شرح ومعنى أضرمت في حشا محبك نار نعمت النار بـل ونعم الوقـود
- شرح ومعنى هو ملجأ الشفعاء صاحب سجدة يوم الزحام و لا يخيب رجاه
- شرح ومعنى هدينا بل حبينا بل وإنا بما جاء النبي غدا هوانا
- شرح ومعنى لا تغيب الشمس عن عود لنا كل ظلٍّ دون ستري ينحسر
نعمت النار بل ونعم الوقود
الحمد لله الذي فرض علينا حب نبيه صلى الله عليه وسلم والحمد لله الودود الذي اصطفى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقيل له الحبيب وصلِ اللهم على من قال وهو لا ينطق عن الهوى (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده ونفسه التي بين جنبيه) أو كما قال وآله وسلم تسليم.
يعلم الناس بالضرورة ضرورة وجود عاطفة الحب لا سيما وهم يعيشون بها وقد تتغلغل تلك العاطفة في داخل المرء وتتعمق فيه ثم تصبح أبعد عمقاً وهكذا إلى أن يصير المحب فانياً في المحبوب :
خطرات ذكرى تستثير مودتي وأحس منها في الفؤاد دبيبـا
لا عضو لي إلا وفيه محبـةٌ فكأن أعضـائي خلقن قلوبـا
فإن الحب مقام إلهي إذ أن الله قد وصف به نفسه وتسمى بالودود ومما أوحى الله به إلى سيدنا موسى عليه السلام في التوراة (يا ابن آدم إني وحقي لك محب فبحقي عليك كن لي محبا) ويقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الباب إلى حضرة مولاه تعالى ، وقد صرح الصوفية بأن الاتباع يوجب محبته صلى الله عليه وسلم ولذا نجد لسان حالهم يردد ويكرر :
حبيب ليس يعدلــه حبيب ولا لسـواه فـي قلبي نصيـب
وأيضاً :
ولقد صرفت لحبه كلي على يد حسنه فحمدت حسن تصرفي
ويقول الشيخ محمد عثمان عبده يصف ما يفعله حب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن يحبه :
أضرمت في حشا محبك نار نعمت النار بـل ونعم الوقـود
إن النار دفء والنار دواء والنار داء والنار عذاب... والشوق نار حامية ونعمت النار هي نار الشوق وأي شوق غير الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد اشتعلت تلك النار في حشا من يحبه ولقد نص الشيخ على الحشا ليدلل على أن ذلك المحب قد وصل في حبه إلى مرتبة العشق وهو الحب المطلق فإن الحب إذا عانق القلب والأحشاء سمي عشقاً :
ولما ذكـرت الحب قالت كذبتـني الست أرى منك العظام كواسيا
وما الحب حتى يلصق الجلد بالحشا وتخرسا حتى لا تجيب مناديـا
وتهزل حتى لا يبقى لك الهــوى سـوى مقلة تبكي بها وتناجـيا
لقد حذف الشيخ محمد عثمان عبده في نظمه فاعل الإضرام فبنى الفعل للمجهول ليثبت حدوث الفعل ولعدم حاجة السامع لمعرفة الفاعل، كما أن تقديم قوله (في حشا محبك) على قوله (نار) وهي نائب فاعل ما يفيد أيضاً اثبات انتقال النار على وجه الخصوص في حشا المحب. ويبدو أن تلك النار ليست ككل نار إذ أنه أتى بها نكرة أي أنها نار مخصوصة بدليل قوله (نعمت النار) بل قوله (نعم الوقود) ويفهم ضمنا أن بئست النار هي نار الحب في غير حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبئس الوقود هو مسبب ذلك الحب.
ونجد أن الصوفية قد أولعوا بالمحبوب فأصبحوا في سبيل ارضائه والوصول إليه لا يبالون بما يجدونه من أرق وغيره وعجبي أن ما يجيدونه على خلاف العادة :
كـل سوء في هواهم حسنـا وعــذابي برضـاهم عذبـا
ويقول الشيخ محمد عثمان عبده :
ألا إن داء الحب للصب علة ولكنها تشفي عضال الأعلــة
فلعل نارهم تصير برداً وسلاماً لسمو غاياتهم ورفعته.
ولتنظر عزيزنا القارئ لقوله (نعمت النار ونعم الوقود) تجد أنه قد نظم هاتين الجملتين بعد قوله في صدر البيت (أضرمت في حشا محبك نار) وذلك ليدلل على أن نار الحب وأسبابها (الوقود) لا تتنافى مع ما جاء به الإسلام أي أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي حصلت بالإلتزام بنهجه وكثرة الصلاة عليه هي نعم المحبة وأن أسباب حصولها هي نعم الأعمال. وتفيد الواو مع بل في قوله (بل ونعم الوقود) بعد جملة (نعمت النار) العطف مع عدم سقوط الجملة السابقة لها أي نعمت النار مع نعم الوقود.
وهناك إشارة لطيفة أخرى هي أن تلك النار قد تزداد دائماً وذلك بإزدياد الوقود فكلما ازداد الوقود ازدادت النار اشتعالاً ولا غرابة في ذلك إذ أن الحب شربٌ بلا ري وقالوا إن من حد الحب ما عرفه
وصلى اللهم على سيدنا محمد من كانت نار حبه نعمت النار بل ونعم الوقود وآله وسلم.
د. الوسيلة إبراهيم
- شرح ومعنى ولديه مفتاح المعانى جملة حاشا يماري بالذى او بالتى
- شرح ومعنى : كرم بلا كم ولا كيفية كف كريم ارضه وسماه
- شرح ومعنى : من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا

تعليقات: 0
إرسال تعليق