-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 11 أبريل 2018

كلام في مفهوم الحيرة عند الصوفية | بقلم الشيخ عبد الحميد بابكر

كلام في مفهوم الحيرة عند الصوفية | بقلم الشيخ عبد الحميد بابكر
الحيرة في المنام الحيرة بالفرنسية الحيرة في اتخاذ القرار الحيرة في الحب الحيرة بين امرين الحيرة في اتخاذ قرار الطلاق الحيرة في الطلاق الحيرة بالانجليزي الحيرة والتردد في المنام الحيرة الحيرة en francais حيرة english alhayrh gallery الحيرة islamweb الحيرة map حيرة meaning حيرة meaning in english شيلة الحره mp3 هانى شاكر الحيرة mp3 بحيرة natron الحيرة pdf مملكة الحيرة pdf حيرة pdf مدينة الحيرة pdf الحيرة القاتلة pdf ملوك الحيرة pdf دولة الحيرة pdf تاريخ الحيرة pdf تاريخ ملوك الحيرة pdf الحيرة quotes الحيرة translation حيرة tumblr حيرة translation google translate الحيرة الحيرة wiki حيرة 228 شيله الحيره 2015 تمثيل الحيرة 2015 كورنيش الحيرة 2015


كلام في مفهوم الحيرة عند الصوفية
بقلم الشيخ عبد الحميد بابكر


الحيرة, لغةً: التردد والاضطراب, أما عند أهل السلوك فهي موطن الوقوف بين حقيقتين حقيقة تخطاها السالك و حقيقة يستشرفها, و يسمي موطن الحيرة موطن الضلال أيضاُ, و من ذلك قوله تعالي لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم في سورة الضُحي: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) الآية 7, و حاشا أن يكون ذلك ضلالاً بمعني مفارقة الحق فهو و كل الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم معصومون عن الضلال بذلك المعني, و إنما كان ضلال الحيرة بين موطن حقيقة و حقيقة من التجليات الإلهية. و كذلك حين نري سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام يتأمل الأفلاك فتزداد حيرته من مظاهر القدرة الإلهية إلي أن تنتفي الحيرة عنه و يحل محلها الهدي و هو المعرفة الإلهية

 ذلك يُري من سياق الآيتين 75 إلي 78 من سورة الأنعام: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ), فتراه قد قال: (قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) أي يظل في موطن الحيرة. و كذلك قول إخوة سيدنا يوسف لأبيهم سيدنا يعقوب (قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ) الآية 95 سورة يوسف, فذلك الضلال الناشئ عن شدة محبته لسيدنا يوسف عليهم و عليهم السلام. و في ضلال الحب أي الحيرة تغني العاشقون كثيراً فقالوا:

زِدني بفرط الحُبّ فيك تحيّرا * و ارحم حشاً بلظي هواك تسعرا

و قالوا:

ما بين ضال المُنحني و ظِلاله * ضلّ المُتيّمُ و اهتدي بضلاله
و قد قيل في حق الحبيب المصطفي صلي الله غليه و سلم:
يا وحيد الوجود لا زال عنهُ * يُطهر الكون ما له فيه كُنه
و الهُدي و الضلالات قُل من لَدُنه * كُلُّ شئ معناهُ و الكُلّ منهُ
و عليه مبناه ما اختلّ شرطا

و قيل:

حار أرباب الهوي في الهوي و ارتبكوا

و الحيرة موطن في السير أيضاً بين كل اسم إلهي و الاسم الذي يليه و هو بحر ظُلمةٍ يتلقي فيه المريد علوم المرتبة التالية من حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم علي كف شيخه, و معروف أن السير في الله يأتي في التسع و تسعة مرتبة الأسناء الإلهية إلي أن يصعد السالك إلي الاسم الرحمن فوق العرش و يتلقي علوم القرآن من الرخمن (الرحمن * علّم القرآن) ثم يترقي إلي حضرة الإسم الجامع (الله).

و السالكون في بحر الهو أي موطن الحيرة, بين اسم و اسم يسمونهم الأجنّة إذ كأنهم في رحم التكوين ليولدوا من جديد في مرتبة الاسم النالي, و يقول سيدي فخر الدين في هذا الموطن, في وصف الوارث المربّي:

وَيَمْنَحُهُ تَفْصِيلَ مَا كَانَ مُجْمَلاً * وَيُسْمِعُهُ فَضْلاً حِوَارَ الأَجِنَّةِ (101 ق 1)

و يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:

مشائخكم أطفالُنا و كُهولُكم * أجنّة جهلٍ في بُطون الهُويّة

و لذلك الحيرة موطن مهم للسالكين فلولاه لما أمكن السير من اسم إلي اسم لأنها الموطن الذي يتم فيه الإعداد للأسم أو المرتبة التالية.

و في بحر الهُو موطن الحيرة تُبدل الخلائع أي الأنوار حتي تتلاءم مع كل مرتبة, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه في قصيدته رقم 37 من ديوانه شراب الوصل و مطلعها:

نَزَلْنَا بَحْرَ هُو كَالسَّابِحَاتِ * وَأَيْقَنَّا بِأَنَّ الْوَصْلَ آتِ

يقول رضي الله عنه:

أُرِحْنَا مِنْ عَنَاءِ السَّيْرِ لَكِنْ * جَهِدْنَا فِي ابْتِغَاءِ الْمُبْتَغَاةِ
وَأُعْطِينَا الْخَلاَئِعَ فَانْتَبهْنَا * وَجَدْنَاهَا كَبَيْتِ السُّلْحُفَاةِ
وَهَذَا سِرُّ إِغْطَاشِ الْمَعَانِي * فَإِنَّ الْغَيْبَ مَلْبُوسُ الْخُفَاةِ

و يقول رضي الله عنه, مخاطباً مريده, حاثّا لله للجد في مواطن السير:

وَتَحَيَّرْ كَمَا السَّوَابِقُ حَارُوا * فَلَهُ مَبْدَئِي وَفِيهِ مَعَادِي (6 ق 22)

حيث يختم تلك العصماء بمشهد غاية في الحيرة في جمال حضرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه و سلم, قائلاً:

وَتَاللَّهِ مَا رُمْتُ الْمَدِيحَ وَإِنَّمَا * بَدَا الْحُسْنُ غَلاَّباً وَمَا اللُّبُّ حَاضِرُ
غَدَا اللُّبُّ فِي سَفَرٍ يُقِيمُ بِحُسْنِهِ * وَقَدْ عَزَّتِ الأَسْفَارُ وَالْوَجْهُ سَافِرُ

فعبّر رضي الله عنه بالسّفر عن الحيرة و بالإقامة بإدراك الشهود, فالأمرُ بين ذا و ذاك
و صلي الله علي سيدنا محمد الكامل المُكمّل للأكامل و علي آله ة صحبه و سلّم
**

مع تحياتي/عبد الحميد بابكر




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم