التصوف بكل لغات العالم :
زيارة النبي والولي والناذر لهم
في بيان استدلالاتهم على الزائر للنبي والولي والناذر لهم والمتوسل بهم مشرك كعابد الأصنام في زعمهم مستدلي بقوله تعالى: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب} وبقوله تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}.
وهكذا كما يرون شبهة ولو واهية يدلون بها نقول: لايخفى على ذوي البصيرة أن المنحرفين عن الجادة والطريق المستقيم من الفرق المارقة الذين يحرفون كلام رب العالمين وسنة نبيه الكريم عن مواضعهما لأهوائهم الشيطانية التي يدعون إليها ضد الحق وأهله في كل ناحية من نواحي انحرافهم ففي مثل التوسل والوسيلة يجعلون كل زائر للنبي صلى الله عليه وسلم أو الولي صلى الله عليه وسلم مشركاً الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله عز وجل كما يقول الداعي لهم الآن بمصر في تعليقه على كتاب (فتح المجيد)من صفحة 43 إلى 269 على أنها كفر وعبادة أوثان وعبادة أصنام جاعلين الآيات التي أنزلها الحق عز وجل في حال ا لكافرين وماكانوا من عبادة غيره جل وعلا منطبقة على الزائرين تماماً بلا فارق بينهما يضللون المستعمين لهم بقولهم الدعاء مطلقاً عبادة بل هو مخ العبادة وهؤلاء الداعون للأموات كحال الداعين للأصنام تماماً لأن الداعي للنبي أو للولي يعتقد كما يعتقد الكافر العابد للصنم إذ الداعي للنبي أو الولي يقول إذا ما سألته أن الله تعالى هو الفعال وكذلك الكافر يعتقد ذلك وقد حكى الله عز وجل عنهم بقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} فحال هؤلاء الزوار للأنبياء والأولياء كحال هؤلاء الكافرين الذين يعبدون الأصنام فلا يسع السامع المفتر المضلل إلا الموافقة له واتباعه في الضلال ولم يفرق هذاالضال والمضلل بين الزيارة والعبادة بل لم يخجل ولم يستح من الله تعالى الرقيب عليه أو لم يخف أن أحداً من أهل الحق يطلع على تخريفاته وتضليلاته هذه فيلعنه خصوصاً إذا كان مستجاب الدعوة لا يرد الله تعالى دعوته فيستحق خسران الدنيا والآخرة. ماذا أصنع وقد قال العليم الخبير بعباده: {ومن يضلل الله فلا هادي له} {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}.
يا أخي أو لم يفقه هذا الناسب نفسه للعلم وأهله بأن اللفظ الواحد من اللغة العربية التي نزل بها القرآن المجيد له عدة معان بل قد يكون في معناه التضاد كقوله تعالى {زعم الذين كفرو} ففي لفظ الزعم معنيان الكذب كما هن. وقد يطلق على القول المحقق والصدق كما في حديث ضمام بن ثعلبة المروي عند البخاري وغيره بلفظ (قال يا محمد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك قال صدق) الحديث وكذا الظن فإنه يطلق على السوء من الشر والتحقيق من الخير كما في الكتاب والسنة قال سبحانه: {وظننتم ظن السوء} {وتظنون بالله الظنون} وفي الحديث عند البخاري وغيره (لقد ظننت با أبا هريرة) وفي قول عمر رضي الله عنه المروي عند البخاري وغيره: ذلك الظن بك يا أبا اسحق. وكما قال في معنى الوفاة قال تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي} فيفهم من لفظ الوفاة معنى الموت. وكذا يفهم منه معنى النوم إذ هما شقيقان في قوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامه} وهكذا الكثير من معاني الألفاظ العربية التي بها نزل القرآن الكريم وعليها بيان السنة المطهرة فكيف بهذا المارق ا لمفارق يجعل لفظ يدعون في عبادة الزائرين للمزورين ويجعل الكل معنى واحداً وهي العبادة بقياسه المفارق الممارق.
قل له لو أن الزمر كما تقول لكان كل لفظ بيان أو أياً الموضوعين لنداء البعيد والقريب يكون شركاً وعبادة ولم يقل بها حتى المخبول في عقله وها هو كلام العلامة الألوسي المفسر للقرآ الكريم وهو آخر مفسر يقول عليه بعد التحقق من كلامه ومعرفة أغراضه وما جئتك بكلامه إلا بعد اطلاعي ومراجعتي على جميع كتب المفسرين الآ فقد جمع رحمه الله تعالى جميع ما قيل على هذه الآية التي يتمشدقون بها في كلامهم ولا يعقلون لها معنى ولو كان لهم أدنى اطلاع ومعرفة ما استدلوا بها على أباطيلهم العاطلة ودعواهم الباطلة إذ الآية الكريمة لا تفهم ولا تعقل إلا ببيان سابقتها وهي قوله تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذور} فها هو كلام العلامة الألوسي بل هو كلام جميع المفسرين على هذه الآية إذ لم يترك فيها قولاً لقائل. قال في صفحة 792 جزء ثاني: إن التوسل والاستغاثة بالأحياء جائزة لا شك فيها ولا يتوقف على أفضليته من الطالب بل قد يطلب الفاضل من المفضول فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه لما استأذنه في العمرة (لا تنسنا يا أخي من دعائك) وأمره أيضاً أن يطلب من أويس القرني رحمه الله تعالى عليه أن يستغفر له وأيضاً أمر أمته صلى الله عليه وسلم بطلب الوسيلة له بأن يصلوا عليه وبما رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح عن عثمان ابن حنيف رضي الله عنه أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله تعالى أن يعافيني فقال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك.
قال: فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعوا بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا رسول الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفعه في) وهو عين التوسل بالذات وفي صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا فيسقون.
ثم إن العلامة الألوسي بعد أن نفى التوسل بالأنبياء والصالحين أمواتاً وأحياء ونفي أيضاً التوسل بالذات خصوصاً بعد أن ذكر الحديث السابق من توسل سيدنا عمر رضي الله عنه بسيدنا العباس رضي الله تعالى عنهم وحكى أنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في صفحة 299 جزء ثان قال: وبعد هذا كله أنا لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، ويراد من الجاه معنى يرجع إلي صفة من صفاته تعالى، مثل أن يراد به المحبة العامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل أتوسل إليك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي يعني إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي وقال في صفحة 300 جزء ثان: بل لا أرى بأساً بالإقسام على الله تعالى بجاهه صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه- يعني بحرمة كذا- قال ملتمساً ومجيباً عن الصحابة في عدم توسلهم بالأموات ولعل ذلك كان تحاشياً منهم عما يخشى أن يعلق منه في أذهان الناس إذ ذاك وهم قريبوا عهد التوسل بالأصنام شيء ثم اقتدى بهم من خلفهم من الأئمة الطاهرين وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وتأسيسها على قواعد إبراهيم لكون القوم حديثي عهد بكفر كما ثبت ذلك في الصحيح وكذا التوسل بجاه غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس به أيضاً إن كان التوسل بجاهه مما علم أن له جاهاً عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته.
ولا يخفى على كل ذي عقل متعقل أن قول العلامة الألوسي في إجابته عن عدم توسل الصحابة بالأموات كونهم حديثي عهد بكفر ما ثبت عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قطع شجرة البيعة وثبت فيها لكونهم كذلك. وقال العلامة في حديث الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد روى أبو داود في سننه (أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نستشفع بك إلى الله تعالى ونستشفع بالله تعالى عليك فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رؤي في وجهه ذلك وقال ويحك أتدري ما الله تعالى؟ إن الله تعالى لا يشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك. فهو وإن كان حضرته صلى الله عليه وسلم أنكر عليه قوله إنا نستشفع بالله تعالى عليك ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم قوله نستشفع بك إلى الله تعالى ومنه أخذ أفاضل العلماء جواز الاستشفاع به صلى الله عليه وسلم كما هو مفاد هذا الحديث وحديث الضرير.
زيارة النبي والولي والناذر لهم
في بيان استدلالاتهم على الزائر للنبي والولي والناذر لهم والمتوسل بهم مشرك كعابد الأصنام في زعمهم مستدلي بقوله تعالى: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب} وبقوله تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}.
وهكذا كما يرون شبهة ولو واهية يدلون بها نقول: لايخفى على ذوي البصيرة أن المنحرفين عن الجادة والطريق المستقيم من الفرق المارقة الذين يحرفون كلام رب العالمين وسنة نبيه الكريم عن مواضعهما لأهوائهم الشيطانية التي يدعون إليها ضد الحق وأهله في كل ناحية من نواحي انحرافهم ففي مثل التوسل والوسيلة يجعلون كل زائر للنبي صلى الله عليه وسلم أو الولي صلى الله عليه وسلم مشركاً الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله عز وجل كما يقول الداعي لهم الآن بمصر في تعليقه على كتاب (فتح المجيد)من صفحة 43 إلى 269 على أنها كفر وعبادة أوثان وعبادة أصنام جاعلين الآيات التي أنزلها الحق عز وجل في حال ا لكافرين وماكانوا من عبادة غيره جل وعلا منطبقة على الزائرين تماماً بلا فارق بينهما يضللون المستعمين لهم بقولهم الدعاء مطلقاً عبادة بل هو مخ العبادة وهؤلاء الداعون للأموات كحال الداعين للأصنام تماماً لأن الداعي للنبي أو للولي يعتقد كما يعتقد الكافر العابد للصنم إذ الداعي للنبي أو الولي يقول إذا ما سألته أن الله تعالى هو الفعال وكذلك الكافر يعتقد ذلك وقد حكى الله عز وجل عنهم بقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} فحال هؤلاء الزوار للأنبياء والأولياء كحال هؤلاء الكافرين الذين يعبدون الأصنام فلا يسع السامع المفتر المضلل إلا الموافقة له واتباعه في الضلال ولم يفرق هذاالضال والمضلل بين الزيارة والعبادة بل لم يخجل ولم يستح من الله تعالى الرقيب عليه أو لم يخف أن أحداً من أهل الحق يطلع على تخريفاته وتضليلاته هذه فيلعنه خصوصاً إذا كان مستجاب الدعوة لا يرد الله تعالى دعوته فيستحق خسران الدنيا والآخرة. ماذا أصنع وقد قال العليم الخبير بعباده: {ومن يضلل الله فلا هادي له} {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}.
يا أخي أو لم يفقه هذا الناسب نفسه للعلم وأهله بأن اللفظ الواحد من اللغة العربية التي نزل بها القرآن المجيد له عدة معان بل قد يكون في معناه التضاد كقوله تعالى {زعم الذين كفرو} ففي لفظ الزعم معنيان الكذب كما هن. وقد يطلق على القول المحقق والصدق كما في حديث ضمام بن ثعلبة المروي عند البخاري وغيره بلفظ (قال يا محمد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك قال صدق) الحديث وكذا الظن فإنه يطلق على السوء من الشر والتحقيق من الخير كما في الكتاب والسنة قال سبحانه: {وظننتم ظن السوء} {وتظنون بالله الظنون} وفي الحديث عند البخاري وغيره (لقد ظننت با أبا هريرة) وفي قول عمر رضي الله عنه المروي عند البخاري وغيره: ذلك الظن بك يا أبا اسحق. وكما قال في معنى الوفاة قال تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي} فيفهم من لفظ الوفاة معنى الموت. وكذا يفهم منه معنى النوم إذ هما شقيقان في قوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامه} وهكذا الكثير من معاني الألفاظ العربية التي بها نزل القرآن الكريم وعليها بيان السنة المطهرة فكيف بهذا المارق ا لمفارق يجعل لفظ يدعون في عبادة الزائرين للمزورين ويجعل الكل معنى واحداً وهي العبادة بقياسه المفارق الممارق.
