براعة المطالع فى ديوان شراب الوصل
لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني
لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني
- شرح ديوان شراب الوصل شرح الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والتِّسْعُون : ( كَيْفَ التَّجَلِّي وَالْهُوِيَّةُ بَلْقَعٌ )
- شرح ديوان شراب الوصل شرح الْقَصِيدَة الرّابِعَة والتِّسْعُون : ( لِلَّهِ قَوْمٌ خُوطِبُوا فِي قَوْلِهِ )
- شرح ديوان شراب الوصل شرح الْقَصِيدَة الثّالِثَة والتِّسْعُون : ( عُلُومُ الذَّاتِ دُونَ السِّتْرِ وَهْمٌ )
براعة المطالع
لى فى ابتدا مدحكم يا عرب ذى سلم براعة تستهل الدمع فى العـلــم
قال الحموى اعلم أنه اتفق علماء البديع على أن براعة المطلع عبارة عن طلوع أهلة المعانى واضحة فى استهلالها وأن لا يتجافى بجنوب الألفاظ عن مضاجع الرقة وأن يكون التشبيب بنسيبها مرقصا عند السماع وطرق السهولة متكفلة لها بالسلامة من تجشم الحزن ومطلعها مع اجتناب الحشو ليس له تعلق بما بعده وشرطوا أن يجتهد الناظم فى تناسب قسميه بحيث لا يكون شطره الأول أجنبيا من شطره الثانى وقد سمى ابن المعتز براعة الاستهلال حسن الابتداء وفى هذه التسمية تنبيه على تحسين المطالع وإن أخل الناظم بهذه الشروط لم يأت بشئ من حسن الابتداء وأورد فى هذا الباب قول النابغة:
كلينى لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطئ الكواكب
ومع الشيخ الجليل الذى أجاد حسن الإستهلال مرة بعد أخرى حيث يستهل بمجامع الأمر ثم ينثنى تفصيلا وتعليلا فنجد أنه شرح قول المولى ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾ ولكن الشيخ يبدأ من منتهى الآية ليتحدث عن جمال المنحة الإلهية بزيادة بعد الزيادة ولا حرج على فضل المولى:
الله من بعد الزيادة زادنـى فهو القدير ومنه لديه قديـر
وبالرغم من أن الكلام عن الإلهيات يستوجب الجلال مما يجعل اللفظ يجنب عن مواطن الرقة إلا أن انسياب الموسيقى غطت بجمالها جلال موقف التجلى الذى قال فيه ابن الفارض:
صارت جبالــى دكـــا من هيبة المتجــلــــى
كما نلاحظ تناسب شطرى المطلع فهذا فى الأخذ وذاك فى العطاء أو نقول هذا فى العبودية وذاك فى الربوبية كما أن دسم المعانى قد أغناه عن حشو الألفاظ فليس هناك أى نوع من التكلف مع ملاحظة سريان الطرب مع حسن الأدب، والأعجب من كل ذلك التناسب بين المعانى والمبانى فمثلا لا يتوقع القارئ للمحسن إلا الحسنى ولكن القدير أعطى الحسنى وزيادة فمن لديه قدير يزيده بعد الزيادة وليس بعد الحسنى، ولذا تحملت الحروف معانيها فى طرب يتراقص من ثقل الكلمات وخفة الأوزان الذى تعمد الشيخ دائما فى مطالع فرائده أن يجمع ملخصا لفريدته فى مطلعها وانظر معى:
إنى رأيت وقلت يا قومى أرى ولى الفخار ومكتـى أم القرى
هذا فى حسن الجمال المطلعى المتناسب الذى يتوائم مع الرقة والعذوبة وإليك تناسب المعانى مع المبانى (هلا تشهدانى):
كلت مبانى ما أقول عن الذى أرمى إلى معناه أو إثباتــه
شيخ أبوه
- شرح ديوان شراب الوصل شرح الْقَصِيدَة الثّانِيَة والتِّسْعُون : ( عَنِ الْحُضَيْرَاتِ فِي التَّمْثَالِ تَسْألُنِي )
- شرح ديوان شراب الوصل شرح الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والتِّسْعُون : ( بِأَحْمَدَ حَيْثُ الأَحْمَدِيَّةُ يَهْتَدِي )
- شرح ديوان شراب الوصل شرح الْقَصِيدَة التِّسْعُون : ( مَا كَانَ لِي أَنْ يَكُونَ الصَّدُّ مِنْ شِيَمِي )

تعليقات: 0
إرسال تعليق