إن عدم الانسجام بين أعضاء الإدارات العليا ، الوسطى ، و الجمهور العام ينعكس سلبا على أداء التنظيم ، و يعتبر هـذا العامل من ضمن العوامل الرئيسية و الهامة التي أدت و تؤدي إلى فشل المشروعات و التنظيمات في العالم حسب ما أسندته البحوث العلمية , و قد يكون الفارق في الاستيعاب ، أو الفارق في المستوى العلمي ، أو الخلاف الحاد في الرؤى أو أشياء في النفوس و غيرها ، الخ .
من الأسباب التي تؤدى إلى حدوث عدم الانسجام الناجم عن عدم تقبل كل طرف لرأى الآخر أو عدم اقتناعه به ، الشيء الذي يجعله لا يتقبـل كثيـراً من قـرارات الطرف الآخر و تصرفاته ، مما يؤدي تلقائيا إلى حدوث الاختلاف ، و بالتالي عدم سير العملية الإدارية بالصورة السليمة و تعثرها باستمرار ، مما يؤدي إلى التباطؤ في اتخاذ القرارات ، إضافة إلى أن إصرار كل طرف على رأيه يؤدي إلى صدور قرارات متناقضة الشيء الذي يؤدي إلى إرباك العمل بالتنظيم .
عليه نخلص إلى أن عدم الانسجام و الاختلاف يؤديان إلى : خلخلة النظام الإداري ، و عـدم الاسـتفادة مـن الكـفاءات و الخـبرات الموجودة و التي تظل إبداعاتها و مهاراتها حبيسة نظـرا لذلك .
إن التجربة العلمية و العملية القاطعة أثبتت أن : مسـتوى الأداء فـي مشـروع ما لديـه كـفاءات و خبرات بمستوى محدود ، و لكن في ظل انسجام يكون أفضل من مسـتوى الأداء فـي مشـروع آخر لديه كفـاءات و خبرات ممتازة ، و لكن في ظل عدم انسجام ، و قد صدق الله حقاً حين قال :
{{ و لا تنازعوا فتفشلوا }} .
و قال صلى الله عليه و سلم : {{ الله ثالث الشريكين ما لم يتخاونا }} ، و شراكة الله هنا عبارة عن توفيقه لهما .
و قال الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه :
لهذا : فإن بيـوت الاستشارات الإدارية دائما ما تلجأ و هي تعالج مشاكل المشروعات المختلفة إلى إزالة التفاهم ، و منع وجود أي مجموعات غير منسجمة ، علاوة على وضع نظام إداري معين يؤدي إلى منع النزاع الذي يؤدي إلى الفشل .
و هـذا الحـديث يقـودنا إلى أن وجـود الأحـقاد و الأمراض في القلوب لا يشكل بيئة صالحة للإنجـاز ، و لعل دليلا على ذلك قول الشيخ محمد عثمـان عبده : { و الصفا مفتاح } ؛ لذلك فإن وجود نظام إداري واضح و سلطات واضحة و وصف وظيفي دقيق للجان و الأفراد و اختيار كفاءات مناسبة منسجمة ، يضاف إليه وجود الصفا بين الإخوان ، و طرد الهوى من القلوب ، سيكون هو المفتاح للتوفيق .
و إن دين المصطفى { صلى الله عليه و سلم } دين الصفا يتنزه عن أن تتم خدمته بمجموعات تـتجرع الأحقاد ، و ليس لنا من الأدب الرفيع أن نتوقع خدمة هذا الدين العظيم و نحن نحمل صفة الاختلاف و الشتات ، و كما أن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيب الأموال فإنه من باب أولى لا يقبل لخدمة دينه إلا طيب الأنفس و الأرواح ، إذن فان كان هناك سبب فهو فينا ، و على ذلك فإن على الإخوان الانتبـاه لذلك ، و مراعاة التسليم لقرارات الشيخ ، و تصرفاته المباشرة ، أو الصادرة عبر لجان الطريقة بالتفـويض ، و قبـول ذلك و إزالة أي ترغيبات في النفوس و استبدالها بالصفا و الشعور الطيب و الدعاء الصالح .
تعليقات: 0
إرسال تعليق