قل له لو أن الزمر كما تقول لكان كل لفظ بيان أو أياً الموضوعين لنداء البعيد والقريب يكون شركاً وعبادة ولم يقل بها حتى المخبول في عقله وها هو كلام العلامة الألوسي المفسر للقرآ الكريم وهو آخر مفسر يقول عليه بعد التحقق من كلامه ومعرفة أغراضه وما جئتك بكلامه إلا بعد اطلاعي ومراجعتي على جميع كتب المفسرين الآ فقد جمع رحمه الله تعالى جميع ما قيل على هذه الآية التي يتمشدقون بها في كلامهم ولا يعقلون لها معنى ولو كان لهم أدنى اطلاع ومعرفة ما استدلوا بها على أباطيلهم العاطلة ودعواهم الباطلة إذ الآية الكريمة لا تفهم ولا تعقل إلا ببيان سابقتها وهي قوله تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذور} فها هو كلام العلامة الألوسي بل هو كلام جميع المفسرين على هذه الآية إذ لم يترك فيها قولاً لقائل. قال في صفحة 792 جزء ثاني: إن التوسل والاستغاثة بالأحياء جائزة لا شك فيها ولا يتوقف على أفضليته من الطالب بل قد يطلب الفاضل من المفضول فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه لما استأذنه في العمرة (لا تنسنا يا أخي من دعائك) وأمره أيضاً أن يطلب من أويس القرني رحمه الله تعالى عليه أن يستغفر له وأيضاً أمر أمته صلى الله عليه وسلم بطلب الوسيلة له بأن يصلوا عليه وبما رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح عن عثمان ابن حنيف رضي الله عنه أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله تعالى أن يعافيني فقال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك.
قال: فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعوا بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا رسول الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفعه في) وهو عين التوسل بالذات وفي صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا فيسقون.
ثم إن العلامة الألوسي بعد أن نفى التوسل بالأنبياء والصالحين أمواتاً وأحياء ونفي أيضاً التوسل بالذات خصوصاً بعد أن ذكر الحديث السابق من توسل سيدنا عمر رضي الله عنه بسيدنا العباس رضي الله تعالى عنهم وحكى أنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في صفحة 299 جزء ثان قال: وبعد هذا كله أنا لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، ويراد من الجاه معنى يرجع إلي صفة من صفاته تعالى، مثل أن يراد به المحبة العامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل أتوسل إليك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي يعني إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي وقال في صفحة 300 جزء ثان: بل لا أرى بأساً بالإقسام على الله تعالى بجاهه صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه- يعني بحرمة كذا- قال ملتمساً ومجيباً عن الصحابة في عدم توسلهم بالأموات ولعل ذلك كان تحاشياً منهم عما يخشى أن يعلق منه في أذهان الناس إذ ذاك وهم قريبوا عهد التوسل بالأصنام شيء ثم اقتدى بهم من خلفهم من الأئمة الطاهرين وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وتأسيسها على قواعد إبراهيم لكون القوم حديثي عهد بكفر كما ثبت ذلك في الصحيح وكذا التوسل بجاه غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس به أيضاً إن كان التوسل بجاهه مما علم أن له جاهاً عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته.
ولا يخفى على كل ذي عقل متعقل أن قول العلامة الألوسي في إجابته عن عدم توسل الصحابة بالأموات كونهم حديثي عهد بكفر ما ثبت عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قطع شجرة البيعة وثبت فيها لكونهم كذلك. وقال العلامة في حديث الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد روى أبو داود في سننه (أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نستشفع بك إلى الله تعالى ونستشفع بالله تعالى عليك فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رؤي في وجهه ذلك وقال ويحك أتدري ما الله تعالى؟ إن الله تعالى لا يشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك. فهو وإن كان حضرته صلى الله عليه وسلم أنكر عليه قوله إنا نستشفع بالله تعالى عليك ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم قوله نستشفع بك إلى الله تعالى ومنه أخذ أفاضل العلماء جواز الاستشفاع به صلى الله عليه وسلم كما هو مفاد هذا الحديث وحديث الضرير.