قال سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه: يقول البعض إن ما يعمل في المولد من الحلوى على صور مختلفة كالعروسة والجمل والحصان هو شرك بالله لأنَّ الصور والتماثيل حرَّمها الله تعالى ويسوقون البراهين على ذلك بالأحاديث إنَّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلبٌ أو صورة إلا كلب ماشية أو زرع... ويستدلُّون بالحديث الذي ينصُّ على تعذيب المولى عزَّ وجلَّ لمن يصنعون هذه الصور ويطلب منهم أن يحيوا ما صنعوا ونحن نقول: ذهب العلماء في هذا الصدد إلى أقوال كثيرة أجملها وأعمُّها الصور التي تكون كاملة من الحصى والخشب والحجارة وغيرها من جميع الأنواع التي تصنع منها التماثيل المنحوتة، وما عدا ذلك مما لا تستقرُّ فيه الحياة كالرسوم في الورق والقماش فهو مكروهٌ لا غير، وبعضهم جعلها من المباح واستدلُّوا بالحديث الذي رواه الإمام الترمذي: إن جبريل نزل بصورة السيدة عائشة رضي الله عنها في سرقة من حرير أو على ورقة من شجر الجنَّة وهذا في حكم التصوير الفوتوغرافي. وقال الإمام القرطبي في حديثه عن هذه المسألة: وقد استثني من هذا لعب البنات لما ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي تزوَّجها وهي بنت ستٍّ أو سبعٍ وكانت تلعب بالبنات ولم يعترض رسول الله على هذا. وكذلك كلُّ ما صنع من الحلوى أو من العجين ولا بقاء له فمرخَّصٌ فيه ثمَّ إن الغرض منه هو إدخال السرور والفرح على قلوب الأطفال وليس الكبار
تعليقات: 0
إرسال تعليق