فروض منسية
الحديث عن المحبة أمر يفرضه الدين
الحديث عن المحبة أمر يفرضه الدين
- السيرة النبوية : عام الحزن
- العقبات التى مر بها النبي فى بداية الدعوة وقصته مع عمه ابو طالب
- مراحل نزول الرسالة والوحى على النبي صلى الله عليه وسلم
- سلام الحجر والشجر عليه صلى الله عليه وسلم
إن الحديث عن الحبيب حبيب
الحمد لله الذى اصطفى من البشر من يخدم أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وصلِّ اللهم على النعمة الكبرى الرؤوف الرحيم وآله المحتذين حذوه، سفن النجاة ، وصحبه نجوم الاهتداء وسلِّم تسليما كثيرا.
إن الحديث عن المحبة أمر يفرضه الدين ؛ فلقد ورد فى الأثر أن الله تعالى إذا أحب عبدا أمر أهل السماء وأهل الأرض أن يحبوه ؛ فيعرف بذلك أن كل من يجد القبول والحب من الناس يكون ممن رضى الله عنهم .
وها هو ناظم الدر ـ الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى ـ يتحدث عن الشيخ إبراهيم ويصفه بالحبيب ومن ثم يقول :
وله رجاء عندنا ومكانة وبه يلوذ المحتمى والرامى
إن فى تقديم الجار والمجرور(له) على المبتدأ (رجاء ) يدل على أن للشيخ إبراهيم رجاء خاص ومكانة خاصة عند شيخه وهذا لعمرى أبلغ فى وصفه بالحبيب من التصريح ؛ إذ يلزم من كونه رجاء غير مصرح به أن يكون سرا بين حبيبين ويلزم من المكانة الخاصة علوُّها . ولنتأمل معا لفظة (عندنا) فقد يظنُّ ظان أنها زائدة لا فائدة منها ولكننا نرى أنها واسطة العقد وكأن الشيخ يريد أن يقول إن للشيخ إبراهيم مكانة خاصة رفيعة عندنا ولا يهمنا غيرنا .
ويؤكد الشيخ محمد عثمان عبده على منزلة الشيخ إبراهيم فى عجز البيت الذى يجمع فيه بين ضدين مثيرا بذلك للتعجب ؛ فهو قد أتى بالطباق وذلك فى قوله( المحتمى والرامى )
ولكن كيف يلوذ به المحتمى والرامى ؟!
هل رأيتم يا سادتى أو سمعتم أن ضدينِ قطُّ يجتمعان؟
إن فى قوله (وبه يلوذ المحتمى والرامى) كثيرا من المعانى التى تؤيد ما ذهبنا إليه ؛ فلتنظر ـ عزيزى القارئ ـ لمكانة من يأتى إليه المحتمى وكذا الرامى فيجدا عنده الأمان والحمى ...
وكـل فتى لو أمَّ داريَ يحــتمى يطيبُ بها عيشا وما خابَ قاصدى
وبالطبع لم يذهب إليه أحد فى حاجة ورجع خالى الوفاض وهذا ما تحلَّى به وعرف به طوال زمان ما نحن بينه وهو بيننا؛ قال الشاعر :
مـن تحلَّى بغيـر ما هـو فيـه فضحته شـواهـدُ الامتـحـان
ويكفى أن ألوفاً من البشر قد شاركوا أبناءه فيه بل نازعوهم فى أبيهم الشيخ ـ إبراهيم ـ وفى قوله وبه يلوذ المحتمى والرامى إشارة إلى أنه بيت الأمان والرحمة ؛ وكأنى أرى أن المحتمى والرامى طفلان يلعبان ضرب أحدهما الآخر فاحتمى المضروب الذى لاخيار له سوى الاحتماء بصدر أبيه الحنون ولكن العجيب أن الضارب لم يتردد بل سرعان ما جاء إلى صدر أبيه يشتكي هو الآخر لأنه رأى أن لا مشتكى إلا إليه ولنتأمل معا ـ أخى القارئ ـ لفظة (المحتمى) ولتسأل نفسك لم قال المحتمى والرامى ولم يقل المرمى والرامى ؟ الجواب ـوالله أعلم ـليؤكد على أنه حقا ذو حمى وأن كل من يطلب الحماية عنده يجدها .
لقد كان الشيخ إبراهيم خير أب علم الناس الحكمة بالحكمة والموعظة الحسنة :
من علَّم الناسَ ذاك خير أبٍ ذاك أبو الروحِ لا أبا النطف
يقول الشيخ محمد عثمان عبده فى قصيدته الرجية :
من أجــلِ إبـراهيمَ بعد رجائه هذا الحديثَ ومِنحتى وكلامى
فهو الحـبيب ولا يخيب رجـاؤه أورثته سرا عليه لثامى
ولـه رجـاءٌ عندنـا ومكانـة وبه يلوذُ المُحتمى والرامـي
ولله در القائل :
يا من يذكِّرنى بعهـدِ أحبتى طابَ الحديثُ بذكرِهم ويطيبُ
أعد الحديث علىَّ من جنباته إن الحديث عن الحبيب حبيبُ
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وآله وسلم .
الوسيلة إبراهيم درار
- إثبات أولية النبي صلى الله عليه وسلم فى كل شئ
- وجوب محبته ورؤيته فى المنام عرض اعمالنا عليه صلى الله عليه وسلم
- السيرة النبوية : فرض صيام شهر رمضان وزكاة الفطر وفتح مكة وفريضة الحج
- خبر الهاتف من الجني الذي تغنى بمقدمه صلى الله عليه وسلم
تعليقات: 0
إرسال تعليق