-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 31 مارس 2019

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) التّاريخ : الخميس 4 جمادى الأخرى 1406 هـ = 13 فبراير 1986 معَدَد الأبيات : 12 لـ سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني , شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية , موسوعة رشفات من دقائق ديوان شراب الوصل ومعانى الكلمات للشيخ عبد الحميد بابكر , يمكنك عرض فهرس شرح كامل الديوان بالضغط هنا , كما يمكنك أخى الكريم التعليق على الشرح فى التعليقات اسفل المقال أو الاشتراك فى المنتدى العام أو المنتدى الخاص بأبناء الطريقة البرهانية , او زيارة صفحة الجروب العام للطريقة البرهانية على الفيسبوك

موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) التّاريخ : الخميس 4 جمادى الأخرى 1406 هـ = 13 فبراير 1986 م عَدَد الأبيات : 12


1- يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي *** بِأَهْوَاءٍ مِنَ الْمُتَسَكِّعِينَ
2- وَمَنْ يُرْبِي الْقَطِيعَةَ بَيْنَ قَوْمِي *** أَكُولٌ مِنْ رِبَا الْمُتَنَطِّعِينَ
3- ذَرُوا مَا قَدْ تَبَقَّى مِنْ رِبَاكُمْ *** وَلاَ تَرْضَوْا بِمَاءٍ لَيْسَ فِينَا
4- فَلَمْ يَسْتَنْكِفِ الأَحْبَابُ نُصْحِي *** وَنُصْحِي يُؤْلِمُ الْمُسْتَنْكِفِينَ
5- بِكَهْفِ جَهَالَةٍ عَكَفُوا بِوَهْمٍ *** وَقَالُوا مِثْلَ خَوْضِ الْخَائِضِينَ
6- تَزَاوَرُ رَحْمَتِي عَنْهُمْ شِمَالاً *** وَتَقْرِضُ كَهْفَهُمْ حِيناً يَمِينَا
7- وَحَتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ هَذَا *** يَكُونُ الْقَوْلُ عَرَبِيّاً مُبِينَا
8- أَلَمْ يَبْلُغْكُمُ نَبَأُ الْخَوَالِي *** أَلَمْ يَبْلُغْكُمُ نَبَأً يَقِينَا
9- فَلاَ تَعْثَوْا فَسَاداً فِي طَرِيقٍ *** حَمَاهُ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
10- وَلاَ تُقْرُوا الضُّيُوفَ بَمَا زَعَمْتُمْ *** وَكُونُوا بِالرِّضَا مُسْتَغْفِرِينَ
11- فَمَا شَبِعَتْ بُطُونٌ مِنْ ضَرِيعٍ *** فَكُونُوا مِنْ لِقَائِي مُشْفِقِينَ
12- وَبَيْنَ الْحِينِ وَالْحِينِ ادِّعَاءٌ *** فَلاَ تُرْوَى سَرَائِرُ مُغْرِضِينَ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 1: يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي *** بِأَهْوَاءٍ مِنَ الْمُتَسَكِّعِينَ

المعني:
يُسَاقُ: من ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً, أي: و السَوق يتبعه الانقياد للسائق لما له من سلطة و مقدرة علي السَوق, الآية: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا) 71 الزمر و الآية: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) 73 الزمر
إِلَى الْهِجَا: هَجاه يَهْجُوه هِجاء: شتمه بالشِّعر، وهو خلاف المَدْح, يساقون إِلَى التنابذ بالشعر أو بالقصائد مما يأفكون من قصائد
أَبْنَاءُ عَهْدِي: أبناء الطريقة, الطريقة عهد (ميثاق بين الشيخ (و عليه التربية و الحماية) و المريد (وعليه السمع و الطّاعة)
بِأَهْوَاءٍ مِنَ الْمُتَسَكِّعِينَ: بِأَهْوَاءٍ: الباء للوسيلة و الواسطة, أي: بواسطة, أَهْوَاء: جمع هوي, هوي النفس المخالف لأمر الدين و الشرع, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به", مِنَ الْمُتَسَكِّعِينَ: وتَسَكَّعَ في أَمره: لم يهتد لوِجْهَتِه, و التسكّع التّمادي في الباطل, و في خبر أم معبد لما نزل عندها سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم ورفيقيه في الهجرة, سُمع صوت بمكة عاليا، ولا يدرون من صاحبه وهو يقول :
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم *** وقد سر من يسري إليهم ويفتدي
فردّ عليه سيدنا حسّان بن ثابت رضي الله عنه, قائلاً فيما قال:
وهل يستوي ضلالُ قوم تسكّعوا *** عُميً وهُداةٌ يهتدون بمُهتد

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 2: وَمَنْ يُرْبِي الْقَطِيعَةَ بَيْنَ قَوْمِي *** أَكُولٌ مِنْ رِبَا الْمُتَنَطّعِينَ

المعني:
وَمَنْ يُرْبِي الْقَطِيعَةَ: وَمَنْ: و الذي, يُرْبِي: يزيد, الْقَطِيعَةَ: الفُرقة, و البُعد عن الشيخ, قال تعالي: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) 276 البقرة
بَيْنَ قَوْمِي: بَيْنَ: وسط, قَوْمِي: أهل الطريقة, و القوم لغةً من يجمعهم شأن واحد, و من ذلك ننسب للأنبياء كقولنا قوم نوح, و في الحديث: "الشيخ في قومه كالنبيّ في أُمّته", و يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
ألا يَا لِقوْمِي قَد قَرأتُم مَذَاهِبَاً *** وَ لَم تُدْرَ يَا قَوْمِي رُمُوزُ مَذَاهِبْنَا
أَكُولٌ: من صيغة المبالغة من الفعل أكَلَ: آكل – أكّالٌ – أكُولٌ, يعني غارقٌ في الأكل للآخر, قال تعالي: (الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظه من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون) 275 البقرة
مِنْ رِبَا الْمُتَنَطّعِينَ: مِنْ: حرف لابتداء غاية مكانية, رِبَا: الرّبا: الزيادة المحرّمة عند الله تعالي, الْمُتَنَطّعِينَ: الذين يزيدون في الحُجّة بعلوّ الصوت, في الحديث قال صلي الله عليه السلام: "هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ", أي: المُتَعَمِّقُونَ المُغالُونَ في الكلامِ الذين يتَكلمون بأَقْصَى حُلُوقِهم تَكَبُّراً, مأْخوذ من النِّطَعِ وهو الغارُ الأَعْلى في الفَمِ، استعمل في كل تَعَمُّقٍ قوْلاً وفِعْلاً

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 3: ذَرُوا مَا قَدْ تَبَقيَّ مِنْ رِبَاكُمْ *** وَلاَ تَرْضَوْا بِمَاءٍ لَيْسَ فِينَا

المعني:
ذَرُوا مَا قَدْ تَبَقيَّ مِنْ رِبَاكُمْ: ذَرُوا: اتركوا (للذين أربو: زادوا في القطيعة), مَا: الذي, قَدْ: للتأكيد, تَبَقيَّ: الذي لا حاجة له و لا نفع فيه, مِنْ رِبَاكُمْ: مقارعة الحرام من زيادة السعي بالقطيعة بين الأخوان و الشيخ, قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) 278 البقرة
وَلاَ تَرْضَوْا: لا تقبلوا
بِمَاءٍ: بعلمٍ, الماء العلم
لَيْسَ فِينَا: علم ليس من العلم المنسوب للشيخ و ورثته (فِينَا: نسبة للجمع)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 4: فَلَمْ يَسْتَنْكِفِ الأَحْبَابُ نُصْحِي *** وَنُصْحِي يُؤْلِمُ الْمُسْتَنْكِفِينَ

المعني:
فَلَمْ يَسْتَنْكِفِ: فَلَمْ: الفاء سببية من نحو قوله تعالي: (فتلقّي آدم من ربّه كلماتٍ فتابً عليه), نتيجة تلقي النصح في ما سبق من القول, لم: للنفي, (تنفي صيغة المضارع فيصير الفعل لحادث ماضٍ), يَسْتَنْكِفِ: من نَكِف الرجلُ عن الأَمر و استَنْكَفَ: أَنِف وامتنع, و قال تعالي: (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ, وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا) 172 النساء
الأَحْبَابُ: الأحباب جمع حبيب, و هو من يحبّه الشيخ, يقول: "أيّها الأحباب", أبناء الطريقة
نُصْحِي: النُّصح هو الكلام الذي يقصد به الإصلاح, قال رضي الله عنه:
وَلاَ يَسْتَنْكِفُ الأَحْبَابُ نُصْحِي *** لِوَجْهِ اللَّهِ إِنِّي قَدْ نَصَحْتُ (1 ق 41)
وَنُصْحِي يُؤْلِمُ الْمُسْتَنْكِفِينَ: يتعبهم لأنهم لا يريدون الحقّ و يخالف هواهم, أي: الْمُسْتَنْكِفِينَ, ليسوا أحباب للشيخ
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 5: بِكَهْفِ جَهَالَةٍ عَكَفُوا بِوَهْمٍ *** وَقَالُوا مِثْلَ خَوْضِ الْخَائِضِينَ

المعني:
بِكَهْفِ جَهَالَةٍ عَكَفُوا: بِكَهْفِ: لجألوا بملجأ جَهَالَةٍ: بأرواح غطّاها الجهل, عَكَفُوا: أقاموا و لم يبرحوا, الآية: (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) 16 الكهف
بِوَهْمٍ: بخيال و ظنّ و ليس بتحقيق
وَقَالُوا مِثْلَ خَوْضِ الْخَائِضِينَ: وَقَالُوا: (أي: الْمُسْتَنْكِفِينَ), مِثْلَ خَوْضِ: الخوض هو الحديث في الأمر بجهل, الْخَائِضِينَ: خاضوا في حق الخليفة الوارث, مع نهي سيدي فخر الدين رضي الله عنهم في قوله:
تَعَلَّمُوا مِنْ كَلاَمِي مَا يُسَلمُكُمْ *** فَلاَ تَخُوضُوا بِجَهْلٍ فِي ذَوِي الْقُرْبَى (6 ق 70)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 6: تَزَاوَرُ رَحْمَتِي عَنْهُمْ شِمَالاً *** وَتَقْرِضُ كَهْفَهُمْ حِينَا يَمِينَا

المعني:
تَزَاوَرُ رَحْمَتِي عَنْهُمْ: تَزَاوَرُ عَنْهُمْ: تميل عنهم فلا تصيبهم, و ازورار الشمس بالنسبة لأهل الكهف رحمة بينما هنا تميل عنهم رحمة الشيخ لهم, أي: يخرجوا من الرحمة الصرفة, رَحْمَتِي: و هي رحمة حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: ( و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَأَرْضَعْتُ أبْنَائِي هَوَى آلِ أَحْمَدٍ *** فَأَوْرَثَهُمْ طَهَ الصَّفَاءَ وَرَحْمَتِي (25 ق 1)
شِمَالاً: مكان كاتب السيئات من الملائكة الذي ينفض عن مكانه بذكر القلب, قال تعالي: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) 17 الكهف
وَتَقْرِضُ كَهْفَهُمْ حِينَا يَمِينَا: في الآية: "وإذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذات الشمالِ"، أي تخلِّفهم شمالاً وتجاوزهم وتَقْطعهم وتتركهم عن شمالها, هي رحمة الشيخ تخلفهم يميناً, مكان كاتب الحسنات من الملائكة الذي ينفض عن مكانه بذكر الروح, أي: أحرمهم من مراقي الترقي و يعودوا لموطن الغفلة, أدني المراتب في الذكر, هؤلاء الذين يعنيهم هم "الْمُسْتَنْكِفِينَ" (البيت رقم 4) الذي تكبّروا عن سماع النصح, قال رضي الله عنه في حالة مشابهة, لمن تمشيخ و خاض فيما يجهل ثم مات "دون فِطَامِ" دون أن يأخذ ذكر القلب:
وَلإِنْ رَأَيْتُمْ فِتْنَةً فَلْتُطْفِئُوا *** فَالْغِرُّ كَهْلٌ مَاتَ دُونَ فِطَامِ (56 ق 15)
والفطام هو ذكر القلب من منح الشيخ للمريد, فطام من ذكر اللسان, يقول رضي الله عنه:
وَأَفْطُمُ مِنْكُمْ مَنْ أَتَمَّ رِضَاعَةً *** وَأُورِثُ سِرِّيَ لِلَّذِي فِيهِ صِبْغَتِي (13 ق 1)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 7: وَحَتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ هَذَا *** يَكُونُ الْقَوْلُ عَرَبِياً مُبِينَا

