-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 4 سبتمبر 2017

شرح الأوراد : هلْ يجوزُ لأفرادِ العلماءِ والمسلمينَ إنشاءُ العبادةِ مِنْ ذاتِهمْ بحَيْثُ لا يكونُ الواحدُ مسبوقاً في ذلكَ ؟

شرح الأوراد : هلْ يجوزُ لأفرادِ العلماءِ والمسلمينَ إنشاءُ العبادةِ مِنْ ذاتِهمْ بحَيْثُ لا يكونُ الواحدُ مسبوقاً في ذلكَ ؟
=

برهانيات كوم 

* ويبقى مِنْ مسائلِ هذَا البابِ شيءٌ واحدٌ : وهوَ الكلامُ في : هلْ يجوزُ لأفرادِ العلماءِ والمسلمينَ إنشاءُ العبادةِ مِنْ ذاتِهمْ بحَيْثُ لا يكونُ الواحدُ مسبوقاً في ذلكَ ؟


وهوَ موضوعُ النُّقْطَةِ التّاليةِ ، وهيَ ضِمْنَ الإجابةِ السّابقةِ على شأنِ الصُّوفِيَّةِ في أورادِهِمْ مِنْ ألفاظٍ معجمةٍ وأذكارٍ غَيْرِ واردةٍ فِيمَا يتداولُهُ النّاس ..

فنقولُ وباللهِ التَّوْفِيق :

ز- الإنشاءُ في العبادةِ ابتداءً سُنَّةٌ إقراريةٌ متى كانَ مِنْ جنسِها :

والآثارُ الصّحيحةُ المتواترةُ في ذلكَ كثيرةٌ ؛ حَيْثُ ابتدأَ الصّحابةُ الكثيرَ مِنَ الأدعيةِ والعباداتِ فأَقَرَّهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وصارَتْ أموراً تَتَعَبَّدُ الأُمَّةُ المُحَمَّديّةُ بِهَا وبمِثْلِهَا ..

ومِنْ ذلكَ : لفظُ ( رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ ) عِنْدَ القيامِ مِنَ الركوعِ ؛ حَيْثُ ابتدَأَهُ سَيِّدُنَا الصِّدِّيقُ أبو بَكْرٍ عِنْدَمَا جاءَ متأخِّراً إلى الصلاةِ حَتَّى أَدْرَكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ الركوعِ فحمِدَ اللهَ ، فأُوحِيَ لِلنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ربِّهِ أنْ يقول { سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه } فرَدَّ عليْهَا بذلكَ ، فأقَرَّها النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وصارَتْ سُنَّةً مؤكَّدة (1) ..

ومِنْهُ : ما رواهُ سَيِّدُنَا رفاعةُ بنُ رافعٍ الزرقيُّ - رضي الله عنه - قال :" كُنَّا يَوْماً نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَال { سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه } فَقَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ :" رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ " فَلَمَّا انْصَرَفَ قَال { مَنِ الْمُتَكَلِّم } قَالَ :" أَنَا " قَال { رَأَيْتُ بِضْعاً وَثَلاَثِينَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَ أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّل } (2) ..

__________

(1) 1- ومَتْن الحديث ذكره النّوويّ في " الأذكار " مَرْوِيّاً في صحيحَيِ البخاريّ ومسلم .

(2) 2- رواه البخاريّ .


ومنْهُ : ما رواهُ سَيِّدُنَا بريدةُ - رضي الله عنه - أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمعَ رجلاً يقول :" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد " فقالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - { لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالاسْمِ [ أو : بِاسْمِهِ ] الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَاب } (1) ..
ومِنْ أبدعِ ما في ذلكَ : ما أَطْلَقَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الأُمَّةِ كُلِّها حينَ علَّمَهمُ التشهدَ ثمَّ قالَ في آخرِه { ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاء } (2) ، وفي روايةِ البخاريّ { ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو } ، وفي رواياتٍ لِمسلم { ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاء } .
ومِنْ هذَا البابِ جَرَى فِعْلُ ساداتِنَا ومشايخِنَا - رضي الله عنهم - أجمعِينَ ؛ حَيْثُ اقْتَبَسُوا بِنُورِ العِلْمِ النّافعِ والفهمِ الثّاقبِ والبصيرةِ النّافذةِ والهِبَاتِ النّفيسةِ والفضلِ الإلهيِ الواسعِ والكرمِ النَّبَوِيِّ العالي أنواراً وعلوماً أَوْدَعُوهَا في أذكارِهُمْ ، حَتَّى إنَّهُمْ رُزِقُوا أسرارَ الحروفِ وآثارَهَا فرَكَّبُوهَا بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ بهِ لِيَنتفِعَ بِهَا مَنْ صَفَتْ سريرتُهُ وأرادَ ذلك ..
__________
(1) 3- رواه أبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجة .
(2) 4- رواه البخاريّ ومسلِم عَنْ سَيِّدِنَا عَبْد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .

وقَدْ ذَكَرْنَا قَبْلَ قليلٍ قولَ العلاّمةِ الصّاويِّ أنَّ أورادَ العارفينَ لا تخلو مِنْ كونِهَا مِنَ الكتابِ أوِ السُّنَّةِ أوِ الفتحِ الإلهيِّ ، ولِذلكَ تُقَدَّمُ على غَيْرِهَا ؛ ومثلُهُ لا يُقِرُّ الفتحَ الإلهيَّ عبثاً في أمورِ العبادةِ ، بلْ ومثلُهُ يُؤْخَذُ منهُ ويُعتمَدُ على فعلِهِ وقولِهِ ويُعْتَدُّ بهِ ويُقْتَدَى .
وبهذَا نَصِلُ بفضلِ اللهِ إلى المقصودِ مِنْ كتابِنا هذَا ، وهوَ عَرْضُ بعضِ ما أفاضَ اللهُ ورسولُهُ على لسانِ شيخِنا سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - في دروسِهِ الفريدةِ مِنْ شروحٍ لأورادِ سَيِّدِي إبراهيمَ القرشيِّ الدّسوقيِّ - رضي الله عنه - ، سائلينَ اللهَ عزَّ وجلَّ متوسِّلِينَ بأهلِ البيتِ الطاهرينَ وبرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يجعلَ هذَا خالصاً لِوجهِهِ الكريمِ وأنْ يُجَنِّبَنا مَواطِنَ الزَّلَلِ والْهَلَكَةِ .. آمين .




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم