موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) التّاريخ : الخميس 4 شعبان 1407 هـ = 2 أبريل 1987 م( بِمُنَاسَبَة مَوْلِد مَوْلاَنَا الشَّيْخ رَضِي اللَّه عَنْه )عَدَد الأبيات : 10
1- مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي *** أَيُّ عِلْمٍ يَدَّعِيهِ مُدَّعِيهِ
2- كَانَتِ الإِسْرَا وَحَانَ النَّيْلُ مِنْهَا *** مِنْ قِرَاهَا مِنْ مَزِيدٍ نَبْتَغِيهِ
3- مِنْ صَفِيٍّ مِنْ عَلِيٍّ مِنْ شَرَابٍ *** لَيْسَ عِنْدِي عِلْمُهُ لاَ أَدَّعِيهِ
4- كُلُّ مَوْصُوفٍ يَنَالُ الْوَصْفَ مِنْهَا *** بَلْ وَإِنَّ الرَّمْزَ فِيهَا حِرْتُ فِيهِ
5- بَلْ وَمِنْهَا مُحْكَمَاتٌ كُنَّ رَمْزاً *** كَمْ أَكَنَّتْ مِنْ كَنِيٍّ تَصْطَفِيهِ
6- كَمْ أَسَرَّتْ وَالنَّبِيُّونَ اسْتَجَارُوا *** وَاسْتَطَابُوهَا نَعِيماً نَحْنُ فِيهِ
7- وَاسْتُجِيبَتْ دَعْوَتَانَا مُذْ سَمِعْنَا *** مُبْتَغَانَا يَوْمَ نَادَانَا بِفِيهِ
8- وَاحْتَوَيْنَا ( هُو ) رُمُوزاً لَوْ فَتَقْنَا *** مَا رَتَقْنَا لاَسْتَحَالَ الْقَوْلُ فِيهِ
9- وَالْتَقَيْنَا ( هُو ) كَأَنَّا مَا افْتَرَقْنَا *** وَاتَّخَذْنَا ( هُو ) وِقَاءً نَتَّقِيهِ
10- مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي غَيْرَ أَنِّي *** كُنْتُ فِيمَا كَانَ مِنْهُمْ أَزْدَرِيهِ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 1: مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي *** أَيُّ عِلْمٍ يَدَّعِيهِ مُدَّعِيهِ
المعني:
مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي: القصيدة قُبيل احتفالات في الذكري السنوية الرابعة لسيدي فخر الدين رضي الله عنه, بتاريخ 11 شعبان 1407 ه الموافق 9 أبريل 1987 م بالخرطوم, و السؤال استفساري عمّا (ذلك القول الذي) يمكن أن يقوله عنه الناس (أبناء الطريقة) أي: المناقب, و السؤال إجابة لسؤال جال في عقول الناس عمّا يمكن أن يكتبوه في مناقب الشيخ¸و هكذا الأمر دوماً
يَا مُرِيدِي: يا النداء, مُرِيدِيَ: المريد المنتسب لي أو المضاف لي, المريد هو الطالب المتعلّق بالمُراد و آت علي إرادته, و في صفة الشيخ له, قال رضي الله عنه:
وَلَسْتُ بِنَاءٍ عَنْ مُرِيدِيَ لَحْظَةً *** وَإِنَّ مُريدِي مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي (266 ق 1)
أَيُّ عِلْمٍ: أَيُّ: استفهامية,نحو قوله تعالي في الآية: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) 19 الأنعام, عِلْمٍ: العِلم نقيض الجهل و إدراك حقيقة ما يُدرك علي ما هو عليه, بالتثبت و البصيرة
يَدَّعِيهِ مُدَّعِيهِ: يَدَّعِيهِ: يَدَّعِي: ينسب لنفسه ما ليس له, مُدَّعِيهِ: الاسم ما ادّعي يدّعي فهو مُدَّعٍ, و الضمير يرجع للعلم, أي: ما الذي سيقوله الناس عنّي من مناقب و ما لديهم العلم بمناقبي, إذ ما يعلمون بعيدٌ عن كنه حقيقتي, و مناقبه رضي الله عنه في, الأكوان العلوية, سماوات الغيوب, قال رضي الله عنه:
أُكَنَّى بِفَخْرِ الدِّينِ بَيْنَ أَحِبَّتِي *** وَلِي فِي سَمَاوَاتِ الْغُيوُبِ مَنَاقِبُ (1 ق 27)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 2: كَانَتِ الإِسْرا وَحَانَ النَّيْلُ مِنْهَا *** مِنْ قِرَاهَا مِنْ مَزِيدٍ نَبْتَغِيهِ
المعني:
كَانَتِ الإِسْرا: كَانَتِ: حَصلت, الإِسْرا: ليلة الإسراء ليلة السابع و العشرين من رجب, الإسراء للعالم العلوي للوصول لموطن شهود الذّات مع حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم, و أصل كلمة الإسراء هو السير ليلاً, قال تعالي: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) 1 الإسراء, قال رضي الله عنه:
فِي كُلِّ حِينٍ لَنَا فِي الْمُصْطَفَى أَمَلٌ *** حَتَّى إِذَا حَانَتِ الإِسْرَا يُسَرِّينَا (1 ق 28)
وَحَانَ: قَرُبَ وَقْتُه
النَّيْلُ مِنْهَا: النَّيْلُ: الحصول علي العطاء مِنْهَا, أي: من الإسراء
مِنْ قِرَاهَا: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, قِرَاهَا: القِرى ما يُقدّم للضيف, من كرم ليلة الإسراء
مِنْ مَزِيدٍ نَبْتَغِيهِ: مِنْ: حرف لتبيين النوع, مَزِيدٍ: ما يُعطي فوق العطاء الأصل, نَبْتَغِيهِ: نطلبه, و الخطاب بصيغة جمع المتكلم, حضرة الجمع, يقدمها حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
جَمْعاً إِلَى فَرْدِهِ الْمَجْمُوعُ فِي حُجُبٍ *** وَالْكُلُّ حَشْداً يُقَرّبُنَا ويُدْنِينَا (11 ق 28)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 3: مِنْ صَفِيِّ مِنْ عَلِيٍّ مِنْ شَرَابٍ *** لَيْسَ عِنْدِي عِلْمُهُ لاَ أَدَّعِيهِ
المعني:
مِنْ صَفِيِّ: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, أي: المَزِيدٍ الذي نَبْتَغِيهِ, و اشر إليه في البيت السابق, بقوله, رضي الله عنه: "مِنْ مَزِيدٍ نَبْتَغِيهِ", صَفِيِّ: صفة للشراب, أي: الذي لم يخالطه غيره, صِرف, صيغة المتكلم الجمع إشارة إلي حضرة الجمع
مِنْ عَلِيٍّ: مِنْ: كأعلاه, عَلِيٍّ: يعلو علي غيره من الشراب
مِنْ شَرَابٍ: مِنْ: كأعلاه, شَرَابٍ: ما يُشرب, و هو إشارة إلي الخمر, تلقّي المعاني و التجلّيات, و الشراب بالأرواح
لَيْسَ عِنْدِي عِلْمُهُ: لَيْسَ: للنفي, لَيْسَ عِنْدِي عِلْمُهُ: أي: لا أعرفه, و عدم العلم لا ينفي الشراب, قال رضي الله عنه:
وَقَدْ شَرِبْتُ مِزَاجاً لَسْتُ أَعْرِفُهُ *** وَكَانَ ذَلِكَ تَكْرِيماً تَلَقَّيْتُ (13 ق 69)
لاَ أَدَّعِيهِ: لاَ: نافية, لاَ أَدَّعِيهِ: لاَ أنسبه لي, أي: علمَ ذلك الشراب, يتحدث عضو حضرة الجمع بلسان المفرد و الجمع
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 4: كُلُّ مَوْصُوفٍ يَنَالُ الْوَصْفَ مِنْهَا *** بَلْ وَإِنَّ الرَّمْزَ فِيهَا حِرْتُ فِيهِ
المعني:
كُلُّ مَوْصُوفٍ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, مَوْصُوفٍ: يتلقّي التجلّي في موطن الصفات, قُبيل موطن شهود الذّات
يَنَالُ: يحصل علي
الْوَصْفَ مِنْهَا: يتحلّي بصفات الحضرة, بعد التخلّي عن صفات ذاته
بَلْ وَإِنَّ: بَلْ: للإضراب, الانتقال من وصف لوصف أعلي و أهمّ, إضراب علي ما قال في عجز البيت السابق (لَيْسَ عِنْدِي عِلْمُهُ لاَ أَدَّعِيهِ), وَإِنَّ: واو المعية, إنّ: للتوكيد
الرَّمْزَ فِيهَا: الرَّمْزَ: اسم مصدر, يعني: الإشارة من حيث النوع, أي: مجموع الإشارات, قال تعالي في الآية: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا) 41 آل عمران, فِيهَا: أي: في الإسراء
حِرْتُ فِيهِ: حِرْتُ: من الحيرة التيه, فِيهِ: أي: في الرمز, دائماً قبل التجلّي يوجد موطن حيرة, يتحدث عضو حضرة الجمع بلسان المفرد و الجمع (أنا) و (نحن)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 5: بَلْ وَمِنْهَا مُحْكَمَاتٌ كُنَّ رَمْزاً *** كَمْ أَكَنَّتْ مِنْ كَنِيٍّ تَصْطَفِيهِ
المعني:
بَلْ: للإضراب, الانتقال من وصف لوصف أعلي و أهمّ, انتقل للرمز في محكمات حضرة الإسراء
وَمِنْهَا مُحْكَمَاتٌ: وَمِنْهَا: الواو عاطفة, مِنْ: للبعضية, مُحْكَمَاتٌ: قال تعالي في الآية: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) 7 آل عمران
كُنَّ رَمْزاً: كُنَّ: كن مع نون الجمع, حدث, رَمْزاً: إشارة, قال تعالي في الآية: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا) 41 آل عمران
كَمْ أَكَنَّتْ: كَمْ: لكثرة تكرار المرات, أَكَنَّتْ: سترت و أخفت
مِنْ كَنِيٍّ: مِنْ: حرف لتبين النوع, كَنِيٍّ: علي وزن فَعيل, صاحب كُنية, و الكُنية دليل علي العظمة و الشرف, قال رضي الله عنه:
فَأَصْبَحْنَا بِأَسْمَاءٍ نُكَنَّى *** وَلَمْ نَكُ نَبْتَغِي إِلاَّ نِدَاءَا (10 ق 65)
تَصْطَفِيهِ: تختاره, الحضرة, الاصطفاء لحضرة الشهود, قال رضي الله عنه:
مَنَازِلٌ قُدِّرَتْ لِلذِّكْرِ أَجْمَعِهِ *** وَبَعْدَهَا نُصْطَفَى هَذِي بِدَايَتُنَا (12 ق 35)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 6: كَمْ أَسَرَّتْ وَالنَّبِيُّونَ اسْتَجَاروا *** وَاسْتَطَابُوهَا نِعيماً نَحْنُ فِيهِ
المعني:
كَمْ: لكثرة تكرار المرات
أَسَرَّتْ: أفضت من الأسرار, لأهل الجمع
وَالنَّبِيُّونَ اسْتَجَاروا: اسْتَجَاروا: طلبوا الجوار, الحماية, اسْتَجَاروا بفرد الحضرة الأحديّة, الوارث المحمّدي, طلباً لوقاية حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, قال رضي الله عنه:
وِقَايَةٌ خَلْفَ سِتْرِ الْكِبْرِ يَا كَرَماً *** كَانَتْ لَنَا فِيهِ أَسْتَاراً تُوَارِينَا (12 ق 28)
و قال رضي الله عنه:
أَيَا حُجُبٌ كَانَتْ عَلَى الْعَيْنِ سَاتِراً *** تَبَارَكَ مَنْ بِالْمُسْتَجَارِ أَزَالَكِ (2 ق 10)
وَاسْتَطَابُوهَا: وجدوها طيّبةً, تطيبُ لهم, أي: الإسراء, إستطابة الخطاب الإلهي: (التحيّات لله, الطيّبات لله)
نِعيماً: قال تعالي في سورة الفاتحة: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) الآية 7, النّعيم, لغةً: الخَفْض والدَّعةُ و العطاء, و النّعيم عند أهل الحقيقة: هو التمتّع بجوار و شهود المتجلّي المُنعم
نَحْنُ فِيهِ: نَحْنُ: أهل الجمع, فِيهِ: متنعّمين في النّعيم, بجوار المصطفي صلي الله عليه و سلم
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 7: وَاسْتُجِيبَتْ دَعْوَتَانَا مُذْ سَمِعْنَا *** مُبْتَغَانَا يَوْمَ نَادَانَا بِفِيهِ
المعني:
وَاسْتُجِيبَتْ دَعْوَتَانَا: وقُبِلت دَعْوَتَانَا و رُدّ عليها, من الله عزّ و جلّ, قال تعالي, في قصة سيدنا موسي و سيدنا هارون: (قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) 89 يونس, دَعْوَتَانَا: دعوة و دعوة (اثنين) نا المتكلم الجمع إشارة لأهل الجمع, من الدُّعاء: الرَّغْبَةِ إلى الله عز وجل، دَعْوَتَانَا: دعوة في موطن الخوف (القرب) طلباً للستر, و دعوة في موطن التلذذ بالشهود (أو أدني), قال تعالي: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) 56 الأعراف
مُذْ: ظرف يبين أول الغاية الزمانية
سَمِعْنَا مُبْتَغَانَا: سَمِعْنَا: سماع الخطاب الإلهي في موطن القرب, مُبْتَغَانَا: مُبتغي (مع نا المتكلم الجمع), أي: ما نطلب, حضرة الحقّ عزّ و جل
يَوْمَ نَادَانَا بِفِيهِ: يَوْمَ: اليوم في الحقائق هو الزمان الذي يشتمل علي حدث عظيم و هام, و منه نقول: يوم الجمعة, يوم العيد, يوم البعث, يوم العروبة ... و هكذا, و الحدث العظيم هنا هو "يَوْمَ نَادَانَا بِفِيهِ", أي: الخطاب الإلهي في موطن القرب, نَادَانَا: بيا النداء, يا عبادي, بِفِيهِ: بواسطة فيهِ أي: كلام حقيقي و ليس رمزاً, قال رضي الله عنه:
مَا سَمِعْنَا مِثْلَ هَذَا يُومَ كَانَتْ *** يَا عِبَادِي لاَ تَخَافُوا ذَا أَمَانِي (9 ق 65)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 8: وَاحْتَوَيْنَا ( هُو ) رُمُوزاً لَوْفَتَقْنَا *** مَا رَتَقْنَا لاسْتَحَالَ الْقَوْلُ فِيهِ
المعني:
وَاحْتَوَيْنَا ( هُو ): وَاحْتَوَيْنَا: من حَوَيْت الشيء إذا جمعته من جميع أطرافه, مع نا المتكلم الجمع, إشارة إلي حضرة الجمع, و الاحتواء في الحقيقة التلبّس بالمحتوي, (هُو): اسم إشارة من شأنه الغيبوبية و الاستتار, إشارة إلي حضرة النبي صلي الله عليه و سلم في حضرة القرب, و هو موطن الستر
رُمُوزاً: إشارات, أي: أنهم إشارات في حضرة الهو النبوي, إجمالاً و ليس تفصيلاً
لَوْفَتَقْنَا مَا رَتَقْنَا: لَوْ: شرطية بمعني إذا, فَتَقْنَا: فصّلنا, مَا رَتَقْنَا: ما أجملنا, من الوصف, قال تعالي: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) 30 الأنبياء
لاسْتَحَالَ الْقَوْلُ فِيهِ: اللام للتأكيد, الْقَوْلُ: البيان و التوضيح, اسْتَحَالَ الْقَوْلُ: أخطأ وجهته و لم يصب الحقيقة, فِيهِ: في حضرة الهُو
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 9: وَالْتَقَيْنَا ( هُو ) كأَنَّا مَا افْتَرَقْنَا *** وَاتَّخَذْنَا ( هُو ) وِقَاءً نَتَّقِيهِ
المعني:
وَالْتَقَيْنَا ( هُو ): وَالْتَقَيْنَا: اللقاء ضد الحِجاب, أي: كُشف لنا عنه, المتكلم الجمع إشارة لحضرة الجمع, ( هُو ): اسم إشارة لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم, في حضرة القرب
كأَنَّا مَا افْتَرَقْنَا: كأَنَّا: الكاف للتشبيه, أنَّ: للتوكيد مع نا المتكلم الجمع, أي: كأنا و الهو معاً, مَا افْتَرَقْنَا: ما النافية, افْتَرَقْنَا: ظهور شؤون الواحد في الكثرة، فرق الجمع, الأصل واحد هو نور حضرة النبي المتنزل في غيب الأحديّة, تعدد الكثرة في الواحد (جمع), و تنزّل أرواح الورثة منه (فرق), صار الجمع فرق, قال رضي الله عنه:
تَجَمَّعْنَا بِذَاتِ الْفَرْقِ حَدّاً *** وَأَلْفَيْنَا وَلِيدَ السَّاجِدَاتِ (11ق 35)
وَاتَّخَذْنَا ( هُو ): وَاتَّخَذْنَا: واو العطف, اتَّخَذ: من الاتّخاذ: جعل الشئ مع الاستقامة عليه, مع نا المتكلم الجمع, إشارة لحضرة الجمع, ( هُو ): إشارة لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم في حضرة التعيين الأول
وِقَاءً: الوِقاءُ: كلُّ ما وقَيْتَ به شيئاً, الستر و الحجاب, من شدة التجلّي الإلهي, وفي الحديث: "إِنما الإِمام جُنَّة يُتَّقى به"
نَتَّقِيهِ: نحَذِرْه, نخشاه, إجلالاً, جاء عن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف حال أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ عند سماع قوله وحديثه, صلى الله عليه وسلم, قال: "وإذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا", و قيل في ذلك المعني:
كَأنَّمَا الطَّيْرُ حَطَّاً فَوقَ أَرْؤُسِهِم *** لَا خَوْفَ مَكْرٍ وَلَكِنْ خَوْفَ إِجْلَالِ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي يَا مُرِيدِي ) – بيت رقم 10: مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي غَيْرَ أَنِّي *** كُنْتُ فِيمَا كَانَ مِنْهُمْ أَزْدَرِيهِ
المعني:
مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي: مَا: استفهام, يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي: ما يذكرون في مناقبي, عوداً للبيت الأول للتذكير, باستحالة إيفاء الحديث عنه حقّه, لعدم العلم و الإلمام بكامل حقيقته, رضي الله عنه
غَيْرَ: للاستثناء
أَنِّي كُنْتُ فِيمَا كَانَ مِنْهُمْ: أَنِّي: أنَّ: للتوكيد مع يا المتكلم, كُنْتُ: في القديم (في الحياة الدنيا), فِيمَا: في الذي, كَانَ مِنْهُمْ: حَصَلَ مِنْهُمْ, أي: الناس (و يعني أبناء الطريقة), النّاس هم الأمة المخاطبة بالطريقة, قال رضي الله عنه:
مِنْ كَمَالِ الْعَطَاءِ مِنْ فَيْضِ وَهْبٍ *** أَيُّهَا النَّاسُ جَاءَكُمْ إِبْرَاهِيمُ (1 ق 12)
أَزْدَرِيهِ: أحَقَّره من الإِزراء: التَّهاوُن بالشيء و تَصغيره, و أصل الفعل: زري, أي: استصغر ذلك الشأن الذي كان منهم, لما خفي عنهم من مكانة صاحب الوراثة المحمدية الكاملة و الفرد في حضرة الأحديّة و المختص بعطاء شراب الوصل و تدريس علوم المراتب للأولياء دون غيره, قال رضي الله عنه:
فَذَاتِيَ شَمْسٌ لَوْ تَجَلَّتْ لأَحْرَقَتْ *** وَلكِنْ بِفَضْلِ اللَّهِ أضْحَتْ مُضِيئَتِي (24 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
وَمَقَامُ عَبْدٍ قَدْ جَهِلْـ *** ـتُمْ يَرْتَجِيهِ الْغَرْقَدُ (5 ق 44)
تعليقات: 0
إرسال تعليق