوجه التالي ( بالترتيب على الأَوْلى وبغير ترتيب لِمَن أراد ) :1- علوم الشيخ :وهنا نوجِّه عمرَنا كله شكراً لِمولانا الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني الذي بدأ إنجاز سلسلة ( عَلِّمُوا عَنِّي ) مِن دروس إمامنا فخر الدين ؛ لأنّ صدورها بالصوت مسموعةً ومقروءةً ومحقَّقةً ومراجَعةً مِن الوزير الثقة الضابط العدل سليل بيت النبوة يجعلُها مَصدراً لِعلم سيدي فخر الدين لا يمكن أن يأتيه الباطل أو يغشاه .ونلفت النظر هنا إلى ضرورة الاهتمام بهذه السلسلة ؛ لأن مولانا الشيخ لم يَترك في حياته علماً إلا واعتصَره ، فقال في ذلك :وَمَا تَخَلَّيْتُ مُعْتَصَراً فَذَا عَبَثٌ وَمَا عَنِ الْحِبِّ يَوْماً قَدْ تَخَلَّيْتُفمَن أراد سائر العلوم صحيحةً فَتِيَّةً نديّةً سخيّةً شذيّةً فلْيأخذها مِن فم سيدي فخر الدين الذي قال :وَقُمْتُ عَلَى أَهْلِ الْمَرَاتِبِ كُلِّهِمْ أُلَقِّنُهُمْ فِقْهَ الْعُلُومِ الثَّمِينَةِفأَقْبِلْ عليها أيها الأخ الحبيب وانهل مِن عطاياها وهِبَاتها ومِنَحها ما يسعدك في الدارين وأهلَك وإخوانَك وقومَك وعشيرتَك ووطنَك والناس أجمعين .ولكنّا نلفت النظر وبشدة في هذا الباب إلى ضرورة تَحرِّي الدقة والأمانة عند الحديث في الدين عموماً وفي الرواية عن شيخك خصوصاً ؛ فهذا مِن أَعظَم القربات في الدين والدنيا ؛ لِدخوله في دعاء سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا } قال الترمذي : حديث حسن صحيح .فالحذرَ الحذرَ أيها المقْبِل على علوم سيدي فخر الدين الفاتحةِ لِعلوم الأولين والآخِرين أن تتجاوز فِي نقْلِها فتُحَرِّف الكلِم عن مَواضعه ، وأن تتكبر حال نسيانها فتُزيد أو تُنقِص على هواك خجلاً مِن اتهام الغير لك بنقص العلم والمعرفة .2- علوم اللغة :وهنا نتذكر قول سيدي فخر الدين :بَلِيَتْ أَفْكَارُ قَوْمٍ عِنْدَمَا عَدِمُوا فِي مَنْطِقِي نَصْباً وَجَرّفعندما كان منطقُه ملتبساً في حياته البشرية بخفائه ظَنّ البعض أنه عاجز ، فضاعوا بل وأضاعوا ، فلَمّا جاء بعلومه البرزخية ظَهَر الكلام عربيّاً مبيناً مولوداً في مُحْكَم آيات القرآن ، فدَلَّنا بذلك على ضرورة الخوض في هذه العلوم والتزود منها حتى يتم لِلمُقبِل على القرآن والسُّنَّة وسائر العلوم جمْع آلاته على أساسٍ قويم ..- فعلوم النحو لا يستغنِي عنها إلا عابث ، فلا يخوض غمارَ نصوص القرآن والسُّنَّة إلا مَن دَرَس أوليات النحو وقواعده ..وهنا يجب التنويه عن أناس بالَغوا في تطبيق النحو في قراءتهم لِقصايد ( شراب الوصل ) فدخلوا بأرؤسهم في نصوصه فعدَّلوا أو حرَّفوا ظنّاً منهم بأن الصواب ما حرَّروه ..وهؤلاء نقول لهم : قيسوا نحوكم على النَّصّ ، ولا تقيسوا النَّص على نحوكم ؛ لأن النَّص ثابت ، فهو نَص ، فإذا اضطرب النقل عن صاحب النَّصّ تَمهَّلْنا وتَوَقَّفْنا حتى ينضبط لنا بالرجوع والتحقيق .- وعلوم البلاغة حرَّرها علماء صالحون واستخرَجوها مِن كنوز القرآن والسُّنَّة ، ولا يَستغنِي عنها طالب علم أو فِقْه ؛ فالقرآن مليء بالمَجاز على سبيل المثال ، وبدون اعتبار المَجاز لا يسوغ لِلقارئ النص أو المعنى .والوصية لكم يا إخواننا في الله أن تَجمعوا مِن دروس سيدي فخر الدين كل ما كان مِن اللغة ؛ فإنه كنوز مدفونة وعلوم مكنونة ، وقِسْ على ذلك سائر العلوم .وَاسْأَلْ مُرَادَكَ مِنْ صُنُوفِ عُلُومِنَا وَارْجُ الْبَيَانَ الْحَقَّ بِالإِيقَانِولْتَرجع إلى ما استحسَنه القوم مِن المعاجم أو ما كان صاحبُه مِن أهل التقوى مِثل ( لسان العرب ) لابن منظور ؛ فإنه يَدلك على معنى الكلمة مصحوباً بنَصٍّ قرآنِيّ أو نَصٍّ حديثيّ أو نَص شِعريّ أو نصٍّ لإمام وعالِم ، فيمكنك بعْد ذلك اختيار ما وافَق المعنى الذي أُلهِمتَه في التدارس ، فيقوى عندك وعند الإخوان ويطيب المقام .3- القرآن وعلومه :وآيتنا في ذلك أن تقع في البيت على لفظة قرآنية بمعنى اشتراك البيت والآية في كلمة واحدة أو أكثر ، فإذا حَدَث ذلك رجعتَ إلى الآية الكريمة فقرأتَ قَبْلَها وبعْدَها بضع آيات ؛ لِيتم لك السياق وتَحصُل لك أولاً بَرَكة القرآن ، ثم تَدخل إلى عالَم التفسير فتتعلم منه الأحكام والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وغير ذلك ، فإن وجدتَ سبيلاً إلى بعض التفاسير الإشارية أو الصوفية فيَحسُن الرجوع إليها لِتَتم الفائدة ، كل ذلك وأنت تضع نُصبَ عينيك قول سيدي فخر الدين ( وَإِنِّي بَيْنَهُمْ عَطَّاءُ ) بمعنى أنه كلما دخلتَ أو رجعتَ إلى مَصدر صحبتَ الشيخ أو كنتَ في معيته ثم كنتَ مع إخوانك على حُبٍّ ومرحمة ، فيَكون ثمرة ذلك كله حصول الوصل الكامل لك ولإخوانك ..إِذَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَى حُبٍّ وَمَرْحَمَةٍ فَأَيْقِنُوا الْوَصْلَ إِنَّ اللَّهَ مُعْطِينِيوأوصيك يا أخي بما أَوصَى بقراءته سيدي فخر الدين - رضي الله عنه - ، فإذا استطعتَ أن تَرجع إلى : ( البحر المديد في تفسير القرآن المَجيد ) لِسيدي أحمد بن عجيبة ، تفسير ( روح المَعاني ) لِلألوسي فافعل ؛ فهوَ أَوْلَى .واعلم أن الرجوع مِن البيت إلى آية مِن كتاب الله هو أول الأولويات ؛ لِقول سيدي فخر الدين :وَمَنْ يَنْسِبْ إِلَى الْقُرْآنِ عِلْمِي وَأَقْوَالِي يُفِيدُ وَيَسْتَفِيدُ4- السُّنَّة المطهّرة وعلومها :ونعني بها أحاديث الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، ودَلَّنا هو على ذلك بأبيات كثيرة بيّنَت أنها تَرجع في معناها إلى سياق حديث نبويّ صحيح ، فعُلِم أنه ينبغي النسب إليها كما هو الحال في القرآنمثال ذلك قوله - رضي الله عنه - :قَضَتْ سُنَّةُ الْمَوْلَى الْعَظِيمِ عَلَيْهِمُ فَرَاحُوا ثَلاَثاً فَوْقَ سَبْعِينَ شُعْبَةِفَلَمْ تَنْجُ إِلاَّ فِرْقَةٌ لِوُقُوفِهَا بِأَعْتَابِ آلِ الْبَيْتِ أَهْلِ الْحِمَايَةِفنسبة هذيْن البيتين ولا شك إلى حديث افتراق الأمة المشهور عند آحاد المسلمين ، فوَجَب الرجوع إلى الحديث والربط بينهما لِلوقوف على المعنى النفيس الذي أراد الشيخ تبيانَه لِلمريدين ولأمة سيد المرسَلين .وكذلك ـ وكما قلنا في النسب إلى القرآن ـ إذا اشترَك البيت والحديث في كلمة واحدة فارجع طائعاً مظفراً مبارَكاً إلى الحديث وتدارس ألفاظه ومعانيه ؛ لِتَعثر على الكنز المدفون المودَع في طيّات علوم الشيخ - رضي الله عنه - ..ومثال ذلك قوله - رضي الله عنه - :كُلُّهُمْ فِيهَا عَزِيزٌ وَاحِدٌ بَلْ أَمِينٌ آمِنٌ فِي سِرْبِهِفمَرَدُّه إلى حديث { مَنْ بَاتَ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافَى فِي بَدَنِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَقَدْ حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا } .أمّا عن علوم الحديث فقد أَعرَضَ عنها قوم كثيرون دهراً طويلاً ؛ ظانِّين أنها مما لا ينبغي لِلمريد الانشغال به ، فجاء سيدي فخر الدين لِيَقول في فرائد نظْمِه - رضي الله عنه - :
أَلاَ فَخُذُوا عَنِّي الآحَادَ مُعَنْعَناً ... أَصَحُّ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ رِوَايَتِيرَوَيْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ مَا قَدْ رَأَيْتُهُ ... وَسِرُّ أَبِي الْعَيْنَيْنِ مَتْنُ رِوَايَتِيفَلْتَسْمَعُوا قَوْلِي صَحِيحاً مُسْنَداً ... إِنَّ الْبَيَانَ بِسُورَةِ الرَّحْمَنِ
هذه وغيرُها مِن أبيات كثيرة تضمنَت ألفاظاً هي مِن صميم عِلم مصطلَح الحديث ، فكيف بالله يتمكن الإخوان مِن تَدارسِها بدون أَدنَى معرفة بأصوله وفنونه ؟! وهذا بعض ما أراد سيدي فخر الدين أن يوجهنا إليه .وإن شئتَ زيادةً في هذه والحُكم فيها فارجع إلى كتاب ( تبرئة الذمة في نصح الأمة ) لِجامعِه سيدي فخر الدين ؛ لِتقرأ ما نَقَله عن السادة الأعلام بشأن علوم الحديث ومصطلحاته .ولقد يسَّر الله لنا هذا الأمر وجَمَعْنا في مصطلح الحديث كتيِّباً استقينا مادته اعتصاراً مِن ( شراب الوصل ) لِيَكون شافياً وافياً بالغرض إن شاء الله ، وندعو الله أن يوفقنا لِطباعته وأن يتم النفع به مِن فضله ورسوله ومشايخنا الأكرمين .5- السيرة النبوية ( حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ) :وجَّهَنا إلى ذلك مولانا الشيخ إبراهيم - رضي الله عنه - مِراراً ، حيث أَرشَدَ إلى تناول السيرة في غير موضع ، وذلك بالاحتجاج بقول سيدي فخر الدين :الرَّبُّ أَوْحَى لِلْمَلاَئِكِ ثَبِّتُوا إِنِّي سَأُلْقِي وَالْقَدِيمُ يُعَادُباعتبار أن الشيخ وارث محمدي ، والوراثة كلية ، وهو - رضي الله عنه - يقول :وَرَثْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ بَعْضاً وَجُمْلَةً وَأَسْتَعْذِبُ الْبَلْوَى وَصَبْرِي مَطِيَّتِيفلا بد لِكلّ موقف مِن الرسول الكريم وصحابته الكرام مِن موقف شبيه في طريقتنا وشيخنا وراثةً كاملة .ومِن الكتب المعاصرة الميسورة الاقتفاء كتاب ( حياة الصحابة ) لِلكاندهلوي ، وهو كتاب جيد ، لم يتكلم فيه مصنِّفُه بلفظ مِن عنده إلا وَضَع العناوين والتبويب ، أمّا الكتاب فهو كتاب حديث بمعنى الكلمة ، فارجع إليه موفَّقاً منصوراً إن شاء الله .وتقريباً لِلصورة أَذكُر لك بيتاً لِسيدي فخر الدين لِتَعلم بعضاً مِن أهمية السيرة ، وذلك قوله - رضي الله عنه - :لَعَمْرُكَ مَا صَنَعَ الْخَوَارِجُ غَيْرَهَا فَقَدْ وَرَدُوا التَّحْكِيمَ وَالْحُكْمُ وَاضِحُوقوله - رضي الله عنه - :قُلْتُمْ كَرِيماً يَوْمَ مَكَّةَ إِنَّنِي أَعْفُو وَأَصْفَحُ وَالسَّبِيلُ يُضَاءُأَفَلاَ أَجُودُ وَقَدْ وَرَثْتُ خِصَالَكُمْ يَا أَهْلَ خَوْضٍ أَنْتُمُ الطُّلَقَاءُفهذه الأبيات وكثيرٌ مِثلُها تُرَدّ إلى مثيلها في السيرة المطهّرة ؛ لِيَتم لِلمريد في شيخه الثلاثية المقدسة وهي : الحب والعقيدة والأوراد إن شاء الله .6- عِلم أصول الفقه :وهو عِلمٌ أصوليٌّ يفيد في اكتساب القدرة على استنباط الأحكام الشرعية مِن الأدلة بواسطة المجتهِد ، وهو مِن أكبر الوسائل لِحِفظ الدين وصون أدلته وحُجَجِه مِن شُبَه المنكِرين والرد على الفِرَق الضالة .. [ انظر ( الوصول إلى علم الأصول ) لِلبغدادي ] .ولِنَدلك على أهمية هذا العلم نَسوق لك رءوس بعض موضوعاته :فهو يبحث ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ في : الحكم التكليفي مِثل : الواجب – المندوب – المباح – الحرام – المكروه ..وكذلك يبحث في : الرخصة والعزيمة – العامّ والخاص – المطلَق والمقيَّد – المجمَل والمبيّن – الناسخ والمنسوخ – حروف المعاني – الأدلة المتفَق عليها وهي : الكتاب والسُّنَّة والإجماع والقياس ـ الأدلة المختلَف عليها وهي : شرْع مَن قَبْلَنا ، قول الصحابي ، العُرف ، الاستصحاب ، الاستحسان ، المصالح المرسَلة ..ويبحث أيضاً موضوعَيْ : التعارض والترجيح .ويبحث أيضاً مسائل : الاجتهاد – التقليد – الفتوى ... وغير ذلك كثير مِن مسائل تقع لا في علم الفقه وإنما وراءه أو بين سطوره .7- قراءة القصايد بانتظام :وحسْبُنا في ذلك قول ناظمها نَظَمَنا الله خُدّاماً له ولِطريقته وأهل بيته وجدِّه ودينه - صلى الله عليه وسلم - :فَرَتِّلْهَا مُرِيدِي فَهْيَ حِصْنٌ وَذِكْرٌ فَوْقَ ذِكْرِ الْمُلْقِيَاتِوحسْبُنا حضوره - رضي الله عنه - في كلامه ؛ حيث يقول :فَإِنْ غُمَّتْ مَعَانِيهَا عَلَيْكُمْ فَإِنِّي فِي كَلاَمِي قَدْ حَضَرْتُولكنَّا نريد أن ننوِّه :- دوام قراءتك لها يا أخي الحبيب يَجعلها حاضرةً في عقلك وقلبك وروحك ، فيَسهل عليك استدعاؤها في التسامر والتدارس ، ويتم لك أيضاً بذلك الربط بين الأبيات وبعضها ، فتجعل مِن ذلك المخيطات النافعات والحُلَل النيِّرات تهديها إخوانَك في الله .- وتعينك القراءة الدائمة على التعرف إلى دقائقها ثم إحصائها لِلاستفادة منها ، مصداقاً لِقوله - رضي الله عنه - :فَرَتِّلُوا آيَتِي وَاحْصُوا دَقَائِقَهَا وَرَاقِبُوا هِجْرَتِي فَالْغَارُ يُؤْوِينِي
ربما يحلو لِكثير مِن إخواننا في الله أن يرتب مصادر تدارُس قصايد سيدي فخر الدين - رضي الله عنه - على ما قرَّره علماء أصول الفقه في مصادر التشريع بترتيبها مِن أدلة متفَق عليها وأدلة مختلَف عليها ..فيقولون : إن مصادر التدارس أو وسائله أو آلاته هي القرآن والسُّنّة والإجماع والقياس ، أو بترتيب آخَر هو : القرآن والسُّنّة وعلوم الشيخ وكلام الأئمة وما إلى ذلك .ولكنّا نقول وبالله التوفيق : إنّ أول مصادر تَدارُس كلام سيدي فخر الدين هو علوم سيدي فخر الدين في جواهر منطقِه في دروسه التي أَمتعَت أهل الخافقين ؛ لِسبب بسيط وبمنتهَى الاختصار هو قوله - رضي الله عنه - :شَرَابُ الْوَصْلِ مَخْتُومٌ وَسِرِّي شِفَاءٌ لاَ شَرِبْتُمْ غَيْرَ مِنَّاوهو أسلوب دعائي بمعنى : اللهم لا شرْب لكم إلا مِن كفِّنا ، فإذا كان القرآن هو أول مصادر التشريع والفقه والدين كله فهوَ مِن فم سيدي فخر الدين أَحلَى وأَزيَن ؛ لِمَا أعطاه الله ووَهَبَه مِن فنونه وعلومه وأسراره ، وهذا أمرٌ مشاهَد ومعلوم لدى كل مَن تَعرَّفَ إلى طريقته في التفسير والتأويل .وعليه .. فإنّ مصادر التدارس هي على الوجه التالي ( بالترتيب على الأَوْلى وبغير ترتيب لِمَن أراد ) :1- علوم الشيخ :وهنا نوجِّه عمرَنا كله شكراً لِمولانا الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني الذي بدأ إنجاز سلسلة ( عَلِّمُوا عَنِّي ) مِن دروس إمامنا فخر الدين ؛ لأنّ صدورها بالصوت مسموعةً ومقروءةً ومحقَّقةً ومراجَعةً مِن الوزير الثقة الضابط العدل سليل بيت النبوة يجعلُها مَصدراً لِعلم سيدي فخر الدين لا يمكن أن يأتيه الباطل أو يغشاه .ونلفت النظر هنا إلى ضرورة الاهتمام بهذه السلسلة ؛ لأن مولانا الشيخ لم يَترك في حياته علماً إلا واعتصَره ، فقال في ذلك :وَمَا تَخَلَّيْتُ مُعْتَصَراً فَذَا عَبَثٌ وَمَا عَنِ الْحِبِّ يَوْماً قَدْ تَخَلَّيْتُفمَن أراد سائر العلوم صحيحةً فَتِيَّةً نديّةً سخيّةً شذيّةً فلْيأخذها مِن فم سيدي فخر الدين الذي قال :وَقُمْتُ عَلَى أَهْلِ الْمَرَاتِبِ كُلِّهِمْ أُلَقِّنُهُمْ فِقْهَ الْعُلُومِ الثَّمِينَةِفأَقْبِلْ عليها أيها الأخ الحبيب وانهل مِن عطاياها وهِبَاتها ومِنَحها ما يسعدك في الدارين وأهلَك وإخوانَك وقومَك وعشيرتَك ووطنَك والناس أجمعين .ولكنّا نلفت النظر وبشدة في هذا الباب إلى ضرورة تَحرِّي الدقة والأمانة عند الحديث في الدين عموماً وفي الرواية عن شيخك خصوصاً ؛ فهذا مِن أَعظَم القربات في الدين والدنيا ؛ لِدخوله في دعاء سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا } قال الترمذي : حديث حسن صحيح .فالحذرَ الحذرَ أيها المقْبِل على علوم سيدي فخر الدين الفاتحةِ لِعلوم الأولين والآخِرين أن تتجاوز فِي نقْلِها فتُحَرِّف الكلِم عن مَواضعه ، وأن تتكبر حال نسيانها فتُزيد أو تُنقِص على هواك خجلاً مِن اتهام الغير لك بنقص العلم والمعرفة .2- علوم اللغة :وهنا نتذكر قول سيدي فخر الدين :بَلِيَتْ أَفْكَارُ قَوْمٍ عِنْدَمَا عَدِمُوا فِي مَنْطِقِي نَصْباً وَجَرّفعندما كان منطقُه ملتبساً في حياته البشرية بخفائه ظَنّ البعض أنه عاجز ، فضاعوا بل وأضاعوا ، فلَمّا جاء بعلومه البرزخية ظَهَر الكلام عربيّاً مبيناً مولوداً في مُحْكَم آيات القرآن ، فدَلَّنا بذلك على ضرورة الخوض في هذه العلوم والتزود منها حتى يتم لِلمُقبِل على القرآن والسُّنَّة وسائر العلوم جمْع آلاته على أساسٍ قويم ..- فعلوم النحو لا يستغنِي عنها إلا عابث ، فلا يخوض غمارَ نصوص القرآن والسُّنَّة إلا مَن دَرَس أوليات النحو وقواعده ..وهنا يجب التنويه عن أناس بالَغوا في تطبيق النحو في قراءتهم لِقصايد ( شراب الوصل ) فدخلوا بأرؤسهم في نصوصه فعدَّلوا أو حرَّفوا ظنّاً منهم بأن الصواب ما حرَّروه ..وهؤلاء نقول لهم : قيسوا نحوكم على النَّصّ ، ولا تقيسوا النَّص على نحوكم ؛ لأن النَّص ثابت ، فهو نَص ، فإذا اضطرب النقل عن صاحب النَّصّ تَمهَّلْنا وتَوَقَّفْنا حتى ينضبط لنا بالرجوع والتحقيق .- وعلوم البلاغة حرَّرها علماء صالحون واستخرَجوها مِن كنوز القرآن والسُّنَّة ، ولا يَستغنِي عنها طالب علم أو فِقْه ؛ فالقرآن مليء بالمَجاز على سبيل المثال ، وبدون اعتبار المَجاز لا يسوغ لِلقارئ النص أو المعنى .والوصية لكم يا إخواننا في الله أن تَجمعوا مِن دروس سيدي فخر الدين كل ما كان مِن اللغة ؛ فإنه كنوز مدفونة وعلوم مكنونة ، وقِسْ على ذلك سائر العلوم .وَاسْأَلْ مُرَادَكَ مِنْ صُنُوفِ عُلُومِنَا وَارْجُ الْبَيَانَ الْحَقَّ بِالإِيقَانِولْتَرجع إلى ما استحسَنه القوم مِن المعاجم أو ما كان صاحبُه مِن أهل التقوى مِثل ( لسان العرب ) لابن منظور ؛ فإنه يَدلك على معنى الكلمة مصحوباً بنَصٍّ قرآنِيّ أو نَصٍّ حديثيّ أو نَص شِعريّ أو نصٍّ لإمام وعالِم ، فيمكنك بعْد ذلك اختيار ما وافَق المعنى الذي أُلهِمتَه في التدارس ، فيقوى عندك وعند الإخوان ويطيب المقام .3- القرآن وعلومه :وآيتنا في ذلك أن تقع في البيت على لفظة قرآنية بمعنى اشتراك البيت والآية في كلمة واحدة أو أكثر ، فإذا حَدَث ذلك رجعتَ إلى الآية الكريمة فقرأتَ قَبْلَها وبعْدَها بضع آيات ؛ لِيتم لك السياق وتَحصُل لك أولاً بَرَكة القرآن ، ثم تَدخل إلى عالَم التفسير فتتعلم منه الأحكام والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وغير ذلك ، فإن وجدتَ سبيلاً إلى بعض التفاسير الإشارية أو الصوفية فيَحسُن الرجوع إليها لِتَتم الفائدة ، كل ذلك وأنت تضع نُصبَ عينيك قول سيدي فخر الدين ( وَإِنِّي بَيْنَهُمْ عَطَّاءُ ) بمعنى أنه كلما دخلتَ أو رجعتَ إلى مَصدر صحبتَ الشيخ أو كنتَ في معيته ثم كنتَ مع إخوانك على حُبٍّ ومرحمة ، فيَكون ثمرة ذلك كله حصول الوصل الكامل لك ولإخوانك ..إِذَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَى حُبٍّ وَمَرْحَمَةٍ فَأَيْقِنُوا الْوَصْلَ إِنَّ اللَّهَ مُعْطِينِيوأوصيك يا أخي بما أَوصَى بقراءته سيدي فخر الدين - رضي الله عنه - ، فإذا استطعتَ أن تَرجع إلى : ( البحر المديد في تفسير القرآن المَجيد ) لِسيدي أحمد بن عجيبة ، تفسير ( روح المَعاني ) لِلألوسي فافعل ؛ فهوَ أَوْلَى .واعلم أن الرجوع مِن البيت إلى آية مِن كتاب الله هو أول الأولويات ؛ لِقول سيدي فخر الدين :وَمَنْ يَنْسِبْ إِلَى الْقُرْآنِ عِلْمِي وَأَقْوَالِي يُفِيدُ وَيَسْتَفِيدُ4- السُّنَّة المطهّرة وعلومها :ونعني بها أحاديث الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، ودَلَّنا هو على ذلك بأبيات كثيرة بيّنَت أنها تَرجع في معناها إلى سياق حديث نبويّ صحيح ، فعُلِم أنه ينبغي النسب إليها كما هو الحال في القرآنمثال ذلك قوله - رضي الله عنه - :قَضَتْ سُنَّةُ الْمَوْلَى الْعَظِيمِ عَلَيْهِمُ فَرَاحُوا ثَلاَثاً فَوْقَ سَبْعِينَ شُعْبَةِفَلَمْ تَنْجُ إِلاَّ فِرْقَةٌ لِوُقُوفِهَا بِأَعْتَابِ آلِ الْبَيْتِ أَهْلِ الْحِمَايَةِفنسبة هذيْن البيتين ولا شك إلى حديث افتراق الأمة المشهور عند آحاد المسلمين ، فوَجَب الرجوع إلى الحديث والربط بينهما لِلوقوف على المعنى النفيس الذي أراد الشيخ تبيانَه لِلمريدين ولأمة سيد المرسَلين .وكذلك ـ وكما قلنا في النسب إلى القرآن ـ إذا اشترَك البيت والحديث في كلمة واحدة فارجع طائعاً مظفراً مبارَكاً إلى الحديث وتدارس ألفاظه ومعانيه ؛ لِتَعثر على الكنز المدفون المودَع في طيّات علوم الشيخ - رضي الله عنه - ..ومثال ذلك قوله - رضي الله عنه - :كُلُّهُمْ فِيهَا عَزِيزٌ وَاحِدٌ بَلْ أَمِينٌ آمِنٌ فِي سِرْبِهِفمَرَدُّه إلى حديث { مَنْ بَاتَ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافَى فِي بَدَنِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَقَدْ حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا } .أمّا عن علوم الحديث فقد أَعرَضَ عنها قوم كثيرون دهراً طويلاً ؛ ظانِّين أنها مما لا ينبغي لِلمريد الانشغال به ، فجاء سيدي فخر الدين لِيَقول في فرائد نظْمِه - رضي الله عنه - :
أَلاَ فَخُذُوا عَنِّي الآحَادَ مُعَنْعَناً ... أَصَحُّ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ رِوَايَتِيرَوَيْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ مَا قَدْ رَأَيْتُهُ ... وَسِرُّ أَبِي الْعَيْنَيْنِ مَتْنُ رِوَايَتِيفَلْتَسْمَعُوا قَوْلِي صَحِيحاً مُسْنَداً ... إِنَّ الْبَيَانَ بِسُورَةِ الرَّحْمَنِ
هذه وغيرُها مِن أبيات كثيرة تضمنَت ألفاظاً هي مِن صميم عِلم مصطلَح الحديث ، فكيف بالله يتمكن الإخوان مِن تَدارسِها بدون أَدنَى معرفة بأصوله وفنونه ؟! وهذا بعض ما أراد سيدي فخر الدين أن يوجهنا إليه .وإن شئتَ زيادةً في هذه والحُكم فيها فارجع إلى كتاب ( تبرئة الذمة في نصح الأمة ) لِجامعِه سيدي فخر الدين ؛ لِتقرأ ما نَقَله عن السادة الأعلام بشأن علوم الحديث ومصطلحاته .ولقد يسَّر الله لنا هذا الأمر وجَمَعْنا في مصطلح الحديث كتيِّباً استقينا مادته اعتصاراً مِن ( شراب الوصل ) لِيَكون شافياً وافياً بالغرض إن شاء الله ، وندعو الله أن يوفقنا لِطباعته وأن يتم النفع به مِن فضله ورسوله ومشايخنا الأكرمين .5- السيرة النبوية ( حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ) :وجَّهَنا إلى ذلك مولانا الشيخ إبراهيم - رضي الله عنه - مِراراً ، حيث أَرشَدَ إلى تناول السيرة في غير موضع ، وذلك بالاحتجاج بقول سيدي فخر الدين :الرَّبُّ أَوْحَى لِلْمَلاَئِكِ ثَبِّتُوا إِنِّي سَأُلْقِي وَالْقَدِيمُ يُعَادُباعتبار أن الشيخ وارث محمدي ، والوراثة كلية ، وهو - رضي الله عنه - يقول :وَرَثْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ بَعْضاً وَجُمْلَةً وَأَسْتَعْذِبُ الْبَلْوَى وَصَبْرِي مَطِيَّتِيفلا بد لِكلّ موقف مِن الرسول الكريم وصحابته الكرام مِن موقف شبيه في طريقتنا وشيخنا وراثةً كاملة .ومِن الكتب المعاصرة الميسورة الاقتفاء كتاب ( حياة الصحابة ) لِلكاندهلوي ، وهو كتاب جيد ، لم يتكلم فيه مصنِّفُه بلفظ مِن عنده إلا وَضَع العناوين والتبويب ، أمّا الكتاب فهو كتاب حديث بمعنى الكلمة ، فارجع إليه موفَّقاً منصوراً إن شاء الله .وتقريباً لِلصورة أَذكُر لك بيتاً لِسيدي فخر الدين لِتَعلم بعضاً مِن أهمية السيرة ، وذلك قوله - رضي الله عنه - :لَعَمْرُكَ مَا صَنَعَ الْخَوَارِجُ غَيْرَهَا فَقَدْ وَرَدُوا التَّحْكِيمَ وَالْحُكْمُ وَاضِحُوقوله - رضي الله عنه - :قُلْتُمْ كَرِيماً يَوْمَ مَكَّةَ إِنَّنِي أَعْفُو وَأَصْفَحُ وَالسَّبِيلُ يُضَاءُأَفَلاَ أَجُودُ وَقَدْ وَرَثْتُ خِصَالَكُمْ يَا أَهْلَ خَوْضٍ أَنْتُمُ الطُّلَقَاءُفهذه الأبيات وكثيرٌ مِثلُها تُرَدّ إلى مثيلها في السيرة المطهّرة ؛ لِيَتم لِلمريد في شيخه الثلاثية المقدسة وهي : الحب والعقيدة والأوراد إن شاء الله .6- عِلم أصول الفقه :وهو عِلمٌ أصوليٌّ يفيد في اكتساب القدرة على استنباط الأحكام الشرعية مِن الأدلة بواسطة المجتهِد ، وهو مِن أكبر الوسائل لِحِفظ الدين وصون أدلته وحُجَجِه مِن شُبَه المنكِرين والرد على الفِرَق الضالة .. [ انظر ( الوصول إلى علم الأصول ) لِلبغدادي ] .ولِنَدلك على أهمية هذا العلم نَسوق لك رءوس بعض موضوعاته :فهو يبحث ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ في : الحكم التكليفي مِثل : الواجب – المندوب – المباح – الحرام – المكروه ..وكذلك يبحث في : الرخصة والعزيمة – العامّ والخاص – المطلَق والمقيَّد – المجمَل والمبيّن – الناسخ والمنسوخ – حروف المعاني – الأدلة المتفَق عليها وهي : الكتاب والسُّنَّة والإجماع والقياس ـ الأدلة المختلَف عليها وهي : شرْع مَن قَبْلَنا ، قول الصحابي ، العُرف ، الاستصحاب ، الاستحسان ، المصالح المرسَلة ..ويبحث أيضاً موضوعَيْ : التعارض والترجيح .ويبحث أيضاً مسائل : الاجتهاد – التقليد – الفتوى ... وغير ذلك كثير مِن مسائل تقع لا في علم الفقه وإنما وراءه أو بين سطوره .7- قراءة القصايد بانتظام :وحسْبُنا في ذلك قول ناظمها نَظَمَنا الله خُدّاماً له ولِطريقته وأهل بيته وجدِّه ودينه - صلى الله عليه وسلم - :فَرَتِّلْهَا مُرِيدِي فَهْيَ حِصْنٌ وَذِكْرٌ فَوْقَ ذِكْرِ الْمُلْقِيَاتِوحسْبُنا حضوره - رضي الله عنه - في كلامه ؛ حيث يقول :فَإِنْ غُمَّتْ مَعَانِيهَا عَلَيْكُمْ فَإِنِّي فِي كَلاَمِي قَدْ حَضَرْتُولكنَّا نريد أن ننوِّه :- دوام قراءتك لها يا أخي الحبيب يَجعلها حاضرةً في عقلك وقلبك وروحك ، فيَسهل عليك استدعاؤها في التسامر والتدارس ، ويتم لك أيضاً بذلك الربط بين الأبيات وبعضها ، فتجعل مِن ذلك المخيطات النافعات والحُلَل النيِّرات تهديها إخوانَك في الله .- وتعينك القراءة الدائمة على التعرف إلى دقائقها ثم إحصائها لِلاستفادة منها ، مصداقاً لِقوله - رضي الله عنه - :فَرَتِّلُوا آيَتِي وَاحْصُوا دَقَائِقَهَا وَرَاقِبُوا هِجْرَتِي فَالْغَارُ يُؤْوِينِي