المعني:
وَحَتَّى: الواو للتأكيد, حَتَّى: للاستثناء, ما يأتي سيكون استثناء مقارنة بما سبق, قال رضي الله عنه في مثلها:
حَتَّى مَنِ اسْتَرْعَيْتُهُ وَجَعَلْتُهُ *** مُتَحَدّثاً عَنّي طَوَاهُ الْمَنْدَمُ (10 ق 77)
بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ هَذَا: بَعْدَ: ظرف زمان, يَوْمِ النَّاسِ هَذَا: فيما يلي بَعْدَ هذا اليوم الذي يعيشه الناس من أيّام الدنيا
يَكُونُ الْقَوْلُ عَرَبِياً مُبِينَا: قال تعالي: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) 195 الشعراء, أي: موضح لكلّ شئ, لغة واضحة لا لبس فيها و لا تلميح فيه, و كان ذلك في القصيدة التالية لهذه ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ), كشف عنهم بوضوح

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 8: أَلَمْ يَبْلُغْكُمُ نَبَأُ الْخَوَالِي *** أَلَمْ يَبْلُغْكُمُ نَبَأً يَقِينَا

المعني:
أَلَمْ: الهمزة للاستفهام مع لم: حرف جزم ونفي وقلب ، تجزم الفعل المضارع ، وتنفي وقوعه وتقلب معناه إلى الماضي, مثل قوله تعالي: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)
يَبْلُغْكُمُ نَبَأُ: يصل إليكم خبر, الْخَوَالِي: الْخَوَالِي: الفائتة أو التي خلت – القصائد التي سبقت هذه - و حذرت فيها من وقوع اللقاء: المواجهة و الحرب, إذا لم تنتهوا, و من ذلك قوله رضي الله عنه:
فَإِنِ انْتَهَيْتُمْ بَعْدَ ذَلِكَ نَنْتَهِي *** وَإِذَا رَجَعْتُمْ بَعْدَهَا فَلِقَاءُ (26 ق 47)
و منها القصيدة 31 - حَدِيثُ الْمُرْسَلاَتِ بِصِدْقِ وَعْدِي, قال رضي الله عنه:
وَهَذِي عِبْرَةٌ وَالْحِبُّ يَخْشَى *** وَمَنْ لَمْ يَنْتَهِ فَلَهُ الدَّمَارُ (11 ق 31)
أَلَمْ يَبْلُغْكُمُ نَبَأً يَقِينَا: أَلَمْ: يَبْلُغْكُمُ: ألم يصل إليكم, نَبَأً يَقِينَا: النبأ الخبر, الخبر اليقين, الذي يضع حداً للظن و التخمين, جاء في شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة عَشرة : النَّبَئِيَّة (عَمَّ السُّؤَالُ وَمَا النَّبَا), قال في بدايتها رضي الله عنه:
عَمَّ السُّؤَالُ وَمَا النَّبَا *** وَمَنِ الْعَظِيُم بِالاِجْتِبَا ؟ (1 ق 11)
وَمَنِ الْخِلاَفَةُ فِيِهمُ *** تَرْبُو عَلَى كُلِّ الرُّبَا ؟ (2 ق 11)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 9: فَلاَ تَعْثَوْا فَسَاداً فِي طَرِيق *** حَمَاهُ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

المعني:
فَلاَ: الفاء للتأكيد, لا: الناهية
تَعْثَوْا فَسَاداً: تَعْثَوْا من عَثِيَ يَعْثَى عُثُوّاً وهو أَشدُّ الفساد، قال تعالي: (وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) 47 الأعراف, أي: لا تكثروا الفساد, لا تخرّبوا, الطَرِيقة في مظهرها الظاهر في أهلها علي الأرض يشار إليها بالأرض, قال رضي الله عنهم في (36-38 ق 41):
عِبَادَ اللَّهِ إِنْ رُمْتُمْ عَطَائِي *** فَإِنَّ الْفَصْلَ فِيكُم مَا حَكَمْتُ
وَإِلاَّ فَالطَّرِيقَةُ فِي سَمَاءٍ *** لَهَا أَرْضٌ سِوَاكُمْ وَاسْتَتَرْتُ
فَلاَ تَعْثَوْا فَسَاداً فِي طَرِيقِي *** فَحَقّاً جِئْتُ لاَ دَخَلاً زَعَمْتُ
حَمَاهُ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ: إشارة إلي قوله تعالي: (بسم الله الرحمن الرحيم * الحمدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة الفاتحة بالبسملة: و هي ما فصّل في الأبيات 216 -228 التائية, و بعدها قال رضي الله عنه:
بِأَخْذِ عَزِيزٍ قَادِرٍ سَوْفَ أَحْمِهَا *** إِذَا هَمَّ أَشْقَاهُمْ لِيَعْقُرَ نَاقَتِي (233 ق 1)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 10: وَلاَ تُقْروُا الضُّيُوفَ بَمَا زَعَمْتُم *** وَكُونُوا بِالرّضَا مُسْتَغْفِرِينَ

المعني:
وَلاَ تُقْروُا الضُّيُوفَ: لاَ: الناهية, تُقْروُا الضُّيُوفَ: تكرموا الضُّيُوفَ, الأمر للمستنكفين الذين تأنفوا من سماع نصح الشيخ بالاذعان لأمر للخليفة الوارث
بَمَا زَعَمْتُم: بالذي زَعَمْتُم: أي: ادعيتم بالباطل, دعوي الوثيقة
وَكُونُوا بِالرّضَا مُسْتَغْفِرِينَ: الرّضا القبول, بقبول أمر الخليفة الوارث, يكون استغفار لكم عمّا اقترفتم من مخالفة الأمر, يسامحكم
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 11: فَمَا شَبِعَتْ بُطُونٌ مِنْ ضَرِيعٍ *** فَكُونُوا مِنْ لِقَائِي مُشْفِقِينَ

المعني:
فَمَا شَبِعَتْ بُطُونٌ مِنْ ضَرِيعٍ: فَمَا: الفاء استئنافية, شَبِعَتْ بُطُونٌ: إشارة للقلوب, مِنْ ضَرِيعٍ: العلم المفسد للقلب, الضّريع : نبت ذو شوك لاصق بالأرض يَبُسَ لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه, قال تعالي: (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ) 6-7 الغاشية
فَكُونُوا مِنْ لِقَائِي مُشْفِقِينَ: مِنْ لِقَائِي: من محاربتي, اللقاء يكون ساعة الحرب, قيل: "الحُربُ صَبرٌ و اللّقاء ثباتُ", قال تعالي في الحديث القدسي: "من آذي وليّاً فقد آذنتًهُ بالحًرب", فَكُونُوا مُشْفِقِينَ: أشْفَق منه بمعني جَزِع، أي: خافوا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي ) – بيت رقم 12: وَبَيْنَ الْحِينِ وَالْحِينِ إِدَّعَاءً *** فَلاَ تُرْوَى سَرَائِرُ مُغْرِضِينَ

المعني:
وَبَيْنَ الْحِينِ وَالْحِينِ: الحين الفترة من الزمن, بَيْنَ الْحِينِ وَالْحِينِ: أي يتكرر الحدث. قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَلَيْسَ لِي غَيْرُ مَنْظُومِي وَإِنْ زَعَمَتْ *** هَوَاجِسُ النَّاسِ بَيْنَ الْحِينِ وَالْحِينِ (13 ق 37)
إِدَّعَاءً: زعم باطل و كذب, كما حدث من أمر الإسلام بدءاً بأهل الرّدة و مسيلمة الكذّاب إلي ما تكرر بعد ذلك من أمر الخوارج و غيرهم, و هذا شأن الوراثة الكاملة لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم, و التي اختص بها سيدي فخر الدين, إذ قال رضي الله عنه:
وَرَثْنَا عَنْهُ حَتَّى مَا رَمَوْهُ *** لِذَلِكَ مَنْ كَفَاهُ فَقَدْ كَفَانَا (17 ق 89)
فَلاَ تُرْوَى سَرَائِرُ: فَلاَ: الفاء السببية, لا تُرْوَى: لا يزول عطشُها, سَرَائِرُ: باطن النفوس, تظل متعطّشة, للإدعاء و الكذب و الإفك
مُغْرِضِينَ: من الغَرْضُ (بسكون الرّاء): و هو النقصانُ عن المِلْءِ، يشرب و يظل عطشانا
مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم