-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 25 فبراير 2018

التعاون فى منظور الصوفية : خُلق الإنسان ضعيفاً بنفسه قوياً بربه

التعاون فى منظور الصوفية : خُلق الإنسان ضعيفاً بنفسه قوياً بربه
التعاون تعريف التعاون  موضوع التعاون  بحث قصير عن التعاون  اهمية التعاون  التعاون بين الناس  انواع التعاون  بحث عن التعاون كامل  معنى التعاون


خُلق الإنسان ضعيفاً بنفسه قوياً بربه


لقد خُلق الإنسان ضعيفاً بنفسه قوياً بربه، وبالتعاون مع أبناء جنسه، فما يستطع وحده أن يضطلع بأعباء هذه الحياة ولا أن يقضي مطالب العيش ولبانات النفس التي لا تنتهي آمالها من أجل هذا وضعت له حكمة السماء في نظام دستور عيشه، هذا العنصر الأساسي العجب، عنصر الازدواج والمشاركة، يستعين به على اقتحام الصعاب وتذليل العقبات فهذا سيدنا آدم عليه السلام وهو الإنسان الأول وأبو الخلق جميعاً لم يكن في وسعه أن يضطلع بأعباء العيش وحده وقد خلق الله له برحمته خلقاً لطيفاً أليفاً تجلَّى له في شخص أمنا حواء التي جعلها زوجاً وشريكة تؤنسه في وحدته وتعينه على أمره.

فالإنسان منذ وطئت قدماه الأرض يشعر بالحاجة الماسة إلى من يقف بجانبه، فالتعاون الذي يحس الإنسان بحاجته إليه يكون في مبتكرات المدنية والحضارة بل هو أمر طبيعي صحب الإنسان منذ نشأته، تدفعه إليه الحاجة المشتركة الملحة من الحرص على دفع الشر عن نفسه والرغبة في جلب الخير له.

ولكي يتجلى التعاون المثالي في اطاره الرائع السماوي حددت رسالات السماء أهدافه وفصلت شرائعها أنواعه فنزل قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى...} فالتعاون على طاعة الله وبر الناس طاعة ولن يكون التعاون تعاوناً إلا إذا هدف إلى تحقيق هذا الهدف الأسمى وانتظم في سلكه عقد الحكمة القائلة: الفرد للمجموع والمجموع للفرد. فجنت منه الإنسانية أفراداً وجماعات أطيب الثمرات.

والتعاون المبارك المثمر هو الذي رسم خطاه على هدى من الدين وضوء كاشف من الخلق الكريم فمشى بين الناس هدياً صادقا، ومثلاً رائعاً في حراسة سماوية من زيف واستغلال المستغلين، إن اللبنات الأولى التي يؤسس عليها بنيان التعاون الحق يحتويها جميعها خلق كريم يدعو صاحبه إلى عمل الخير وينهاه عن الشر حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويسعى جاهزاً لتوفير الجهد وتوحيد الصف واجتماع الكلمة وتوفير الثقة واستتباب الأمن والنظام. وإذا أدركنا هذا كله لانجاح الحركة التعاونية أدركنا في سهولة ويسر مدى ما يؤديه الدين من مساعدات لهذه الحركة التعاونية فلقد جاءت الديانات كلها لتنظيم العلاقة بين الناس على أساس من التعاون، وتقديم الخير وتبادل المنفعة. وفي هذا يقول تعالى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، وثمرة التعارف التعاون وفي هذا المقام يقول رسول الله عليه صلوات الله وسلامه عليه (خير الناس أنفعهم للناس).

إن التعاون الحق قد استصفى روحه ومبادئه من الأديان التي تجمعت محاسنها كلها في خير دين، دين الإسلام الذي ارتضاه لعباده رب العالمين فهذه مدرسة الصلاة تنتظم طلابها صفاً صفاً لتعلمهم بدروسها السماوية ألا يسلم لغير مولاه، وسر هذا يتجلى في هذا البنيان المرصوص وهذه مدرسة الحج الكبرى تربط بين قلوب هؤلاء الطلاب برباط روحاني سماوي لا تستطيع يد الزمن له حلاً ولا يسع هذا الجمع الجميع إلا أن يؤمنوا بأن لهم وطناً واحداً أعز عليهم من كل الأوطان هو وطن الدين.

هادية الشلالي


رابط


مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم