خطاب مولانا الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني إلى عموم أبناء الطريقة البرهانية فى العالم اجمع يوم 15 إبريل عام 1998 م
مولانا الشيخ : يا عم الشيخ مولانا شيء لله قال : الواحد في الطريقة بيكون زيّ التلميذ
بسم الله الرحمن الرحيم
" إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيما وينصرك الله نصراً عزيزا " صدق الله العظيم
وصلى الله على الحبيب المصطفى صاحب المقام المحمود وعلى حبه المربي المعلم صاحب الفرح وعلى آل بيتهم الطيبين الطاهرين ومن والاهم وتبع خطاهم إلى يوم الدين
إخواني وأخواتي :
كل سنة وأنتم طيبين وأعاد الله علينا هذه الذكريات والأيام ونحن أكثر عدداَ وأشد قوة ومنعة .لقد استمعتم إلى تقرير إدارة شركـة الحمـى ذاكريـن لكم الصعاب التي مرت بهـا ومبشرين بفتح قريب .
أود التحدث إليكم في يوم من أيام عيدنا الكبير أيام أخذ العبر والذكرى ." فذكـر إن الذكـرى تنفـع المـؤمنين "وقال سيدي فخر الدين رضي الله عنه :( من تنفع الذكرى لديه يفذ بها وإذا تـولى ما له حسـاد )
أحبابي :
إن مولانا الشيخ رضي الله عنه قد ترك لنا إرثاً عظيماً لم يتركه شيخ لمريديه من قبل ..وقد حققت الطريقة في الفترة السابقة انتشاراً في كافة بقاع العالم . إلا أننا نرى أن المرحلة القادمة ستشهد انتشاراً أكبر وأوسع للطريقة مما يعني أن نطاق المهمة التاريخية للطريقة للإطلاع بمسئولياتها تجاه العالم سوف تزداد اتساعاً وأن المسئوليات سوف تزداد تعقيداً وفي هذه الأثناء نجد أن البعض يغط في سبات عميق بينما ترك بعض الناس الأورادات وما هو طيب ولجأوا إلى الكذب والغش والإشاعات لأن لديهم فراغ وتناسوا أن الذكر هو المطلوب ..تركوا الطيب وبدأوا يبحثون عن الخبيث ( ! )كانوا إبان مرضنا في العام الماضي . والذي هو في الأصل أمراً إلهياً " معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده " صدق الله العظيمكانوا يدّعون مرة بأنهم سألونا عن الخليفة وكأن كل شئ قد انتهى وإني قد قلت لهم ( فلان ) بينما قالت فئة أخرى ( بل فلان ) ، وبدأوا ينسجون خيوط الخبث وهم أناس معروفون .. تارة يقولون أن فلان قد تم تعيينه مرشداً عاماً للطريقة وأن هذا قد تم تعيينه مرشداً للدول العربية وذاك للدول الأوربية ويا عجبي ... أتراهم نسوا أن للطريقة شيخ واحد وهو مرشدها في كل بقاع العالم ." إذا بويع الإمامين فاقتل أحدهما "
إخواني أبناء الطريقة البرهانية :-
إن السفينة التي أنا ربانها لم أختر لها رباناً معي ويقول المثل العام :" سفينـة بريسين تغـرق "وأنا لا أسمح بذلك إطلاقاً .- كثرت الدعاوى وانحرف الناس حول البغيض وتركوا الطيب العطر إلا أن الأغلبية كانت ولا زالت تسير على نهج المشايخ رضوان الله عليهم .- إن هذه الشائعات المغرضة لربما تؤثر في نفوس الضعفاء بينما هي مجرد ألقاب سموها وسفقوا لها وأن الطريقة وشيخها بريئون من ذلك ، لذلك فليعلم الجميع ( أني مالك أمرها ) ومن له رأي غير ذلك ( تبت يداه بكربة لا تنجلي ) .
أيها الأحباب :-
السفينة تسير بهدوء لتصل إلى شاطئ الأمان ، ومن أراد أن يصل فعليه أن يجتهد في أوراده وسوف يكون معنا من يرانا .- إن تزكية النفوس لا تتم إلا بحسن العقيدة وتوحيد الوجهة ويتم ذلك بالأورادات وكثرة الذكر والصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم .- وأرجو أن أنوه إلى أن هناك نفر يعمل في صمت ونكران للذات محبة في شيخهم وطاعة لأوامره .
وليعلم الذين يودون الاصطياد في الماء العكر لا مجال لهم بعد الآن ، وأريد أن أزيد في الإيضاح بالنسبة للذين يرون في لباسنا المتواضع ألا يستخفوا فإنا عندما نتنزل رحمة بهم لأن الجلال قد يعييهم ، وإنا رحماء بقومنا . وإذا وضعنا في الاعتبار طبيعة البيئة موضوع عمل الطريقة وهذا العصر البالغ التعقيد ، نجد أن الإطلاع بهذه المسئولية لا يمكن أن يتم إلا عبر انتهاج الأساليب العلمية المتطورة .قال تعالى " وجعلنا لكل شئ سببا " صدق الله العظيم- الأمر الذي يتطلب بالضرورة وحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة المشاعر وأن على منظمات الطريقة ولجانها استيعاب لغة العصر – لغة النهج العلمي والتقنية المتطورة وهو نهجنا للمرحلة القادمة .
إخواني وأبنائي :-
لقد عكفنا خلال الشهور الماضية على إعداد نظام إداري يحكم أعمال الطريقة وفقاً للأساليب العلمية . وقد تمكنا بفضل الله تعالى من إعداده بالصورة اللائقة ، عمدنا من خلاله إلى تحقيق نظام إداري يربط كل الطريقة ببعضها البعض في كافة أنحاء العالم علاوة على ربطها برئاسة الطريقة بالخرطوم ، ويؤدي عبر اتباع الأساليب العلمية إلى توحيد الأهداف والواجبات ويحقق الانسجام ويفصل بين السلطات والوظائف ، كما ينظم مرور كافة أعمال الطريقة ونشاطاتها في كافة بقاع العالم إلينا في سهولة ويسر عبر بوابة اللجنة العليا للطريقة بالخرطوم .
ولعله من البديهي أن أوصيكم بقوة التقيد بهذا النظام والتعامل معه بجدية وحزم تحقيقاً لمبدأ علمي هام , وهو أهمية وجود تحكم مركزي لأعمال الطريقة مما يعني أن تلقي الأوامر في كل ما يخص أعمال الطريقة يجب أن يكون من جهة واحدة فقط ، وهي في حالة تنظيمنا هذا تكون الشيخ أو لجان الطريقة المختلفة ، كل منها حسب مجالها وتخصصها وحدودها والتي تعمل بتفويض منا .
وعليــه :-
فإنني أنبه الإخوان وأحذرهم بشدة في نفس الوقت من مغبة إغفال هذا المبدأ الإداري الهام مهما كان الشخص أو الجهة التي تصدر الأوامر أو مكانتها أو وضعها بخلاف هذا التنظيم .وقد قال الشيخ رضي الله عنه :-( وليس مريدي من عشا عن كلامنا ولا قائلاً للنفس يا نفس مالك )( أسلمـوا الوجـه تسلموا وتفوزوا قولتي قالهـا الخليل إبراهيم )( ومـن يقبلـه إبراهيـم منكــم فمـن كفيـه صرفاً تشربون )( ومـا يفعلـه إبراهيـم قـولـوا سمعنـا وأنـتـم مسلمـون )
كما أوصيكم :-
بأهمية الانسجام وعدم الاختلاف إن كان بغيتكم التوفيق والفلاح وأن علينا أن نعي جيداً أن دين المصطفى صلى الله عليه وسلم دين الصفا – يتنزه عن أن يتم خدمته بمجموعات متنازعة أو تتجرع الأحقاد .
وليس لنا من الأدب الرفيع أن نتوقع خدمة هذا الدين العظيم ونحن نحمل صفات الاختلاف والتنازع والشتات ، وكما أن الله طيبا لا يقبل إلا طيب الأموال فإنه كذلك لا يقبل لخدمة دينه إلا طيب الأنفس والأرواح .
قال تعالى في محكم تنزيله :" وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم " صدق الله العظيمكما قال مولانا الشيخ / محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه :( كنزية أسراره بقلوبنا فالحب كنز والصفا مفتاح )
وفي قصيدة أخرى :-( باب التنازع إن طرقتم تفشلوا هذا كلامي فاجعلوه إزارا )ولئن درج الناس على تبجيل منظماتهم ومؤسساتهم فإن من باب أولى استيعاب عظمة هذه الطريقة وعظمة مسئوليتها وعظمة الانتماء إليها .وهنا فإني أوصيكم لجاناً ومسئولين ومرشدين ومريدين بضرورة الالتزام بهذا النظام والتعامل معه بجدية وحزم .( تلك الوصايا إنها دستوركم حقب تمر ووجهها وضاء )
أحبابي أبناء الطريقة عامة ..
إن الوقت قد حان لتزكية نفوسنا وإن الوقت قد حان أيضاً لكي نجني الثمار التي طال ما حرمنا منها وكنا ننتظرها ، ولا شك أن البشائر قد لاحت وأن الحصاد قد حان وإن تروا كل ما هو طيب لترتاحوا من هذا العناء والعيشة الصعبة .( يجود كريماً حيث عم عطـاؤه ولكنه يختص أهل البقيـة )( فذاك عطاء الله فامنن وإن تشا تخص به قوماً وقوماً تباعد )أوصيكــم :-نبذ الخلافات فالصفا مفتاح ، مع توحيد الوجهة ( وأكـرر ) توحيد الوجهة وحسن العقيدة .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير
يتحدث العالم الإسلامي عن مخاطر العولمة الثقافية وكيفية مواجهتها
