نقولُ لَهُ : فمَنِ المخاطَبُ في الصِّيَغِ الأخرى الصحيحةِ الواردةِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ورواهَا عَنْهُ الصّحابةُ والتّابعُونَ والأئمّةُ الأعلامُ - رضي الله عنهم - ؟!
فالحقُّ ما ذَكَرْنَاهُ إنْ شاءَ الله .
__________
(1) 2- رواه البخاريّ .
(1/64)
________________________________________
- ومِمَّا وَرَدَ في فَضْلِ الاستغفارِ :
* قالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب } (1) .
تحقيق :
ولزومُ الاستغفارِ بفضلِ اللهِ مضمونٌ بِمَا قَيَّدَهُ عَلَيْنَا شيخُنَا - رضي الله عنه - في الأساسِ بَعْدَ الصبحِ وبَعْدَ العصرِ ، وكذلكَ ما يُطلَبُ مِنَ المريدِ في المرحلةِ الأولى في طريقتِنا والتي تُسَمَّى " مرتبةَ الاستغفارِ " ، وهيَ 70 ألفَ مرّةٍ على مدّةٍ غَيْرِ محدودةٍ بحَيْثُ تَكونُ ولو مَرّةً في العمرِ ؛ وذلكَ لِعظيمِ فضلِهَا ، وبهذَا العددِ - الذي هوَ نهايةُ مرتبةِ الاستغفارِ - تتنزَّلُ ملائكةُ الاستغفارِ فتصيرُ معَ المريدِ عِنْدَ استغفارِهِ بأيِّ عَدَدٍ بَعْدَ ذلكَ .
* قالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - { وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعَالَى فَيَغْفِرُ لَهُمْ } (2) .
تحقيق :
المعضِلُ في فَهْمِ الحديثِ أنَّ ظاهرَهُ دعوةٌ لِلذنْبِ ، إلاَّ أنَّ سَيِّدِي فَخْرَ الدِّينِ - رضي الله عنه - ذكرَ أنَّهُ مِنْ أحاديثِ القدرةِ ، وهيَ التي لا تُفَسَّرُ على ظاهرِهَا ، فوَجَبَ التأويلُ ، ولِذلكَ حَمَلَ هذَا الحديثَ على أهلِ مرتبةِ الإيمانِ حَيْثُ الذنْبُ في الإيمانِ هوَ الغفلةُ عَنِ الذِّكْرِ ، وكأنَّ الحديثَ تخفيفٌ على مَنْ قَصَّرَ أوْ غفلَ عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إذْ جاءَهُ ؛ فلْيستغفرِ اللهَ ولْيَتُبْ ولْيُقْلِعْ عَنْ غفلتِهِ ، واللهُ أعلم .
__________
(1) 1- رواه أبو داود وابن ماجة عَنْ سَيِّدِنَا عبد الله بن عبّاس رضي الله عَنْهُمَا .
(2) 2- رواه مسلم عَنْ سَيِّدِنَا أبي هريرة - رضي الله عنه - .
(1/65)
________________________________________
* وعَنِ الإمامِ عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجهَهُ قال :" إِنِّي عَجِبْتُ مِمَّنْ يَشْكُو ضِيقَ الرِّزْقِ وَمَعَهُ مَفَاتِيحُه ! " قيلَ :" وما هيَ ؟ " قال : الاسْتِغْفَار (1) .
تعليقات: 0
إرسال تعليق