-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 31 مارس 2019

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) التّاريخ : الثلاثاء 2 جمادى الأخرى 1406 هـ = 11 فبراير 1986 معَدَد الأبيات : 17 لـ سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني , شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية , موسوعة رشفات من دقائق ديوان شراب الوصل ومعانى الكلمات للشيخ عبد الحميد بابكر , يمكنك عرض فهرس شرح كامل الديوان بالضغط هنا , كما يمكنك أخى الكريم التعليق على الشرح فى التعليقات اسفل المقال أو الاشتراك فى المنتدى العام أو المنتدى الخاص بأبناء الطريقة البرهانية , او زيارة صفحة الجروب العام للطريقة البرهانية على الفيسبوك

موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )التّاريخ : الثلاثاء 2 جمادى الأخرى 1406 هـ = 11 فبراير 1986 م عَدَد الأبيات : 17


1- وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً *** جَمِيعاً آمِنِينَ وَفِي جَنَابِي
2- وَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ قَوْلِي *** بَرِيءٌ لاَ يُبَشِّرُ بِالْخَرَابِ
3- فَلَمَّا كَانَ قَوْلِي إِنَّ قَوْلِي *** بِطَيِّ الْمَانِعَاتِ وَذَا صَوَابِي
4- ظَنَنْتُمْ أَنَّ ذَاكَ الْقَوْلَ يَعْنِي *** خِتَامَ الْقَوْلِ فِي آيِ الْكِتَابِ
5- فَلاَ حَجْرٌ عَلَى أَبْنَاءِ عَهْدِي *** وَلاَ لَوْمٌ لِبَاغِي الاِكْتِسَابِ
6- وَقُلْتُ تَدَارَسُوا فَالْخَيْرُ جَمٌّ *** وَبَيْتُ اللَّهِ ذَا رَحْبُ الرِّحَابِ
7- فَلَمْ تَتَدَارَسُوا لَكِنْ جَعَلْتُمْ *** مِنَ الْمَنْظُومِ بَعْضاً كَالسَّبَابِ
8- فَأَيْنَ تَدَارُسُ الأَحْبَابِ قَوْلِي *** وَأَيْنَ السَّعْيُ فِي كَشْفِ النِّقَابِ
9- فَإِنَّ الظَّنَّ يُحْبِطُ كُلَّ فِعْلٍ *** فَخَلُّوا مَا زَعَمْتُمْ مِنْ سَرَابِ
10- وَقُلْتُ قُلُوبَكُمْ بِالْحَقِّ تُرْوَى *** بِعِلْمٍ بِالتَّرَوِّي كَالْخِضَابِ
11- فَأَيْنَ الْعَاكِفُونَ عَلَى كَلاَمِي *** لِوَجْهِ اللَّهِ مَأْمُونِ الْجَنَابِ ؟
12- لِيَعْكُفْ كُلُّ قَوْمٍ حَيْثُ كَانُوا *** وَحُسْنُ الْقَصْدِ يَسْقِيهِمْ شَرَابِي
13- إِلَى الْقُرْآنِ رُدُّوا كُلَّ قَوْلٍ *** فَفِي الْقُرْآنِ تَخْلِيصُ الرِّقَابِ
14- سَيَعْلُو ذِكْرُ قَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ *** وَمَاءُ الْغَيْثِ تَشْهَدُهُ الرَّوَابِي
15- وَيَصْفُو لِلأَحِبَّةِ مَاءُ سِرِّي *** وَيُسْقَى مِنْهُ أَهْلُ الاِغْتِرَابِ
16- فَيَا مَنْ يُوغِرُوا قَلْباً صَفِيّاً *** دَعُوا الرَّاعِي يَقُودُ إِلَى الثَّوَابِ
17- لِيَنْسِبْ كُلُّ مَنْ يَبْلُغْهُ قَوْلِي *** إِلَى إِخْوَانِهِ شَرَفَ انْتِسَابِي
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 1: وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً *** جَمِيعاً آمِنِينَ وَفِي جَنَابِي

المعني:
وَبَعْدُ: هي بمعنى : أَمّا بَعْد، و - أَمّا بَعْدُ: أَدلُّ على الفصل, أي: يفصّل ما قال في القصيدة السابقة ( إِلَى أَجَلٍ عِنْدِي تَكُونُ عَطِيَّتِي ), هي تكملة للقصيدة السابقة و توضيح لها, إذ الشيخ يُعاتب فيها علي عدم التّدارُس, في كتابه لهرقل عظيم الروم كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم له قائلاً: "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد: .... ", ثم فصّل القول بعد ذلك
فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً: فَإِنَّ: للتأكيد, أَبْنَائِي: أبناء الطريقة (الطريقة و الشيخ واحد), جَمِيعاً: قال تعالي: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) 103 آل عمران
جَمِيعاً: للتوكيد اللفظي بتكرار الكلمة ليعطيها مزيد من القوة و لإزالة الشك و اللبس, كما في قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً) 21 الفجر, فالشيخ يقصد أن جميع أبناء الطريقة و بلا استثناء معنيين القول الذي قال في القصيدة السابقة و يفصّله هنا
آمِنِينَ: آمِنِينَ: الأمن عدم الخوف, قال رضي الله عنه:
أَمِنْتُمْ فِي جَنَابٍ كَانَ حِصْناً *** وَلاَ خَوْفاً وَلاَ مَكْراً أَمِنَّا (2 ق 56)
وَفِي جَنَابِي: الجَّناب لُغةً: الكَنَف و الرِّعاية, و اصطلاحاً حضرة الإرادة, أي: في كنف إرادتي, قيل:
أصْبَحْتُ فِي كَنَفِ الحَبيبِ و مَنْ يَكُنْ *** جَارَ الحَبيبِ فَعيْشُهُ العَيْشُ الرّغَد

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 2: وَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ قَوْلِي *** بَرِيءٌ لاَ يُبَشّرُ بِالْخَرَابِ

المعني:
وَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ: وَإِنَّ: للتأكيد, اللَّهَ يَعْلَمُ: أي: أمر جادّ لا غي و لا ضلال فيه, قال رضي الله عنه:
كُلُّ مَا يُدْعَى بِعِلْمٍ *** دُونَ عِلْمِ اللَّهِ غَيَّا (3 ق 17)
أَنَّ قَوْلِي: القول هو البيت من القصيدة, و هو البيت رقم-1 من القصيدة السابقة:
إِلَى أَجَلٍ عِنْدِي تَكُونُ عَطِيَّتِي *** بِطَيِّ خُدُورِ الْمَانِعَاتِ حَفِيظَةً
بَرِيءٌ: برئ من الظّن
لاَ يُبَشّرُ بِالْخَرَابِ: بل ذكري للمؤمنين, و ليس من باب: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) 7 لقمان و إنما من باب (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) 11 يس, لأن البشري بالخراب و العذاب هي آخر مرحلة للمنكرين

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 3: فَلَمَّا كَانَ قَوْليِ،إِنَّ قَوْلِي *** بَطِيِّ الْمَانِعَاتِ وَذَا صَوَابِي

المعني:
فَلَمَّا: الفاء سببية, أي بسبب قولي, لَمَّا: ظرفية بمعنى حين
كَانَ قَوْليِ،إِنَّ قَوْلِي بَطِيِّ الْمَانِعَاتِ: قَوْلِ في البيت رقم-1 من القصيدة السابقة:
إِلَى أَجَلٍ عِنْدِي تَكُونُ عَطِيَّتِي *** بِطَيِّ خُدُورِ الْمَانِعَاتِ حَفِيظَةً
وَذَا صَوَابِي: وَذَا: قولي المشار إليه, صَوَابِي: أصبتُ فيه

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 4: ظَنَنْتُمْ أَنَّ ذَاكَ الْقَوْلَ يَعْنِي *** خِتَامَ الْقَوْلِ فِي آى الْكِتَابِ

المعني:
ظَنَنْتُمْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ"
أَنَّ ذَاكَ الْقَوْلَ: ذَاكَ البيت في القصيدة السابقة
يَعْنِي خِتَامَ الْقَوْلِ: أن الشيخ ختم كلامه, القول بمعني الكلام من باب إطلاق الجزء و إرادة الكُلّ
فِي آى الْكِتَابِ: فِي آى: أبيات, الْكِتَابِ: شراب الوصل, قال رضي الله عنه:
هِيَ الأَبْيَاتُ آيَاتٌ وَلَكِنْ *** تَبَدَّلَ عِنْدَهَا أَلِفٌ بِبَاهَا (3 ق 29)
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 5: فَلاَ حَجْرٌ عَلَي أَبْنَاءِ عَهْدِي *** وَلاَ لَوْمٌ لِبَاغِي الاِكْتِسَابِ

المعني:
فَلاَ حَجْرٌ: فَلاَ: الفاء استئنافية, لا: النافية, حَجْرٌ: الحَجْر المَنْعِ، من الوصول إلي القصائد و الأخذ منها, جاءت من حَجَر عليه القاضي يَحْجُر حَجْراً إِذا منعه من التصرف في ماله
عَلَي أَبْنَاءِ عَهْدِي: أبناء الطريقة, الطريقة عهد (ميثاق) بين الشيخ و المريد
وَلاَ لَوْمٌ: لُمتَ الشخص آخذته علي تصرّف
لِبَاغِي الاِكْتِسَابِ: بَاغِي: طالب, الاِكْتِسَابِ: أن تحصل علي فائدة بالاجتهاد, عكس الكسب عطا من غير جهد, قال تعالي في الآية: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ 286 البقرة, باب الاجتهاد لنيل المعاني مفتوح, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (7-9 ق 47):
مَنْ يَطْرُقِ الْكَلِمَاتِ يَسْأَلُ مَدَّنَا *** لاَ يَلْقَى إِلاَّ الرّفْدَ وَهُوَ سَخَاءُ
فَإِذَا أَرَدْتُمْ سِرَّهَا فَتَسَامَرُوا *** فِيهَا فَإِنَّ عُصَاتَهَا عُتَقَاءُ
يَتَدَارَسُ الأَحْبَابُ فِيمَا بَيْنَهُمْ *** قَوْلِي وَإِنِّي بَيْنَهُمْ عَطَّاءُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 6: وَقُلْتُ تَدَارَسُوا فَالْخَيْرُ جَمٌّ *** وَبَيْتُ اللَّهِ ذَا رَحْبُ الرِّحَابِ

المعني:
وَقُلْتُ تَدَارَسُوا: وَقُلْتُ: القول يعادل بيت في القصيدة و كان ذلك في البيت رقم 9 من القصيدة رقم 47, تَدَارَسُوا: التّدارس يعني أن نعمل جماعيا, كلّ في مكانهم, (النيت يضاف للأمكنة), لتحليل و فهم معاني القصائد, قال الشيخ رضي الله عنه:
يَتَدَارَسُ الأَحْبَابُ فِيمَا بَيْنَهُمْ *** قَوْلِي وَإِنِّي بَيْنَهُمْ عَطَّاءُ (9 ق 47)
و للفائدة العامة: نقول إن تدارس القصائد عبادة و ذكر يحفّه صاحب الديوان بحضوره كما ذكر هو في كثير من كلماته, هو شراب للأرواح و ننهلٌ من صِرف رائق خمرها, كتابٌ قال رضي الله عنه:
فَخُذُوا كِتَابِي مِثْلَمَا الرَّاوِي رَوَى *** عُضُّوا عَلَيْهِ تُلَقَّنُوا الإِلْهَامَ
و للتدارس غاية هي فهم المعاني لما يقول الشيخ في كتابه, و لفهم المعاني لا بد من توافر معينات أساسية, نوجزها في التالي:-
‌أ. قاموس للغة العربية لشرح معاني الكلمات علي أساس اللغة . و قد فضّل المشائخ في القواميس كتاب "لسان العرب لابن منظور"
‌ب. مرجع في النحو لأن الإعراب يحلّ بعض الإشكالات في تركيب الكلام كثيراً
‌ج. القرآن الكريم للرجوع بكلام الشيخ علي مستوي الكلمة أو البيت للآية المقابلة له (بالضبط) إذ قال الشيخ: (إلي القرآن ردّوا كلّ قولٍ) و قال (كتابٌ كريمٌ جدّها من أبٍ لها * و موئلؤها من بطنه تشرحونها)
‌د. الحديث و السيرة النبوية : (و إنّ كتاب الله لفظاً و غايةً * بصدري مكنونٌ و تبيان سُنّة).
‌ه. دروس سيدي فخر الدين إذ ما يقوله في القصائد يعبّر عن دروسه بما فيها من سيرته الذاتية و شرح علوم الحقائق
‌و. علوم التصوف عموماً و المصطلحات الصوفية
‌ز. و أن يسهم كلّ من يستطيع بكلمة أو معني أثناء التدارس و لا يُحصر علي أشخاص بعينهم, ما عدا أن نثق كذلك ببعض من لهم تمكّن من القصائد و علوم الشيخ كهداة أو روّاد للشرح, لكن المشاركة و إن قلّت تفيد.
‌ح. و التّدارس يتم بالاجتماع في مكان أهمّ شروطه الصفو, الصفاء بين المجتمعين كما الحضرة تماماً
فَالْخَيْرُ جَمٌّ: فاء السببية, الْخَيْرُ: مصدر النّفع, جَمٌّ: الجَمُّ: الكثير من كل شيء, قال رضي الله عنه:
إِنَّمَا الْمُعْطِي كَرِيمٌ *** كُلُّ خَيْرٍ لِي يَعُمُّ (3 ق 18)
وَبَيْتُ اللَّهِ ذَا: قلب العبد المؤمن, و في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : "مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتَدَارَسُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ إِلا غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَأَظَلَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرَهُ , وَمَا سَلَكَ رَجُلٌ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا إِلا سَهَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ , وَمَنْ يُبْطِئُ بِهِ عَمَلُهُ لا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ"
رَحْبُ الرِّحَابِ: رَحْبُ: واسع, الرِّحَابِ: الكرم و العطاء, أي: بالتّدارس يكون الشيخ مع الأخوان و يعينهم علي فهم كلامه, أينما كانوا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 7: فَلَمْ تَتَدَارَسُوا لَكِنْ جَعَلْتُمْ *** مِنَ الْمَنْظُومِ بَعْضاً كَالسَّبَابِ

المعني:
فَلَمْ تَتَدَارَسُوا: (عتاب), في البيت السابق قال رضي الله عنه (وَقُلْتُ تَدَارَسُوا), فَلَمْ: الفاء حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب, مثال قولهم: (قضى بيننا مروان أمس قضية *** فما زادنا مروان إلا تنائيا), تَتَدَارَسُوا: تبحثوا و تحللوا لتصلوا إلي المعاني
لَكِنْ: حرف يفيد الاستدراك والتوكيد
جَعَلْتُمْ مِنَ الْمَنْظُومِ: جَعَلْتُمْ: صنعتم, مِنَ: حرف ابتداء لغاية مكانية, تأخذوا من كلام القصائد, الْمَنْظُومِ: مجموع القصائد, النظم هو ما جري علي قواعد الشعر العربي من قافية و وزن و خالفه في أنّه يحتوي علي علوم يُستفاد منها, القصيدة تسمي منظومة, قال رضي الله عنه:
وَالْعَبْقَرِيُّ الْخُضْرُ مِنْ حَبَّاتِهَا *** مَنْظُومَةٌ يَا نِعْمَ مَنْظُومَاتِي (4 ق 26)
بَعْضاً كَالسَّبَابِ: بَعْضاً: كَالسَّبَابِ: الكاف للتشبيه, أشبه بالسباب و السَّبَابِ السَّبُّ: أي: الشَّتْم، و جاء في الحديث الشريف: "سِـبابُ الـمُسْلِم فُسوقٌ وقِتاله كُفرٌ", و مما يوقع في السّباب الغلظة مع الآخر أثناء التّدارس و ذلك من العُجب بالرأي, قال في موطن آخر رضي الله عنه:
تَقَاذَفْتُم بِأَقْوَالِي وَجِئْتُمْ *** مِنَ الأَفْعَالِ مَا عَنْهُ صَمَتُّ (42 ق 41)
و قال رضي الله عنه في (50-51 ق 41):
لِيَجْمَعْكُمْ مَكَانٌ فِيهِ صَفْوٌ *** وَإِلاَّ عَنْ تَلاَقِيكُمْ أَفَلْتُ
إِذَا عَمَّ التَّقَاذُفُ أَهْلَ دَارٍ *** هَجَرْتُ الدَّارَ حَجّاً وَاعْتَمَرْتُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 8: فَأَيْنَ تَدَارُسُ الأَحْبَابِ قَوْلِي ؟ *** وَأَيْنَ السَّعْيُ فِي كَشْفِ النِّقَابِ ؟

المعني:
فَأَيْنَ: الفاء استئنافية, أَيْنَ: اسم استفهام للظرف المكاني, بمعني: لا يوجد تدارس, (تحولت للدراجة إلي "فِين" و إذا قلت "وَ أَيْنَ" – أدناه - قلت بالدارجة "وين") – ""مش شايف حاجة""
تَدَارُسُ الأَحْبَابِ قَوْلِي: الأَحْبَابِ: أبناء الطريقة, يحبّهم الشيخ, فهم أحبَابُه, تَدَارُسُ قَوْلِي: القول تعني الكلام جملة (من باب إطلاق الجزء و إرادة الكُل), قال تعالي: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) 30 الفرقان, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
دَنَتْ مَوْصُولةً كَلِمَاتُ حَقٍّ *** تَبُثُّ شِكَايَةً هَجْرَ النَّئِيْ (18 ق 30)
وَأَيْنَ: الواو للعطف و مزيد من الاستفهام, المنطوي علي العتاب, فين .... و وين .... (ناتج عن التقصير)
السَّعْيُ: السعي الخباب دون الجري, إشارة لعلو الهمة, الاجتهاد في التدارس
فِي كَشْفِ النِّقَابِ: الكشْفُ: رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه، الآية: (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) 22 ق, النِّقابُ القِناع, ما يُغطي الوجه فلا تُتبيّن معالمه, الوصول إلي ما وراء الكلمات من معانٍ, قال رضي الله عنه:
مَنْ يَطْرُقِ الْكَلِمَاتِ يَسْأَلُ مَدَّنَا *** لاَ يَلْقَى إِلاَّ الرّفْدَ وَهُوَ سَخَاءُ (7 ق 47)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 9: فَإِنَّ الظَّنَّ يُحْبِطُ كُلَّ فِعْلٍ *** فَخَلُّوا مَا زَعَمْتُمْ مِنْ سَرَابِ

المعني:
فَإِنَّ الظَّنَّ: فَإِنَّ: الفاء استئنافية, الظَّنَّ: التخمين و عدم التثبت من الحقيقة, و يعود للبيت رقم (4), قال رضي الله عنه:
ظَنَنْتُمْ أَنَّ ذَاكَ الْقَوْلَ يَعْنِي *** خِتَامَ الْقَوْلِ فِي آى الْكِتَابِ
يُحْبِطُ كُلَّ فِعْلٍ: يُذهب أثره و أجره, من محبطات الأعمال: الظّن و الرياء, و العُجب, و الحسد, و التكبُّر, والمَنُّ بالصدقة
فَخَلُّوا: الفاء السببية, خَلُّوا: أتركوا, دعوا
مَا زَعَمْتُمْ مِنْ سَرَابِ: مَا: الذي, زَعَمْتُمْ: كذبتم و ظننتم, مِنْ: حرف لتبيين النوع (النوع من الفعل), سَرَابِ: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ بائناً علي سطح الأَرضِ، لاصقاً بها، يتخَيَّلُ إلي الرّائي كأَنه ماءٌ جارٍ, و هو ليس حقيقةً, قال تعالي: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) 39 النور, سَرَابِ: يعني دعوي الوثيقة المنسوبة كذباً للشيخ, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (14-16 ق 47):
لاَ تَخْلِطُوا بِالْخَيْرِ آخَرَ سَيّئاً *** مَا مِثْلُ هَذَا يَبْتَغِي الْخُلَطَاءُ
لاَ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ جِئْتُهُ *** هُوَ لَيْسَ إِقْرَارِي فَمَا الإِمْلاَءُ
بَلْ فِيهِ قَوْلُ الزُّورِ إِفْكٌ وَاضِحٌ *** عَبَثٌ وَلاَ تُسْتَصْرَخُ الصَّمَّاءُ
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 10: وَقُلْتُ قُلُوبَكُمْ بِالْحَقِّ تُرْوَى *** بِعِلْمٍ بِالتَّرَوِّي كَالْخِضَابِ

المعني:
وَقُلْتُ قُلُوبَكُمْ بِالْحَقِّ تُرْوَى: وَقُلْتُ: في بيت رقم 2, في القصيدة السابقة, قُلُوبَكُمْ بِالْحَقِّ تُرْوَى: تشرب القلوب من الحقّ, قصائد شراب الوصل, قال رضي الله عنه في البيت 2 ق 73:
وَذَلِكَ حَتَّى تَنْهَلُوا وَتُقَلِّبُوا *** قُلُوبَكُمُ فِي السَّابِقَاتِ مُمِيطَةً
بِعِلْمٍ: الباء وسيلة أو واسطة, أي: بواسطة علم
بِالتَّرَوِّي: الباء للاستعانة, نحو : كتبت بالقلم, التَّرَوِّي: التَّمهُل في النظر و الاستنباط, و من معناها التّنَعُم, قال رضي الله عنه:
رَأيْتُ عَيَاناً مَا رَويْتُ لِعَاشِقٍ *** تَرَوَّى فَهَامَتْ رُوحُهُ بِالرَّوِيَّةِ (128 ق 1)
كَالْخِضَابِ: الكاف للتشبيه, الخِضابُ: ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ ونحوه, و وجه الشبه أن التمهل (الترّوي) يفيد في استقرار الحناء أو الخضاب و ثباته و تمام تلون البشرة به ما لو نفضها المخضّب عنه بعجلٍ, و التمهُل في التدارس يفيد في تثبيت و ترسيخ علم القصائد, لأنّ العلم يرسخ بالتكرار و التركيز, قال رضي الله عنه:
الْعِلْمُ غَثٌّ أَوْ سَمِيـ *** ـنٌ لِلْقُلُوبِ يُخَضِّبُ (11 ق 4)
و العتاب هنا لعدم الاستماع للنصح بالتمهّل لأنّ التعجّل في التدارس لا تجني منه فائدة كثيرة, بل بالتمهّل

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 11: فَأَيْنَ الْعَاكِفُونَ عَلَى كَلاَمِي *** لِوَجْهِ اللَّهِ مَأْمُونِ الْجَنَابِ ؟

المعني:
فَأَيْنَ الْعَاكِفُونَ عَلَى: فَأَيْنَ: الفاء استئنافية, أَيْنَ: اسم استفهام للظرف المكاني, بمعني: لا يوجد أولئك الْعَاكِفُونَ المفترض وجودهم, الْعَاكِفُونَ: من عَكَف على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكوفاً: أَقبل عليه مُواظِباً لا يَصْرِفُ عنه وجهه، و في الآية: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) 122 التوبة, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَالْعَاكِفُونَ لَدَيَّ فِيكَ وَمَنْ بَدَا *** فِي ذِمَّتِي وَالْكُلُّ فِيهِ سَوَاءُ (23 ق 47)
كَلاَمِي: الكلام هو جملة ما قال المتكلم, شراب الوصل, يقول الشيخ رضي الله عنه:
كَلاَمِي مَشْربُ الأَرْواحِ وَصُلاٍ *** إِذَا لَمْ تَشْربُوا مِنْهُ فَأَي (17 ق 30)
و في هذا البيت يذّكر الشيخ و يعاتب لعدم وجود عاكفين علي القصائد, برغم ما قاله في البيت رقم 3 من القصيدة السابقة, الذي يقول:
وَتَعْكُفُ مِنْكُمْ أُمَّةٌ لِعُلُومِنَا *** لِتُخْرِجَ مِنْهَا لِلْجَمِيعِ مَخِيطَةً
لِوَجْهِ اللَّهِ: أي: بغية وجه الله و هو سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) 115 البقرة, حيث أنّ القصائد أصلها هو حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, فالعكوف عليها مراقبة لحضرته صلي الله عليه و سلم, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
لَهَا الْمَعْصُومُ أَصْلٌ وَهُوَ جَدِّي *** وَمِنْ نُورِ الْعَبَاءَةِ قَدْ كَسَاهَا (14 ق 29)
مَأْمُونِ الْجَنَابِ: أي: جناب حضرته (صلي الله عليه و سلم) مأمون, الْجَنَابِ: كنفه و جواره صلي الله عليه و سلم, قال رضي الله عنه:
أَمِنْتُمْ فِي جَنَابٍ كَانَ حِصْناً *** وَلاَ خَوْفاً وَلاَ مَكْراً أَمِنَّا (2 ق 56)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 12: لِيَعْكُفْ كُلُّ قَوْمٍ حَيْثُ كَانُوا *** وَحُسْنُ الْقَصْدِ يَسْقِيهِمْ شَرَابِي

المعني:
لِيَعْكُفْ: اللام تسمي لام الأمر تجزم الفعل المضارع, و ِيَعْكُفْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره, أمر من الشيخ بالعكوف علي تدارس القصائد
كُلُّ قَوْمٍ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, قَوْمٍ: القَوْم هم جمعٌ من الناس يجمعهم شأن واحد قلّوا أو كثروا
حَيْثُ كَانُوا: كلّ مجموعة أو إخوان في منطقة واحدة يمكن أن نسمّيهم " قَوْم". و قل أخوان في جروب واحد (كما نحن هنا) بحمد الله, ربّنا يرضيه علينا
وَحُسْنُ الْقَصْدِ: الواو للمعيّة, أي: يعكفوا مع توفّر حسن القصد لديهم, نبتعد عن الأهواء, حُسْنُ الْقَصْدِ: حُسْنُ النيّة, أن تكون النيّة لله, جاء في الحديث عن سيدنا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه", قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
كَفَى مِنْ ضَوْئِهَا قَبَسٌ وَلَكِنْ *** بِحُسْنِ الْقَصْدِ أَحْبُوكُمْ ضِيَاهَا (30 ق 29)
و قال رضي الله عنه:
وَغَايةُ الْقَصْدِ حُسْنُ الْقَصْدِ لاَ عِوَجٌ *** وَوَحْدَةُ الصَّفِّ عِنْدِي عُمْدَةُ الدِّينِ (4 ق 37)
يَسْقِيهِمْ شَرَابِي: يَسْقِيهِمْ: يكون سببا في تنزّل علوم الحقائق و تجليّاتها المكنونة في شراب الوصل علي أرواحهم و الشراب يكون بالأرواح, شَرَابِي: علومي, و قال رضي الله عنه:
كَلاَمِي مَشْربُ الأَرْواحِ وَصُلاٍ *** إِذَا لَمْ تَشْربُوا مِنْهُ فَأَي (17 ق 30)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 13: إِلَى الْقُرْآنِ رُدُّوا كُلَّ قَوْلٍ *** فَفِي الْقُرْآنِ تَخْلِيصُ الرِّقَابِ

المعني:
إِلَى الْقُرْآنِ رُدُّوا: أو نقرأها "رُدُّوا إِلَى الْقُرْآنِ", صياغة النظم و الشعر تقتضي التقديم و التأخير أحياناً بما تقتضيه لزوميات الوزن و القافية, رُدُّوا: (يا أبناء الطريقة), أي: أرجعوا إِلَى الْقُرْآنِ, في الآية: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ) 38 الأنعام, قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه في معني هذه الآية: "لو ضاع لي عِقالُ بعيرٍ، لوجَدته في كتاب الله", قال رضي الله عنه:
كِتَابٌ كَرِيمٌ جَدُّهَا مِنْ أَبٍ لَهَا *** وَمَوْئِلُهُا مِنْ بَطْنِهِ تَشْرَحُونَهَا (9 ق 32)
كُلَّ قَوْلٍ: كُلَّ قَوْلٍ: كُلَّ بيت من أبيات قصائد شراب الوصل, القول هو البيت الواحد, قال رضي الله عنه:
وَمَنْ يَنْسِبْ إِلَى الْقُرْآنِ علْمِي *** وَأَقْوالِي يُفِيدُ وَيَسْتَفِيدُ (21 ق 42)
فَفِي الْقُرْآنِ: الفاء سببية, فِي: ظاهر و باطن القرآن و مطلعه و حدّه
تَخْلِيصُ الرِّقَابِ: الرِّقَابِ: مناط المسئولية, علّق الأمر برقبتك يعني حمّلك مسئوليته, تَخْلِيصُ الرِّقَابِ: إنقاذ – رقبتك - من الوقوع في التفريط في المسئولية, قال تعالي: (فَكُّ رَقَبَةٍ) 13 البلد, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكُمْ سَبِيلٌ *** فَالْكِتَابُ الْكَرِيمُ فِيهِ الضِّيَاءُ (19 ق43)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 14: سَيَعْلُو ذِكْرُ قَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ *** وَمَاءُ الْغَيْثِ تَشْهَدُهُ الرَّوَابِي

المعني:
سَيَعْلُو ذِكْرُ قَوْمٍ: سَيَعْلُو ذِكْرُ: يرتفع شأن, قال تعالي: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) 4 الإنشراخ, قَوْمٍ: القوم من جمعهم شأن واحدٌ قلّوا أو كثروا
دُونَ قَوْمٍ: دُونَ: في مقابل قَوْمٍ آخرين, و المحك في ذلك إتباع كلام الشيخ بالعكوف علي القصائد و النهل منها لأن فيها آداب الطريقة و دستورها و علومها و وحدة الصف و فيها مدد الشيخ رضي الله عنه
وَمَاءُ الْغَيْثِ: وضع الواو هنا تفسيرية, ليبين معني علو ذكر قوم دون قوم, مَاءُ الْغَيْثِ: مدد العلوم, منهمر كالْغَيْثِ, المطَر
تَشْهَدُهُ الرَّوَابِي: تَشْهَدُهُ: يصيبها, فيكون شهادة لا غيب بالنسبة لها, الرَّوَابِي: لغة ما ارتفع من الأرض, يعني: المراتب العالية, و معناه أن القوم الذين علا ذكرهم و تبوأوا المراتب العالية هم من سيحظون بمدد العلوم دون غيرهم من الذين قعدت بهم حظوظهم و حرموا بالاستدراج و تقصت درجاتهم عن أن ينالوا ما نال لأهل الحظوة ممن علا ذكرهم, قال تعالي: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) 285 البقرة, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَقُمْتُ عَلَى أَهْلِ الْمَرَاتِبِ كُلهِمْ *** أُلَقّنُهُمْ فِقْهَ الْعُلُومِ الِثَّمينَةِ (376 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
قَدِ اسْتَحَالَ ارْتَقَاءُ الْكّلِ رَقْوَتَهُ *** فَدَنَا بِإِرْفَادِهِ يُرْوِي رَوَابِينَا (26 ق 28)
و قال رضي الله عنه:
عَلَى الرَّوَابِي يَكُونُ الْجَمْعُ مُتَّسِقاً *** لَكَمْ رَبَتْ أُمَمٌ وَالْمُجْتَبَى أَرْبَى (2 ق 70)
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 15: وَيَصْفُو لِلأَحِبَّةِ مَاءُ سِرِّي *** وَيُسْقَى مِنْهُ أَهْلُ الاِغْتِرَابِ

المعني:
وَيَصْفُو لِلأَحِبَّةِ مَاءُ سِرِّي: "وَيَصْفُو مَاءُ سِرِّي لِلأَحِبَّةِ" بإعادة الترتيب للتوضيح, الواو للعطف علي البيت السابق: (سَيَعْلُو ذِكْرُ قَوْمٍ) و(وَيَصْفُو لِلأَحِبَّةِ), يَصْفُو: يخلو من الشوائب, علم صافي, مَاءُ سِرِّي: علوم شراب الوصل, لأن سرّه في شراب الوصل, قال رضي الله عنه: "الوليّ يضع سرّه في ديوانه", لِلأَحِبَّةِ: جمع حبيب و هم أحباب الشيخ الذين أحبهم فأحبّوه, أبناء الطريقة
وَيُسْقَى مِنْهُ: وَيُسْقَى: يُلقّي العلوم بالأرواح, شراب الأرواح, مِنْهُ: من شراب الوصل
أَهْلُ الاِغْتِرَابِ: أَهْلُ الاِغْتِرَابِ: المنسوب إليهم الاِغْتِرَاب, أهل الطريقة الموعودة بالانتشار في آخر الأزمان, زمن سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, في الحديث عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء", كان سيدي فخر الدين يُداعب أبناء الطريقة يقول لهم "يا مسلمين آخر الزَّمن", و في ذلك إشارة, و طريقة سيدي إبراهيم هي حاملة نشر لواء الإسلام في هذا الزمان, و يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
وَ لاَ تَنتَهِي الدُّنْيَا وَ لاَ أيَّامُهَا *** حَتَى تَعُمَّ المَشرِقَيْن طَرِيقَتِي

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 16: فَيَا مَنْ يُوغِرُوا قَلْباً صَفِيّاً *** دَعُوا الرَّاعِي يَقُودُ إِلَى الثَّوَابِ

المعني:
فَيَا: الفاء استئنافية, يا: حرف نداء للقريب و البعيد
مَنْ يُوغِرُوا قَلْباً صَفِيّاً: مَنْ: الذين, يُوغِرُوا: الوَغْرُ: الحِقْدُ والذَّحْلُ، وقد وَغِرَ صدره يَوْغَرُ وَغَراً, و وَغْرُ الصدر: احتراق غيظه،, قَلْباً صَفِيّاً: لا يوجد فيه ما يُعكّره, قلب الخليفة الوارث الشيخ العمّ المربّي, يُوغِرُوا بالإصرار علي الخطأ و بثّ الفِتَن
دَعُوا الرَّاعِي: دَعُوا: (أمر لأبناء الطريقة) خلّوا و أتركوا, و لا تعاندوا, الرَّاعِي: الإمام راعي الحمى أي: حمى الطريقة, الخليفة الوارث الشيخ العمّ المربّي, قال صلي الله عليه و سلم: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... " الخ الحديث
يَقُودُ إِلَى الثَّوَابِ: يَقُودُ إِلَى: يأمر فيُتّبع كما القائد في الجيش, الثَّوَابِ: العودة إلي الحقّ و الرُشد, من ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بعد ذَهابه, ويقال: ثابَ فلان إِلى اللّه، وتابَ، بالثاء والتاء، أَي عادَ ورجعَ إِلى طاعته، وكذلك: أَثابَ بمعناه, ورجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنيبٌ، بمعنى واحد

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ) بيت رقم 17: لِيَنْسِبْ كُلُّ مَنْ يَبْلُغْهُ قَوْلِي *** إِلَى إِخْوَانِهِ شَرَفَ انْتِسَابِي

المعني:
لِيَنْسِبْ: اللام لام الأمر, تجزم الفعل المضارع, يَنْسِبْ: من نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه، بالضم، نِسْبةً ونَسْباً إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه
كُلُّ مَنْ يَبْلُغْهُ قَوْلِي: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, مَنْ: الذي, يَبْلُغْهُ: يصل إليه, قَوْلِي: كلامي, قصائد شراب الوصل
إِلَى إِخْوَانِهِ: يتحدثّ إليهم عن نَسَبِ الشيخ
شَرَفَ انْتِسَابِي: الشَرف هو الفخار و المكانة العظيمة, شَرَفَ انْتِسَابِي: أي موطن عطائي المنسوب إلي حضرة النبي صلي الله عليه و سلم و هو مصدر شراب الوصل, حضرة غيب الأحديّة, فهو الوارث المحمّدي الكامل المختص بميراث علوم الغيب و الحقائق من حضرته صلي الله عليه و سلم, و القائل, رضي الله عنه:
فَجَدِّيَ مَنْ وَرِثَ الْعُلُوَمَ جَمِيعَهَا *** وَلَمْ يَكُ مَقْطوعُ الْوَتِينِ يُرِيبُنِي (13 ق 36)
مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم