انْظُرْ قَوْلَهُ - رضي الله عنه - ( وَغَيْبَةُ ... ) إشارةً إلى الهويّةِ التي عَبَّرَتْ عَنْهَا آيةُ الكُرْسِيِّ ، وكذلكَ الضَّمِيرُ في أوَّلِ سورةِ القَدْرِ في قَوْلِهِ تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَه} فالهويّةُ - كَمَا قالَ الشَّيْخُ - رضي الله عنه - مِنْ شأنِهَا الغيبيّةُ والاستتارُ معَ الوجودِ التّامّ .
انْظُرْ قَوْلَهُ - رضي الله عنه - ( قَدْرِ الْمُصْطَفَى ) إشارةً إلى أنَّ مَعْنَى القَدْرِ في السُّورةِ بَلِ اسمُ السُّورةِ ذاتُهُ فيهِ الإشارةُ إلى قَدْرِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - .
انْظُرْ قَوْلَهُ - رضي الله عنه - ( بِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ ) فيهِ الإشارةُ إلى أنَّ القرآنَ المُنْزَلَ في هذهِ اللَّيْلَةِ إنَّمَا هوَ تَرْجَمَةٌ كاملةٌ لِلأخلاقِ التي جُمِعَتْ في شَخْصِ الرَّسولِ الكريمِ - صلى الله عليه وسلم - ، وفِي ذلكَ حديثُ السَّيِّدةِ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا :" كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآن " ، والرِّوايةُ التي قالَتْ فِيهَا :" كَانَ قُرْآناً يَمْشِي بَيْنَ النَّاس " أوْ كَمَا قالَتْ .
انْظُرْ قَوْلَهُ - رضي الله عنه - ( سَلاَمٌ هِيَ سِينُ السَّلاَمِ بِقَبْضَةِ ) وهوَ تأويلٌ كاملٌ لِقَوْلِهِ تعالى في سورةِ القَدْر {سَلَمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} (1) حَيْثُ الفَجْرُ هوَ قَبْضَةُ النُّورِ النَّبَوِيِّ التي ذَكَرَهَا في آخِرِ البيتِ ، واسْمُهُ - صلى الله عليه وسلم - " يس " هوَ السِّينُ مسبوقةً بالنِّداءِ ..
ووضَّحَها سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ نَظْمِهِ حَيْثُ قالَ :