شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا )التّاريخ : الاثنين 8 جمادى الأخرى 1406 هـ = 17 فبراير 1986 معَدَد الأبيات : 20 لـ سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني , شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية , موسوعة رشفات من دقائق ديوان شراب الوصل ومعانى الكلمات للشيخ عبد الحميد بابكر , يمكنك عرض فهرس شرح كامل الديوان بالضغط هنا , كما يمكنك أخى الكريم التعليق على الشرح فى التعليقات اسفل المقال أو الاشتراك فى المنتدى العام أو المنتدى الخاص بأبناء الطريقة البرهانية , او زيارة صفحة الجروب العام للطريقة البرهانية على الفيسبوك
موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا )التّاريخ : الاثنين 8 جمادى الأخرى 1406 هـ = 17 فبراير 1986 معَدَد الأبيات : 20
1- الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا *** جَاءَتْ بِهِ الأَنْفَالُ خَتْماً نَبْتَدِي
2- بَلِّغْ فَقَوْلِي يَا مُرِيدِي رَحْمَةٌ *** تُنْجِي وَلِلأَوَّابِ مِلْءُ الْمِزْوَدِ
3- بَلِّغْ وَلاَ تَحْسِبْ مَلاَمَةَ غَيْرِنَا *** فَالْحَقُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُوصَدِ
4- أَفْصِحْ وَلاَ يَأْكُلْ حَيَاؤُكَ قَوْلَنَا *** وَاعْلَمْ بِأَنِّي لَسْتُ مِمَّنْ يَعْتَدِي
5- إِنَّ الْحَيَاءَ مَخَافَةٌ مِنْ قَادِرٍ *** وَتَأَدُّبٌ فِي غَيْرِ بَخْسٍ فَاسْرُدِ
6- دَعْنِي أُحَدِّثُ وَافْهَمُوا وَتَفَقَّهُوا *** بِتَعَقُّلٍ وَتَصَبُّرٍ وَتَجَلُّدِ
7- الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى تَبُثُّ شِكَايَةً *** أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي هُوَ مُنْجِدِي
8- دَعْوَى ( الْوثِيقَةِ ) سُبَّةٌ مَرْفُوضَةٌ *** مَا كَانَ لِي فِي جَمْعِهَا بَعْضُ الْيَدِ
9- النَّارُ مَثْوَى كُلِّ فِعْلٍ بَاطِلٍ *** صَوْناً لِمَا أَمْلَيْتُهُ مِلْكَ الْيَدِ
10- إِنْ تَسْتَقِيمُوا فَالْمُقَامَةُ عِنْدَنَا *** وَإِذَا جَمَحْتُمْ يَالَسُوءِ الْمَوْرِدِ
11- إِنْ تَقْبَلُوا مَا جِئْتُهُ بِقُلُوبِكُمْ *** تَلْقَوْنَ يَوْمَ الْجَمْعِ زَادَ الْمُسْعَدِ
12- إِنْ تَعْمَلُوا سُوءاً يُمَاطُ بِرَحْمَتِي *** إِنْ تَنْسِبُوهُ إِلَيَّ يَكْبُرْ فِي يَدِي
13- وَالأَعْجَمِيَّةُ لاَ يُقَالُ بِقَوْلِهَا *** وَالْحَقُّ عِنْدِي نِعْمَةٌ مِنْ سَيِّدِي
14- مَا غَيْرُ مَا أَحْبُوهُ نَظْماً جِئْتُهُ *** أَنْعِمْ بِهَذَا مِنْ صَحِيحٍ مُسْنَدِ
15- لَكِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَقّاً وَارِثٌ *** أَوَ لَيْسَ هَذَا سَيِّدٌ مِنْ أَسْوَدِ
16- أَمَّا جَمَالُ الدِّينِ فَهُوَ بِرَحْمَتِي *** سَبَقَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ غَيْرُ مُفَنِّدِ
17- لَسْنَا سِوَى أَهْلِ الْحَقَائِقِ يَا فَتَى *** وَالدِّينُ عِنْدَ اللَّهِ حُسْنُ الْمَقْصِدِ
18- الَحَقُّ يَأْتِي مِنْ لَدُنْ أَهْلِ الْعُلاَ *** وَالإِفْكُ يَأْتِي مِنْ خَمُولٍ مُقْعَدِ
19- فَلِكُلِّ قَوْمٍ فِي الْمَوَارِدِ مَشْرَبٌ *** وَلِكُلِّ قَوْمٍ قُدْوَةٌ مَنْ يَقْتَدِي ؟
20- وَالزَّيْغُ يَهْدِي لِلْفُجُورِ وَلِلْهَوَى *** وَاللَّهُ يَأْبَى أَنْ يَسُودَ الْمُعْتَدِي
[ads1]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 1: الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا *** جَاءَتْ بِهِ الأَنْفَالُ خَتْماً نَبْتَدِي
المعني:
الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ: الْفَتْحُ: بيان الحقّ و غلبته علي الباطل, بِاسْمِ اللَّهِ: افتتاح القصيدة بالآية (19) من سورة الأنفال و هو عدد حروف البسملة (بِاسْمِ اللَّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ)
إِنْ تَسْتَفْتِحُوا: إِنْ: شرطية, تَسْتَفْتِحُوا: تطلبون الفتح, و هذا هو الفتح القريب, غير الفتح المبين الذي يعادل "فتح مكة", الآية: (إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) 19 الأنفال, قال رضي الله عنه:
قَدْ وَعَدْنَا فَارْتَقِبْ فَتْحاً قَرِيباً *** بَعْدَهُ فَتْحاً نَرَى نُوراً مُبِينَا (1 ق 62)
جَاءَتْ بِهِ الأَنْفَالُ خَتْماً: ختمت الآية (19) من سورة الأَنْفَالُ الآيات المتعلقة بأحداث غزوة بدر الكبري
نَبْتَدِي: أي: نَبْتَدِي القصيدة, حين ختمت في سورة الأَنْفَالُ بالآية (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) آيات وصف أحداث الغزوة, ابتدأ الشيخ هنا بها أبيات القصيدة في وصف أحداث المواجهة مع أهل الدعوي, و هو كما وعد في القصيدة السابقة, قول بيّن و واضح, قال عنه سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَحَتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ هَذَا *** يَكُونُ الْقَوْلُ عَرَبِياً مُبِينَا (7 ق 75)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 2: بَلِّغْ فَقَوْلِي يَا مُرِيدِي رَحْمَةٌ *** تُنْجِي وَلِلأْوَّابِ مِلْءُ الْمِزْوَدِ
المعني:
بَلِّغْ: قُم بإبلاغ (إيصال) الرسالة للناس, الآية: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) 76 المائدة, أي: أمر للرّاوي – ثم من تلقّي بعد ذلك – بتبليغ قصائد شراب الوصل لأهل الطريقة كما أراد الشيخ
فَقَوْلِي رَحْمَةٌ: (تقديم كلمة رَحْمَةٌ حيث أخّرت للزوميات الوزن و القافية), فَقَوْلِي: الفاء تفسيرية, قَوْلِي: القول أصلاً البيت الواحد و يُطلق علي الكلام (ديوان شراب الوصل) و في ذلك وجه بلاغي, ما يُعرف بإطلاق الجزء و إرادة الكُلّ, رَحْمَةٌ: لأن فيها الهدي و الحماية, و هي رحمة النبي صلي الله عليه و سلم للمؤمنين, قال تعالي: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) 128 التوبة
يَا مُرِيدِي: اليا لنداء القريب و البعيد, مُرِيدِي: أي: الذي توفرت فيه شروط إرادة المُراد, قال رضي الله عنه:
وَلَسْتُ بِنَاءٍ عَنْ مُرِيدِيَ لَحْظَةً *** وَإِنَّ مُريدِي مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي (266 ق 1)
تُنْجِي: بيّنت سبيل النجاة و هو محبّة الخليفة العمّ المرشد, و لذا قال رضي الله عنه في (1-2 ق 12):
مِنْ كَمَالِ الْعَطَاءِ مِنْ فَيْضِ وَهْبٍ *** أَيُّهَا النَّاسُ جَاءَكُمْ إِبْرَاهِيمُ
فَاسْأَلُوهُ النَّجَاةَ مِنْ يَوْمِ حَشْرٍ *** يَوْمَ لا يَسْأَلُ الْحَمِيمَ حَمِيمُ
و قال رضي الله عنه:
إِنَّ الَّذِي يَلْقَى الْهَنَاءَ بِجِيَرتِي *** يَنْجُو وَيُنْجِي أَهْلَهُ بِنَجَاتِهِ (3 ق 9)
وَلِلأْوَّابِ مِلْءُ الْمِزْوَدِ: الواو للعطف, الأْوَّابِ: من آب إذا رجع و أناب, الاية: (اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) 17 ص, مِلْءُ الْمِزْوَدِ: الْمِزْوَدِ الإناء الذي يحمل فيه الطعام, و يعني به الرّوح
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 3: بَلِّغْ وَلاَ تَحْسِبْ مَلاَمَةَ غَيْرِنَا *** فَالْحَقُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُوصَدِ
المعني:
بَلِّغْ وَلاَ تَحْسِبْ مَلاَمَةَ غَيْرِنَا: (فعل أمر: أي: يا مريدي: الرّواى و المتلقّي بعد ذلك), بَلِّغْ: كررها علي ما ورد في البيت السابق للتأكيد, وَلاَ تَحْسِبْ: لا تقيم وزناً و لا تحسب لها حساباً, مَلاَمَةَ غَيْرِنَا: لومهم لك علي ما تبلّغ
فَالْحَقُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُوصَدِ: فَالْحَقُّ: الفاء سببية, الْحَقُّ: ضد الضلال, يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُوصَدِ: الفتح يتم بالحقّ, قال تعالي: (قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا, وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا, وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا, عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا, رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) 36 يونس
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 4: أَفْصِحْ وَلاَ يَأْكُلْ حَيَاؤُكَ قَوْلَنَا *** وَاعْلَمْ بِأَنِّي لَسْتُ مِمَّنْ يَعْتَدِي
المعني:
أَفْصِحْ: أبِن و أكشِف, (فعل أمر: أي: يا مريدي: الرّواى و المتلقّي بعد ذلك)
وَلاَ يَأْكُلْ حَيَاؤُكَ قَوْلَنَا: لا تكتُم قَوْلَنَا في داخلك بسبب حَيَائِكَ خشيتك من الناس, قال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) 174 البقرة
وَاعْلَمْ بِأَنِّي: وَاعْلَمْ: و أنت تفصح تكون علي علم, بِأَنِّي: أنّ للتأكيد مع ياء المتكلّم
لَسْتُ مِمَّنْ يَعْتَدِي: لَسْتُ: للنفي, مِمَّنْ: مِن لتبيين النوع, أي: لا أنتمي للنوع الذي, يَعْتَدِي: يَعْتَدِي إعتداءً مشتقٌّة من العُدْوَان: الظلم الصُّراح, لا أظلِم, قال رضي الله عنه:
فَلاَ وَاللَّهِ مَا فِي الْحُكْمِ جَوْرٌ *** وَلاَ غَبْنٌ وَلَسْتُمْ تُظْلَمُونَ (14 ق 79)
[ads2]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 5: إِنَّ الْحَيَاءَ مَخَافَةٌ مِنْ قَادِرٍ *** وَتَأَدُّبٌ فِي غَيْرِ نَجْسٍ فَاسْرُدِ
المعني:
إِنَّ الْحَيَاءَ مَخَافَةٌ مِنْ قَادِرٍ: جملة تقريرية, إِنَّ: للتأكيد, الْحَيَاءَ: الخشية, مَخَافَةٌ مِنْ قَادِرٍ: تخاف ممن لديه القدرة علي أخذك بما تقول أو تفعل (و لكن الذين تخافهم ليس لديهم القدرة)
وَتَأَدُّبٌ فِي غَيْرِ نَجْسٍ: غَيْرِ نَجْسٍ: غالي, و عالي الثمن, تتأدب إذا كان ما لديك رخيص, و لكن ما لديك من قولي غالي و لا يعني كتمانه أن ذلك من الأدب
فَاسْرُدِ: الفاء سببية, أي: بسبب أن الحياء و الأدب ليس له مكان في الافصاح بقولنا, اسْرُدِ: من السَّرْدُ في اللغة: تَقْدِمَةُ شيء إِلى شيء تأْتي به متَّسقاً بعضُه في أَثر بعض متتابعاً. سَرَد الحديث ونحوه يَسْرُدُه سَرْداً إِذا تابعه, قل كلامنا بالترتيب و بدون حذف متسقا ليعلموا, و سيأتي القول فيما يلي من الأبيات, بدأها رضي الله عنه بالبيت التالي:
دَعْنِي أُحَدِّثُ وَافْهَمَوا وَتَفَقَّهوُا *** بِتَعَقُّلٍ وَتَصَبُّرٍ وَتَجَلدِ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 6: دَعْنِي أُحَدِّثُ وَافْهَمَوا وَتَفَقَّهوُا *** بِتَعَقُّلٍ وَتَصَبُّرٍ وَتَجَلدِ
المعني:
دَعْنِي أُحَدِّثُ: (يا مريدي), خلّنى أحدّث, أسرد حديثي و أصغ لي, عبارة لشدّ الانتباه لدي المستمع, لأهمية الحديث, و الحديث مجموع أقوال: أي: الأبيات التالية هي الحديث الذي سيقوله رضي الله عنه, و هو حديث له الأهميّة القصوى
وَافْهَمَوا: (للجميع), عُوا ما أقول, ماذا أعني
وَتَفَقَّهوُا: تعلّموا تفصيل و دقائق ما أقول
بِتَعَقُّلٍ: الباء حرف جر لاصق كقولك أمسكتُ بالحبل, تَعَقُّلٍ: التّعَقُل هو التّفكّر و التّدبَّر, (حيث لابد من الفهم و البيان)
وَتَصَبُّرٍ: حمل نفسك علي الصبر, الصبر بالتصَبُّر, كما الحِلم بالتحَلُّم, (لتحمّل ما يترتب علي القول
وَتَجَلدِ: الجَلَدُ الصلابة, تقبّل القول بصلابة و ثبات, (حتى لا تتزحزحوا عن الحقّ)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 7: الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى تَبُثُّ شِكَايَةً *** أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي هُوَ مُنْجِدِي
المعني:
الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى: العروة: اليد أو المقبض الذي يُمسك به, و الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, و ذكرت في القرآن الكريم في آيتين, الآية: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) 256 البقرة, و الآية: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) 22 لقمان, الشيخ (الطريقة) عروة, قال رضي الله عنه:
وَإِنَّ طَرِيقِي فِي هُدَى اللَّهِ عُرْوَةٌ *** وَمَا بَدَأَتْ يَوْماً بِفَضِّ التَّعَاقُدِ (23 ق 14)
و الوصل بالله يكون من الشيخ لسيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, فهو الْعُرْوَةَ الْوُثْقَى, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنَّ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَى لِعَبْدٍ *** سَلِيمِ الْوَجْهِ لاَ عَبْدٍ عَصِيّ (31 ق 30)
تَبُثُّ شِكَايَةً: أي: أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم يشكوا إلي الله شِكَايَةً, و البثّ الجأر بما يجيش في الصدر من ألم و حزن, قال تعالي: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) 86 يوسف
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ: يستغفر لما وصل من الحزن لسيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم مما وقع من أهل الدعوي المعاندين, الآية: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ, وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) 64 النساء
الَّذِي هُوَ مُنْجِدِي: المُنجد أي: المُعين, استعانة بالاسم الله
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 8: دَعْوَى ( الْوثِيقَةُ ) سُبَّةٌ مَرْفُوضَةٌ *** مَا كَانَ لِي فِي جَمْعِهَا بَعْضُ الْيَدِ
المعني:
دَعْوَى ( الْوثِيقَةُ ): دَعْوَى: ما أدعيّ أي أعلن كذباً بنسبته لجهة, كادعاء نسبة الولد لغير أبيه, قال تعالي: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ) 5 الأحزاب, و (الْوثِيقَةُ): مخطوطة من قصائد كُتبت (بغَرَض) و أدعي نسبتها, زوراً و إفكاً, للشيخ بأنه أملاها علي شخص, مضاهاة لما يُمليه الشيخ من شراب الوصل, قال رضي الله عنه:
تَبّاً لأَفَّاكٍ أَثِيمٍ عِنْدَمَا *** يَبْغِي مُضَاهَاتِي بِمُؤْتَفِكَاتِ (22 ق 26)
سُبَّةٌ: من سبَّ شَتَمَ, ورجل سُبَّة أَي يَسُبُّه الناسُ, دَعْوَى ( الْوثِيقَةُ ) مسبوبةٌ في نفسها
مَرْفُوضَةٌ: الرَّفْضُ الترك، مَرْفُوضَةٌ و (مهملة)
مَا كَانَ لِي فِي جَمْعِهَا: مَا كَانَ لِي: لي: اللام للتخصيص مع يا النسبة للمتكلم, أي: ما كان يخُصّني, فِي جَمْعِهَا: أي: في جمع كلماتها لتبرز ككلامٍ يُقرأ
بَعْضُ الْيَدِ: اليد: العطاء و المناولة, بَعْضُ الْيَدِ: أي جزء من جهد المناولة, أتبرأ منها تماماً
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 9: النَّارُ مَثْوَى كُلِّ فِعْلٍ بَاطِلٍ *** صَوْناً لِمَا أَمْلَيْتُهُ مِلْكَ الْيَدِ
المعني:
النَّارُ مَثْوَى: النَّارُ: تحرق و تبيد الشئ, مَثْوَى: من أثْوَى بالمكان: أطالَ الإِقامَةَ به، أو نَزَلَ, قال تعالي: (فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ) 24 فصّلت, أي: أن الوثيقة مصيرها أن تُفني فناءً تاماً للأبد
كُلِّ فِعْلٍ بَاطِلٍ: كُلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, فِعْلٍ بَاطِلٍ: البَاطِلٍ ضدّ الحقّ, كُلّ ما في الوثيقة باطل فلا يبقي منه شئ, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
إِحْرَاقُهَا دِينٌ يَدِينُ بِهِ الَّذِي *** مِنْ فَضْلِنَا يُسْقَى رَحِيقاً يُخْتَمُ (13 ق 77)
صَوْناً لِمَا أَمْلَيْتُهُ: صَوْناً: حفظاً, لِمَا: للذي, أَمْلَيْتُهُ: الفعل (أَمْلَىَ) مع يا المتكلم (سيدي فخر الدين) و الضمير المتصل (هُ) عائد علي قصائد شراب الوصل, و أَمْلَىَ: إذا قرأ علي الكاتب فكتب, أَمْلَىَ فهو يُمْلِىَ و يُمْلَىَ عليه إمْلَاءً
مِلْكَ الْيَدِ: مِلْكَ صفة لموصوف منصوب مشار إليه بالضمير (ه), و المعني ديوان شراب الوصل, مِلْكَ الْيَدِ: نمسكه بأيدينا, فلا يقبل الجدال, و يتضح أن الشيخ يتكلم هنا (عربيّاً مُبِيناً) و اضحاً, يُسمّي كلّ شئ باسمه
[ads3]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 10: إِنْ تَسْتَقِيمُوا فَالْمُقَامَةُ عِنْدَنَا *** وَإِذَا جَمَحْتُمْ يَا لَسُوءِ الْمَوْرِدِ
المعني:
إِنْ تَسْتَقِيمُوا: (خطاب للمعاندين أهل الدعوي), إِنْ: شرطية بمعني إذا, تَسْتَقِيمُوا: تستقرّوا علي الهُدي و الرَشَد
فَالْمُقَامَةُ عِنْدَنَا: الفاء رابطة لجواب الشرط, الْمُقَامَةُ: الاستقامة و الاستقرار, عِنْدَنَا:
وَإِذَا جَمَحْتُمْ: وَإِذَا: واو العطف و إذا الشرطية, جَمَحْتُمْ: من جَمَحَ إِذا أَسرع مُبتَعِداً ولم يَرُدَّ وجهَه شيءٌ, , قال رضي الله عنه:
إِذَا جَنَحْتُمْ لَهَا فَاللَّهُ حَافِظُكُمْ *** وإِنْ جَمَحْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَافِينِي (2 ق 37)
يَا لَسُوءِ الْمَوْرِدِ: يَا لَ: للتعجّب و الاندهاش, سُوءِ الْمَوْرِدِ: المورد مكان الورود للشراب, و تولّيهم إلي الغير سوء الشراب, في الآية: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) 98 هود
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 11: إِنْ تقْبَلُوا مَا جِئْتُهُ بِقُلُوبِكُمْ *** تَلْقَوْنَ يَوْمَ الْجَمْعِ زَادَ الْمُسْعَدِ
المعني:
إِنْ تقْبَلُوا : (الخطاب لأهل الدعوي), إن ترضوا
مَا جِئْتُهُ: الحُكم الذي أتيتُ به
بِقُلُوبِكُمْ: قبول داخلي و ليس تظاهراً به, بصدق
تَلْقَوْنَ يَوْمَ الْجَمْعِ: تَلْقَوْنَ: تجدون, يَوْمَ الْجَمْعِ: يوم الجمع في اليوم الآخر, قال في (11-12 ق 57):
وَيَوْمُ الْجَمْعِ مِيقَاتُ التَّنَاجِي *** وَلَسْنَا لِلشَّهَادَةِ كَاتِمِينَا
تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَلَيْهَا *** لِوَاءُ الْحَمْدِ مَوْرِدُنَا يَقِينَا
زَادَ الْمُسْعَدِ: المسعود, من أعطي السعادة, زَادَ الْمُسْعَدِ: جزاء أهل مرتبة الإحسان, الآية: (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ, وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) 148 آل عمران
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 12: إِنْ تَعْملُوا سُوءاً يُمَاطُ بِرَحْمَتِي *** إِنْ تنْسِبُوه إِليَّ يَكْبُرْ فِي يَدِي
المعني:
إِنْ تَعْملُوا سُوءاً: عمل وراءه النفس الأمّارة بالسوء, قال رضي الله عنه:
أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ بِئْسَ شَرَابُهَا *** فَهْوَ الزُّعَافُ وَقِمَّةُ الْبَلْوَاءِ (11 ق 6)
يُمَاطُ بِرَحْمَتِي: يُمَاطُ: يُزاح, (إماطة الأذى عن الطريق), بِرَحْمَتِي: الباء للوسيلة أو الواسطة’ أي: بواسطة رَحْمَتِي: "إنّي لأتألمُ لأحدكمُ الشَّوكةَ يُشَاكُها", قال رضي الله عنه:
فِي قَتْلِهَا نِعْمَ الثَّوَابُ لِقَاتِلٍ *** عَنْكُمْ أَمَاطَ مَصَادِرَ الإِيذَاءِ (12 ق 6)
إِنْ تنْسِبُوه إِليَّ: أن ذلك العمل السوء (الوثيقة) من نظم الشيخ
يَكْبُرْ فِي يَدِي: يعظم الذنب فيكون ردّي أكبر مما رميتموني به, (ردّ مضاعف), تضاعف السيئات لمرتكبها بمكة المكرّمة و يحاسب حتى علي النيّة بالسوء, قال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) 25 الحج
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 13: وَالأَعْجَميَّةُ لاَ يُقَالُ بِقَوْلِهَا *** وَالْحَقُّ عِنْدِي نِعْمَةٌ مِنْ سَيّدِي
المعني:
وَالأَعْجَميَّةُ: الواو استئنافية, الأَعْجَميَّةُ: امرأة من أصل غير عربي
لاَ يُقَالُ بِقَوْلِهَا: لاَ يُقَالُ: لا يُعتمد, قَوْلهَا: الإدّعاء بأنّ الشيخ أملاها قصائد من البرزخ, كما فعل في شراب الوصل, قال رضي الله عنه في (19-24 ق 77):
أَمَّا كَلاَمُ الأَعْجَمِيَّةِ إِنَّهُ *** تَلْقِينُ غَيْرِي وَالْحَقَائِقُ أَدْوَمُ
إِفْكاً تَقُولُ الأَعْجَمِيَّةُ أَنَّهَا *** تُغطَى رِسَالاتٍ فَصَمُّوا أَوْ عَمُوا
وَجَدُوا طُمَأْنِينَاتِهِمْ فِي قَوْلِهَا *** وَلِنَهْجِ غَيْرِي قَدْ هُدُوَا وتَرسَّمُوا
عَلَناً يُقَالُ بِأَنَّنِي أَمْلَيْتُهَا ؟ *** وَبِلاَ حَيَاءٍ جَمْعُهُمَْ يتَكَلَّمُ ؟
زُوراً يَقُولُ الْبَعْضُ عَنِّي عِنْدَمَا *** يَبْغِي ثَنَاءاً وَالسَّرَائِرَ أَعْلَمُ
ظُلْماً جَنَى قَوْمٌ عَلَى قَوْمٍ بِمَا *** نَسَبُوا إِلَيْنَا زُورَهُمْ وَتَرَنَّمُوا
وَالْحَقُّ عِنْدِي: هو شراب الوصل, لدّي, القول الحقّ و ما عداه مما نُسب لي من أهل الزّور باطل, قال رضي الله عنه:
أَقُولُ الْحَقَّ إِنَّ الْحَقَّ قَوْلِي *** وَغَيْرُ الْحَقِّ يَنْقُصُ أَوْ يَزِيدُ (6 ق 42)
نِعْمَةٌ مِنْ سَيّدِي: نعمة أنعم بها سيدي رسول الله صلي الله عليه و سلم
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 14: مَا غَيْرُ مَا أَحْبُوهُ نَظْماً جِئْتُهُ *** أَنْعِمْ بِهَذَا مِنْ صَحِيحٍ مُسْنَدِ
المعني:
مَا غَيْرُ مَا أَحْبُوهُ نَظْماً: مَا أَحْبُوهُ: الذي أكثر عطاءه, شراب الوصل, مَا غَيْرُه, ليس غيره نَظْم
جِئْتُهُ: أتيت به, مما قاله في القصيدة (43) عبارة "كل من جاء بقول غير نظمى فهو رد" و هي عبارة مكونة من حروف أوائل الأبيات في القصيدة
أَنْعِمْ بِهَذَا: أَنْعِمْ: عبارة للمدح, بِهَذَا: ب"شراب الوصل"
مِنْ صَحِيحٍ مُسْنَدِ: مِنْ: حرف لتبيين النوع, صَحِيحٍ مُسْنَدِ: رُوي عن حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, عطاءً من حضرة غيب الأحديّة, قال رضي الله عنه في (128-130 ق 1):
رَأيْتُ عَيَاناً مَا رَويْتُ لِعَاشِقٍ *** تَرَوَّى فَهَامَتْ رُوحُهُ بِالرَّوِيَّةِ
أَحَادُ أَحَادِيثِ الصَّحَابَةِ عُمْدَةٌ *** فّأَعْيُنُهُمْ للِسَّمْعِ نِعْمَ الْعَضِيدَةِ
كَذَلِكَ مَا أَرْوِيهِ حَقاًّ مَقَامُهُ *** تَقَلَّدَ فِي التَرْتِيبِ أَعْظَمَ رُتْبَةِ
[ads4]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 15: لَكِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَقاً وَارِثٌ *** أَوَ لَيْسَ هَذَا سَيّدٌ مِنْ أَسْوَدِ ؟
المعني:
لَكِنَّ: للاستدراك و التأكيد
إِبْرَاهِيمَ: الخليفة الوارث, الإمام الشيخ إبراهيم و من تلاه من الخُلفاء
حَقاً وَارِثٌ: حَقاً: لا زعماً باطلاً, وَارِثٌ: ورِث عن سيدي فخر الدين الوراثة الكاملة, فهو وارث محمّدي كامل, قال رضي الله عنه:
فَهُوَ الْحَبِيبُ وَلاَ يَخِيِبُ رَجَاؤُهُ *** أَوْرَثْتُهُ سِرّاً عَلَيْهِ لِثَامِي (2 ق 15)
أَوَ لَيْسَ هَذَا: أَوَ لَيْسَ: استفهام و نفي يفيد الإثبات الحصرى, في القرآن أمثلة كثيرة: (أَوَ لَيْسَ الله بقادرٍ علي أن يحي الموتي), (), هَذَا: إشارة للقريب, و هو الخليفة الوارث
سَيّدٌ مِنْ أَسْوَدِ: من سَيّدٌ: رئيس و زعيم و شريف, وتقول: سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي أَجلُّ منه, مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, أي: متفرع من, أَسْوَدِ: الأكثر سيادةً, رئيس زمان سيدي إبراهيم الدسوقي قاطبةً, سيدي الإمام فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
كَمْ دَوْلةٌ زَالَتْ وَلَكِنَّا بِهِ *** سُدْنَا وَسَادَتْ دَوْلةٌ وَعِبَادُ (3 ق 46)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 16: أَمَّا جَمَالُ الدِّينِ فَهُوَ بِرَحْمَتِي *** سَبَقَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ غَيْرُ مُفَنَّدِ
المعني:
أَمَّا: حرف شرط تلزم الفاء جوابها, كقوله تعالى (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) 26 البقرة
جَمَالُ الدِّينِ: المسئول الذي في موقع المسئولية – الذي أعطي النيابة عن الشيخ في منطقة أو بلد, يقوم بأعباء شئون الطريقة فيها, لمّا كانت الطريقة (أو إن شئت قلت سيدي فخر الدين) صاحبة الإضافة لسيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه, شبهها سيدي فخر الدين بسيدنا يوسف عليه السلام, لجمالها, قال رضي الله عنه:
وَمَا يُوسُفِيٌ غَيْرُهَا لِجَمَالِهَا *** وَمَا هِيَ فِي التَّحْقِيقِ إِلاَّ طَرِيقَتِي (186 ق 1)
فَهُوَ بِرَحْمَتِي: الفاء لربط جواب أمّا, فَهُوَ: راجعة للاسم (جَمَالُ الدِّينِ), بِرَحْمَتِي: الباء ظرفية بمعني (في) رَحْمَتِي:
سَبَقَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ: سبق في قصائد سابقة, مثل قوله رضي الله عنه:
وَعَلَى جَمَالِ الدِّينِ مِنِّي رَحْمَةٌ *** يُقْرِي بِهَا الأَضْيَافَ مِنْ إِكْرَامِي (6 ق 15)
غَيْرُ مُفَنَّدِ: لا خطأ في هذا, غَيْرُ: للنفي, مُفَنَّدِ: الفَنَدُ الخطأُ في الرأْي والقول,وأَفْنَدَه خطَّأَ رَأْيَه, قال تعالي في قصة سيدنا يعقوب و أبنائه: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ) 94 يوسف, أي: لولا أن تخطئوني
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 17: لَسْنَا سِوَى أَهْلِ الْحَقَائِقِ يَا فَتَى *** وَالدّينُ عِنْدَ اللَّهِ حُسْنُ الْمَقْصِدِ
المعني:
لَسْنَا: من ليس للنفي, مع نا المتكلم الجمع, أي: جمع سيدي فخر الدين و ورثته رضي الله عنهم
سِوَى أَهْلِ الْحَقَائِقِ: سِوَى: إستثناء مع النفي يفيد الحصر, أَهْلِ الْحَقَائِقِ: أهل البيت هم ساكنوه و المقيمون فيه, أي: مقيمين في الحقائق الإلهيّة
يَا فَتَى: يا نداء للقريب و البعيد, فَتَى: الفتوّة كناية عن الشدة و العزم, أي: يا ابن الطريقة صاحب العقيدة و الهمّة و العزيمة, قال رضي الله عنه:
وَلاَ فَتىً غَيْرَ مَنْ يَسْعَى بِذِمَّتِنَا *** وَلَيْسِ مَنْ قَالَ حَطَّ الذِّكْرُ أوْزَارِي (13 ق 33)
وَالدّينُ عِنْدَ اللَّهِ: الواو للتأكيد, الدّينُ عِنْدَ اللَّهِ:
حُسْنُ الْمَقْصِدِ: الْمَقْصِدِ: النيّة, حُسْنُ النيّة, في الحديث عن سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه", و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
أَوْلَى مِنَ الظَّعْنِ الطَّوِيلِ مَثُوبَةُ *** هِيَ نِيَّةُ الأَوَّابِ وَاسْتِعْدَادُ (11 ق 46)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 18: الَحَقُّ يَأْتِي مِنْ لَدُنْ أَهْلِ الْعُلاَ *** وَالإِفْكُ يَأْتِي مِنْ خَمُولٍ مُقْعَدِ
المعني:
الَحَقُّ: ضدّ الباطل
يَأْتِي مِنْ لَدُنْ أَهْلِ الْعُلاَ: يَأْتِي مِنْ لَدُنْ: يَأْتِي مِنْ عِند, و لَدُنْ تستعمل مع كل ما له علاقة بالعلو و السمو, أَهْلِ الْعُلاَ: أَهْل المكان هم الذين أقاموا فيه, الْعُلاَ: المترقيّة أرواحهم و صفت من علائق النفس, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَكُلُّنَا وَارِثٌ مِنْ جَدِّهِ سِمَةٌ *** وَنَحْنُ أَهْلُ الْعُلاَ تَمَّتْ وِرَاثَتُنَا (60 ق 35)
و قال رضي الله عنه:
وَاعْلَمْ بُنَيَّ بِأَنَّ قَوْلِيَ صَادِقٌ *** فَأَنَا وَآلِي بِالْحَقَائِقِ نَاطِقِينْ (17 ق 7)
وَالإِفْكُ: الباطل و الكذب
يَأْتِي مِنْ خَمُولٍ مُقْعَدِ: يَأْتِي مِنْ: مِنْ حرف لابتداء غاية مكانية, خَمُولٍ: صيغة المبالغة من الخامل و الخامِل: الخَفِيُّ الساقط الذي لا نَباهة له, مُقْعَدِ: هو من أُقْعِدَ فلا يَقْدِرْ على النهوض، يأتي منه الإفك لركونه لطينة النفس, قال تعالي: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) 81 التوبة
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 19: فَلِكُلَ قَوْمٍ فِي الْمَوَارِدِ مَشْرَبٌ *** وَلِكُلَ قَوْمٍ قُدْوَةٌ مَنْ يَقْتَدِي ؟
المعني:
فَلِكُلَ قَوْمٍ: فَلِكُلَ: الفاء استئنافية, اللام للتخصيص, كُلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, قَوْمٍ: القَوْم هم من يجمعهم شأن واحد قلّوا أو كثروا
فِي الْمَوَارِدِ: فِي: من بين, الْمَوَارِدِ: جمع مَورِد و هو مكان ورود الماء للشرب, موطن تلّقي علوم الحقائق الإلهية
مَشْرَبٌ: مكان الشُرب, في الآية قال تعالي (في قوم سيدنا موسي عليه السلام): (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ) 160 الأعراف, و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
مِنْ مَشْرَبِي هَذَا سَقَيْتُ أَحِبَّتِي *** خَمْرَ الْمَعَانِي حُسْنُهَا فَضَّاحُ (19 ق 25)
وَلِكُلَ قَوْمٍ قُدْوَةٌ: القُدْوَةٌ: الأسوة و تعني لزوم سُنن السير, يُقال للحصان يتقدّي بصاحبه أي يلزم الطريق الذي يأتي منه, بدءاً من الأنبياء في قومهم و الأئمة في أمة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) 990 الأنعام
مَنْ يَقْتَدِي ؟: استفهام و دعوة للاقتداء, و قوم الطريقة (قوم سيدي فخر الدين), هو قدوتهم و ورثته أهل الحقائق, قال رضي الله عنه:
فَاتَّبِعْنِي يَا مُرِيدِي *** أُهْدِكَ الْعِلْمَ السَّوِيَّا (9 ق 17)
[ads5]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) – بيت رقم 20: وَالزَّيْغُ يَهْدِي لِلْفُجُورِ وَلِلْهَوَى *** وَاللَّهُ يَأْبيَ أَنْ يَسُودَ الْمُعْتَدِي
المعني:
وَالزَّيْغُ: الميل عن الحقّ
يَهْدِي لِلْفُجُورِ وَلِلْهَوَى: يَهْدِي: يقود إلي, لِلْفُجُورِ: الانبعاث في المعاصي, فَجَرَ الإِنسانُ يَفْجُرُ فُجوراً: انْبَعَثَ في المعاصي, وَلِلْهَوَى: الهوى من الوقوع في ما تميل إليه النفس من الخُلُق الردئ, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَدَيْدَنُ أَهْلِ الزَّيْغِ فِي كُلِّ مِلَّةٍ *** عُيُونُهُمُ غَانَتْ عَلَيْهَا الْقَرَائِحُ (15 ق 82)
وَاللَّهُ يَأْبيَ: يَأْبيَ: يرفُض و يمنع
أَنْ يَسُودَ الْمُعْتَدِي: أَنْ: حرف مصدر واستقبال, يَسُودَ: يصير سيّداً أي: يملك و يتزّعم القوم, الْمُعْتَدِي: الظالم البادئ بالعداوة و الظُلْم, مثال ما حدث لقريش عندما اعتدوا علي المسلمين و أرادوا قتالهم بظُلم, نصر الله المسلمين ببدر, و لذا ربط القصيدة بهذه الأحداث, حين بدأ القصيدة بقوله رضي الله عنه:
الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا *** جَاءَتْ بِهِ الأَنْفَالُ خَتْماً نَبْتَدِي
تعليقات: 0
إرسال تعليق