-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الخميس، 31 أغسطس 2017

طريقة اتخاذ القرارات

طريقة اتخاذ القرارات
=

برهانيات كوم 

2 ) طريقة اتخاذ القرارات : - 

قال تعالى : 

{{ و شاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله }} 

و الشورى هي إعطاء الرأي دون أن يكون ملزما لطالب الشورى ، و قد جسد ذلك الرسول صلى الله عليـه و سلم في كثيـر مـن الأحيـان عند أخذه الشورى و التقيد بها أحيانا و عـدم التقيد بها في بعض الأحيان ، و هذه الآية تجسد نظرية إدارية كـاملة يجد المتأمل فيهـا أنها حسمت أمرا هاما ، و هو خطوات و كيفية اتخاذ القرار ، و بالرجوع إلى تجاربنا العملية نجد أنه من الصعوبة توصل أي مجموعة إلى قرار باتفاق كامل يرضي الجميع بدون تنازلات من كل الأطراف ، و أن الحصول على تنازلات في مجتمع يتكون من عدد كبير من النـاس يختلفون في الرؤى و الميول ، يعتبر ضربا من المستحيل .

لذا نجد أنه من ناحية تنظيمية لا بد من وسيلة أخـرى تعـي أراء الآخـرين و تراعى اختلافهم ، و هـذا مـا نجـده مجسـدا فـي هـذه الآيـة ، و يتضح ذلك عبر تناولنا للحديث عن مستوى إدراك المسئول { الراعي } و إدراك { الرعية } ، فالنظريات العلمية تشير إلى أن مستوى إدراك المسئول الأعلى دائمـا يكـون متقدمـا و متفوقا على مستوى الإدراك في المستويات الأخـرى { ليـس لفارق في مستوى الفهم برغم أهمية ذلك } و لا لفارق فـي مستـوى التعليـم ، و لعل المثل الشهير { الحاجة أم الاختراع } يقودنا إلى تبرير ذلك ، فكما هو معلوم أن لكل إنسان حاجات يود تحقيقها بشتى الوسائل فإذا نظرنا إلى السلم الهرمي للتنظيم نجد أن حاجة الرئيس دائما هي إنجاز أهداف عامة عليا ، حيث تكون حاجات المسئولين الأقل في المستوى الإداري عبارة عن أهداف أصغر في حدود إدارتهم و أقسامهم .

و هكذا نجد أن رئيس التنظيم ينصب اهتمامه في تحقيق الأهداف الكبرى العامة و المركز المرموق لمنظمته ، و هو بحاجته لتحقيق هذه الأهداف يكون مهيمنا بحسه و إدراكه المتقدم لاستقبال و انتقاء البيانات و المعلومات التي تحقق له ذلك .

فنجد أن المعلومات المتعلقة بذلك تجد طريقها إلى حواسه بصورة مذهلة ، في حين أن نفس هذه المعلومات لا تجد الاهتمام عند مدير أخر مثل مدير الصـيانة الـذي يـتساوى مـعه في المـؤهلات و مستوى الفهم و الخبرة إلا أن الفارق بينهما هو اختلاف الحاجات المراد تحقيقها ، حيث نجد أن إدراك مدير الصيانة هذا يكون متفوقا في كل ما يخص عمل الصيانـة ، فنجـد حواسـه تستقبـل كل المعلومات و البيانات الخاصة بذلك من تطوير ، تجويد ، تخفيض للتكلفة . 

أن تحويـل مديـر الصـيانة هـذا إلى قسـم آخر و لنقل قسم المخازن فإن هذا يؤدي إلى اختلاف حاجاته المراد تحقيقها ، بما يؤدي إلى تغير حسه الإدراكي إلى جهته الجديدة ، في حين تصبح كل المعلومات التي كان يستقبلها بشغف و ينتقيها بحسه الإدراكي المتفوق في مجال الصيانة لا تمثل شيئا بذلك بالنسبة له الآن و لا تساوى أكثر من معلومات و بيانات .

إن الحس الإدراكي كما ذكرنا يكون متفوقا لدى المديرين أو الرعاة مما يجعلهم يختلفون عن سواهم في استقبال المعلومات و البيانات و ربطها بأهدافهـم ، و لعلة من الضروري القول بأن : أي تنظيم لا يمكن أن يكون فعلا إلا بتوفير { وسيلة الربط } أن صح التعبير ، التي تستطيع استقبـال كافة المعـلومات و البيانات من البيئة و انتقاء ما يخدم أغراضه بحس إدراكي متفوق ؛ لاتخاذ القرار المناسب الذي حينئذ يأتي ملبيا لأكبر قدر من حاجات التنظيم كحاجة سائقي السيارات لشرطي المرور عند الزحام .

و هنا يبدو جليا عظمة أية الشورى التي جاءت تحمل هذه النظرية الإدارية الرائعة قبل أربعة عشر قرنا ؛ لتعاملها مع الراعي كشخص ذو إدراك متفـوق و أن الشورى لا تعدو أكثر من طرح معلومات و بيانات مشتتة ، يستطيع ذلك الراعي وحـدة فقط بإدراكه المتفوق من انتقاءها و تحليلها بصورة تختلف غالبا عن الإنسان العادي . 

و نقول إذا كان هذا هو المجال بالنسبة للرئيس أو الراعي و هو يتولى أمورا عادية ، فما بالنا و نحن نتحدث عن رئيس التنظيم في حالة هذه الطريقة ، بكل ما يحمل هذا الكلام من معاني ، فإذا كان هذا الإدراك المتفـوق يتأتى لإنسان عادى ، فـما بالنا و نحن نتحدث عمـن يمسك بمقاليـد الأمور ظاهرا و باطنا و لدية المشيئة عبر بوابة الوراثة المحمديـة .

{ و ما المشيئة إلا حيث شئنا } 

أَبىِ الـنَّاسُ الْــمَبِيتَ بِغَيْرِ دَعْوَى ** نَسُوا أَنَّ الْـمَشِيئَةَ حَيْثُ شِئْنَا

مَنْ قَالَ أَنّى لَـسْتُ مَالِـكَ أَمْرِهَا ** تَبَّتْ يَدَاهُ بِكُرْبَةٍ لـاَ تَنْجَلـىِ

نختم حديثنا في هذا المجال بربط هذه المعاني التي توصلنا إليها بباقي تنظيم الطريقة , فكما ذكرنا أنه وفقا لهذه النظرية الإدارية فإن كل مستوى أو رئيس يكون بحكم حاجته لإنجاز أهداف لجنته متفوقا على غيره , فنجد أن المسئول عن الإعلام لدية إدراك متفوق على مسئول الخدمات ، و العكس صحيح بالرغم من أن مستواهم العلمي واحد . 

عليه نجد أن على الإخوان في الطريقة الانتباه إلى أن : من يتم تعينهم في هذه المناصـب فإنهم بحكم حاجاتهم للإنجاز ، و بحكم المعلومات الواردة إليهم دون غيرهم فإنهم أفضل من غيرهم لاتخاذ القـرارات المختلفـة و التي قد تبدو أحيانا للبعض أنها غير صحيحة ، و قد يكون ذلك صحيحا فالإنسان معرض للخطأ إلا أننـا نقصد هنا المبدأ العام الغالب ، و غالبا ما نجد أن من يرى تلك القرارات غير صحيحة فإنه إذا تم تعينه لاحقا بذات المنصـب فسـوف يختلف الوضع بالنسبة له ، و تظهر الحاجات المراد تحقيقها فيقوم بإدراكه الجديد لاتخاذ نفس القرار الذي سبق و رآه مخطئا ، و لعل هذا ما يجعل العديد ممن يتم انتخابهم يغيرون آراؤهم في موضوعات كانوا يتحمسون لها بشكل مخالف قبل تولى المسئولية .

وإذا كان هذا هو الحال في الأمور العادية فما بالنا و نحن نتعامل مع لجان الطريقة و أفراد مـن أبنائها يعملون بإمداد باطني من الشـيخ و يمثلون إرادته ، و ذلك يكفى .

قال سيدي فخر الدين : { فَإِنّىِ مِعْوَانُُ لِكُلّ سَدِيدَةٍ } 

فَإِنّىِ مِعْوَانُُ لِكُلّ سَدِيدَةٍ ** وَ كُلّ فَتًى يَشقَى بِسد المسالك

و قال أيضا في بيت أخر يقصد فيه الشيخ إبراهيم :

وَ رِيَاحُ الِـلـّقَاحِ لَـوْ ذَاتَ يَوْمٍ ** عَدِمَتْ حُبَّهُ فَرِيحٌ عَقِيمُ




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم