بقلم وليد ابراهيم : إن لبدنك عليك حقاً
علمنا سيدى فخر الدين أن حق البدن هنا هو العمل على نجاته وتخليصه وهذا لايكون إلا بإستعماله فى الله كله فقال (حقه عليك أن تنجيه من النار) أو كما قال رضى الله عنه
لكن مانفهمه نحن اليوم ونفسره عملياً بالغط فى النوم والإنصراف عن عزائم الأمور بينما من الحق الذى عليك له الأخذ بعزائم الأمور وليس العكس كل مانفهمه بهذا الصدد إنما يورث النسيان ومن ثم الغفلة عن ذكر الله
كان جسد الشيخ كله فى الله لم يُرى نائماً قط
فقال
مانمت فى دار النيام فهل تُرى ... دار الحياة بها يطيب منامى؟
فهو فى عبادة دائمة بجسداً صابراً بل ومن العجيب وقد سمعته من الصالحين مما روى عن أدب سيدى فخر الدين وتعظيمه للصالحين أنه ليس ثمة ولياً فى السودان إلا وزاره الشيخ بجسده مشياً على قدمه الشريف وفى زيارته لمصر عام 1974 على ما أذكر والزحام الشديد من المصرين حوله لم يدخل مقام مولانا الإمام الحسين ووقف على الباب وقال
(الحمد لله ان حملتنى قدماى الى هنا ثم فعل شيئاً أخرلازال بمقام مولانا الإمام الحسين)
إن لم يكن الشيخ ليتنزل خافضاً جناحيه رجمة ً لم تكن لتستطيع ان تجلس أمامه أو تقف من هيبته
هذا الجلال الإلهى على حبيبه لم يكن حتى لينفك عن الشيخ إذا بكى
وعن بكاء سيدى فخر الدين من شدة محبته لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم عند زفاف الشيخ على رضى الله عنه بن سيدى فخر الدين إنطلقت مكبرات الصوت بقصيدة سيدى محمد المجذوب رضى الله عنه والتى تقول عليك صلاة الله ثم سلامه ألا يارسول الله أني مغرم وكان الشيخ قد أخذ فى بكاء لاتوقف له إن النور يحن الى النور الفرع الى الأصل
وهو القائل
نورى من النور المبين *** ونور جـــــدى الأغلب
لم ينقطع الشيخ عن البكاء ولم يكن لأحد ان يتجاسر على أن يكلمه فى بكائه إلا مولانا الشيخ إبراهيم الذى طلب إيقاف الميكروفونات لأن سيدى فخر الدين لم يتوقف عن البكاء من محبته لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم
وقبل إنتقاله رضى الله عنه
كان عند ذهابه لمحل روضته اليوم يشير نحو المكان ويقول هنا مكانى وبالفعل أصبح ضريحه كما حدد وأشار وجرت المقادير بعد ذلك أن تئول ملكية هذا المكان للطريقة ليكون فيها الجسد الطهور وكانت الشواهد تتواتر بكثرة وغرابة عن قرب إنتقال الشيخ رضى الله عنه , فنعى نفسه بنفسه وجائت الأولياء من بلادٍ شتى على غير ذى تواعد قبل الإنتقال ليشيروا إلى إنتقاله ومنهم من صرح ذلك تصريحاً قبل إنتقال الشيخ , وتجهز سيدى فخر الدين للإنتقال , فإغتسل رضى الله عنه وقلم أظافر يده الشريفة ولبس ثوباً جديداً مستبشراً ثم إستلقى بجسده الشريف على فراشه ثم أمر الشيخ أن يغطى بثوب أبيض , غطته السيدة الصديقة زوجته رضى الله عنها كما أمر وهى صابرة , ففاضت روحه الطاهرة فى الساعة الخامسة صباحاً الرابع من إبريل 1983 ميلادياً
فيقول فى ذلك رضى الله عنه
قضيت سنياً أرتجى ساعة اللقا
لذاك تعانقنا عنــــــــاق الأحبة
لم يكن من عمر الدنيا لحظة إلا وخدم فيها الشيخ النبى ودينه بجسده الشريف
- من الذاكرة : الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان يفتتح زاوية باريس الجديدة
- مولانا الشيخ ابراهيم يقول : اعظم حاجه يقدمها كل برهانى للطريقه البرهانية
- مناقب سيدى فخر الدين : ما الذي دعاني للدخول بين البصلة و قشرتها!!!
- قصة سيدي إبراهيم و مفتي الجمهورية
- من مناقب المشايخ : كنت "مغفلق" أو "زانّة معي" (زهجان يعني)
تعليقات: 0
إرسال تعليق