من كتاب انتصار اولياء الرحمن على اولياء الشيطان لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني فيما نقله عن سيدى عبد القادر الجيلاني
{وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}. واحذر أن تشكو الله وأنت معافى وعندك نعمة ما طلباً للزيادة، وتعامياً لما له عندك من النعمة والعافية ازدراء بها. فربما غضب عليك وأزالها عنك وحقق شكواك وضاعف بلاءك. وشدد عليك العقوبة. ومقتك وأسقطك من عينه. وأكثر ما ينزل بابن آدم من البلايا لشكواه من ربه عز وجل. وكان رضي الله عنه يقول لا يصلح لمجالسة الملوك إلا المطهر من رجس الزلات والمخالفات ولا تقبل أبوابه تعالى إلا طيبا من الدعاوى والهوسات. وأنت يا أخي غارق ليلاً ونهاراً في المعاصي والقاذورات. ولذلك ورد (حمى يوم كفارة سنة)، فالأمراض والشدائد جعلها الله تعالى مطهرات لك لتصلح لقربه ومجالسته لا غير. وقد ورد أيضا (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل)، ودوام البلاء خاص بأهل الولاية الكبرى. وذلك ليكونوا أبدا في الحضرة ويمتنعوا من الميل إلى غير الله تعالى. ثم إذا دام البلاء بالعبد قوى قلبه وضعف هواه. وكان رضي الله عنه يقول ارض بالدون ولا تنازع ربك في قضائه فيقصمك، ولا تغفل عنه فيسلبك. ولا تقل في دينه بهواك فيرديك. ولا تسكن إلى نفسك فتبلى بها وبمن هو شر منها. ولا تظلم أحداً ولو بسوء ظنك به وحملك له على محامل السوء، فإنه لا يجاوز بك ظلم ظالم. وكان رضي الله عنه يقول إذا وجدت في قلبك بغض شخص أو حبه فأعرض أفعاله على الكتاب والسنة، فإن كانت محبوبة فيهما فاحبه، وإن كانت مكروهة، فاكرهه لئلا تحبه بهواك وتبغضه بهواك.
تعليقات: 0
إرسال تعليق