شرح الأوراد : المراقبة 3 سبتمبر 08, 2017 الصفحة الرئيسية شرح الأوراد برهانيات كوم وفيهِ خَبَرٌ مَرْوِيٌّ : عَنْ سَيِّدِنَا أبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال { إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك } (1) صَدَقَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ ، والتَّفَرُّغُ لِلعبادةِ لَيْسَ كَمَا يَفْهَمُ البَعْضُ إنكاراً على أحوالِ السّادةِ الصُّوفِيَّةِ - رضي الله عنهم - ؛ وإنَّمَا هوَ - كَمَا ذَكَرَ شَيْخُنَا - رضي الله عنه - أنْ يَكُونَ لِلمُرِيدِ وَقْتٌ خالصٌ معَ اللهِ ( نظيف ) في كُلِّ يَوْمٍ ، وهوَ نَفْسُهُ صنيعُ سَيِّدِ الخَلْقِ - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ قال { لِي سَاعَةٌ مَعَ رَبِّي لاَ يَسَعُنِي فِيهَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلاَ مَلَكٌ مُقَرَّب } ، فكانَ التَّفَرُّغُ في الحديثِ بِمَعْنَى إفراغِ القلبِ مِمَّا سِوَى اللهِ كَمَا هوَ الحالُ في أُمِّ سَيِّدِنَا مُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ - حَيْثُ قالَ فِيهَا رَبُّ العِزَّة {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَرِغا} (2) قالَ الشَّيْخُ - رضي الله عنه - : أيْ مِمَّا سِوَى اللهِ ، ولِذلكَ سَمَّاهُ " فؤاداً " ولَمْ يُسَمِّهِ " قلباً " ؛ حَيْثُ انْتَفَى عَنْهُ تَقَلُّبُ قلوبِ أهْلِ التَّلْوِينِ فصارَ مِنْ أهْلِ التَّمْكِينِ ، ولِذلكَ أطاعَتِ الأمرَ مِنْ فَوْرِهَا حِينَ أمَرَهَا {فَاقْذِفِيهِ فِى الْيَمّ} (3) وذلكَ مِنْ غَيْرِ تأجيلٍ أوْ تَراخٍ ؛ لأنَّ الفؤادَ قَدْ سَكَنَ بفعلِ النُّورِ الإلهيِّ ، جَعَلَنَا اللهُ مِنْ جملةِ عبادِهِ المُخْلِصِينَ المُخْلَصِينَ ، واللهُ وليُّ التَّوْفِيق . __________ (1) 1- أَخْرَجَه التّرمذيّ وابن ماجة والحاكم وأحمد والطّبرانيّ في الكبير . (2) 2- سورة القصص : 10 (3) 3- سورة طه : 39
برهانيات كوم وفيهِ خَبَرٌ مَرْوِيٌّ : عَنْ سَيِّدِنَا أبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال { إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك } (1) صَدَقَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ ، والتَّفَرُّغُ لِلعبادةِ لَيْسَ كَمَا يَفْهَمُ البَعْضُ إنكاراً على أحوالِ السّادةِ الصُّوفِيَّةِ - رضي الله عنهم - ؛ وإنَّمَا هوَ - كَمَا ذَكَرَ شَيْخُنَا - رضي الله عنه - أنْ يَكُونَ لِلمُرِيدِ وَقْتٌ خالصٌ معَ اللهِ ( نظيف ) في كُلِّ يَوْمٍ ، وهوَ نَفْسُهُ صنيعُ سَيِّدِ الخَلْقِ - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ قال { لِي سَاعَةٌ مَعَ رَبِّي لاَ يَسَعُنِي فِيهَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلاَ مَلَكٌ مُقَرَّب } ، فكانَ التَّفَرُّغُ في الحديثِ بِمَعْنَى إفراغِ القلبِ مِمَّا سِوَى اللهِ كَمَا هوَ الحالُ في أُمِّ سَيِّدِنَا مُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ - حَيْثُ قالَ فِيهَا رَبُّ العِزَّة {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَرِغا} (2) قالَ الشَّيْخُ - رضي الله عنه - : أيْ مِمَّا سِوَى اللهِ ، ولِذلكَ سَمَّاهُ " فؤاداً " ولَمْ يُسَمِّهِ " قلباً " ؛ حَيْثُ انْتَفَى عَنْهُ تَقَلُّبُ قلوبِ أهْلِ التَّلْوِينِ فصارَ مِنْ أهْلِ التَّمْكِينِ ، ولِذلكَ أطاعَتِ الأمرَ مِنْ فَوْرِهَا حِينَ أمَرَهَا {فَاقْذِفِيهِ فِى الْيَمّ} (3) وذلكَ مِنْ غَيْرِ تأجيلٍ أوْ تَراخٍ ؛ لأنَّ الفؤادَ قَدْ سَكَنَ بفعلِ النُّورِ الإلهيِّ ، جَعَلَنَا اللهُ مِنْ جملةِ عبادِهِ المُخْلِصِينَ المُخْلَصِينَ ، واللهُ وليُّ التَّوْفِيق . __________ (1) 1- أَخْرَجَه التّرمذيّ وابن ماجة والحاكم وأحمد والطّبرانيّ في الكبير . (2) 2- سورة القصص : 10 (3) 3- سورة طه : 39