-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 11 مارس 2018

هل يصبح الحكام المسلمين كفارا إن لم يطبقون شرع الله فى بلادهم؟

هل يصبح الحكام المسلمين كفارا إن لم يطبقون شرع الله فى بلادهم؟
تكفير الحكام لابن تيمية تكفير الحكام الالباني تكفير الحكام العرب تكفير الحكام دون تفصيل منهج الخوارج تكفير الحكام اسلام ويب تكفير الحكام الفوزان تكفير الحكام المسلمين حكم تكفير الحكام شبهة تكفير الحكام تكفير الحكام تكفير حكام العرب تكفير الحكام والمعين ومن وقع في الكفر - صالح آل الشيخ تكفير الحكام والمعين ومن وقع في الكفر ما حكم تكفير الحكام مسالة تكفير الحكام تكفير حكام المسلمين الرد على تكفير الحكام شروط تكفير الحكام تكفير داعش للحكام حكم تكفير الحكام العرب حكم تكفير الحكام للشيخ الألباني


يحاول بعض الناس إما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمين عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:

ألا يصبح الحكام المسلمين كفارا إن لم يطبقون شرع الله فى بلادهم؟


ألا يصبح الحكام المسلمين كفارا إن لم يطبقون شرع الله فى بلادهم؟

أليس هذا قرآن؟ ألم يقل الله ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾؟

نقول والله الموفق والمعين يهدى من يشاء الى صراط مستقيم:


يستند أصحاب هذا الفكير الغير مستنير والذى لايحمل ذرة من الحقيقة الى الآية الآتية:

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِى ثَمَنًا قَلِيلا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة 44.

متجاهلين أو ناسين كلام المولى تبارك وتعالى ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا﴾ الاسراء 36.

ومتجاهلين أيضا حديث الحبيب المصطفى  (من قالَ فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعدَه من النار). ذكره الطبرى فى تفسيره وابن كثير والقرطبى والنسائى والبيهقى والسيوطى والترمذى وابى يعلى والبغوى ومسند الصحابه.

فالقرآن لا يفسره إلا عالما فقيها تحلى بعلوم كثيرة وان شئتت قرأت كتاب الإتقان فى علوم القرآن للعلامة جلال الدين السيوطى  ونفعنا بعلومه والذى ادمج فى  كتابه علوما قال عنها أنه لو فصله على اعتبار النوع لزادت على الثلثمائة نوع .

فهم يستدلون بالآية لتكفير الحكام بغير علم وإحداث الفتنه والفرقة بين المسلمين والهرج واستباحة الدماء وهذا حرام حرام حرام فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه أو كما قال .

ولكن انظر يا أخى إلى سيدنا هارون عندما قال له سيدنا موسى ﴿قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا • أَلا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِى • قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلا بِرَأْسِى إِنِّى خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى﴾ طه 94.

فقد ترك سينا هارون النبى المعصوم - فكل الأنبياء معصومون - ترك بنى اسرائيل يعبدون العجل خشية أن يقال عنه أنه فرق بين بنى إسرائيل وهذا كلام الله ودعوة الانبياء, فالنبى خاف أن يفرق بين بنى إسرائيل فكيف يتجرأ من يدّعى بأنه رجل دعوة أن يفرق بين المسلمين.

ولتوضيح هذه الآية لابد ان نكون على معرفة بعلم اسباب النزول "اسباب نزول الآيات" فنعرف فيمن نزلت فلا نرمى بها برىء.

فأسباب نزول الآية كما جاء فى كتاب أسباب النزول للنيسابورى رحمه الله يقول:


قوله تعالى ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ﴾ عن الزهرى قال: حدثنى رجل من مزينة ونحن عند سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة قال: زنى رجل من اليهود وامرأة، قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبى فإنه نبى مبعوث للتخفيف، فإذا أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججناها عند الله، وقلنا: فتيا نبى من أنبيائك، فأتوا للنبى  وهو جالس فى المسجد مع أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم ما ترى فى رجل وامرأة زنيا؟ فلم يكلمهما حتى أتى بيت مدراسهم، فقام على الباب فقال (أنشدكم بالله الذى أنزل التوراة على موسى ما تجدون فى التوراة على من زنى إذا أحصن؟) قالوا: يحمم ويجبه ويجلد، والتجبيه: أن يحمل الزانيان على الحمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما، قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه النبى  سكت ألح به فى النشدة، فقال: اللهم إذ أنشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبى  (فما أول ما أرخصتم أمر الله عز وجل؟) قال: زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل من سراة الناس فأراد رجمه فأحال قومه دونه، فقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى يجئ بصاحبكم فيرجمه، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. فقال النبى  (فإنى أحكم بما فى التوراة)، فأمر بهما فرجما. قال الزهرى فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم - إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا - وكان النبى  منهم. ا.هـ

اذاً يكون المعنى ان من يُسأل عن حكم فى كتاب الله فيغيره ويقول حكما غير ما أنزل الله يكون كافر، فإذا سألنا مسلما عن الصلاة فأنكرها اعتبرناه كافرا. وان أقرها ووجدناه لا يصلى أو قلنا له: لم لا تصلى؟ فقال: كسل أو انشاء الله سوف اصلى. فهذا لا يكون كافرا شرعا وانما مسلم عاصى، كذلك فمن أنكر الحكم كان كافرا, أما من أقر الحكم ولم يعمل به فهو مسلم عاصى.

