-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الخميس، 31 أغسطس 2017

يا أولاد قلبي لا تجالسوا أرباب المحال، وزخرف الأقوال ولقلقة اللسان

يا أولاد قلبي لا تجالسوا أرباب المحال، وزخرف الأقوال ولقلقة اللسان
=

برهانيات كوم 

من كتاب انتصار اولياء الرحمن على أولياء الشيطان لسيدى فخر الدين فيما رواه عن سيدى ابراهيم الدسوقي 

وكان يقول: يا أولاد قلبي لا تجالسوا أرباب المحال، وزخرف الأقوال ولقلقة اللسان، وجالسوا من هو مقبل على ربه، حتى أخذت منه الطريق، ودقَّهُ التمزيق، وتفرق عنه كل صديق، حتى عاد كالخلال، وذاب جسمه من تجرع شراب سموم الطريق، وصار نومه أفضل من عبادة غيره، لأنه في نومه في حضرة ربه، وربما كان العابد في عبادته مع نفسه.

وكان رضي الله عنه يقول: عليكم بتصديق القوم في كل ما يدعون فقد أفلح المصدقون وخاب المستهزئون فإن الله تعالى يقذف في سر خواص عباده ما لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا بدل ولا صديق ولا ولي. ما أنا قلت هذا من عندي إنما هو كلام أهل العلم بالله تعالى. فما للعاقل إلا التسليم وإلا فاتوه وفاتهم وحرم فوائدهم وخسر الدارين.

وكان رضي الله عنه يقول: علامة المريد الصادق أن يكون سائراً في الطريق ليلاً ونهاراً غدواً وإبكاراً لا مقيل له، ولا هدو، وجواده قد فرغ من اللحم وامتلأ من الشجاعة والهم، قد شف مطيته السرى وأسقهما البرى لا يقيد همته مقيد ولا يهوله مهلك ولا توجعه ضربات الصوارم، ولا يشغله شيطان غوي، ولا مارد جني كل من خاصمه في محبوبه عاد مخصوماً لا يهدأ ولا ينام ولا يصحو بل الدهر كله له سري، حتى يدخل خيام ليلى ويضعَ خدَّهُ على أطناب الخيام فإذا سمع الخطاب بالترحيب من الأحباب انتعش وطاب، وسمع الخطاب بالترحيب من قاب قوسين هناك استراح، يا طالما قطعت براري وقفاراً وجبالاً وبحاراً وظلاماً وناراً، يا طول ما تعبت وتعنيت، ويا طول ما رجع غيركُ من الطريق، وجئت فأكرم الله تعالى مثواك، ولا خيب مسعاك، أنت اليوم ضعيف عندنا، ويومنا لا انقضاء له أبد الآبدين ودهر الداهرين. وكان يقول: من شأن الفقير:أن لا يكون عنده حسد ولا غيبة ولا بغي ولا مخادعة ولا مكابرة ولا مماراة ولا ممالقة ولا مكاذبة ولا كبر ولا عجب ولا ترف ولا افتخار ولا شطح ولا حظوظ نفس ولا تصدّر في المجالس ولا رؤية نفس على أخيه ولا جدال ولا امتحان ولا تنقيص ولا سوء ظن بأحد من أهل الطريق ولاممن تزيق بالزيق ولا يقدح قط في صاحب خرقة إلا أن خالف صريح الكتاب والسنة اختياراً وكان يقول: من شرط الفقير أن لا يكون عنده التفات إلى مراعاة المخلوقين له في الحرمة والجاه والقيام والقعود والقبول والإعراض وغير ذلك من الأحوال الظاهرة لأنه لا يراعي إلا الله تعالى.




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم