شرح ومعنى هو ملجأ الشفعاء صاحب سجدة يوم الزحام و لا يخيب رجاه
- وأقتل باسم الله فى الصب نفسه فيحيا حياة الصالحين بقتلتى
- شرح ألا إن داء الحب للصب علةٌ ولكنها تشفى عضال الأعلة
- يموت شهيداً من أحب محمدا وآلاً وأصحاباً فيا سعد ميت
- وبى يهتدى للقصد من جاء قاصداً حماى وإن حم القضا بالحمية
الحمد لله الكريم الجواد المنعم على العباد بأعظم الشفعاء يوم الميعاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال وهو أصدق القائلين (أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم علىّ صلاة) والذى قال وقوله حق (من نسى الصلاة علىّ خطى طريق الجنة) اللهم صلّ عليه وآله وصحبه وسلم تسليما، ان العقل هو اداة لادراك الاشياء المحسوسة ولذا وجب توظيفه بحيث لا يتجاوز ما وضع له أما النقل فهو ما يجب التسليم به علما بان اى محاولة لتفسير أو تأويل النص المنقول ليوافق هوى العقل واالرأى تهوى بصاحبها ؛ يقول سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه (أى أرض تقلنى وأى سماء تظلنى إذا قلت فى كتاب الله بما لا أعلم)
وتطبيقا لهذه القاعدة وهى التسليم للمنقول فاننا نؤمن بان هناك يوم آخر مقداره خمسون ألف سنة ونؤمن أيضا بكل ما فى ذلك اليوم الآتى فهو يوم يفر فيه المرء من امه وابيه وصاحبته وبنيه وهو يوم تشخص فيه الابصار وتقترب الشمس من الرؤوس ولا ظل الا ظله تعالى وقد ألجم العرق الناس وعظم الخطب وجئ بجهنم وطال الوقوف بالناس ولم يعلموا ما يريد الحق بهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فى ذلك اليوم يلجأ ذلك الجمع الى الانيياء طلبا للشفاعة عند الله تعالى ليخفف عنهم عذاب وقفتهم تلك ولو الى جهنم وتخبرنا النصوص المنقولة ان كل الانبياء يستحون فى ذلك اليوم من الله تعالى الا حبيبنا صلى الله عليه وسلم الذى يقول (أنا لها) وذاك هو المقام المحمود الذى وعده الله به يوم القيامة ـ فيأتى ويسجد ويحمد الله بمحامد يلهمه الله تعالى إياها فى ذلك الوقت لم يكن يعلمها قبل ذلك ثم يشفع الى ربه ان يفتح الله باب الشفاعة للخلق فيفتح الله ذلك الباب فياذن فى الشفاعة للملائكة والرسل والانبياء والمؤمنين ؛ إذن فحبيبنا صلى الله عليه وسلم هو ملجأ الشفعاء يوم القيامة. تلك المعانى ينظمها الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى فيقول:
يسمى أبناء بنت عدنان (هو) ضمير يدل على الغائب الذى سبق الحديث عنه ولا شك ان الحديث هنا عن النبى صلى الله عليه وسلم فى اول نظم الشيخ اذ يقول:
ارى من كريم المولدين اشارة وان اشارات الحبيب بشائر
وكثر ذكر (هو) فى القصيدة وليس المراد الا التدليل والتأكيد على المخبر عنه والتلذذ بذكره. وسر بلاغة هذه اللفظة (هو) وغيرها من بنات جنسها انها حرف لمبهم وعندما يبدأ المتكلم به فانه يثبته لا محالة فى ذهن السامع ويلفت انتباهه له ذلك لأن السامع لا يدرى ما المقصود فاذا فعل ذلك وتمكن منه كان اجدر به ألا ينكر الذى سيثبته له المتكلم بعد ذلك وهذا ما يفعله الشيخ كثيرا وهو هنا وعندما قال (هو) أشعر السامع بان هناك خبرا سيحدثه به عن (هو) وعندما قال (ملجأ الشفعاء) كان لا بد ان يكون هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و تلك هى الجملة الاولى.
اما الجملة الثانية وهى قوله (صاحب سجدة) فهو يكنى فيها بيوم الزحام عن يوم القيامة ولعل فى ذلك من البلاغة ما لا يخفى فان يوم الزحام يوحى لنا بشدة ذلك اليوم وضراوته وكل امرئ لا يشغله شئ عن نفسه حتى انه لا ينتبه لحاله والحال لا يوصف، ولتنظر ـ عزيزى القارئ جعلك الله من اهل السعادتين لقول الشاعر يصف ضيق ارضنا لكثرة الزحام ولا مجال للمقارنة مع ارض المحشر:
سبقنا الى الدنيا فلو عاش اهلها منعنا بها من جيئة وذهوب
وتعنى عبارة (صاحب سجدة) ان النبى صلى الله عليه وسلم ـ كما وردـ قد ثبت انه سجد سجدة طلب فيها من الله تعالى ان يفتح باب الشفاعة وفى هذه العبارة حذف للمبتدأ اذ ان الترتيب ان يقول (هو صاحب سجدة) وهذا الحذف يفيد الايجاز بالاضافة للتأكيد.
ولتتأمل مرة اخرى ـ أخى القارئ للجملة الاولى((هو ملجأ الشفعاء(( مع ذكر (هو) وللجملة الثانية (صاحب سجدة) مع حذف (هو) تجد البلاغة تبسط يديها مع فصل الجملة الثانية عن الاولى ؛ فهو لم يقل هو ملجأ الشفعاء وصاحب سجدة اى انه ترك العطف بالواو بين الجملتين وهذا ما يسمى بالفصل وسره هنا ان الجملة الثانية لا علاقة لها بالاوليفلا مسوق اذن للعطف بينهما كما هو ظاهر وقد وصل الناظم بين الجملتين الثانية والثالثة (صاحب سجدة يوم الزحام) و (ولا يخيب رجاه) وهذا ما يسمى بالوصل وسر ذلك المناسبة بين الجملتين والمعنى انه عندما يلجأ اليه الشفعاء يسجد سجدة يطلب ويرجو الشفاعة من الله ولا يخيب رجاه عند الله لا سيما ان ربه تعالى قال مخاطبا اياه {ولسوف يعطيك ربك فترضى} فقال صلى الله عليه وسلم والله لا ارضى وأحد من امتى فى النار. قال حسان بن ثابت:
ولقد سمعنا فى الضحى ولسوف يعطى فسر سماعنا هـــذا العطـاء
وحاشا يـا رسول الله تـرضـــى وفينـا من يعـذب أو يســاء
وصل اللهم على ملجأ الشفعاء يوم الزحام وآله وسلم
د. الوسيلة إبراهيم
وتطبيقا لهذه القاعدة وهى التسليم للمنقول فاننا نؤمن بان هناك يوم آخر مقداره خمسون ألف سنة ونؤمن أيضا بكل ما فى ذلك اليوم الآتى فهو يوم يفر فيه المرء من امه وابيه وصاحبته وبنيه وهو يوم تشخص فيه الابصار وتقترب الشمس من الرؤوس ولا ظل الا ظله تعالى وقد ألجم العرق الناس وعظم الخطب وجئ بجهنم وطال الوقوف بالناس ولم يعلموا ما يريد الحق بهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فى ذلك اليوم يلجأ ذلك الجمع الى الانيياء طلبا للشفاعة عند الله تعالى ليخفف عنهم عذاب وقفتهم تلك ولو الى جهنم وتخبرنا النصوص المنقولة ان كل الانبياء يستحون فى ذلك اليوم من الله تعالى الا حبيبنا صلى الله عليه وسلم الذى يقول (أنا لها) وذاك هو المقام المحمود الذى وعده الله به يوم القيامة ـ فيأتى ويسجد ويحمد الله بمحامد يلهمه الله تعالى إياها فى ذلك الوقت لم يكن يعلمها قبل ذلك ثم يشفع الى ربه ان يفتح الله باب الشفاعة للخلق فيفتح الله ذلك الباب فياذن فى الشفاعة للملائكة والرسل والانبياء والمؤمنين ؛ إذن فحبيبنا صلى الله عليه وسلم هو ملجأ الشفعاء يوم القيامة. تلك المعانى ينظمها الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى فيقول:
هو ملجأ الشفعاء صاحب سجدة يوم الزحام و لا يخيب رجاه
يسمى أبناء بنت عدنان (هو) ضمير يدل على الغائب الذى سبق الحديث عنه ولا شك ان الحديث هنا عن النبى صلى الله عليه وسلم فى اول نظم الشيخ اذ يقول:
ارى من كريم المولدين اشارة وان اشارات الحبيب بشائر
وكثر ذكر (هو) فى القصيدة وليس المراد الا التدليل والتأكيد على المخبر عنه والتلذذ بذكره. وسر بلاغة هذه اللفظة (هو) وغيرها من بنات جنسها انها حرف لمبهم وعندما يبدأ المتكلم به فانه يثبته لا محالة فى ذهن السامع ويلفت انتباهه له ذلك لأن السامع لا يدرى ما المقصود فاذا فعل ذلك وتمكن منه كان اجدر به ألا ينكر الذى سيثبته له المتكلم بعد ذلك وهذا ما يفعله الشيخ كثيرا وهو هنا وعندما قال (هو) أشعر السامع بان هناك خبرا سيحدثه به عن (هو) وعندما قال (ملجأ الشفعاء) كان لا بد ان يكون هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و تلك هى الجملة الاولى.
اما الجملة الثانية وهى قوله (صاحب سجدة) فهو يكنى فيها بيوم الزحام عن يوم القيامة ولعل فى ذلك من البلاغة ما لا يخفى فان يوم الزحام يوحى لنا بشدة ذلك اليوم وضراوته وكل امرئ لا يشغله شئ عن نفسه حتى انه لا ينتبه لحاله والحال لا يوصف، ولتنظر ـ عزيزى القارئ جعلك الله من اهل السعادتين لقول الشاعر يصف ضيق ارضنا لكثرة الزحام ولا مجال للمقارنة مع ارض المحشر:
سبقنا الى الدنيا فلو عاش اهلها منعنا بها من جيئة وذهوب
وتعنى عبارة (صاحب سجدة) ان النبى صلى الله عليه وسلم ـ كما وردـ قد ثبت انه سجد سجدة طلب فيها من الله تعالى ان يفتح باب الشفاعة وفى هذه العبارة حذف للمبتدأ اذ ان الترتيب ان يقول (هو صاحب سجدة) وهذا الحذف يفيد الايجاز بالاضافة للتأكيد.
ولتتأمل مرة اخرى ـ أخى القارئ للجملة الاولى((هو ملجأ الشفعاء(( مع ذكر (هو) وللجملة الثانية (صاحب سجدة) مع حذف (هو) تجد البلاغة تبسط يديها مع فصل الجملة الثانية عن الاولى ؛ فهو لم يقل هو ملجأ الشفعاء وصاحب سجدة اى انه ترك العطف بالواو بين الجملتين وهذا ما يسمى بالفصل وسره هنا ان الجملة الثانية لا علاقة لها بالاوليفلا مسوق اذن للعطف بينهما كما هو ظاهر وقد وصل الناظم بين الجملتين الثانية والثالثة (صاحب سجدة يوم الزحام) و (ولا يخيب رجاه) وهذا ما يسمى بالوصل وسر ذلك المناسبة بين الجملتين والمعنى انه عندما يلجأ اليه الشفعاء يسجد سجدة يطلب ويرجو الشفاعة من الله ولا يخيب رجاه عند الله لا سيما ان ربه تعالى قال مخاطبا اياه {ولسوف يعطيك ربك فترضى} فقال صلى الله عليه وسلم والله لا ارضى وأحد من امتى فى النار. قال حسان بن ثابت:
ولقد سمعنا فى الضحى ولسوف يعطى فسر سماعنا هـــذا العطـاء
وحاشا يـا رسول الله تـرضـــى وفينـا من يعـذب أو يســاء
وصل اللهم على ملجأ الشفعاء يوم الزحام وآله وسلم
د. الوسيلة إبراهيم
- وإن حبال الوصل بالأصل أوصلت وإنى حبل الله والوصل فيئتى
- حديثى نورٌ لو تلقاه مهتد ونار على قلب إذا فى أكنة
- فكيف يوالى الخل خالٍ من الهوى وكيف يواسى الآيسين بغضبتى
- كذلك ما أرويه حقا مقامه تقلد فى الترتيب أعظم رتبة
تعليقات: 0
إرسال تعليق