واليك تفاسير الأئمة التى تؤيد ما قلناه:


يقول الامام الطبرى رحمه الله:


﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِى ثَمَنًا قَلِيلا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة 44.

12024 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبى، عن أبى حيان، عن الضحاك "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، و"الظالمون" و"الفاسقون"، قال: نزلت هؤلاء الآيات فى أهل الكتاب.

12025 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان قال، سمعت عمران بن حدير قال، أتى أبا مجلز ناسٌ من بنى عمرو بن سدوس، فقالوا: يا أبا مجلز، أرأيت قول الله ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، أحق هو؟ قال: نعم! قالوا ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، أحق هو؟ قال: نعم! قالوا ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، أحق هو؟ قال: نعم! قال فقالوا: يا أبا مجلز، فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذى يدينون به، وبه يقولون، وإليه يدْعون، فإن هم تركوا شيئًا منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنبًا! فقالوا: لا والله، ولكنك تَفْرَقُ! قال: أنتم أولى بهذا منى لا أرى، وإنكم أنتم ترون هذا ولا تحرَّجُون، ولكنها أنزلت فى اليهود والنصارى وأهل الشرك- أو نحوًا من هذا.

12026 - حدثني المثنى قال، حدثنا حجاج قال، حدثنا حماد، عن عمران بن حدير قال: قعد إلى أبى مجلز نفرٌ من الإبَاضيَّة، قال فقالوا له: يقول الله ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾! قال أبو مجلز: إنهم يعملون بما يعلمون -يعنى الأمراء- ويعلمون أنه ذنب! قال: وإنما أنزلت هذه الآية فى اليهود والنصارى ....

ويقول ابن كثير رحمه الله:


وقوله ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ قال البراء بن عازب، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس، وأبو مِجْلزٍ، وأبو رَجاء العُطارِدى، وعِكْرِمة، وعبيد الله بن عبد الله، والحسن البصرى، وغيرهم: نزلت فى أهل الكتاب -زاد الحسن البصرى: وهى علينا واجبة.

ويقول القرطبى رحمه الله:


﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة 44، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾المائدة 45، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ المائدة 47، فى الكفار كلها.

هكذا في هذه الرواية "مر على النبى "، وفي حديث ابن عمر: أتى بيهودى ويهودية قد زنيا فانطلق رسول الله  حتى جاء يهود، قال (ما تجدون في التوراة على من زنى) الحديث.

وفي رواية، أن اليهود جاءوا إلى رسول الله  برجل وامرأة قد زنيا.

وفي كتاب أبى داود من حديث ابن عمر قال: أتى نفر من اليهود، فدعوا رسول الله  إلى القف، فأتاهم فى بيت المدراس، فقالوا: يا أبا القاسم، إن رجلا منا زنى بامرأة فاحكم بيننا. والقف: علم لواد من أودية المدينة عليه مال لاهلها. والمدراس هو البيت الذي يدرسون فيه، ومفعال غريب فى المكان.

ولا تعارض فى شئ من هذا كله، وهى كلها قصة واحدة، وفد ساقها أبو داود من حديث أبى هريرة سياقة حسنة فقال: زنى رجل من اليهود وامرأة، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبى، فأنه نبى بعث بالتخفيفات، فإن أفتى بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله، وقلنا فتيا نبى من أنبيائك، قال: فأتوا النبى  وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم ما ترى فى رجل وامرأة منهم زنيا؟ فلم يكلمهم النبى  حتى أتى بيت مدراسهم، فقام على الباب، فقال (أنشدكم بالله الذى أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن)، فقالوا: يحمم وجهه ويجبه ويجلد، والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما ويطاف بهما، قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه النبى  سكت ألظ -ألح- به النشدة، فقال: اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد فى التوراة الرجم. وساق الحديث إلى أن قال قال النبى  (فإنى أحكم بما فى التوراة) فأمر بهما فرجما.

ويقول النيسابورى رحمه الله:


﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ احتجت الخوارج بالآية على أن كل من عصى الله فهو كافر. وللمفسرين فى جوابهم وجوه: الأول انها مختصة باليهود وردّ بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولا ريب أن لفظ « من» فى معرض الشرط للعموم فلا وجه لتقدير ومن لم يحكم من هؤلاء المذكورين الذين هم اليهود لأنه زيادة فى النص. وقال عطاء: هو كفر دون كفر. وقال طاوس: ليس بكفر الملة ولا كمن يكفر بالله واليوم الآخر. فلعلهما أرادا كفران النعمة، وضعف بأن الكافر إذا أطلق يراد به الكافر فى الدين. وقال ابن الأنبارى: المراد أنه يضاهى الكافر لأنه فعل فعلاً مثل فعل الكافر وزيف بأنه عدول عن الظاهر. وقال عبد العزيز بن يحيى الكنانى: معناه من أتى بضد حكم الله تعالى فى كل ما أنزل فيخرج الفاسق لأنه فى الاعتقاد والإقرار موافق وإن كان فى العمل مخالفاً. واعترض بأن سبب النزول يخرج حينئذ لأنه نزل فى مخالفة اليهود فى الرجم فقط، ويمكن أن يقال: المحرّف داخل فى الكل. وقال عكرمة: إنما تتناول الآية من أنكر بقلبه وجحد بلسانه، أما العارف المقر إذا أخل بالعمل فهو حاكم بما أنزل الله تعالى ولكنه تارك فلا تتناوله الآية.

نكتفى بهذا القدر والى العدد القادم باذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

محمد مقبول



مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم