-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 27 فبراير 2018

اصل الأوراد الصوفية وتعيين العدد فيها والالفاظ المعجمة بها وتشريعها

اصل الأوراد الصوفية وتعيين العدد فيها والالفاظ المعجمة بها وتشريعها
اصل الأوراد الصوفية وتعيين العدد فيها والالفاظ المعجمة بها وتشريعها


اصل الأوراد الصوفية وتعيين العدد فيها والالفاظ المعجمة بها وتشريعها 


نيـل المـراد فـي شـرح الأوراد

ما الأصلُ فـي الأورادِ والأحزابِ وتعيينِ العَددِ فـي العباداتِ وذكرِ الألفاظِ المعجماتِ وإنشاءِ العباداتِ على غيرِ ما أُثِرَ عنِ الشارع؟


والجواب: بفضلِ اللهِ أنَّ ذلكَ كلَّهُ عملُ النبي ﷺ والصحابةِ والسلفِ الصالحِ كلِّهم، وما خالَفَ ذلكَ إلاَّ شاذٌّ أوْ مُضِل، والأصلُ فـي ذلكَ آياتٌ عديدةٌ وأحاديثُ كثيرةٌ وآثارٌ جَمَّةٌ نذكرُ بعضَها على سبيلِ الاختصار، فمنْها:

قولُهُ تعالى{إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا ♦ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّـِكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا} سورةُ المزمِّلِ 7، 8 

وقولُهُ تعالى {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّـِكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ♦ وَمِنَ الليل فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبّـِحْهُ لَيْلا طَوِيلا} (سورةُ الإنسانِ 25، 26) 

وقولُهُ تعالى {وَسَبّـِحْ بِحَمْدِ رَبّـِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْــسِ وَقَبْلَ الْغُرُوب وَمـِنَ الَّيْلِ فَسَبّـِحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجـُود) سورة ق 39، 40 

وقولُهُ تعـالى (كَانُوا قَلِيلا مّـِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ♦ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون} سورةُ الذاريات 17، 18.

وقولُهُ ﷺ (أَحَبُّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى) ذكرَهُ الغزاليُّ فـي الإحياءِ 

وقولُه ﷺ (اكْلُفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا)

وقولُه ﷺ (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَل) 

وقولُهُ ﷺ (مَنْ عَوَّدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادَةً فَتَرَكَهَا مَلاَلَةً مَقَتَهُ اللَّهُ تَعَالَى) 

وقولُهُ ﷺ (مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ بِاللَّيْلِ فَقَرَأَهُ بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَالظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْل) رواهُ مسلم. 

وقولُ الإمامِ الحسن: (أَشَدُّ الأَعْمَالِ قِيَامُ اللَّيْلِ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِك، وَمُدَاوَمَةُ الأَوْرَادِ مِنْ أَخْلاَقِ الْمُؤْمِنِينَ وَطَرَائِقِ الْعَابِدِينَ وَهِيَ مَزِيدُ الإِيمَانِ وَعَلاَمَةُ الإِيقَان)

أمّا عنِ الأورادِ عندَ الصوفيةِ فلقدْ قالَ فيها سيدي أحمدُ زروق : 


(وبالجملةِ فأحزابُ المشايخِ صفةُ حالِهمْ ونكتةُ مقالِهمْ وميراثُ علومِهمْ وأعمالِهم، وبذلكَ جَرَوْا فـي كلِّ أمورِهمْ لا بالهوى فلِذلكَ قُبِلَ كلامُهمْ ـ وربّما جاءَ ـ بعدُ ـ مَنْ أرادَ محاولةَ ذلكَ بنفسِهِ لِنفسِهِ فعادَ ما تَوَجَّهَ لهُ عليهِ بعكسِه؛ وما هوَ إلاَّ كما يُحْكَى عنِ النَّحلةِ أنَّها عَلَّمَتِ الزنبورَ طريقةَ النسجِ فنَسَجَ على منوالِها ووضعَ بيتاً على مثالِها ثمَّ ادَّعَى أنَّ لهُ مِنَ الفضيلةِ ما لَها فقالَتْ له: هذا البيت، وأينَ العسل؟!. فإنَّما السرُّ فـي السكّانِ لا فـي المنزل، فأحوالُهمْ مؤيَّدةٌ بعلومِهمْ مُسَدَّدةٌ بإلهاماتِهمْ مصحوبةٌ بكراماتِهمْ). (شرحُ حزبِ البحرِ لِسيدي أحمدَ زروق). 

ويقولُ العلاّمةُ الصاويُّ فـي حاشيتِهِ على الشرحِ الصغير: أورادُ العارفينَ لا تخلو مِنْ كونِها مِنَ الكتابِ أوِ السُّنَّةِ أوِ الفتحِ الإلهي؛ ولِذلكَ تُقَدَّمُ على غيرِها

 والوردُ إجمالاً هو: 


إقامةُ الطاعاتِ فـي الأوقاتِ 

ومسكُ الختامِ قولُ سيدي فخرِ الدينِ عندَما سُئِل: 


هلْ أورادُ العارفينَ على غيرِ ما وردَ نصاً فـي السُّنَّةِ المطهّرةِ مقبولة شرعا؟ هلْ هناكَ ما يفيدُ بأنَّ ما وردَ عنِ العارفينَ مِنْ أوراد لمْ تُدَوَّنْ فـي كتبِ السُّنَّةِ مقبولٌ ومعتمَدٌ فـي الدينِ؟ 


فأجابَ رضي الله عنه بما يفيدُ أنَّها معتمَدةٌ ومقبولةٌ لأنَّها إجماع وإجماع الناسِ على الخبيرِ مِنَ الصالحينَ الذاكرينَ فيهِ الكفايةُ على الاتِّباعِ لِقولِهِ تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّـِهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا} سورةُ النساءِ 511

أمّا عنِ المسبحةِ والعَددِ 


فالأدلةُ عقليةٌ ونقليةٌ لا سبيلَ لإنكارِها إلاَّ مِنْ مجادِلٍ مُغْرِضٍ لا يبتغي وجهَ اللهِ فـي أعمالِ دينِه، فمِنْ ذلكَ أنَّ اللهَ تعــالَتْ حكمتُهُ قَيَّدَ العباداتِ فـي الأوقاتِ والمقادير، فما مِنْ عبادةٍ إلاَّ ولَها كَمٌّ وكيفٌ وميقـات، فإذا تَحَقَّقَ هذا فـي الأركانِ والفرائضِ فما الغريبُ فـي كونِهِ فـي النـوافلِ حاصل؟!ومِنْ وجهٍ آخَرَ إذا كانَ مِنْ أسماءِ اللهِ الحسنى الاسمانِ الكريمانِ (الحسيبُ والمحصِي) فمِنَ المعروفِ أنَّ لِكلِّ اسـمٍ فـي الكونِ تَجَلٍّ فكيفَ يكـونُ تَجَلِّيهما فـي أشرفِ الأعمالِ على الإطلاقِ وهوَ العبادة؟ فلا شـكَّ أنْ يكونَ الحسابُ والإحصاءُ ظاهرَيْنِ فـي كلِّ العباد العبادات الفرضية و النفلية، و هكذا صنع الشارع ﷺ.

د. ابراهيم دسوقي






مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم