-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

شرح الأوراد : شرح الاساس : شرح الاستغفار : ( أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم )

شرح الأوراد : شرح الاساس : شرح الاستغفار : ( أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم )
=

برهانيات كوم 

ب- الاستغفار : ( أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم ) :

- ذكرَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - أنَّ الوليَّ إذَا استغفرَ ( هكذا بلفظِ الوليِّ ) 70 مرّةً في الصباحِ وبالليلِ سامَحَهُ اللهُ فِيمَا بَيْنَهُمَا ؛ هذهِ تغفرُ ذنوبَ الليلِ ، وهذهِ تغفرُ ذنوبَ النهار .

تدقيق :

ربَّمَا فَسَّرَ هذَا الكلامُ حديثَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الواردَ بهذَا العددِ في الاستغفارِ : ولفظُه { وَاللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة } (1) بمعنى أنَّ هذَا العددَ مِنْ خصوصياتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وخلفائِهِ ؛ حَيْثُ ابتدأَ - صلى الله عليه وسلم - لفْظَ الحديثِ بالقَسَمِ باللهِ ، بَيْنَمَا الحديثُ المرويُّ بالعددِ ( 100 مرة ) أَثْبَتَ فيهِ الغينَ على القلبِ ، فكأنَّهُ يَتحدثُ بِلِسانِ أُمَّتِهِ حَيْثُ لا ذنبَ ولا غينَ عِنْدَهُ - صلى الله عليه وسلم - أصلاً ، والحديثُ لفظُه { إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّة } (2) ، وصَحَّ عَنْهُ - صلى الله عليه وسلم - { تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ : فَإِنْ وَجَدْتُ خَيْراً حَمِدْتُ اللَّهَ ، وَإِنْ وَجَدْتُ غَيْرَ ذَلِكَ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُم } .

أمَّا استغفارُهُ - صلى الله عليه وسلم - 70 مرّةً هوَ وأكابرُ الصالحينَ كَمَا أشارَ إلى ذلكَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ بقولِهِ :" الوليُّ الذي يستغفرُ ... " فلا يَكونُ عَنْ مَعاصِي أوْ ذنوبٍ ، وإنَّمَا لأنَّهُ في كُلِّ لحظةٍ يترقَّى ، فهوَ أَرْقَى في هذهِ اللحظةِ مِنْ سابقتِهَا مِنْ ناحيةِ الزيادةِ في العِلْمِ ، فاستغفارُهُ إنَّمَا هوَ عَنْ نَقْصِ العِلْمِ في السابقةِ بالنسبةِ إلى اللاحقةِ ، ورُبَّمَا كانَتِ الإشارةُ في العددِ ( 70 ) إلى حَرْفِ العينِ حَيْثُ جَمْعُهَا ( الأعيانُ ) وهُمْ أكابرُ الأولياءِ في المصطلحِ الصُّوفِيِّ ، ورُبَّمَا يُقالُ لهمُ ( الأعيانُ الثابتةُ ) ، واللهُ أعلم .

__________

(1) 1- رواه البخاريّ .

(2) 2- رواه مسلم .

(1/62)

________________________________________

تحقيق :


وقَدْ وردَتِ الإشارةُ إلى استغفارِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - في " شرابِ الوصلِ " في قولِهِ :


الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى تَبُثُّ شِكَايَةً ... أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي هُوَ مُنْجِدِي


- ومِنْ جواهرِ مَنْطِقِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - : أعلى أصنافِ الاستغفارِ هوَ استغفارُ أبِينَا آدمَ - عليه السلام - المشارُ إلَيْهِ في الآية {فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} (1) ولِهذَا يكونُ توجيهُهُ - أيِ النيةُ فيهِ - هكذا : اللَّهُمَّ يا سَيِّدِي ومولايَ أسألُكَ توبةً صادقةً علَيَّ كَمَا تُبْتَ على عبدِكَ آدمَ مِنْ قبلُ في قولِك {فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} ..

تحقيق :

__________

(1) 1- سورة البقرة : 37

(1/63)

________________________________________

ولا تَعارُضَ بينَ قولِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ :" أعلى أصنافِ الاستغفارِ ... " وبينَ ما وردَ في حديثِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - { سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ : " اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْت " ، مَنْ قَالَهَا بِالنَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ... } (1) إلى آخِرِ الحديثِ ، والجَمْعُ بَيْنَهُمَا يسيرٌ ؛ لأنَّ الأخيرَ - وهوَ سَيِّدُ الاستغفارِ - محمولٌ بلْ ومقصورٌ على أهلِ اليقينِ المتحقِّقِينَ بكمالِ العبودةِ لِلَّهِ كَمَا أشارَ إلى ذلكَ الحديثُ في قولِه { الْعَبْد } وفي قولِه { مُوقِناً بِهَا } ؛ فالسيادةُ في قولِهِ - صلى الله عليه وسلم - { سَيِّدُ الاِسْتِغْفَار } هي لِصاحبِ الاستغفارِ الذي هوَ مِنْ أهلِ السيادةِ لِتَحَقُّقِهِ مِنْ عبودتِهِ لِربِّهِ ، أمّا الْعُلُوُّ في الأولِ - أي المذكورِ في قولِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - فمحمولٌ على عُلُوِّ الأسماءِ الإلهيةِ المذكورةِ فيهِ : وهيَ الأسماء الثلاثة ( هُوَ - التَّوَابُ - الرحيمُ ) .

فإنْ قالَ قائلٌ : الواجبُ هوَ الالتزامُ في الاستغفارِ بالصيغةِ الواردةِ المذكورةِ ..

نقولُ لَهُ : فمَنِ المخاطَبُ في الصِّيَغِ الأخرى الصحيحةِ الواردةِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ورواهَا عَنْهُ الصّحابةُ والتّابعُونَ والأئمّةُ الأعلامُ - رضي الله عنهم - ؟!

فالحقُّ ما ذَكَرْنَاهُ إنْ شاءَ الله .

__________

(1) 2- رواه البخاريّ .

(1/64)

________________________________________

- ومِمَّا وَرَدَ في فَضْلِ الاستغفارِ :


* قالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب } (1) .

تحقيق :

ولزومُ الاستغفارِ بفضلِ اللهِ مضمونٌ بِمَا قَيَّدَهُ عَلَيْنَا شيخُنَا - رضي الله عنه - في الأساسِ بَعْدَ الصبحِ وبَعْدَ العصرِ ، وكذلكَ ما يُطلَبُ مِنَ المريدِ في المرحلةِ الأولى في طريقتِنا والتي تُسَمَّى " مرتبةَ الاستغفارِ " ، وهيَ 70 ألفَ مرّةٍ على مدّةٍ غَيْرِ محدودةٍ بحَيْثُ تَكونُ ولو مَرّةً في العمرِ ؛ وذلكَ لِعظيمِ فضلِهَا ، وبهذَا العددِ - الذي هوَ نهايةُ مرتبةِ الاستغفارِ - تتنزَّلُ ملائكةُ الاستغفارِ فتصيرُ معَ المريدِ عِنْدَ استغفارِهِ بأيِّ عَدَدٍ بَعْدَ ذلكَ .

* قالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - { وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعَالَى فَيَغْفِرُ لَهُمْ } (2) .

تحقيق :

المعضِلُ في فَهْمِ الحديثِ أنَّ ظاهرَهُ دعوةٌ لِلذنْبِ ، إلاَّ أنَّ سَيِّدِي فَخْرَ الدِّينِ - رضي الله عنه - ذكرَ أنَّهُ مِنْ أحاديثِ القدرةِ ، وهيَ التي لا تُفَسَّرُ على ظاهرِهَا ، فوَجَبَ التأويلُ ، ولِذلكَ حَمَلَ هذَا الحديثَ على أهلِ مرتبةِ الإيمانِ حَيْثُ الذنْبُ في الإيمانِ هوَ الغفلةُ عَنِ الذِّكْرِ ، وكأنَّ الحديثَ تخفيفٌ على مَنْ قَصَّرَ أوْ غفلَ عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إذْ جاءَهُ ؛ فلْيستغفرِ اللهَ ولْيَتُبْ ولْيُقْلِعْ عَنْ غفلتِهِ ، واللهُ أعلم .

__________

(1) 1- رواه أبو داود وابن ماجة عَنْ سَيِّدِنَا عبد الله بن عبّاس رضي الله عَنْهُمَا .

(2) 2- رواه مسلم عَنْ سَيِّدِنَا أبي هريرة - رضي الله عنه - .

(1/65)

________________________________________

* وعَنِ الإمامِ عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجهَهُ قال :" إِنِّي عَجِبْتُ مِمَّنْ يَشْكُو ضِيقَ الرِّزْقِ وَمَعَهُ مَفَاتِيحُه ! " قيلَ :" وما هيَ ؟ " قال : الاسْتِغْفَار (1) .




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم