برهانيات كوم
الضروريات في هذه الحياة الدنيا سهلة وميسورة، إنما التعب كل التعب في التكلف في الكماليات، والكماليات لا نهاية لها، فكان الإنسان يتعب نفسه طول حياته، فالصوفي آمن في سربه، مطمئن في نفسه، قرير العين راضٍ عن ربه، وربه راضٍ عنه، فهنيئاً له ثم هنيئاً وهو مؤمن بقوله تعالى: (أليس اللّه بكافٍ عبده) قال شقيق البلخي لمعروف الكرخي: كيف حالكم يا كرخي؟ قال: إن وجدنا أكلنا، وإن لم نجد صبرنا، قال: هذا حال كلاب بني بلخ فقال: معروف الكرخي لشقيق البلخي: وكيف أحوالكم يا بلخي؟ قال: إن وجدنا آثرنا وإن لم نجد شكرنا، فهكذا حال الصوفي كما كان صلى الله عليه وسلم ومن كان معه... من هؤلاء مصدر الصوفية وكما قال أبو هريرة رضي الله عنه حين سئل: ألم تتخذ لك منزلا في الدنيا؟ قال: وهل أنا مجنون؟ قيل له وكيف ذلك قال: أرأيت لو نزل رجل ببلد لقضاء حاجة ويرتحل عنها هل يبنى له بيتاً للإقامة؟ قال: لا، قال: ونحن مرتحلون من هذه الدنيا فكيف نوطد وندعم فيها ونحن مفارقوها وهكذا كان أشباهه الكثير من خيرة الصحابة كسيدنا حذيفة وابن مسعود وغيرهم من أجلاء الصحابة، قال في مجمع الزوائد عن علقمة قال دخلت على عليّ رضي الله عنه فإذا بين يديه طعام خشن فقلت يا أمير المؤمنين أتأكل مثل هذا فقال كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا، فإن لم آخذ نفسي بما أخذ به نفسه خفت أن لا ألحقه فحال الصوفي كحال المستعد للسفر فليس له اطمئنان في الدنيا إلا برضوان اللّه تعالى عنه فيه.المنحة في المسبحةالحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد فقد طال السؤال عن السبحة، هل لها أصل في السنة؟ فجمعت فيها هذا الجزء، متتبعا فيه ما ورد من الأحاديث والآثار، واللّه المستعان. أخرج ابن أبي يبة وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عمرو قال - (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده).وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم عن بسيرة - وكانت من المهاجرات - قالت - قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعتقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات ومستنطقات).
تعليقات: 0
إرسال تعليق