شرح معنى : وَفِيهِ ارْتَقَتِ الْحَقَائِق سبتمبر 07, 2017 الصفحة الرئيسية شرح الأوراد = برهانيات كوم * ( وَفِيهِ ارْتَقَتِ الْحَقَائِق ) : لأنَّهُ أصْلُهَا ودُرَّةُ عِقْدِهَا ، فمَا سُمِّيَتِ الحقائقُ " حقائقَ " إلاَّ بِنِسْبَتِهَا إلى حَقٍّ أَوْجَدَهُ اللهُ وأرادَهُ فأَحَبَّهُ عِنْدَمَا أرادَ أنْ يُعْرَفَ فخَلَقَه { كُنْتُ كَنْزاً مَخْفِيّاً فَأَرَدْتُ أَنْ أُعْرَفَ فَخَلَقْتُ الْخَلْقَ فَبِي عَرَفُونِي } .. وهُنَا عَوْدٌ - والعَوْدُ أَحْمَدُ - إلى قِصَّةِ خَلْقِ النُّورِ النَّبَوِيِّ الأوَّلِ ؛ وذلكَ إتماماً لِلفائدةِ : - لَمَّا جَعَلَ اللهُ حَضْرَةَ أحديَّتِهِ - غَيْبَ الأحديَّةِ - أصلاً ومَحلاًّ لإرادتِهِ أنْ يُعْرَفَ فكانَتْ أصلاً لِنُورِهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَبَضَ مِنْ هذهِ الحَضْرَةِ قَبْضَةً كانَتْ خَلْقَهُ الأوَّل {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّل} (1) حاشاكَ يا اللَّه . __________ (1) 1- سورة ق : 15 (1/145) ________________________________________ - أقامَ اللهُ هذَا النُّورَ النَّبَوِيَّ في أطوارٍ عشرةٍ سَمَّاهَا الصّالحُونَ ( حُجُبَ الجلالِ العشرةِ ) وفَهِمُوهَا وذاقُوهَا وشاهَدُوهَا مِنْ قولِهِ تعالى {وَلَيَالٍ عَشْر} حَيْثُ كانَتِ القبضةُ المذكورةُ هيَ ( الفَجْرُ ) الذي أَقْسَمَ اللهُ بهِ ، ومَا عِزَّةُ الفَجْرِ في حياتِنَا الدُّنْيَا إلاَّ لِنِسْبَتِهِ إلى صاحِبِ الفَجْرِ الأوَّلِ - صلى الله عليه وسلم - ، فكانَ في تَطوُّرِهِ في هذهِ العَشْرِ هوَ صاحبَ الحقيقةِ الأحمديَّة . - انْعَقَدَ هذَا النُّورُ في الحِجَابِ العاشرِ ، فتَسَمَّى بِـ" الذّاتِ الأحمديِّ " أوِ " الياقوتةِ الحمراءِ " ؛ فَقَدْ سُئِلَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أوَّلِ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ فقال { يَاقُوتةٌ حَمْرَاء } ، والتي كانَتْ أصلاً لِتَنَزُّلَيْنِ هامَّيْنِ هُمَا : أ- رُوحُ القُدُسِ . ب- الدُّرَّةُ البيضاءُ . ولِذلكَ قِيلَ : وياقوتةُ الآزالِ لاَ زالَ مُلْكُهَا ... إلى أبَدِ الآبادِ فَوْقَ العناصرِ حَيْثُ كانَ رُوحُ القُدُسِ والدُّرَّةُ البيضاءُ هُمَا تفصيلاَ عالَمِ الأمرِ ، أيْ أنَّهُ مِنْ عالَمِ الأمرِ الْمُتَنَزِّلِ مِنَ الْخَلْقِ الأوَّلِ تَخْرُجُ الرُّوحُ والدُّرَّةُ ، وسُمِّيَ ذلكَ اصطلاحاً بِـ" الحقيقةِ المُحَمَّديَّةِ " ، فهِيَ أصْلُ الوجودِ : أرواحِهِ وأجسادِهِ ظاهرِهِ وباطنِهِ ؛ فرُوحُ القُدُسِ أصْلُ كُلِّ الأرواحِ ، والدُّرَّةُ البيضاءُ أصْلُ كُلِّ الأجساد . (1/146) ________________________________________ - تَجَلَّى اللهُ على هذهِ الدُّرَّةِ بالْعَظَمَةِ فذابَتْ وأَصْبَحَتْ بحراً ، وخَلَقَ اللهُ ملائكةً تَقْرَأُ الصَّمَدِيَّةَ وملائكةً تُصَلِّي على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَوْلَ هذَا البحرِ ، فأخَذُوا يَدُورُونَ حَوْلَ البحرِ ، ثُمَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ الأسماءَ الإلهيّة {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيا} (1) " ناشف " ، فكانَتِ الأرضُ حَيْثُ خلَقَ مِنْهُ - أيْ مِنَ الزَّبَدِ الرّابي - مَحلَّ البَيْتِ الحَرَامِ ، ثُمَّ خَلَقَ اللهُ الأرضينَ السَّبْعَ والسّماواتِ السَّبْعَ ومَا فِيهِنَّ ، وذلكَ - أيضاً - بالملائكةِ المذكورةِ ، فحقائقُ الوجودِ كُلِّهِ مُرْتَقِيَةٌ مِنْهُ وإلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - . __________ (1) 1- سورة الرّعد : 17
= برهانيات كوم * ( وَفِيهِ ارْتَقَتِ الْحَقَائِق ) : لأنَّهُ أصْلُهَا ودُرَّةُ عِقْدِهَا ، فمَا سُمِّيَتِ الحقائقُ " حقائقَ " إلاَّ بِنِسْبَتِهَا إلى حَقٍّ أَوْجَدَهُ اللهُ وأرادَهُ فأَحَبَّهُ عِنْدَمَا أرادَ أنْ يُعْرَفَ فخَلَقَه { كُنْتُ كَنْزاً مَخْفِيّاً فَأَرَدْتُ أَنْ أُعْرَفَ فَخَلَقْتُ الْخَلْقَ فَبِي عَرَفُونِي } .. وهُنَا عَوْدٌ - والعَوْدُ أَحْمَدُ - إلى قِصَّةِ خَلْقِ النُّورِ النَّبَوِيِّ الأوَّلِ ؛ وذلكَ إتماماً لِلفائدةِ : - لَمَّا جَعَلَ اللهُ حَضْرَةَ أحديَّتِهِ - غَيْبَ الأحديَّةِ - أصلاً ومَحلاًّ لإرادتِهِ أنْ يُعْرَفَ فكانَتْ أصلاً لِنُورِهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَبَضَ مِنْ هذهِ الحَضْرَةِ قَبْضَةً كانَتْ خَلْقَهُ الأوَّل {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّل} (1) حاشاكَ يا اللَّه . __________ (1) 1- سورة ق : 15 (1/145) ________________________________________ - أقامَ اللهُ هذَا النُّورَ النَّبَوِيَّ في أطوارٍ عشرةٍ سَمَّاهَا الصّالحُونَ ( حُجُبَ الجلالِ العشرةِ ) وفَهِمُوهَا وذاقُوهَا وشاهَدُوهَا مِنْ قولِهِ تعالى {وَلَيَالٍ عَشْر} حَيْثُ كانَتِ القبضةُ المذكورةُ هيَ ( الفَجْرُ ) الذي أَقْسَمَ اللهُ بهِ ، ومَا عِزَّةُ الفَجْرِ في حياتِنَا الدُّنْيَا إلاَّ لِنِسْبَتِهِ إلى صاحِبِ الفَجْرِ الأوَّلِ - صلى الله عليه وسلم - ، فكانَ في تَطوُّرِهِ في هذهِ العَشْرِ هوَ صاحبَ الحقيقةِ الأحمديَّة . - انْعَقَدَ هذَا النُّورُ في الحِجَابِ العاشرِ ، فتَسَمَّى بِـ" الذّاتِ الأحمديِّ " أوِ " الياقوتةِ الحمراءِ " ؛ فَقَدْ سُئِلَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أوَّلِ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ فقال { يَاقُوتةٌ حَمْرَاء } ، والتي كانَتْ أصلاً لِتَنَزُّلَيْنِ هامَّيْنِ هُمَا : أ- رُوحُ القُدُسِ . ب- الدُّرَّةُ البيضاءُ . ولِذلكَ قِيلَ : وياقوتةُ الآزالِ لاَ زالَ مُلْكُهَا ... إلى أبَدِ الآبادِ فَوْقَ العناصرِ حَيْثُ كانَ رُوحُ القُدُسِ والدُّرَّةُ البيضاءُ هُمَا تفصيلاَ عالَمِ الأمرِ ، أيْ أنَّهُ مِنْ عالَمِ الأمرِ الْمُتَنَزِّلِ مِنَ الْخَلْقِ الأوَّلِ تَخْرُجُ الرُّوحُ والدُّرَّةُ ، وسُمِّيَ ذلكَ اصطلاحاً بِـ" الحقيقةِ المُحَمَّديَّةِ " ، فهِيَ أصْلُ الوجودِ : أرواحِهِ وأجسادِهِ ظاهرِهِ وباطنِهِ ؛ فرُوحُ القُدُسِ أصْلُ كُلِّ الأرواحِ ، والدُّرَّةُ البيضاءُ أصْلُ كُلِّ الأجساد . (1/146) ________________________________________ - تَجَلَّى اللهُ على هذهِ الدُّرَّةِ بالْعَظَمَةِ فذابَتْ وأَصْبَحَتْ بحراً ، وخَلَقَ اللهُ ملائكةً تَقْرَأُ الصَّمَدِيَّةَ وملائكةً تُصَلِّي على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَوْلَ هذَا البحرِ ، فأخَذُوا يَدُورُونَ حَوْلَ البحرِ ، ثُمَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ الأسماءَ الإلهيّة {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيا} (1) " ناشف " ، فكانَتِ الأرضُ حَيْثُ خلَقَ مِنْهُ - أيْ مِنَ الزَّبَدِ الرّابي - مَحلَّ البَيْتِ الحَرَامِ ، ثُمَّ خَلَقَ اللهُ الأرضينَ السَّبْعَ والسّماواتِ السَّبْعَ ومَا فِيهِنَّ ، وذلكَ - أيضاً - بالملائكةِ المذكورةِ ، فحقائقُ الوجودِ كُلِّهِ مُرْتَقِيَةٌ مِنْهُ وإلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - . __________ (1) 1- سورة الرّعد : 17
تعليقات: 0
إرسال تعليق