-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

تنوير المجالس بقواعد التدارس فى الطريقة البرهانية 6

تنوير المجالس بقواعد التدارس فى الطريقة البرهانية 6

برهانيات كوم / الطريقة البرهانية 



ثم ننتقل إلى أسباب ونظام التهيؤ الظاهري حالة مجلس التدارس ، نقول وبالله التوفيق ..ب- التهيؤ لِلتدارس بأعمال الظاهر :1- اختيار أحد الحاضرين لإدارة التدارس ..ولا أفضلية في ذلك ، ولكن لِيَتَحَرّ الإخوان في اختيارهم مَن يجيد الحوار مع أطراف المجلس بحب ومرحمة ، وليتدرب الجميع على ذلك بطول الوقت .2- الاستفتاح ..أي قراءة التأمين جماعيّاً ، ثم يقرأ مدير التدارس الفاتحة لأهل السلسة ثم يقرأ الإخوان 7 فاتحة + 13 صمدية ، وليس هذا العَدَد مقيّداً أو شرطاً ولكنه أَوسَط ما يليق بالمقام ، ولْيقرأ الجميع بمراقبة وحضور ملتمِسين ما ذكَرناه مِن أعمال التهيؤ القلبي أو الباطني التي ذكرناها سابقاً ، ولْيَكُن الأخ متوسِّلاً متضعِّفاً في ذلك .3- تحسين أمر الإقبال والاستقبال ..وليس هذا ما ذكرْناه في تهيؤ الباطن ، ولكنّا نقصد تهيؤ الظاهر باختيار الهيئة المناسبة ، فلا ينبغي لِمُقبِل على مجلس سيحضره مولانا الشيخ أن يضطجع على جانبه مدخِّناً سيجارة مَثَلاً وعليه فالأمر فيه جانِب أدبٍ وورعٍ ، ولا تقييد مِن أحد على أحد ، وإنما كلما زاد الأدب عرفتَه في هيئات الحاضرين ، وإن شئتَ فقل : عرفتَه في نفسك ، فاسأل الله دوامه ..أمّا تحسين الاستقبال فبحُسْن تَلَقِّي حديث مَن بِيَدِه الحديث ، ولْنَذكر قول الشيخ - رضي الله عنه - :حُسْنُ التَّلَقِّي مِنْ سِمَاتِ أَحِبَّتِي وَالْجَوْهَرُ الْمَكْنُونُ فِي إِلْهَامِيوقوله - رضي الله عنه - : ( وَابْيَضَّ وَجْهُ الْمُقْبِلِ الْمُسْتَقْبِلِ ) .4- قراءة النص ..بقدْر بضعة أبيات ، ثم تكرِّر البيت موضع التدارس ، وفي هذا التكرار فرصة لِلعمل بما أَرشَدَنا إليه الشيخ في قوله - رضي الله عنه - :يُقَلِّبُ فِيهَا طَرْفَهُ ثُمَّ قَلْبَهُ لِيَنْسِجَ مِنْهَا حُلَّةَ تَرْتَدُونَهَاوهنا يَلزم الجميع الصمت ويستجلبون السكينة والوقار حين يردِّد المديرُ البيتَ المذكورَ مراراً حتى يطلب المعنى ممن حَضَره شيء في ذلك .5- عرْض المفردات على قاموس اللغة إن احتاج الأمر .6- عرْض المعنى المطروح أو النَّص على القرآن ..فيلتمس الإخوان ـ أو الأخ المتحدِّث ـ رَدَّه إلى آية أو أَكثَر مِن القرآن ، شريطة ما ذكَرْنا فيباب مصادر التدارس ، وهو اشتراك البيت والآية في لفظة على الأقلّ ، وهُنا يبدأ الإخوان في التناغم والانسجام وتَبادُل المَعاني الشيقة لِمَن أَتحَفَه الشيخ بما أراد بثَّه مِن المَعاني .7- عرْض المعنى المطروح أو النَّص على السُّنَّة ..بنفْس ما كان في العرض على القرآن ، وفي العرض على كليهما يلتمس الإخوان الحصول على المعنى مِن كل النصوص مهْما بدَت غرابة الربط أو صعوبة الربط أو استحالة أن تنطبق الآية أو الحديث على ما يتبادر إلى الذهن مِن معنى البيت ؛ فما الأمر إلا قليل مِن المكابَدة والتصبر والتجلد والتثبت حتى يَفتح الله على الجميع بما يشفي الصدور .8- مضاهاة البيت أو اللفظ فيه أو المعنى بأقوال ونظْم سيدي فخر الدين ..فكلامه يَشرح بعضُه بعضاً ويوضِّح بعضُه بعضاً ، ولا يتضادّ ولا يتناقض أبداً مهْمَا بدا لك ذلك في بادئ الأمر .9- عدمُ استعجال نوال العلم بالتكلف ..فلا تتكلف المعنى ، وجاهِد نفسَك وهواك في ذلك ، وقُلْ لِنفسِك : على مَن تضحكين ؟!! ومَن تخدعين ؟!! وإلى متى لا تَخضعين لِقول الرسول الكريم { أَنَا وَأَتْقِيَاءُ أُمَّتِي بُرَآءُ مِنَ التَّكَلُّف } ؟والعجيب أنك تحس مِن نفسك بذلك قبْل أن تنطق ، فإن تغلبت عليها وحبستَ بضع كلمات انقلبَت هذه النار المتأججة بداخلك نوراً وإيماناً تجد حلاوته في قلبك .ومِن التكلف أن تبالِغ في المدح والإطراء بما يَخرج على العرف والشرع بداعي إظهار الحب لِمَن تمدحه كالشيخ مَثَلاً ، ولقد نَبَّه - رضي الله عنه - عن ذلك فقال :كَمْ مِنْ فُهُومٍ مَادِحَاتٍ لِي وَقَدْ ذَمَّتْ وَمِنْ دُبُرٍ قَمِيصِي قَدَّتِواعلم أنه لِمجرد أن تمدحه بما لا تراه فيه فأنت سيئ العقيدة فيه أصلاً ؛ إذ تَزعم ـ بقصد أو بغير قصد ـ أنك مَن تعطيه حقه وتنصفه وتزيد قدْرَه ، وفي هذا يقول - رضي الله عنه - :وَلاَ زَعْمٌ بِأَنِّي زِيدَ قَدْرِي فَقَدْرِي لَيْسَ يَنْقُصُهُ الْمَزِيدُواحذر أن تُنقِص مِن قدْره حتى ولو كنتَ حَسَن الظن في ذلك ..ومثال ذلك : مَن يدعي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يَعرف القراءة والكتابة لِعلة الإعجاز بالإتيان لِلعرب بالقرآن الكريم ، فالصواب أنّ عدم المعرفة بهما مَنقَصة ، ولا ينبغي في حقه أي مَنقَصة ..وفي هذا يقول - رضي الله عنه - :وَلاَ تُضِيفُوا بِحُسْنِ الظَّنِّ مَنْقَصَةً وَأَيْمُنُ اللَّهِ مَا خَفَّتْ مَوَازِينِيومثاله : مَن زَعَم بأنه - رضي الله عنه - لم يكن يَعرف النصب والجر وغيره ، في حين أنه بحر علوم وفيض هِبَاتٍ لا تُعَدّ ؛ لأنه لم يتعلم علوم أهل الدنيا ..وفي هذا يَرُدّ - رضي الله عنه - قائلا :بَلِيَتْ أَفْكَارُ قَوْمٍ عِنْدَمَا عَدِمُوا فِي مَنْطِقِي نَصْباً وَجَرّومِثال مَن يُنقِص قدْرَه بحُسْن الظن أيضاً : مَن يَزعم بأن الشيخ يأمرك بأن تفطر في رمضان ويُلزِمك بطاعته لأنه عبْد إلهيّ ربّانيّ مِن أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو مِن جملة الشفعاء فيشفع لك في ذلك ، وهذا تنقيصٌ لِقدْره في مقابل إثبات درجته عند الله ، وهو مِن حُسْن الظن ولكنه غير مقبول ، فلْيَحذر الجميع مِن ذلك وأشباهه ونظائره .10- تَوخِّي الحذر عند عرْض المعنى ..فلْينظر أيّها أَزكَى طعاماً ولْيأتكم برزق منه ولْيتلطف ولا يُشعِرَنّ بكم أحداً ؛ فربما حَضَر أحد العوامّ أو المؤلَّفة قلوبهم واستعصَى عليه فهْم ما أدركْتَه مِن غرائب العلوم وغيبياتها فينفر ولا يرجع بعد ذلك أبداً فتَكون سبباً في إضلاله ، وربما حضَر مَن ضرُّه أَقرَب مِن نفْعِه فينكِر لا على معنى وإنما على الشيخ والطريقة ، وربما أَنكَرَ على الله ورسوله وكذَّبَهما مِن حيث يدري أو مِن حيث لا يدري ، وفي ذلك قال - صلى الله عليه وسلم - { خَاطِبُوا النَّاسَ عَلَى قَدْر ِعُقُولِهِمْ ؛ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُه } ..فإن كنتَ ولا بد فاعلاً فاستمِع واعمل بقول الشيخ - رضي الله عنه - :أَقُولُ كَنُّوا فَلاَ تُبْخَسْ غَرَائِبُهَا لِتَأْمَنُوا شَرَّ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِفَفِي الْكِنَايَة ِتَرْغِيمٌ لِذِي سَفَهٍ وَقَدْ تَغَشَّيْتُهَا سِتْراً يُوَارِينِيواعلم يا أخي أنك إذا سألتَ الشيخ لِيعطيك علماً تخاطب به كلاًّ مِن الحاضرين على قدْر عقله بما يروي عطش قلبه كنتَ على الصواب لِحُسْن عقيدتك ، وكن على يقين بأنه سيعطيك ويُقرِّبك ويحبوك وتدنو ، فقطْ افعل ذلك وأَقْبِلْ واذكر قوله - رضي الله عنه - : ( سَلْنِي أُمِدُّك ) ..واعلم أنه كلما فعلتَ ذلك كان ذلك دليل قوة وتمكين وتوفيق في تَدارسك ؛ لأنه صفة مَن أُوتِي الحكمة وفصْل الخطاب ، فتَكون ممن قال فيهم الشيخ - رضي الله عنه - :وَسَتَشْرَبُوا مَا شَاءَ رَبِّي عِلْمَنَا حَتَّى تَصِيرُوا مَضْرِبَ الأَمْثَالِ11- إطلاق المَعاني وإعقال العقول ..فبعْد استيفاء ما تَقدَّمَ مِن أسباب يجب على المريد المتدارِس الفَطِن أن يرجع إلى أسباب التهيؤ الباطني التي ذكرْناها أو يصحبها في كل لحظة لا ينفك عنها ، فيُعقِل العقل ـ أي يُمسِكه ـ لِتنطلِق الروح إلى قائدها تستلهمُه المَعاني والفنون والعلوم الشيقة الرائقة ..فإذا أتى المعنى فالأدب ألاّ يقيده مُقَيِّد في المجلس ؛ لأنك ربما انتقدتَه نقصاً منك وفيك وعدم إدراك أو حظ نفس ، فإذا استرجعتَ وضبطتَ وحقَّقتَ ودقَّقتَ ربما استصوبتَه فوجدتَه صائباً ، وفي هذا يقول - رضي الله عنه - :فَأَطْلِقُوهَا بِلاَ قَيْدٍ وَلاَ حَجْرٍ وَلاَ تَبُثُّوا خَبِيثاً لاَ يُوَفِّينِيوَلاَ تَحُدُّوا لَهَا حَدّاً فَيُعْجِزَهَا فَلاَ حَرَامٌ عَلَى رُوحٍ تُنَاجِينِيويقول - رضي الله عنه - :فَأَطْلِقْهَا فَلاَ قَيْدٌ عَلَيْهَا وَحَكِّمْهَا وَرَاجِعْ مُرْسَلاَتِيفتذكَّرْ يا أخي ـ هدانا الله وإياك ـ ما قاله إمامنا وسيدنا فخر الدين في تعريفه البدعة حين قال : البدعة : أن تُطلِق ما قيَّدَه الله ورسولُه أو تقيِّد ما أَطلَقَ الله ورسوله ..وقد اتفقنا على أن القصايد مضافة لِلقرآن ، والقرآن مطلَق ، فهي مطلَقة ؛ لإضافتها لأصْلِها وهو القرآن ، فتقييدها بدعة ، أعاذنا الله وإياكم أجمعين .
وبعد .. فهذه عُجَالة قدَّمْناها لكم ، وليست نهايةً أو غايةً في بابها ، وإنما هي تذكرة أو مُذَكِّرة أو مدخل لِتزيد فيها وتبْدِع مما حباك الله ويحْبوك أيها الخليل والحبيب ؛ لعل الله أن ينفعنا بها دنيا وأخرى ويَقْبَلنا ضِمْن عباده المقبولين فيتوفانا مسلمين ويُلحِقنا بالصالحين بفضله وجوده وكَرَمِه .. آمين .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .لجنة التدارس






مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم