قدم عليه رجل مفتون بآراء طائفة من الضالين بحفظ النصوص الذين يحسبون أنهم على شئ إلا أنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان {ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} قال هذا الرجل : أيها الشيخ إن الحديث قد أخبرنا أن بنى إسرائيل افترقوا على اثنين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاثةٍ وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة وهى من كانت على ما كان هو عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده ويؤخذ منه أن المتصوفة وأصحاب المذاهب هم الاثنان والسبعون والجماعة الذين ينتمى إليهم هم الفرقة الناجية · وفى لطف وأدب جم بادره شيخنا العارف وأستاذنا المربى : ما هكذا يا سعد تورد الإبل بل إنكم قد أخذتم اللفظ وتركتم المعنى المقصود تمرون الديار ولم تعوجوا · فيم اختلفت بنوا إسرائيل ؟ إنهم اختلفوا فى التوحيد وفرقوا دينهم وتشيعوا طوائفا وفرقا · أما علماء المذاهب وأهل التصوف وأهل الذكر والفكر الصحيح الثاقب فقد حرروا العقائد ودفعوا أهل البدع والضلالات بالأدلة والبراهين ، قفوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار أصحابه رضى الله عنهم استنبطوا لهذه الأمة أحكام الشريعة من أدلتها فهم القدوة للعاملين وحجة الله على العارفين اختارهم الله لخدمة الدين والدعوة إلى سلوك سبيل اليقين : {قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى} فارجع يا أخى عن هذا الفهم الذى ينحرف بك عن سبيل المؤمنين ويقودك إلى موارد الضالين الهالكين · فاهتدى الرجل بهذا القول الحسن وفارق أهل الضلا لة من لحظته :
ويعرف عنى من هدى الله قلبه ويعزف عن حبى طريد الهداية
ألا فخذوا عني الأحاد معنعنا أصح روايات الحديث روايتى
تعليقات: 0
إرسال تعليق