-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الجمعة، 8 سبتمبر 2017

شرح الأوراد : الكلامُ في الصَّمَدِيَّةِ مِنْ حَيْثُ التَّجَلِّي

شرح الأوراد : الكلامُ في الصَّمَدِيَّةِ مِنْ حَيْثُ التَّجَلِّي

برهانيات كوم 

أمَّا الكلامُ في الصَّمَدِيَّةِ مِنْ حَيْثُ التَّجَلِّي : فَهِيَ تُعَبِّرُ عَنِ التَّجَلِّي الصَّمَدَانِيِّ الوترِيِّ أوِ التَّجَلِّي الصَّمَدِيِّ الوترِيِّ ، وهوَ لهُ 124 ألْفَ نُورٍ ، وكُلُّ نُورٍ يَنْقَسِمُ إلى 124 ألْفَ ضِيَاءٍ ، وكُلُّ ضِيَاءٍ يَنْقَسِمُ إلى 124 ألْفَ بَرْقٍ ، وهوَ الذي يَقولُ القَوْمُ عَنْهُ في الإشاراتِ : سَنَا البَرْق .

تحقيق :

يَقُولُ اللهُ تعالى {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَر} (1) ..

ويَقُولُ في ذلكَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في التّائيّة :


فَإِنَّ ضِيَاهَا مَا بِهِ الأَرْضُ أَشْرَقَتْ ... وَإِنَّ سَنَاهَا مِنْ سَنَا الأَحَدِيَّةِ


وكلامُ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - يَدُلُّ على أنَّ قَدْرَ سورةِ الصَّمَدِيَّةِ لَيْسَ مِنْ حَيْثُ تفسيرِ آياتِهَا فحَسْبُ ؛ وإنَّمَا المَوْطِنُ الذي تَنَزَّلَتْ مِنْهُ وتجلِّياتُهُ ، ولاَ أَدَلَّ على ذلكَ مِنَ الحديثِ الذي ذكَرْناهُ سابقاً حَيْثُ عَرَّفَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بقولِه { اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآن } ؛ لأنَّهُ كَمَا تَقَدَّمَ لَمْ يَذْكُرْ نَصَّ السُّورَةِ ، بَلْ أشارَ إلَيْهِ بكلماتٍ ثلاثٍ ، وهوَ مَا أشارَ إلَيْهِ شَيْخُنَا - رضي الله عنه - بقولِهِ : الصَّمَدَانِيُّ نِسْبَةً إلى " الصَّمَدِ " ، والوتريُّ حَيْثُ الوترُ واحدُ الثّلاثةِ .. واللهُ تعالى أَعْلَم .

أمَّا تفصيلُ هذَا التَّجَلِّي كَمَا ذكرَهُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - : فَقَدْ عَثَرْنَا في كُنُوزِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ المُطَهَّرةِ على حديثٍ يَكادُ يَنْطِقُ بمطابَقتِهِ لِكلامِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - ..

__________

(1) 1- سورة النّور : 43

(1/185)

________________________________________

وهذَا نَصُّهُ : عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بنِ مالكٍ - رضي الله عنه - قال : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَبُوكَ ، فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ ( بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ ) لَمْ نَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى بِمِثْلِهِ ، فَأَتَى جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَال { يَا جِبْرِيلُ .. مَا لِي أَرَى الشَّمْسَ طَلَعَتِ الْيَوْمَ ( بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ ) لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ بِمِثْلِهِ فِيمَا مَضَى } قَالَ :" إِنَّ ذَلكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيُّ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ الْيَوْمَ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ " قَال { وَفِيمَ ذَلِك } قَالَ : " كَانَ يُكْثِرُ قِرَاءَة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَفِي مَمْشَاهُ وَقِيَامِهِ وَقُعُودِهِ ، فَهَلْ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَقْبِضَ لَكَ الأَرْضَ فَتُصَلِّيَ عَلَيْهِ ؟ " قَال { نَعَم } فَصَلَّى عَلَيْه (1) ..

انْظُرْ إنْ شئْتَ عبارة :" بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُور " فهوَ هوَ الضِّيَاءُ والنُّورُ والبَرْقُ في الاصطلاحِ الذي ذكَرَهُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في شَرْحِهِ ، بَلْ وفيهِ الإشارةُ إلى الوتريّةِ التي عَرَّفْنَاهَا آنِفاً نسبةً إلى الوترِ وهوَ واحدُ الثّلاثةِ ، واللهُ تعالى أَعْلَم .

ومِنْ إشاراتِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - قولُهُ :


مَنْ حَبَا شَيْخَكَ شَيْخاً وَاصِلاً ... يَا مُرِيدِي قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ

إِنَّهُ إِنْسَانُ عَيْنٍ شَاهَدَتْ ... نُورَهُ فِي حَضْرَةِ الْبَرِّ الصَّمَدْ

كُلُّ عَيْنٍ بِالْجَمَالِ اكْتَحَلَتْ ... طَابَ كُحْلاً لِيُجَافِيهَا الرَّمَدْ

مَا تَرَاهُ الأَرْضُ مَاءً نَافِعاً ... مَا لَهُ مِنْ نَفْعِهَا كُفُواً أَحَدْ

__________

(1) 1- رواه البيهقيّ في الدّلائل وأبو يعلى .





مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم