برهانيات كوم / الطريقة البرهانية
كيف تتهيأ لِلتدارس ؟
وهي مسألة تنقسم إلى قسمين :1- تهيؤ باطني .2- تهيؤ ظاهري .وهذا قوله - رضي الله عنه - :وَمَنْ تَهَيَّأَ قَلْباً كُنْتُ أَعْمُرُهُ إِذَا نَزَلْتُ بِبَيْتٍ يَعْمُرُ الْبَيْتُولا يتم لك التهيؤ الباطني إلا بأمور ، منها :أ- دوام شهود تقصيرك وضَعفك ..وذلك لِيقينِك مِن قوله - رضي الله عنه - :مَا غَيْرُ مَوْرُودِي فُرَاتٌ يُحْتَسَى إِنِّي لَبَحْرٌ جَلَّ عَنْ عُوَّامِيب- يقينُك بمجيئك لِتتعلم ، فكيف تُعلِّم غيرَك ؟!!فكيف يُتخيَّل العلم ممن شأْنُه الجهل ؟!! فلا تنطق بعلم إلا واعتقدتَ اعتقاداً جازماً بأنه إفاضة مِن شيخك عليك لاطِّلاعه على باطنك الذي ملأتَه بشهود ضَعفك وتقصيرك .جـ- تَحرِّي النية على تعظيم شأن إخوانك جميعاً ..فلا تحقِّر أحداً أو خَلقاً مِن خَلْق الله ؛ فإنه لم يحقِّره حين خَلَقَه ، فكيف بمَن اصطفاهم الله بنعمة الطريقة والشيخ ؟! فتذَكَّرْ دائماً قوله - رضي الله عنه - :لاَ خَيْرَ فِي قَوْمٍ يُحَقِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَتِلْكَ عَلاَمَةُ السُّفَهَاءِد- حُسْن القصد والمقصد ..فالقصد فِعْلُك ، أي طريقتك في التوجه إلى هدف ما ، فعليك بإحسانه .والمقصد هو المحل الذي أنت متوجِّه إليه ، وفيهما يقول - رضي الله عنه - :كَفَى مِنْ ضَوْئِهَا قَبَسٌ وَلَكِنْ بِحُسْنِ الْقَصْدِ أَحْبُوكُمْ ضِيَاهَالَسْنَا سِوَى أَهْلِ الْحَقَائِقِ يَا فَتَى وَالدِّينُ عِنْدَ اللَّهِ حُسْنُ الْمَقْصِدِوالشيخ يَحُلّ لك المسألة فيقول :يَغُوصُ وَيَرْجُو وَجْهَنَا وَلِهاً بِنَا فَيُخْرِجَ مِنْهَا حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَافحقِّق أمْر سلامة باطنك مِن فساد الأغراض عند تَوجُّهِك لِلتدارس برجاء وجه المشايخ .هـ- الصبر على جهل النفس وجهل الغير إن وُجِد ..فما أَحلَى أن يراك الشيخ كاظماً غيظَك مِن مسيء في التدارس ، وأيمُ الله لَيُفيضَنَّ عليكما جميعاً مِن خيره وفضلِه جزاءً بما صنعتَ أنت ، فيَكون لك جزاء ما ناله مِن خير .و- معرفة غاية الشيخ مِن التدارس ..وهي جمْع الفُرقة ؛ لِقوله - رضي الله عنه - :فَإِنَّمَا جِئْتُهَا جَمْعاً لِفُرْقَتِكُمْ وَمَنْ تُبَاعِدْهُ إِصْرَاراً يُجَافِينِيفاجعل هذه الغاية نُصبَ عينيك ، واجعلها إرادتك فتدخل في قول الشيخ - رضي الله عنه - : ( وَإِنَّ مُرِيدِي مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي ) ..فلا تغترّ بتدارس جاءت فيه العلوم العالية وأخبار السماء ثم انصرَف الجمْع بعْدَه متفرِّقين مختلِفين متنازِعين ، واعلم عند ذلك أنّ ما عرضَ مِن علوم وفهوم إنما هو حظوظ نفْس وهوى .ز- اليقين بعدم بلوغ المنتهى في المعاني ..لِقوله - رضي الله عنه - :أُولُو الأَبْصَارِ وَالأَسْرَارِ حَارُوا وَلَوْ رَامُوا الرُّقَى لَنْ يَبْلُغَاهَاوَمَنْ أُعْطِي رُقِيّاً بَلْ وُصٌولاً يَوَدُّ عِنَايَتَيْنِ لِمُرْتَقَاهَاولكن لا تغلِق الباب أمام نفسك وغيرك ؛ فهو مفتوح بشروطه ، وفي هذا يقول - رضي الله عنه - :
وَمِنْ تَدَانِي مَعَانِيهَا أَخُصُّكُمُ ... شَتَّانَ مَا بَيْنَ ذَاكِرِهَا وَنَاسِينِيإِذَا حَبَسْتُمْ مَعَانِيها سَأُطْلِقُهَا ... فَهَذِهِ لِي وَلاَ نِدٌّ يُدَانِينِيإِذَا قَصَرْتُمْ مَعَانِيهَا عَلَى لَجَجٍ ... فَقَدْ أُحَصِّلُهَا مِنْ غَيْرِ تَخْمِينِ
فإذا أَكرَمَك الله بالمعنى فلا تجعله نهايةً لِعالَم المعاني في القول ؛ لأن هذا مستحيل ، والسر في ذلك هو : إضافة علوم الشيخ لِلقرآن ، والقرآن مطلَق ، وسرُّ إعجازه الكمال المطلَق ، والمضاف إلى مطلَق لا بد أنه مطلَق لا يُقيَّد .حـ- حُسْن الظن بالله ورسوله والشيخ ..فاعتقد أنه سيفاض عليك مِن العلم النافع إذا حقَّقتَ في نفسك ما ذكرناه لك سابقاً وغيره مما جهلناه مِن أسباب ؛ فالله يقول { أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي } .
وهي مسألة تنقسم إلى قسمين :1- تهيؤ باطني .2- تهيؤ ظاهري .وهذا قوله - رضي الله عنه - :وَمَنْ تَهَيَّأَ قَلْباً كُنْتُ أَعْمُرُهُ إِذَا نَزَلْتُ بِبَيْتٍ يَعْمُرُ الْبَيْتُولا يتم لك التهيؤ الباطني إلا بأمور ، منها :أ- دوام شهود تقصيرك وضَعفك ..وذلك لِيقينِك مِن قوله - رضي الله عنه - :مَا غَيْرُ مَوْرُودِي فُرَاتٌ يُحْتَسَى إِنِّي لَبَحْرٌ جَلَّ عَنْ عُوَّامِيب- يقينُك بمجيئك لِتتعلم ، فكيف تُعلِّم غيرَك ؟!!فكيف يُتخيَّل العلم ممن شأْنُه الجهل ؟!! فلا تنطق بعلم إلا واعتقدتَ اعتقاداً جازماً بأنه إفاضة مِن شيخك عليك لاطِّلاعه على باطنك الذي ملأتَه بشهود ضَعفك وتقصيرك .جـ- تَحرِّي النية على تعظيم شأن إخوانك جميعاً ..فلا تحقِّر أحداً أو خَلقاً مِن خَلْق الله ؛ فإنه لم يحقِّره حين خَلَقَه ، فكيف بمَن اصطفاهم الله بنعمة الطريقة والشيخ ؟! فتذَكَّرْ دائماً قوله - رضي الله عنه - :لاَ خَيْرَ فِي قَوْمٍ يُحَقِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَتِلْكَ عَلاَمَةُ السُّفَهَاءِد- حُسْن القصد والمقصد ..فالقصد فِعْلُك ، أي طريقتك في التوجه إلى هدف ما ، فعليك بإحسانه .والمقصد هو المحل الذي أنت متوجِّه إليه ، وفيهما يقول - رضي الله عنه - :كَفَى مِنْ ضَوْئِهَا قَبَسٌ وَلَكِنْ بِحُسْنِ الْقَصْدِ أَحْبُوكُمْ ضِيَاهَالَسْنَا سِوَى أَهْلِ الْحَقَائِقِ يَا فَتَى وَالدِّينُ عِنْدَ اللَّهِ حُسْنُ الْمَقْصِدِوالشيخ يَحُلّ لك المسألة فيقول :يَغُوصُ وَيَرْجُو وَجْهَنَا وَلِهاً بِنَا فَيُخْرِجَ مِنْهَا حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَافحقِّق أمْر سلامة باطنك مِن فساد الأغراض عند تَوجُّهِك لِلتدارس برجاء وجه المشايخ .هـ- الصبر على جهل النفس وجهل الغير إن وُجِد ..فما أَحلَى أن يراك الشيخ كاظماً غيظَك مِن مسيء في التدارس ، وأيمُ الله لَيُفيضَنَّ عليكما جميعاً مِن خيره وفضلِه جزاءً بما صنعتَ أنت ، فيَكون لك جزاء ما ناله مِن خير .و- معرفة غاية الشيخ مِن التدارس ..وهي جمْع الفُرقة ؛ لِقوله - رضي الله عنه - :فَإِنَّمَا جِئْتُهَا جَمْعاً لِفُرْقَتِكُمْ وَمَنْ تُبَاعِدْهُ إِصْرَاراً يُجَافِينِيفاجعل هذه الغاية نُصبَ عينيك ، واجعلها إرادتك فتدخل في قول الشيخ - رضي الله عنه - : ( وَإِنَّ مُرِيدِي مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي ) ..فلا تغترّ بتدارس جاءت فيه العلوم العالية وأخبار السماء ثم انصرَف الجمْع بعْدَه متفرِّقين مختلِفين متنازِعين ، واعلم عند ذلك أنّ ما عرضَ مِن علوم وفهوم إنما هو حظوظ نفْس وهوى .ز- اليقين بعدم بلوغ المنتهى في المعاني ..لِقوله - رضي الله عنه - :أُولُو الأَبْصَارِ وَالأَسْرَارِ حَارُوا وَلَوْ رَامُوا الرُّقَى لَنْ يَبْلُغَاهَاوَمَنْ أُعْطِي رُقِيّاً بَلْ وُصٌولاً يَوَدُّ عِنَايَتَيْنِ لِمُرْتَقَاهَاولكن لا تغلِق الباب أمام نفسك وغيرك ؛ فهو مفتوح بشروطه ، وفي هذا يقول - رضي الله عنه - :
وَمِنْ تَدَانِي مَعَانِيهَا أَخُصُّكُمُ ... شَتَّانَ مَا بَيْنَ ذَاكِرِهَا وَنَاسِينِيإِذَا حَبَسْتُمْ مَعَانِيها سَأُطْلِقُهَا ... فَهَذِهِ لِي وَلاَ نِدٌّ يُدَانِينِيإِذَا قَصَرْتُمْ مَعَانِيهَا عَلَى لَجَجٍ ... فَقَدْ أُحَصِّلُهَا مِنْ غَيْرِ تَخْمِينِ
فإذا أَكرَمَك الله بالمعنى فلا تجعله نهايةً لِعالَم المعاني في القول ؛ لأن هذا مستحيل ، والسر في ذلك هو : إضافة علوم الشيخ لِلقرآن ، والقرآن مطلَق ، وسرُّ إعجازه الكمال المطلَق ، والمضاف إلى مطلَق لا بد أنه مطلَق لا يُقيَّد .حـ- حُسْن الظن بالله ورسوله والشيخ ..فاعتقد أنه سيفاض عليك مِن العلم النافع إذا حقَّقتَ في نفسك ما ذكرناه لك سابقاً وغيره مما جهلناه مِن أسباب ؛ فالله يقول { أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي } .